لم تشهد الولايات المتحدة الأميركية، منذ الحرب الأهلية بالعام ١٨٦١ ....
أقذر، وأوسخ، وأخطر، الطرق للوصول الى البيت الابيض كما تشهده اميركا، هذه الأيام.
في ذلك الوقت، أدّت الاختلافات الى حرب أهلية مُدمِرّة.
في هذه الوقت العصيب، إضطر رئيس مجلس النواب الأميركي
Speaker OfThe House
بول رايان، الى إطلاق صرخته المؤلمة التي تنضح بالوجدانيات التي تحلّى بها، Founding Fathers مؤسسّوا اميركا، والقول بان إستمرار هذه الحملات الانتخابية بهذه الأساليب، فإنها ستُدمِر المؤسسات التي أرساها دستور هذه البلاد العظيمة.
في وقفة، أي مواطن أميركي مُحايد، تعلَّقت آماله على هذه البلاد المعطاءة ....
إنك، تراه ... لا يُفٓرِّق في الانتخابات التي تجري في بلده، عن أي إنتخابات، في أي بلد مُتخلِّف من أصقاع المعمورة، حيث الكذب، والخداع، والغش، هو الأساس لتولِّي المناصب العامة.
مما لا شك فيه، ان الإرهاب الذي ضرب في أوروبا، والعالم العربي، واميركا، وبسط جوا ً من الخوف، وأشاع موجة ً من الهلع ....
قد أدي الى هيجان الغرائز، في كل من أوروبا، وأكثره في أميركا، فالألسنة خرجت من عِقالها، والعقول حادت عن طوْرِّها، والقلوب سكنت في دهاليز الخوف، فتعالى صُراخ الإنتقام، وتعاظم الويل والثبور، والتهديد بعظائم الأمور ... والقول :
بأن حامي الحِمى ها،،،، هو ... أنا ...
فأنتخبوني ...
هذا هو حال المرشحين، مِن كلا الحزبين، الى أعلى منصب في اميركا.
في اجتماع عُقد اول مِن أمس في العاصمة الأميركية واشنطن، دُعي اليه المرشحين من كلا الحزبين، لإلقاء توجهاتهم السياسية، امام الجالية اليهودية في اميركا، وما أكثر مؤسساتها، وجمعياتها، وهيئاتها في طول البلاد وعرضها، تبارى المرشحون امام الجموع....
وأطلقوا الوعود،
وأكرموا الجزاءات،
وأمطروا الخيرات،
وأغرقوا الهبات على إسرائيل،
وأنذروا العرب،
وأدموا قلوبهم،
وأنهكوا قواهم،
وأخاروا أمانيهم.
كنت أُشاهد، وأُراقب هذا الاجتماع، كغيري من الأميركيين، فقلت لمن كان حولي :
والله ...
لو كان النبي موسى عليه السلام، حاضرا ً هذا الاجتماع، كان سلك درب العودة الى مصر الفرعونية، لان المرشحين الى رئاسة البيت الابيض، قد
بزّوه، وتفوقوا عليه، اكثر من المّن والسلوى التي أمطرتهم بها السماء في طور سيناء.
ولو كان قارون، أغنى أغنياء أسباط اليهود، جالسا ً بين الحضور، كان هروّل وإنتحر، لان هناك بين المرشحين في السباق الى البيت الابيض من هو أكرم منه، وأجزى منه عطاء ً للشعب اليهودي.
لن أُعيد ما تكرّٓم به مرشحوا الحزبين، من عطاءات، وهبات، وأسلحة، وذخائر، ومعدات، وصواريخ الى إسرائيل، لان الامر يحتاج الى مُدّونات، ومدونات، ولكني أُشير فقط، الى ما قاله مُعلّق أميركي، مُخضرّم، حيث قال :
شـهِدّت في مدى حياتي الصحافية، معارك أنتخابية للبيت الابيض، وكل المرشحين وعدّوا بنقل السفارة الامريكية، إلى القدس.
لم يُصار لغاية تاريخه، نقل السفارة.
بهذا أُنهي مُدونتي.
فيصل المصري
أُورلاندو / فلوريدا
0 comments: