يتم التشغيل بواسطة Blogger.

الأربعاء، 28 مايو 2014

في نسب وتاريخ عائلة علم الدين

نشر من قبل Faissal El Masri  |  in دراسة  6:51 م

مقدمة :

لن أتطرق الى ما أوردته وكالات الصحافة العالمية واللبنانية عن عائلة علم الدين بعد الضجة الإعلامية غير المسبوقة التي كانت نتيجة اعلان مكتب المحاماة العائد للمحامية أمال علم الدين عن زواجها من الممثل جورج كلوني .

كذلك لن أتطرق الى أمال علم الدين المحامية التي دوّخت أروقة محاكم إنكلترا ومقاطعة وايلز، وأرخت بصولجان مقدرتها القانونية
في محاكم نيويورك.
 
بل الذي يهمني ان أُلقي ضوء ً على هذه العائلة الدرزية الإقطاعية،  التي تنتمي اليها المستشارة أمال علم الدين، نظراً لان الصحافة أدلت بدلوها في بحث تاريخي غير مستند الى مراجع تاريخية موثوقة عن هذه العائلة الكريمة .

في نسب وتاريخ عائلة علم الدين :

سبق وذكرت في دراستي التاريخية عن صليما - المتن والأمارة اللمعية  والمنشورة في صفحة 
Face book  والبلوغ العائدين،  لي ان تدوين تاريخ العائلات الدرزية اقتصر فقط على الإقطاعية منها ( تراجع الدراسة )

وبما ان عائلة علم الدين،  هي عائلة درزية إقطاعية، من المفترض ان لها تاريخ مدوّن  أسوة  بغيرها من العائلات الإقطاعية  ولكن بعد البحث والتدقيق  تبين انه يوجد خلاف في تحديد أصول ونسب هذه العائلة  أيضاً.

في كتاب ( اخبارٍ الأعيان في جبل لبنان ) 

اعتبر مؤلف هذا الكتاب القّيم ( الشدياق ) ان عائلة علم الدين هي من ألاسر التنوخية، وتعود الى الامير علم الدين سليمان بن غلاب الرمطوني .

اما في كتاب
The secret of the house of Ma'n
للدكتور كمال الصليبي،   فانه اعتبر ان نسب عائلة علم الدين يعود الى الامير علم الدين سليمان بن معن الذي كان أميرا على منطقة الشوف ايام الامبراطورية العثمانية.

يتضح من أعلاه ان المؤرخين اختلفوا في تحديد نسب هذه العائلة والفرق واضح ما بين أسرة تنوخ وأسرة معن ! وهذا الامر خارج عن نطاق البحث.

اما في مادة التاريخ الصحيح لا يمكننا القبول بهذه النتيجة،  لتحديد اصل هذه العائلة كما جاء في أقلام كتبة الصحافة،  وقد سبق في دراستي،  المذكورة أعلاه أني، قد بينت انه حتى في تاريخ العائلات الدرزية الإقطاعية لا يمكن الوثوق في بعضها لان الشيخ او الامير كان يملي على كتبته ما يشاء من اخبارٍ وحوادث ، وهذا ايضاً خارج بحثنا .

اما في المجلد التاريخي الغني والموثوق للأمير حيدر احمد الشهابي ( نزهة الزمان في تاريخ جبل لبنان ) فانه لم يأتِ على تحديد اصل ونسب عائلة علم الدين،  ولكنه توسع في ذكرهم في ولاية الامير حيدر الشهابي في سنة ١٧٠٨ م وما يليها إذ حدًد هويتهم السياسية في انهم من الأمراء اليمنية الذين كانوا في الغرب والجرد .

في العام ١٧٠٩ تعاظمت غرضية ( تعني حزبية ) اليمنية وقويت شوكة الأمراء من بني علم الدين،  ومال اليهم الشيخ محمود ابو هرموش من الحزب القيسي فهرب الامير حيدرالشهابي وأرسل أهل بيته الى كسروان عند مشايخ بني الخازن واختفى الامير حيدر في جبل الهرمل، وتولى الحكم الامير يوسف علم الدين وأخوه الامير منصور وخلعت لهم الولاية واصبح الشيخ محمود ابو هرموش مدبرهم وكان زمام الحكم بيده فجاروا على ألقيسية وظلموهم ولم يبقوا لهم منزلة ولا حرمة .

هذا الظلم لم يدم،  وقد اثبت التاريخ  ان الأمراء من بني علم الدين وساعدهم في ذلك الشيخ محمود ابو هرموش كانوا غلاة الغرضية اليمنية الامر الذي جعل الدروز من العامية يشدوًّن ازر المشايخ  والأمراء والمقدمين من الحزبية ألقيسية وخاصة الامير حيدر الشهابي الذي التجأ الى المقدم حسين ابي اللمع في المتن،  وطرح الصوت على قيسية الشوف من آل القاضي وال نكد من المناصف وال تلحوق من الغرب وغيرهم من مناصري ألقيسية كل ذلك بالعام ١٧١٠ تمهيدا لمعركة عين دارة الشهيرة !

في هذه المعركة ( يراجع بحثي عن صليما والأمارة اللمعية ) غاب شمس الحزب اليمني وأشرقت الأيام للحزب القيسي .
من نتائج معركة عين داره
مصرع خمسة أمراء من بني علم الدين على يد الفارس المغوار المقدم مراد ابي اللمع ( يراجع البحث أعلاه كيف خلع لقب الامير على مقدمي بيت ابي اللمع من قبل الامير حيدر الشهابي بعد هده المعركة )
إلقاء القبض على الشيخ محمود ابو هرموش مدبر امراء آل علم الدين أسيرا، اذ أراد الامير حيدر قتله فلم يوافق المشايخ على القتل خوفا ان تجري بذلك عادة القتل عليهم  واكتفى الامير حيدر بقطع لسانه وأباهم يديه ( يلاحظ كيف كان الإقطاع يتصرف )

بعد موقعة عين داره ، أُسدلت الستاره من الناحية السياسية على دور أمراء آل علم الدين  ولم يمنع ذلك ان برز من هذه العائلة رجالات كبار استفاضت الصحافة بتعداد مآثرهم وهذا خارج نطاق البحث ، 

أما ان تُفتح الستارة مجددا من قبل المحامية أمل علم الدين،  فأني ايضاً اترك ذلك للأقلام المروسة وهذا ليس من شأني

مصادر البحث جرى تعدادها في سياق الدراسة.

الأعداد
فيصل محمد المصري
اورلاندو فلوريدا
٣٠/ نيسان / ٢٠١٤

هناك تعليقان (2):

Blogger Template By: Bloggertheme9