إمرأة آلوادي المُقَدَّس .... ( ٥ )
خاطرة
امرأة الوادي المُقَدَّس.
( ٥ )
......
وأمسكت الهُدهُد ....
وزجرّته، وكادت أن تقتله .....
هل أخذت قصقوصة، غير التي أعطيك إياها كل يوم ؟
أجابها، الهُدهُد :
نعم ...
أطلقت، تراتيلا ً ذي مقام، حزين ....
فإنسحبّت مياه الأنهار، الى منابعها ...
وعادت الطيور، الى أعشاشها ...
وخلد ملك الأسود، الى عرينه ...
وعادت الشمس، من حيت أتت ...
ولم يبق أمامها، الا الهُدهُد ...
نظرّت اليه ...
وأضاءت، الوادي ...
بعين، فيها إنتقام ...
وعين اخرى، فيها آسى، وحزن. عميقين ...
إنه، الهُدهُد ....
حبيب، قلبها ...
ورفيق، دربها ...
وكاتم، أسرارها ...
وكليمها، منذ الصِّغَر بعد ان تركها، أهلها ...
سألته، إمرأة الوادي المُقَدَّس، بغضّب ...
ماذا أعطيته ؟
أية ُ ... قصقوصة ؟
أجابها الهُدهُد ،،،،
والخوف، يلّف كيانه ...
أعطيته ....
القصقوصة التي كتبّها والدك لما ترك الوادي، وفيها انه رجل سماوي، تزّوج من امرأة بشرية التي هي أُمك، وقد هلكّت من الحزن، بعد رحيله الى السماء، فور ولادتك ....
وأعطيته ...
قصقوصة ثانية، التي فيها ان أسراب طيور الهُدهُد، هي التي قدّمت لك، الغذاء والحماية، والرعاية ...
وأعطيته ...
قصقوصة ثالثة، التي فيها انك تٓمقُتين، وتكرهين، الرجال بسبب ما فعله والدك السماوي، لأنه هجر والدتك وهي، في ريعان الشباب ...
وأعطيته ...
قصقوصة رابعة، التي فيها أسماء الرجال، الذين تقضين وطرك منهم، ومن ثم ... تعدميهم ...
وسألته :
لماذا...
ولماذا ...
ولماذا، قُمْت ٓ بهذا ...
فيصل المصري
أُورلاندو / فلوريدا
٢٣ شباط ٢٠١٦
0 comments: