أثر الفكر العربي،
في الفكر العبري.
عِندما، كُنَّا ... عُظماء.
تطرّٓقت في أبحاث سابقة، الى أثر الفكر العربي، في :
الفكر الإسباني.
والفكر اللاتيني.
في بحثي هذا، سأتكلم عن الفكر العربي، من الناحية التاريخية، وتأثيره على الفكر العبري.
وما أوسع، رِحاب. الفكر العربي.
وما أعظم، شأن. الفكر العربي.
وما أعلى، جُدرانه، حتى طالت السماء.
اولا : الفكر العربي قبل الاسلام.
قبل ظهور الاسلام، كانت اوضاع العرب فيها، من البداوة والحضارة، والفقر، والغنى، وكانوا، قبائل يتطاحنون في سبيل الماء والكلأ.
وقد، تعاقبت قبل الاسلام دوّل، اخرها دولة، حمير.
وفي الشمال، أقام الغساسنة، دولة قوية بجوار دولة، الروم.
كذلك، أقام اللخّميون دولة الحيرة بجوار دولة، الفرس.
وقد، تسّربت الى المجتمع الجاهلي الى جانب الوثنية ديانات، كاليهودية، والمسيحية، النسطورية في الحيرة، واليعقوبية بين الغساسنة.
أما الأدب الجاهلي، كان فيه حكمة، فطرية :
فإنك ، ترى الشاعر طرفة ابن العبد، عانى من ظلم ذوي القربى، حيث قال :
وظُلم ذوي القربى أشدُّ مضاضة ً
على المرء من وقع الحسام المهندِّ
اما الشاعر الحكيم، زهير ابن ابي سلمى سئم الحياة لطولها،
حيث قال :
سئمت تكاليف الحياة ومن يعش
ثمانين حولا ً لا أُبالك يسأم
يتضح، من الموارد الشحيحة التي وصلت إلينا، انه لم يحظ ٓ، المجتمع العربي قبل الاسلام بفكر ٍ، يمكن الركون اليه من اجل النهوض بحضارة كالتي تلت، ظهور الاسلام.
ثانيا ً : بذور الفلسفة العربية.
لقد تمثّلت، وترسّخت بذور الفلسفة العربية، بالقرآن الكريم، والحديث، والسُّنة، والفقه، وكانت الرافعة الاساسية والوحيدة التي أثرّت على الحياة العقلية، والنهضة العلمية، والفلسفية.
وكان من نتائجها :
النهضة الفكرية.
اللغة، والأدب.
التاريخ، والجغرافيا.
الرياضيات، والفلك.
الطب، والكيمياء.
الطبيعيات.
ثالثا ً : النهضة الدينية.
بدأت النهضة الدينية، بظهور الفرق الكلامية، كالقدّرية، والجبّرية، والصفاتية، والمعتزلة، والأشعرية.
ومن أسباب هذه النهضة، كان، المسلمون في عهدهم الاول يأخذون بنص القرآن الكريم، وحرفية الحديث، ولكنهم بعد اتصالهم بالحضارات المجاورة من فارسية، ورومية، وسريانية، وقبطية، اختلفت معهم الأوضاع وأصبحوا بحاجة الى مناهج جديدة، الامر الذي أدى الى تطور التفكير لدى المسلمين، وبالتالي، الى النهضة الدينية.
رابعا ً : روافد نهضة الفكر العربي.
لم يكن الفكر العربي يوما متحجرا ً بل، كان دائم الحركة، كان في الصحراء يلازم السماء والقمر، والنجوم، وحركة الكواكب، ويحاكي الخيال.
وقد استلهم الفكر العربي من ثلاثة روافد، أشبّعت تعّطشه، ونهمه، وتوَّجه الى الترقي للوصول الى كنه، ولب الحقيقة.
وقد تلّقف، ودرس، وترجم الكتب، والمجلدات من الحضارات التي سبقته، وهي اليونانية، والفارسية، واللاتينية.
وعندما، ارتوى الفكر العربي، من هذه الروافد وشرب منها ما يحتاجه لبناء نهضته العظيمة، والخلّاقة ووصل مستوى فكره الى العطاء، لم يبخل هذا الفكر العربي من ان يغذّي الحضارات، الاخرى ( كالعبرية، والإسبانية، والّلاتينية ) من اثاره، الفكرية العميقة التي وصل اليها بعد جهد وعناء.
وقد أجمع، مؤرخو التاريخ، والفلسفة، ان العرب، أينما حلّوا كانوا لا يبخلون في العطاء، وهذه ميزة لم يُسطِّرها التاريخ لغاز ٍ يقهر الشعوب التي يحكمها، بالحديد والنار.
اليوم، سأكتفي في بحث :
اثر الفكر العربي ، في الفكر العبري، ( بالأندلس )
كان اليهود، على صِلة بالفكر الاسلامي ، في الشرق والغرب، فنقلوا الاثار العربية الى لغتهم، كذلك نقلوا التراث العربي الى اللاتينية.
كانت، طليطلة المدينة العامرة الأندّلسية، تعلو قببّها ودواوينها نهضة علمية حيث رعّت الحركة العلمية فاجتمع، العلماء على اختلاف مللّهم لمعالجة الأبحاث وترجمة الاثار النفيسة ومنهم من كان يجيد العربية، والعبرية، واللاتينية، والإسبانية، وقد شمل عملهم، الطب، والفلسفة، والفلك، والرياضيات، والأدب.
اهتم اليهود، بالترجمة والتأليف، وقد وضعوا الكتب باللغة العربية وقد بدا واضحا ً تأثرهم بالمؤلفات العربية، أهمهم :
المؤلف، يحي ابن يوسف بن فاقوذا، الذي وضع كتابا ً بالعربية سمّاه، ( الهداية الى فرائض القلوب ) وبدا فيه متأثرا ً بالغزالي.
المؤلف، ابن جبرول، الذي وضع كتابا ً سمّاه، ( ينبوع الحياة ) وقد، تأثر بابن مسٌره.
المؤلف، موسى ابن ميمون، الذي وضع كتابا سمّاه، ( دلائل الحائرين ) كان الهدف منه التوفيق، بين الشريعتين، الموسوية والفلسفة الإغريقية.
وقد إستعان المؤلفين اليهود، بمؤلفات متكلمي المسلمين، كالإشعري، والغزّالي، وابن مسّره، والفارابي، وابن سيناء، وابن رشد، في الدفاع عن تأويلاتهم، العقلية وعن ارائهم في الجمع بين أصول شريعتهم، وفلسفة الإغريق.
ويعود السبب في هذا التأثير لان الفلسفة العربية، والفلاسفة المسلمون، تجذّرت فيهم الأدلة والبينات، لثاقب علمهم، وكان اليهود بأمس الحاجة الى الأدلة والبينّات، حتى يتم لهم التوفيق بين شريعة موسى، والفلسفة اليونانية.
ويعتبر، موسى ابن ميمون، أعظم فلاسفة اليهود، وقد توفي بالعام ١٢٠٤م حيث درس على يد تلميذ الفيلسوف أبن ماجه، وقد، وضع عدة مؤلفات بالعربية أشهرها، كتاب ( دلائل الحائرين ) حاول فيه، التوفيق بين العقل والدين ، متأثرا ً جداً بابن رشد.
أمّا من اهم نتائج انشغال اليهود بالعلوم العربية، وبالتأليف بهذه اللغة ايضا ً، انه علّت صيّحات من رجال الدين اليهودي يعيبون فيها على علمائهم انشغالهم باللغة العربية، وبُعدهم عن اللغة العبرية التي اصابها الكساد.
وقد وصل تعلّق اليهود باللغة العربية، ان قام احد مؤلفيهم، ليفي بن التبَّان الى وضع كتابا ً بالعربية سمّاه ( المفتاح في نحو العبرية ).
اخيراً،
وبعد نكبة العرب المسلمين، التي حلّت بالأندلس،
تلتّها نكبة اخري حلّت باليهود على يد الإسبان.
( يراجع في مدونتي في سر العلاقة بين الامبراطورية العثمانية واليهود )
حيث يتّبين الى أين تمّت هجرة اليهود، من اسبانيا.
والى أين تمّت هجرة العرب المسلمين، من اسبانيا.
العرب المسلمون، تاهوا في البلاد العربية .....
اما اليهود، فقد إستقبلتهم الامبراطورية العثمانية بالترحاب، وفتحت لهم أهم مدنهم، وجعلوا من إستامبول، اعلى مركز، ومقام للحاخامية، في العالم.
لم ينس ٓ اليهود ان تأبطوا معهم كُتب الفكر العربي، كلها في هجرتهم الى مقرّهم الجديد، السلطنة العثمانية.
إنها سلطنة، سحق الكرامة العربية.
إنها سلطنة، وئد الحريات العربية.
ومِسخها، تركيا اليوم .... على شاكلتها.
أعداد
فيصل المصري
أُورلاندو / فلوريدا
٢٠ شباط ٢٠١٦
0 comments: