امرأة الوادي المُقَدَّس.
محاكمة الهُدهُد،
( ٧ )
وبعد ان رُفِعَت الجلسة.
طلبت، إمرأة الوادي المُقَدَّس، ان تخلد للراحة، وان تبقى وحيدة.
إعتادت، ان يكون الهُدهُد معها، كل ليلة ....
يكلمّها، يناجيها، يقصّ عليها قصصا ً حتى تنام.
هذه الليلة، هي غير كل الليالي.
منذ ان إلتقت ذلك الرجل، الذي وطأ الوادي تعلقّت روحها، بروحه.
وأقسمت ان تبطل عادتها، في الانتقام لوالدتها.
لم تقض ِ وطّرها، مع اي رجل من الوادي منذ ان إلتقت به ....
ان جذوة الإخلاص له، جعلتها تتوقف عن عادة إلانتقام ...
كانت تلك الليلة، قلقة ...
ولم تتمّكن، من النوم حتى انبلاج الفجر ....
أُنهكت، قواها ...
وأتعبها، التفكير ... وخارت ...
وما زالت، تؤمن بان الهُدهُد ... هو كاتم أسرارها، وكليمها، ورفيقها.
رياح الحنين، للهُدهُد قضّت مضجعها ....
فنادت المنادي، ان يأتوها، بالهُدهُد ...
لما دخل عليها، كان مُحبّطا ً مُدركا ً المخاطر التي تنتظره .....
طلبت اليه، ان يستمع اليها جيدا ....
ويجيب، على أسئلتها ....
وقالت له :
أنت تعرف، أني توقفّت عن عادة الانتقام ....
وانت تعلم، اني وقعت في غرامه، وعشقه ....
أجابها : نعم
لماذا إذن ؟؟
أعطيته، قصاقيصا ً غير التي أعطيتك ... إياها ...
قال، إني :
خائف ٌ، عليك ِ ....
وخائف ٌ، عليه ِ ...
خائف ٌ عليك ِ ...
لانه :
رجل ٌ. كهل ٌ. مسن ٌ.
لا. يصلح ُ لك ِ ...
وخائف ٌ .. عليه ...
لأنه، سيوقف، البحث عن حبيبته الاولى ...
إنتفضّت، إمرأة الوادي المُقَدَّس.
وقالت، للهُدهُد :
هل دبّت الغيرة، في قلبك ... يا أيها الهُدهُد ؟؟
هل تصرفك هذا، يمنعني من الالتقاء به ؟
هل تعتقد، ان العمر يقف حاجزا ً بيني، وبينه ؟؟
إن روحي، تعلقّت ،،،، بروحه.
وقد أرجع، الى عادة الانتقام.
اليك ... أيها الهُدهُد فرصة، وحيدة.
حتى لا تكون، اول ضحايا الانتقام الرهيب.
إرتعد الهُدهُد خوفا ً ....
وقالت له :
حتى غروب هذا النهار ...
عليك، ان تُدبِّر لقاء ً ... لي معه ...
وان يكون، هذا اللقاء .. سريا ً ....
وإلا ....
وإلا ...
أعداد
فيصل المصري
أُورلاندو / فلوريدا
٢٤ شباط ٢٠١٦
0 comments: