تسونامي ...
الانسحاب من الاتحاد الاوروبي.
سيلحقه تسونامي ترامب، باميركا.
سِمَّة القرن ٢١ القوقعة !!!
أما العرب ... وما أدراك.
من الثوابت التاريخية الصحيحة، ان الهجرة للعالم الجديد بعد كولومبس، بدأت من اجل جني الذهب، وانتهت للهرب من ظلم الحكم في أوروبا، والقهر الكنسي المتمادي من رجال الدين المسيحي.
حتى نهاية القرن التاسع عشر، وبداية القرن العشرين، كانت الرغبة لدى سكان العالم الجديد التقوقع في تلك الاصقاع وعدم التدخل في شؤون أوروبا والعالم، إلا اذا ( إفتعلوا ) لهم عمداً تحديا ً صارخا ً او إستفزازا ً او إهانة، مُحرجة، كتلك في بيرل هاربور، او في برجي نيويورك، حتى تتحرّك الغريزة، ويدخلون الحروب المدمّرة ...
والشواهد على ذلك كثيرة، أخرها مجزرة أُورلاندو.
من الثوابت التي بدأت تظهر على سطح الأحداث، في كل من اميركا وبريطانيا، ان نبض الشارع مغاير تماما ً لمن يتوّلى السلطة، اي ان الشعب بدأ يتململ، ويتكلم، وينتقد الحكّام، دون خوف او وجّل.
اول الغيث، السقوط المدوّي لرئيس الحكومة في بريطانيا دافيد كاميرون، بالرغم من الدعم المعنوي الذي تلقاه من الرئيس أوباما، والمرشحة للرئاسة هيلاري كلينتون.
والذي سيرث كاميرون ،،، بوريس جونسون شبيه دونالد ترامب، أقلّه بالشكل.
جونسون كان عُمدة لندن، وقد خلفه عمدة جديد اصوله إسلامية باكستانية.
وقد سبق وكتبت في احدى مدوناتي عن السبب الذي أوصل هذا الباكستاني المسلم، لهذا المنصب، الرفيع والرفيع جدا ً في بلد يحتضن اهم سلالة مسيحية، ملكية في العالم، وما تعني ذلك من أعراف، تعود الى مئات السنين.
من الثوابت التاريخية الصحيحة ايضا ان المِحّن والحروب التي ضربت بنيان الدين الاسلامي، والمسلمين العرب، لم تكن من الأديان السماوية الاخرى فقط،،،، بقدر ما كانت من مسلمي، الأمصار او مسلموا الأطراف من غير العرب.
وكعادة المؤرخين العرب، في الكذب والتدجيل لم يأتوا على ذكر الأفات والأضرار التي كان يقوم بها مسلموا الأطراف، في جسم الاسلام العربي، بل تجرأ القلّة منهم عن الإفصاح سرا ً عن الاساءات التي قام بها هؤلاء، بحق الاسلام العربي، خاصة ما فعله بني عثمان، والفرس، ويليهم في ذلك ايضا ً أهل خراسان وجوارها مِن ملّل وعلّل.
أما المستشرقون، فقد أبلوا بلاء ً حسنا في تعداد النكسات والضربات التي إفتعلها هؤلاء في بنيان الاسلام العربي.
ولاني تعلمت من التاريخ دروسا ً... لا ارى في عمدة لندن المسلم الجديد خلاف ما فعله مسلموا الأمصار والاطراف بالماضي، وما يفعله مسلموا الأمصار والاطراف حاليا ً في سوريا والعراق، بحق المسلم العربي.
وإذا، قمت بإحصاء منتسبي داعش ومن هم في عِداد حشودهم ترى جنسياتهم من مسلمي الأطراف والقلة القليلة من المسلمين العرب.
والعرب المسلمون، كعادتهم لا يقرأون ولا يتجرأون، وتجتاح تفكيرهم حثالة الاعلام الغربي لانها سهلة الوصول الى عقولهم المتحجّرة ، خاصة ما يجري اليوم في السباق الى البيت الأبيض، وما يدور في سوريا والعراق، وأهون الإتهامات عن ما يجري اليوم ان يرموا المسؤولية كلها، على الغرب، أما ان يقولوا ان علة العلل هي من مسلمي الأمصار،، هو كلام يصّب ويسيئ في الاسلام كدين سماوي، وبالتالي مرفوض بالرغم من هول الويلات والخراب والدمار والبدِّع في صلب العقيدة، والتخريب في الإيمان الصحيح.
هناك نبض في الشارع الاوروبي والاميركي، كانت بداية خيراته ما حصل في إستفتاء بريطانيا.
هذا النبض هو إستعادة بلادهم من قبضة ملوك وأُمراء المال اولا ً، ومن ثم التقوقع.
اما في بلاد العرب الاسلامية، التقوقع سيكون في كهوف ما قبل التاريخ، ويبقى السؤال .. هل بلاد المسلمين في الأمصار.. سيكون ... مماثلا ؟ الجواب هو بالنفي، لأنهم ينقلون جهلهم ويرسلونه الى بلاد العرب للفساد والإفساد الديني، حتى يبقوا بمنأى .... كما فعلوا بالماضي وما زالوا يفعلون، وما دور تركيا وإيران اليوم في الحرب العربية الدائرة، الا خير دليل.
عناوين عريضة، سنشهد فصولها في قادم الأيام، وإن تعمّدت الإيجاز في عرضها، لان اللبيب من الإشارة يفهم.
في حلب. يحاول طرفي النزاع طَي صفحة الحرب المدمرة في عاصمة سيف الدولة، وأبي فراس الحمداني ونبي الشعراء إبو الطَّيِّب، وكما يقول المثل :
نيّة الجمّل ...
تُغاير نيّة ألجمّال.
اي نية اميركا وروسيا، معا ً ... تختلف عن نية النظام في موضوع حلب بالذات، والتاريخ القريب سيشهد.
فيصل المصري
صليما / لبنان
٢٨ / حزيران ٢٠١٦
0 comments: