صفقة القرن.
أو صفعة القرن.
والأصح نطحة القرن.
المُقدِّمة التي لا بُدَّ منها :
هذه المُدونَّة لا تُعبِّر عن رأيي الشخصي.
بل هي توصيف للواقع العربي الرهيب والمَّقيت منذ سقوط بغداد على يد المغول إبَّان الخلافة العباسية في الملمَّات والمنعطفات التاريخية.
يعشق العرب ( البادية والحضر ) إطلاق المُسمَّيات على كل شئ.
هم اليوم أطلقوا على ( مبادرة ) الرئيس الأميركي لحل القضية الفلسطينية ب ( صفقة القرن ).
لم أسمع كلمة ( century ) على ( مبادرة ) صهر الرئيس الأميركي كوشنير لما صرَّح بكل جرأة لا بل بكل وقاحة دبلوماسية ( أنَّ هذه المبادرة ) هي من أجل وقف التجارة الرائجة بالقضية الفلسطينية على يد الزعماء العرب ( ملوك وأمراء ورؤساء وجنرالات إنقلابات ).
وإنَّ هذه المبادرة هي لإنعاش الوضع الاقتصادي والاجتماعي والمعيشي المُتوقِّف والمخيف لدى شعوب دول الجوار العربي، خاصة وإنَّ الإستثمارات منعدمَّة وليس لدى الهيئات الدولية رغبة في إقامة مشاريع إنمائية بسبب الأوضاع الأمنية.
وبدلاً من أن يقوم الإعلام العربي الغبي بالرَّد على المبادرة، قاموا بإطلاق عبارة ( صفقة القرن ) وأطلقوا الشعارات كالعادة :
( فلسطين ليست للبيع ).
( أُم المعارك )
وغيرها من شعارات مملَّة.
لو رجعنا إلى معجم لسان العرب يظهر جلياً أنَّ تسميَّة صفقة القرن التي أطلقها العرب لا تُطابق لغوياً ما جاء في التفسير، لأن القرن :
( أنَّه الأمة التي تأتي بعد أمة ما ).
والعرب ما زالوا أُمَّة واحدة قبل وبعد نكبة فلسطين.
إذن تسميَّة ( صفقة القرن ) فيها تشويه وتهريج ليس إلا.
وقد تعددَّت الأقوال في مدة القرن حيث قيل :
إنَّها عشر سنوات.
وقيل إنَّها عشرون سنة.
كما قيل ثلاثون سنة.
وقيل إنَّها ستون عاماً
وقيل سبعون عاماً
وقيل ثمانون سنة أيضاً وهو متوسط أعمار البشر.
أمّا المختار من الأقوال في القرن، فأنَّه مئة سنة.
وهذا هو المقصود في صفقة القرن التي تتناولها ألسنة العرب ( البادية والحضر ) اليوم.
علماً أنَّه لم تمضِ بعد مائة عام على النكبة.
إذن تسميَّة ( صفقة القرن ) فيها تشويه وتهريج ليس إلا.
في المُدونَّة :
مِن عادات العرب المُقيتة وألمَّدمرَّة والقاتلة والمُنهكة بعد نكبَّة سقوط بغداد على يد المغول، إستئثارهم وعشقهم وشغفهم لمفهوم النكبَّة.
ومن عاداتهم أيضاً إطلاق المسميات على المنعطفات التاريخية فيها طنين ورنين ليس إلا.
بعد نكبَّة بغداد ( الخلافة العباسية ) فاجأنا العرب ( والإستبلشمانت الإسلامي ) بنكبَّة العقل بعد الخليفة الفاطمي الحاكم بأمر الله.
وقبل ذلك وبعده أمطرونا وأذاقونا مرارة نكبَّة الفلسفة والفكر في الأندلس.
وقبل وقبل ذلك دفنوا العرب بمقابر الذِّل والهوان على يد حُثالة الجنس البشري بني عثمان بحجة أنها إمبراطورية إسلامية طيلة أربعة قرون.
ولا تنسى نكبَّة فلسطين بأواخر أربعينيات القرن الماضي.
ما هي ردود فعل العرب على هذه النكبَّات :
الرفض والرفض والرفض دون إيجاد الحلول.
رفضوا مشروع تقسيم فلسطين في أواخر أربعينيات القرن الماضي.
رفضوا إتفاق أُوسلوا، وطالبوا بمشروع تقسيم فلسطين الذي رفضوه.
رفضوا اليوم إتفاق المنامة ومشروع حل القضية الفلسطينية.
لأنَّهم يظنوا واهمين أنَّ التجارة بالقضية الفلسطينية ما زالت تردُّ عليهم أرباحاً عالمية من المساعدات، والظفر بمقاليد السلطة عن طريق تجارة الانقلابات المُربحَة.
نسوا أنَّ في ميدان التجارة العالمية عملاق جديد يعشق المال ويُحسن إستعماله.
إنَّه الرئيس الاميركي دونالد ترامب.
خريج أعتى وأقوى وأظلم جامعات العالم في المال والتجارة.
إلى من يهمه الامر من التجار العرب والساسَّة ألجُدد في عالم المال، الحرب القادمة هي ليست عسكرية أو إجتياح أراضي، هي حرب إفلاس وقطع الأرزاق في تجارتكم في قضية فلسطين.
منها :
قطع المساعدات، وقد بدأها الرئيس الاميركي في تمويل المنظمات الدولية صاحبة الدكاكين في فلسطين المحتلة وفِي مخيمات اللجوء الفلسطيني عند إخوانهم العرب بدءً من لبنان وسوريا والأردن … الخ.
كان للبنان من منظومة المنامة كذا مليار دولار، وقس على باقي دول الجوار الفلسطيني.
من لم يذهب للمنامة، سيقول له دونالد ترامب القول العربي الشهير :
وفِي الصيف ضيعت اللبن.
وهي ليست صفقة القرن.
والأصَّح هي صفقة ونطحة القرن.
فيصل المصري
أواخر حزيران ٢٠١٩م. قبل نهاية التجارة المحليَّة بالقضية الفلسطينية وبدء أفولها.
وبزوغ شمس التاجر العالمي الجديد في قلب العالم العربي.
0 comments: