ملوك وأُمراء، الحزبين الجمهوري، والديموقراطي الأميريكيين ...
يطيب لي أن أستعمل مُصطلّح ملوك وأمراء الطوائف، كلما أردت أن أصف أي وضع سياسي، آيل للسقوط .. كما حصل مع دُرّة العرب عندما خسروا الأندلس.
وللعبقرية اللبنانية فضل ٌ كبير، في أنهم حوَلوا هذا المصطلّح من انه، آيل للسقوط الى أن، يبقى، ويُعمِّر، ويدوم.
وكيف يكون ذلك.
وكيف تسقط الأندلس، بسبب خلاف ملوكها، وأُمرائها.
وكيف ينقلّب هذا المصطلّح، ليكون دلالة على الاستمرار .... بديلا ً للإنهيار.
الفضل يعود الى ملوك، وأُمراء الطوائف في لبنان.
لأنهم ....
أَعْطّوا أمثولة للسياسيين في العالم، انه، وبوسعهم الاتفاق على تقسيم المغانم، والمحاصصّة دون ان يستّعر الخلاف، ويمتد حتى تسقط الدولة، وتزول، كما فعل أقرانهم، في الأندلس.
وخير أُمثولة لمصطّلح، إتفاق ملوك، وأُمراء الطوائف، ما قام به هؤلاء السياسيون في لبنان، من تقسيم الزبالة، وعاش من عاش، وبَقي من بقى، والكّل راض ٍ... سعيد.
وعجلة الدولة، في هكذا خلطة سحرية سياسية، تتقدم دائما ً... ولا تنهار، بل قد تتوقّف لفترة زمنية قصيرة، او قد تتباطئ في حال إصطدامها ب جبنة كبيرة، او صغيرة، تُعيق السير الى الامام.
وحتى هذا الاصطدام، بالجبنة اللذيذة لا يُخيف، لان زنود الأزلام، جاهزة لتكون رافعة، فيعود الوئام، والوفاق على أفضِّل مما كان، بعد توزيع الحصّص.
لنرجع الى عنوان المدونة،
ملوك وأُمراء الحزبين الجمهوري، والديموقراطي إتفقوا، خلسة ً.
ومن مهازل هذا المصطلّح في اميركا، انك تلاحظ جليا ً ان عُتاة الحزبين ويُطلق عليهم :
The Establishment.
كانوا فيما مضى، هم الذين يُعيّنون المرشحين، لخوض الانتخابات الرئاسية وصولا ً الى البيت الأبيض، دون الإعتداد برأي الشعب.
اما هذا الموسم الانتخابي، فإن حسابات الحقل والبيدر، والسوق، تطابقت بالنسبة للحزب الديموقراطي على تسمية هيلاري كلينتون المرشحة الوحيدة للحزب، وخلقّوا لها مرشحا ً كهلا ً بلون إشتراكي ....
ضعيفا ً لن يستمر او يحيا.
اما حسابات الحزب الجمهوري، لم تتطابق، مع ما رسمه جماعة
Establishment
لان من كان مرشحهم، المفضّل ابن وأخ .. الرئيسين الاسبقين، لاميركا من عائلة بوش، سقط بالضربة القاضية، بأول الطريق.
ومن ثم، رأوْا في المرشح الشاب ماركو روبيو، هو البديل، ولكنه سقط ايضا ً بالضربة القاضية، المهينة في انتخابات فلوريدا، بالأسبوع الماضي.
لم يبق بالساحة، الا ثلاثة مرشحين.
الصورة العجائبية اليوم، ان العُتاة في الحزب الجمهوري يرفضون هؤلاء المرشحين، ويدفعون كل غال ٍ ورخيص ليشوٍّهوا صوّرة إثنين منهما مُتقدّمان في السباق، حتى انهم باتوا في ضياع تام، وكأنه مقصود.
والمرشحون الثلاثة هم :
دونالد ترامب، المرشح الاقوى، والمتقدّم.
وتيد كروز، المرشح المُتزمّت، والذي يلي ترامب بتأخير واضح.
وحاكم ولاية أُوهايو، جون كايسيك، وهو في اخر الاستطلاعات،
والغريب في الامر، ان عُتاة الحزب الجمهوري بدأوا يؤثرون هذا المرشح الضعيف في كل الاستطلاعات، جون كايسيك، وإظهاره انه هو القادر على ان يهزم هيلاري كلينتون في الاتنخابات في شهر تشرين الثاني القادم، مع العلم انه حتى في ولايته، نجح بالنقاط على ترامب، وليس بالضربة القاضية.
هذا التصرّف من عُتاة الحزب الجمهوري، بالقول والتصريح، جِهارا ً وعلانية ً بان هذا المرشح الضعيف هو الذي سيهزم كلينتون، له دلالة واضحة.
بانهم إتفقوا، على ان لا يتفقوا على اي مرشح من الموجودين.
او انهم بإنتظار مرشح ينزل بالبراشوت، ويكون هو المرشح النهائي، بعد طريقة، مُعقدة وغير واضحة لإحتساب من سيكون مرشح الحزب الجمهوري.
هذه النتيجة، ستلاقي هِزء ً ... وغضبا ً وحِنقا ً من الشعب الأميركي.
ولكن حتى الوقت الحاضر، هذه النتيجة هي الحقيقة، الساطعة.
والدليل على ، ذلك :
-/ إن مصالح العتاة، في الحزب الجمهوري، تزول، وتنعدم في حال فوز ترامب، لانه مُستقّل ماديا ً لا يستعين في حملته الانتخابية، باي دعم مالي من الشركات العملاقة، والمصارف التي تُموَّل باقي المرشحين في حملاتهم.
-/ حروب العراق، وتخريب سوريا والربيع العربي، ستبقى مُستمرة مع هيلاري كلينتون، ولكن هذه الحروب ستتوقّف فورا ً في حال وصل ترامب للبيض الابيض، وهذا ما لا يريده عُتاة الحزب الجمهوري.
-/ تقاسم مصالح الشركات، التي تقبض على القرار في كلا الحزبين، ستتعثّر بوصول مرشح غير هيلاري كلينتون، وكانوا يمنّون النفس، لو بقي جيب بوش في السباق، لانه كان سيكمل مسيرة والده، وأخاه في إذكاء هذه الحروب.
-/ تنظيم الهجرة، ووضع قواعد صارمة، كالتي يُطلقها ترامب، لا يُحبذها عُتاة الحزبين. وإن كان الحزب الديموقراطي يفضّل بقاء الحال كما هو، اكثر من الحزب الاخر.
-/ الضمان الصحي الحالي يوافق مصالح عُتاة الحزبين، اما تغييره للاحسن، للشعب الأميركي يضر بمصالحهم المادية.
وهناك أمور اخرى خِلافية تضيق هذه المدونة لها.
يتضح، من أعلاه ...
ان وراء الأكمة ،،، أكمة.
والأكمة الجديدة غير المتوقعة هي الشعب الأميركي ....
الذي سيقرر كلمته.
لا مناص من ذلك.
وغدا ً .... لناظره قريب .....
فيصل المصري
أُورلاندو / فلوريدا
0 comments: