يتم التشغيل بواسطة Blogger.

الخميس، 23 يونيو 2016

قصة، كراون دايسي ١٣

نشر من قبل Faissal El Masri  |  in خاطرة  7:53 م

كراون دايسي، و كريسْتِّل ... الفصل الثالث عشر ...

خواطر

الفصل الثالث عشر. 



من قصة كراون دايسي، و كريسْتِّل. 


كان،  في  قمة  الضّياع، والتردّد. 
الأهل، يحثُّوه  على  السفر، 
فالظروف  في  لبنان، ليست  مؤاتية  على  جميع  الصُعُّد ...

حرب ٌ، وفوضى،  وإنهيار ٌ،  إقتصادي، وشيك ...

وعلى غير عادته، في الحرب الأهلية، رن ّ جهاز  التلفون، وكانت  المفاجئة الكبرى، كريسْتِّل  تُناديه، وبذات  الطريقة  المُحبّبة، الى  قلبه،  لم  تتوقّف  إسئلتها،  وإستفساراتها،  
حتى  قال  لها :

من،  أين  ابدأ، وأُجيب. 
أجابت، 
كيفا  شئت، المهم، ان  اسمع  صوتك ....

أخبرها، عن  سِمّة الدخول  الى  اميركا. 
وسألته :

ماذا ستفعل ؟
أجابها،

ما  زلت، أتريّث، وأتلكأ. 
قالت، ولماذا ؟

أجابها، حتى  أسمع  منك شيئا ً ...
قالت، هذا  يعني  انك  لم  تتخّذ  قرارك ..
وإنك، ما زلت  تنتظرني ؟؟

قال، لها  بالطبع، لأنك، انت ِ ظلّي، وخيالي، والعمر  من  دونك،  هو سراب ٌ، ارجو  ان  لا أٓقّع  فيه.

قالت له، تريد  ان  تسمع  أخباري ؟

أجابها، بالطبع ..أُريد.
بعد  إنتهاء  مراسم  الدفن، والعزاء لوالدتي، والذي  إستمّر  أسابيع طويلة، فاجئني  والدي  بان  دخل  غرفتي، 
وقال  لي :

هل  ما زِلّت  على  الوعد ؟؟

قلت له، اي ُّ  وعد ٍ، تقصد ؟

قال،  الوعد  الذي  قطعتيه،  وبموجبه، قبلت ُ ان تنتقلي  الى الجامعة التي  تخّرجت  منها، شرط  ان  تُكملي  شهادة  الدكتوراه  في فرنسا. 

قلت له، 
الظروف  تبدّلت، والاحكام  تغّيرت، وإني  بالوقت  الحاضر، أُفتّش  عن وظيفة، هنا  في  لبنان. 

أجابني، والحُنق  باديا ً على  وجهه :

وظيفة، هنا. 
وأجر ٌ لا  يكفيك  عدة  ايام ...
أرفض، رفضا ً قاطعا ً عِنادك،  وإصرارك، على  عدم  السفر، لان السبب  هو، زميلك  ...

فليكن، معلوما ً لديك. 
لن،  تتوظّفي، ولن  تبقي  في  لبنان، وستُكملي  دراستك  العليا في باريس، وقد  تفاهمت  مع سفير فرنسا  لمساعدتك  في هذا الامر. 

أجبّته، ما  دُمْت   تفاهمت  مع السفير، أكمل  تفاهمك معه، وإلتحق بالجامعة  وإرجع،  لنا  بالدكتوراه. 

زاد غضبه، 
وقلت له :

لن،  اسافر ..
لن،  أُكمل علمي ...
إفعل،  ما شئت ...

غضب، ومنذ أسبوع، تاريخ  المواجهة، لم يُكلمّني، ولم  ألتق ِ به. 


قال  لها:

هل،  تُلاحظين، ان  الاقدار  هي  التي تتحّكم  بمصيرنا ؟

وهل تُلاحظين، اننا  نواجه  ذات المعضلة، ألا  وهي  السفر  طلبا ً للعلم. 

لماذا، لا  نفكِّر ، ان  باب العلم  المفتوح  لي  في  اميركا، هو  ذاته  باب  العلم  الذي  سيأخذك، الى  فرنسا ؟

وقال،
يا حبيبتي، كريسْتِّل، يجب  ان  نقرر  سويا ً الان،  وهذه  الليلة  ... السفر. 

لمعّت، الفكرة  في رأسها، 

وقالت له :

بوفاة  والدتي، خسرّت  النصيحة. 
بوجودك  انت، إستعدتّها. 

الى فرنسا .. سأذهب .. انا
والى اميركا .. ستذهب .. انت


هذه  المكالمة، في  خريف  ذلك  اليوم، 
كانت،  الاخيرة  في  حياة  كريسْتِّل،  وحبيبها. 

قال لها، كلمتين :

الى، اللقاء،
يا،  كريسْتِّل ،
يا، حبيبة  العمر. 

وأجابت :

سنلتقي،

 فأنا، مثلك، مُقتنعة  بمبدأ ..

وٓصْلِ ... ما إنقطّٓع ...
ولن ..  ينقطع ...

ولتكن، أخر  كلمة  أقولها  لك ..
... و .. أُحِبُّك ٓ ...



انتهى الفصل الثالث عشر
فيصل المصري
أُورلاندو / فلوريدا
٤  شباط  ٢٠١٦ 

0 comments:

Blogger Template By: Bloggertheme9