....
وعاد النهر ... يتدفّق.
ولمّا إنحبسّت مياه النهر ...
إنقطع، هو أيضا ً عن زيارة الجِسْر ...
وإستعاض، عنهما ...
بالتأمل، والوقوف يوميا ً.. أمام البحيرة قرب ذلك الجِسْر، والنهر.
وقد رافقته، أسراب الطيور ...
وُقِّطعان، الغزلان ...
والبِّط، والأرانب ...
لتسبح، في مياه البحيرة ..
وتلعب، على ضِفافها ..
إلى ان وقف يوما ً...
وحيدا ً ... أمام البحيرة،
ولم يَعُّد ... يرى.
أي، طير ٍ ...طائر ٍ ...
او، حشرة ٍ ... زاحفة ٍ ...
ولم، يَعُّد ... يسمع ...
نقيق، الضفادع ....
ولا، ضغيب الارانب ...
ولا، سليل الغزلان ...
ولا، مأمأة الخرفان ...
ولا، ثُغاء الماعز ...
ولا، فحيح الأفاعي ...
ولا، صهيل الأحصنة ...
ولا، نِباح الكلاب ...
ولا، خفوق الطيور ...
ولا، زقزقة العصافير ...
ولا، دندنة البعوض ...
ولا، وغي النحل ...
ولا، نق العقارب ...
ولا، صرير الجُندُب ...
كلها ... إختفّت ذلك الصباح.
ولكنه، سمع ... عن بُعْد ....
أصواتا ً .. تَصدُر من الجِسْر ...
صوت، أغصان الشجر، وهي تصدر صفيقا ً ...
صوت، أوراق الشجر، وهي تصدر حفيفا ً ...
صوت، العشب اليابس، وهي تصدر هزيزا ً ....
صوت، القصب، وهي تصدر غِناء ً ...
وصوت، الصباح وهو ينشد ألحانا ً مُفرحة ....
إستعجّل القدوم للجِسْر ....
وصعقه، ما شاهد ٓ ...
وبهرّه، ما رأت عيناه ...
إنه، ماء النهر ... يتدفق خريرا ً ..
إنه، الجِسْر ... يضحك قهقهة ً ...
قال للجِسْر ...
ما بك ٓ ...
بالامس ... كنت ٓ .. تبكي ...
واليوم ... إنك .. تضحك ...
نعم ....
كنت، أبكي مع، حورّية .. النهر ...
حتى، ملئنا ضفتّيه ...
من ماء ... دُموعِنا ...
وها هو .. ألان،
يتدّفق.
يتدّفق،
وسيتدّفق.
فيصل المصري
أُورلاندو / فلوريدا
٤ آذار ٢٠١٦
0 comments: