كراون دايسي، وكريسْتِّل ... الفصل الحادي عشر ...
خواطر
الفصل الحادي عشر :
من قصة، كراون دايسي، و كريسْتِّل.
وكعادتها، كل مساء، إتصلّت به، وإنهمّرت عليه، بذات الأسئلة،
كان، الْحُزْن، وإلاختصار بادييّن، وواضحّين، من أجوبتها.
كانت، تُحاوّل، التخفّيف من وقع الصاعقة عليه.
قالت له، مازحة ً، لترطّيب الأجواء.
ولماذا التجهّم، يا مستر، واو ؟؟
غدا ً ،،، ستدعوني الى العشاء، لاني أُحِب وأشتهي ان أتناول البصّل، والزيتون، والفول، واللبنة، والخبز المرقوق، وأغرُف بيدي،
ولا أُنظُّف أصابعي ألا بفمي ...
أُريد أن أقول لك :
هذه، أنا ...
هذه، أنا ...
هذه، انا، التي تُحِّبها انت.
أحّب ُّ الامور على قلبي :
أن أكون، معك ..
أن أمشي، معك ..
أن تكون، أنت ٓ ... أنا.
لا تهتّم لكلام والدي، طالما ان أُمي بجانبي،
ومعي، ومعك، وتفضِّلُك على سائر الشبّان، الذين تَقدّمَوا لي.
بالامس، نشب خلاف ٌ،
بين أُمِّي ، وأبي ... وبيني ...
كنت، واضحة، وصريحة، معه :
وقلت، له :
إمّا هو ...
او، لا أحّد ْ....
غضب، والدي، وخرج من المنزل.
لم، تنفع كل هذه التوّسلات، والأخبار مع، حبيبها،
لانه لا يُرِيد ان ينشُّب، خلاف عائلي بسببه.
كانت الامور، والايام على قلتّها، تسير، كالسلحفاة.
كان، التحفُّظ باديا ً وهو سيّد المواقف.
أتى فصل الربيع، وإشتدّت الحرب الأهلية في لبنان،
وكانت، أواسط سبعينيات القرن الماضي، أشّد ُ فتكا ً وقساوة ً
وضراوَّة ً على اللبنانيين.
كانت، السماء تُمطر القذائف، كهطول المطّر في فصل الشتاء ..
بدأت اللقاءات، تتقلّص بسبب إنقطاع الطرق، وإنهمار القذائف، وتكاثر الحواجز الأمنية، غير الشرعية.
كانت، كريسْتِّل، ُترسل سائقها الى حبيبها،
يُحمِّل منها الرسائل، والأخبار، ومع كل رسالة، زهرة ذابلة من كراون دايسي.
سألها، لماذا ترسلي لي زهورا ً ذابلة ً، وانا لم أنقطع عن إمدادك مع سائقك بباقات ٍ، من الزهور النضّرة ...
كان، جوابها :
لاني، حزينة،
رُوحِي، ذابلة،
وشوقي اليك، كشوق هذه الزهرة، للماء،
وإن كنت تحبّني إسقي الزهور، الذابلة، وأحفظها.
وإن ماتّت لا ترمّها، بل إدفنها داخل كُتبِك ...
وبقي، يرسل، لها في ذلك الربيع، والصيف، أزهارا ً من كراون دايسي.
وهي، تُعيد اليه، الذابلة منها ...
وتحتّفظ، بأزهار ٍ داخل كُتبِها، على جري عادتها.
وبِناء ً لرغبتها، وحُبِّها لهذه الزهرة،
بقي، يضعها داخل، كتبه طيلة حياته . ..
وبقيت، هي تصنعها، اكاليلا ً وعقودا ً، وأساورا ً ...
الى، ان أيقظّه ُ والده يوما ً، على خبر ٍ هز ّٓ كيانه، ونال منه مقتلا ً، وأجهض أحلامه، وأطبق على حياته، كفكي كماشّة.
توفَيت والدتها، إثر نوبة ٍ قلبيّة ٍ حادة، مُفاجئة ٍ، وخرجّت الصُحٌُف في ذلك الصباح باللون الأسود، وتوقّفت الإذاعة الرسمية عن بث ّ برامجها، كالمعتّاد .... حدادا ً على هذه السيدة، الفاضلة.
انتهى الفصل الحادي عشر.
أُورلاندو / فلوريدا
٤ شباط ٢٠١٦
0 comments: