يتم التشغيل بواسطة Blogger.

الجمعة، 21 يونيو 2019

تدوين تاريخ العائلات الدرزية في بلاد الشام.

نشر من قبل Faissal El Masri  |  in دراسة  8:11 ص

تدوين تاريخ العائلات الدرزيَّة ...

تمهيد :
بدعوة من رابطة آل المصري
وجمعية سيدات آل المصري.

يقام حفل توقيع كتاب ( عائلة آل المصري جذورها وفروعها ) من تأليف أخي فاروق المصري يوم الجمعة الموافق فيه الخامس من تموز ٢٠١٩ الساعة السادسة مساءً في المركز الاجتماعي لعائلة آل المصري / صليما
ميزة هذا الكتاب أنه أول مرجع موثَّق لتاريخ عائلة درزية عامية
سيقدم هذا الكتاب القيِّم الاستاذ الجامعي البروفيسور الدكتور شفيق المصري الذي سيلقي كلمة في هذا الحفل ( شخصياً  أترقَّب  لسماع هذه المحاضرة ). 

سبق وذكرت هذا النقص في تدوين تاريخ العائلات الدرزية العامية في كتابي ( الموحِّدون الدروز عبر التاريخ ) تحت مُدونَّة ( تدوين تاريخ العائلات الدرزية العامية ). 

يسرني إلقاء الضو على القيمة التاريخية  لهذا الكتاب عن طريق نشر مُدونَّتي هذه، ولا عجباً إن قلت أنَّ هذا الكتاب هو فريد في نوعه.  


في المُدونَّة : تدوين تاريخ العائلات الدرزية العامية

 - النطاق الجغرافي لهذه الْمُدوِّنة بلاد الشام أي سوريا، لبنان، فلسطين والأردن
 - النطاق الزمني لهذه الْمُدوّنة، منذ ولاية الخليفة الفاطمي الحاكم بأمر الله، أي منذ حوالي الألف عام، وبالتالي لا تطال هذه الْمُدوِّنة  الهجرات المتتالية إلى بلاد الشام من قبل القبائل العربية  بعد إنفجار سد مآرب العظيم قبل الاسلام، وفي عصور الخلافة الاسلامية


  - المُقَدِّمة التي لا بُدَّ منها :

يستغرب كل باحث في تاريخ العائلات الدرزيَّة،  عدم توفُّر مراجع أو كُتُب  يستند إليها ليستكشِف أو  يستشِف تاريخ هذه العائلات، من أين أَتَت أو  قدِمَت حتى إستوطنَّت بلاد الشام  بعد غياب الخليفة الفاطمي الحاكم بأمر الله، وبدء سنوات المِحَّن التي تعرض لها أتباعه في مصر.   

وقد إعتبر المؤرِّخون  أنَّ  عائلات  طائفة  الموحِّدين  الدروز، إِمَّا هي عائلات إقطاعية، أو هي ( عاميَّة ).

كذلك أبدى المؤرخون الغربيون إستغرابهم  ودهشتهم  للإفتراءات التي طالت تاريخ الخليفة الفاطمي الحاكم بأمر الله وأتباعه، بحيث كانت معظم لا بل كل المراجع العربية كاذبة وكذوبَة،  إلى أن بدأت تظهر في دول شمال افريقيا العربية وخاصة مصر تصويبات  وتصحيحات جريئة  لتاريخ  الحاكم بأمر الله  النقِّي الصافي والشريف، بحيث يمكن لكل باحِث عن الحقيقة أن يجد الْمُدوِّنات ذات المراجع الموثَّقة عن الخليفة الفاطمي الحاكم بأمر الله على صفحات غوغل العالمية.  

هذا لا يعني أنه لا توجد في المكتبات العامة الكُتُّب عن الدروز.  
هناك كَم هائِل وصفحات مليئة مُعظمها يُقارب ولا يَقْرُبُ أو  يُمالئ  ولا ينطق بالحقيقة أو  يخاف ولا يتجرأ، وكأن التقيَّة في المعتقَد باتَّت طقساً وطريقة ومنهجاً حتى في التأليف والتدوين ... 

وعلى سابق عهدي ...
إن أردت ان أكتب عن الموحِّدين الدروز، آليت على نفسي أن لا أتطرَّق للعقيدة، لأسباب عدة أهمها أني  لست رجل دين، وإن كنت أدرى من بعضهم  بِشعاب مَكَّة، وأجوب في رحاب دار الحكمة بالقاهرة، دون أي إرشاد لأصل الى ينابيع المعرفة والعقل، بالإضافة  الى أنِّي ما زلت أعتقد أنَّ الكتابة في موضوع الْمُعتقد يجب أن يكون من قبل لجنة مُعترف بها من الأطراف المعنيَّة ...

  • فيما يتعلق بتدوين تاريخ العائلات الدرزيَّة ...

فإني أجزم بأنه لا توجد لأي عائلة درزية ( عاميَّة ) أي تاريخ مكتوب أو مُدوَّن، خِلاف العائلات الدرزيَّة الإقطاعية التي كان الشيخ أو الأمير يُملي على كتبتِّه ما يشاء أو  يرغب من أحداث وبطولات ومشاهد تُفرح الشيخ أو الأمير والحاشية

وهذا يعني إنَّ تاريخ العائلات الدرزيَّة الإقطاعية وإن كان مكتوباً فإنَّه يقبل الأخذ والرَّد، وبالتالي لا يمكن القبول به على عواهنه.   

لنعطي مثلاً :
عائلة علم الدين عائلة درزيَّة إقطاعية، من المفترض أنَّ لها تاريخ مدوَّن  أسوة بغيرها من العائلات الإقطاعية،  ولكن بعد البحث والتدقيق  تبيَّن أنَّه يوجد خلاف في تحديد أصول ونسب هذه العائلة ...

في كتاب ( أخبار الأعيان في جبل لبنان ).  

إعتبر مؤلف هذا الكتاب القيِّم ( الشدياق ) أنَّ  عائلة علم الدين هي من الأسر التنوخيَّة  وتعود الى الأمير علم الدين سليمان بن غلَّاب الرمطوني ...

أمَّا في كتاب :
The secret of the house of Ma'n
للدكتور كمال الصليبي،  فإنه إعتبر أنَّ  نسب عائلة علم الدين يعود إلى الأمير علم الدين سليمان بن معن الذي كان أميراً على منطقة الشوف أيام الامبراطورية العثمانية

يتضِّح من أعلاه أنَّ المؤرخين إختلفوا في تحديد نسب هذه العائلة، والفرق واضح ما بين أسرة تنوخ وأسرة معن.  

أمَّا في المجلد التاريخي الغني والموثوق للأمير حيدر أحمد الشهابي ( نزهة الزمان في تاريخ جبل لبنان ) فإنه لم يأتِ على تحديد أصل ونسب عائلة علم الدين،  ولكنه توسع في ذكرهم في ولاية الأمير  حيدر الشهابي في سنة ١٧٠٨ م وما يليها إذ حدًد هويتهم السياسية في أنهم من الأمراء اليمنية، الذين كانوا في الغرب

وأخلص الى القول ...
إنَّه في مادة التاريخ الصحيح لا يمكننا القبول بهذه النتيجة  لتحديد أصل هذه العائلة أو  غيرها لأنه كما سبق وذكرت، وأُزيد تأكيداً حتى في تاريخ العائلات الدرزيَّة  الإقطاعيَّة، لا يمكن الوثوق في  تاريخ  بعضها.  

  - الأسباب التي أدَّت الى عدم تدوين تاريخ العائلات الدرزيَّة عموماً وبالأخص ( العاميَّة ).

كما أسلفت القول إنَّ عدم التدوين هو أمر مُستغرب، والأشَّد غرابة أنَّ  هؤلاء الناس الذين أتكلم عنهم، إعتمدوا العقل في مسلكهم والأدب في معاملاتهم الحياتية، لم يكن فيهم جماعة من الكتبَّة أو المفكرِّين أو الشعراء، أخذوا القلم وسيلة، أو اللسان شعراً  أو زجلاً  يُحاكي تاريخهم  وعذاباتهم  وأخبارهم.  

الجواب ...
نعم كان منهم الأدباء والفقهاء والشعراء والمثقفين، ولكن بعد الاطلاع على الرسائل، في الكُتُّب الدِّينِيَّة لطائفة  الموحِّدين  الدروز  نَجِد  بعض الإحداثيات في المسير والمسار، لبعض القبائل أو العائلات في مصر أو شمال افريقيا  حتى يرحلوا إلى بلاد الشام، أو في أمصار لبنان أو  حوله حيث السُكنى والإقامة فيها من الأمن والأمان، والأخوان الذين يحفظون سريَّة معتقدِّهم وحياتهم الشخصية.   
كانت الأوامر والتعليمات تُعطى خطياً  وسراً للذهاب إلى تلك المنطقة الآمنة، حفاظاً على سلامة أفرادهم  وعوائلهم  وممتلكاتهم  ومعتقدهِم.   

كان الخوف من الملاحقات من السلطات العدائية ضاغطاً حتى لا يعرفوا  أماكن تواجدهم، وقد إستمرَّ  هذا الخوف لأجيال  وفترات  لاحقة  من القرون  القريبة الماضية كما سيظهر في سياق هذه الْمُدوّنة.  

من المتعارف والمؤكَّد أنَّ الموحِّدين  الدروز، تعرَّضوا  إلى موجات  وفترات من المِحَن إستمرَّت لسنوات طويلة  بعد إختفاء الخليفة الفاطمي الحاكم بأمر الله.  

 -  زمن المحنَة الأول بعد الحاكم بأمر الله

كان الخليفة الفاطمي الظاهر الذي خلف الحاكم بأمر الله، من أشد أعداء الموحِّدين  الدروز، بالرغم من أنَّه  قد تعهد كاذباً  للحاكم  بأمر الله بعدم التعرُّض لأتباعِه.  

وكعادة  فقهاء الدين الإسلامي الذين  ما زالوا  يتبعوا إصدار الفتاوى لتبرير أفعالهم  كالاعتماد على الدين كخشبة خلاص لمآربهم وإفتراءاتهم، أوجدوا للخليفة  فتوى للفتك  بأتباع الحاكم  بأمر الله.  

في هذه المِحنة الاولى، تمَّ  هدر  دماء  أتباع الحاكم بأمر الله، من إنطاكية شمالاً حتى  الإسكندرية جنوباً، الأمر الذي جعل بهاء الدين يقوم بحجب الدعوة  أكثر أيام المِحنَّة

أهم محنتان تعرض لهما الموحِّدين الدروز في هذه الفترة هما :
 - محنة حلب
 - ومحنة إنطاكية

حيث قُتِل  الآلاف منهم بعد العذاب والتنكيل،  فكان رجال  الخليفة الفاطمي الظاهر يذبحون الموحِّدين  الدروز ويرفعوا رؤوسهم على الرماح أو يحرقونهم في النار، أو يعملوا فيهم السيف ويبقرون البطون ويقطعون القلوب والأكباد. وكانوا يصلبون الرجال على الصلبان ويسلبونهم أموالهم، ويسبون النساء والأولاد ويذبحون الأطفال الرُّضع في أحضان أُمهاتهم.

دامت المحنة سبع سنوات قاسية كانت بمثابة إمتحان للموحِّدين  الدروز

وقد عادت المِحنَة مُجدَّداً سنة 1035 م (426 هجري) إذ قام  الخليفة الظاهر بالفتك بالموحِّدين  الدروز، وذلك للقضاء على نشاطهم في بثِّ التوحيد

في سنة  1036م. (427 هجري) مات الخليفة الظاهر وتُسلَّم  الخلافة  إبنه المستنصر بالله ...

سأكتفي بهذا القدر من هذه الأفعال، التي صبغت جبين الخلافة الفاطمية بالذُّل والظلم والخنوع، بعد أن كان مرفوعاً  في كُتُّب التاريخ  في عهد الحاكم  بأمر الله الذي تميَّز بحرية الْمُعتقد والدين.   

وبالرغم من ذلك، أثبت التاريخ أنَّ  الخليفة  الظاهر، لم  يستطع القضاء على الموحدِّين الدروز، كذلك لم يأتِ بعد ذلك خليفة  فاطمي  آخر يجد  في نفسه الجرأة  ليدعم الموحِّدين  الدروز  ويساعدهم على نشر مذهبهم، بل  جلَّ ما إستطاع أن يفعله الخلفاء في هذا الموضوع، هو بقاء الوضع كما كان عليه، من ملاحقة  ضد الموحِّدين  الدروز، لكي يأخذوا رضى إستبلشمانت الفقه الاسلامي السني  المُتطرِّف.  

في هذا الجو من العذاب والالم والملاحقات، إضطرَّت العائلات المهاجرة والهاربين من الظلم الى المكوث والإقامة  في قمم الجبال العالية، حاملين ما إستطاعوا حمله من مأكل ومشرب، وقد طُلب اليهم أن لا يجهروا بعقيدتهم، أو تدوين تاريخ مَقدَّمهم ومن أي جهة أتوّا، وبالتالي لم يقيموا لهم مؤسسات دينية  ترعى شؤونهم المذهبية، إستمَّر  ذلك  لعشرات لا بل المئات من السنين من التقيَّة والكتمان  وعدم البوح أو  كتابة  أي  تدوين لأصلهم  وفصلهم وتاريخهم.  

إلى أن قامت في لبنان الإمارة التنوخيَّة الدرزيَّة، واستطاعت أن تقيم  كياناً للموحدِّين الدروز، الذين أخذوا يظهرون علناً  أمام البيئة حولهم.  

وقد بدأت تشرق شمس الدروز، في بلاد الشام وإنتعش الأمل في العيش الكريم، دون الملاحقات الظالمة والحاقدة وزاد نفوذ الدروز فيما بعد بظهور الإمارة المعنيَّة وخاصة في عهد الأمير فخر الدين المعني الثاني (1575-1635) الذي إتفق جميع المؤرخين أنه أهم شخصيَّة درزيَّة بعد ظهور الدعوة

وأخيراً ...
لا بد من ذِكْر الإمارة اللمعية الدرزيَّة  التي حكمَت جبل لبنان  حتى القرن التاسع عشر، وأخذت من قريتي صليما مسقط رأس أبي،  عاصمة لهذه الإمارة اللمعيَّة، اللامعة في جبين تاريخ لبنان.

وقد أثبت التاريخ أنَّ  هذه الإمارات الدرزيَّة التي حكمَت، أبقَت على تاريخ الموحِّدين  الدروز العربي  على مرِّ  الأجيال السابقة والحالية والقادمة.  

ولا يستغربنَّ  أحداً  أنَّ عائلة آلِ المصري المقيمة سابقاً  وحالياً في صليما بسبب وضعها الجغرافي والامني والمعيشي،  إستقبلت أعداداً  هائلة من العائلات الدرزيَّة الْمُهجرَّة، والمهاجرة في القرون الماضية، بحيث أصبحت من أكبر العائلات الدرزيَّة عدداً.
وقد ظهر ذلك جلياً  ضمن الكتاب المنوه به أعلاه ( للمؤلف الكاتب فاروق المصري ) حيث ذكر أسماء تلك العائلات الوافدة، والتي إنخرطت وإنصهرَّت تحت إسم العائلة الْمُضيفة ( آل المصري ). 

فيصل المصري
صليما / المتن
لبنان
٢٢ حزيران ٢٠١٩



المرجع :
المُدونَّات الفيصليَّة
كتاب الموحِّدون الدروز عبر التاريخ

الصُوَّر المرفقة ب المُدونَّة :
جدي الأكبر المرحوم حسين سلوم بهاء الدين ( صورة منفردة ). 
جدي المرحوم عبدالله حسين سلوم المصري ( صورة منفردة ). 
وصورة عائلية تجمع كل من :
جدي  المرحوم عبد الله حسين سلوم
وجدتي  المرحومة سليمة محمد سليمان قاسم  عمار المصري
والدي المرحوم محمد عبد الله المصري
عمتي المرحومة هادية عبدالله المصري
عمي المرحوم الدكتور اسد عبد الله المصري

وينقُص في الصورة المرحوم ( عمي رشيد ) الذي أرَّق حياة جدتي بعد مماته، وهي كانت في شرخ الصبا والشباب والجمال، فأذاب موته كيانها وما زلت أتألم لَمَّا  أتذكرها وهي تلحق أشعة الشمس لتعطي دِفئاً لجسمها النحيل

أما كُنيتي أبو رشيد ( تيمناً بقدوم إبني الأكبر رشيد ) كانت تقديراً وتكريماً لذكرى جدي أبو رشيد الذي كسر التقاليد والأعراف في تعليم أبنائه
المرحوم والدي  كاد أن يصبح رجل حقوق خريج جامعة دمشق لولا نكبة الحرير التي ضربت معمل جدي في صليما، وأدَّت خسارته وبيع أملاكه أن هاجر والدي وهو في ريعان شبابه الى مقلب الارض الاخر جزيرة كوراسو في البحر الكاريبي لتعويض الخسارة الفادحة.  
حيث ولدت هناك أنا وإخوتي

أمَّا المرحوم عمي اسد حصل على شهادة الطب من جامعة دمشق، وكان نطاسياً ماهراً طيلة حياته
يرحمكم الله ويسكنكم فسيح جنانه وأنتم في الجنة تنعمون باللقاء
لقاء الأحبة

هناك تعليق واحد:

  1. فواز حسين.حرفيش.اسرائيل.21 يونيو 2019 في 3:50 م

    يعطيك العافية
    مبادرة لا بأس بها
    ويا حبذا ام آخرين يحذوم حذوة

    ردحذف

Blogger Template By: Bloggertheme9