الفصل العاشر ؛
من قصة كراون دايسي، وكريسْتِّل ...
وبدأت الأيام السعيدة، تتدحرّٓج على كريسْتِّل وحبيبها، وتجرُف
كل الهموم. وتُضْفي، البسمة، والفرحة.
كانت، كريسْتِّل تغرف من الحب، الذي وفّره حبيبها، بنهّم دون إكتفاء.
كانت، تقول له، انا عطشى، وأكاد أموت من ألظمأ، فيهّب مسرعا ً لجلب الماء لها، فترفض بدلال،
وتقول :
انا عطشى، ل حُبّك، ووحنانك، وإهتمّامِك.
كانت، تتصّل به يوميا ً، في الصباح الباكر، وقبل ان تخلُّد الى النوم، وتسأله نفس السؤال :
ماذا، أكلْت ..
ماذا، شرِّبت ..
ماذا، لبسِّت ..
ماذا، فعلْت ..
وماذا، وماذا ؟؟؟
كانت، إذا دعتّه الى العشاء، لا تقبّل إلا أفخم المطاعم، وأغلاها سعرا ً ...
كان، إذا دعاّها هو، الى العشاء، تتعمّد، وتدّعي انها مُشتّاقة الى، صحن ٍ من، الفول او الحمّص، ( صحن، شعبي في لبنان، زهيد في سعره )
كانت، إذا قدَّمت له هدية، وغالبا ً ما تكون من الهدايا الفريدة، الفاخرّة، وباهظة الثمن، تشترط عليه ان تكون هديتّه لها بالمقابل، زهرة، كراون دايسي، او وردة، الى حين قدوم فصل الربيع.
كانت، تطلب اليه في فصل الربيع، ان يعطيها يوميا ً باقة ً من أزهار كراون دايسي، حتى تقوم بجمعها، على شكل تاج ٍ، او عقد ٍ، او إسورّة ٍ، او، تضّعها في، كتاب.
كانت والدتها، تُلاحظ تعّلق كريسْتِّل، بحبيبها، وتحاول جاهدة ً ان تلقى، من زوجها، قبولا ً لهذا الواقع.
كان، الأب في خِصام، شبه يومي مع كريسْتِّل ، حتى تلاشّت مقاومتها، عندما سأل الأب حبيبها في تحّد ٍ صارخ ٍ، أثناء الزيارة الاخيرة، ل كريسْتِّل في منزلها،
ما هو الأجر الشهري الذي تتوقّعه فور تخرّجك من الجامعة هذه السنة ؟؟
نهض حبيبها، وقال للأب :
إن، أجري الشهري الذي سأناله، سيكون مثله مثل، كل شاب، يبدأ حياته من أول الطريق.
فقال له الأب،
وهل، هذا يكفي لحياة ٍ سعيدة ؟
إمتعضّت، الأم، وخاب ظنّها،
أمّا كريسْتِّل، وكعادتها في لغة الدموع، والعيون،
نظرّت، الى حبيبها وهو يغادر منزلها، وهمسّت في إذنه،
سأتصل بك.
خرج حبيبها مكسور الجِناح، تسبق خطواته سلالم من الخيبة،
ونادتّه كريسْتِّل :
مستر ( واو )
Take care
I, love you
كانت، كلماتها، بلسما ً على جراح، لم يُتوقّف نزيفه، وزادّت الآلام على مرّ الأيام، وزادّت القروح، على تراكم السنين، فلا دواء عليل ٍ، ناجع ٍ، يُخمد البركان الذي إنفجّر، وبدأ ينفث الحمّم، دون هوادة.
انتهى الفصل العاشر
فيصل المصري
أُورلاندو / فلوريدا
٤ شباط ٢٠١٦
0 comments: