يتم التشغيل بواسطة Blogger.

الثلاثاء، 26 ديسمبر 2017

فريد الاطرش، في ذِكْرَى رحيله ..

نشر من قبل Faissal El Masri  |  in دراسة  7:02 م


فريد الاطرش، في ذِكْرَى رحيله ..
تاريخ ولادته : ٢١ نيسان ١٩١٠م. 
تاريخ وفاته : ٢٦ كانون الاول ١٩٧٤م. 


التمهيد :

كنت وما زلت مُولعا ً بسماع موسيقى فريد الاطرش، لأن أغانيه إذا سمعتها بأي وقت أسترجع معها ذكريات في محطات حياتي ..

وقد إرتأيت أن أبحث عن رأي النقّاد الفنيين الغربيين في فريد الاطرش، لأَنِّي لم أثِق يوما ً بالنقَاد الفنيين العرب، بالماضي والحاضر .. 
المُقَدِّمة :

فريد الاطرش ..


لو عاش عمرا ً أطولا ً ..
كان فنه، وموسيقاه، وأغانيه أسطورة، نتداولها حتى اليوم ..
فريد الاطرش ..

لو عاش، في العصر الذي سبق الاسلام، كان مثله، مثل، النضّير إبن الحارث ابن كلده، الذي إستقدم العود من ديار اللخميين الى مكة .. 

فريد الاطرش ..
لو عاش، في صدر الاسلام وما تلاه، لكان مثله، مثل إبن سريج، و ابراهيم الموصلي .. 

ولكنه عاش، في زمن رديئ، يُخّيم في أرجائه الحسّد، والضغينة، والتفرقة العنصرية، بأبهى أشكالها وألوانها .. 

فريد الأطرش، من هو .. 
هو، أمير، في الحسَّب، وَالنسَّب. 
هو، أمير في ألة العود. 
هو، مُتوَّج في تركيا، منذ العام ١٩٦٤م. 
هو، صاحب وسام الخلود الفني من، فرنسا. 
هو، صاحب وسام الاستحقاق من، مصر. 
هو، صاحب وسام الأرز من، لبنان .
وهو اخيرا ً ..
مُكّرم ومُعزّز من منظمة الأنيسكو طيلة العام ٢٠١٥م.  

سأتطّرق، وأُشير في بحثي عن فريد الاطرش، الى عدة محطات في حياته :
 
 - منذ أن وطأت قدماه ارض الكنانة أم الدنيا مصر، في بداية القرن الماضي، 
 - وحتى مغادرته لها في ستينات ذلك القرن.  

 - ولغاية وفاته في لبنان في ٢٦ كانون الاول من العام ١٩٧٤م. 

 - وأخيرا ً، تأثيره على الموسيقى الشرقية. 

عند وصول فريد الأطرش، الى القاهرة، كان بلاط الملك فاروق، ومن سبقه من ملوك، يستقبل الفرق الموسيقية العالمية، وكان المُغَّنين الأجانب، يصدحون في القصور الملّكية، بأُغنيات التانغو، والباسادوبلي، والفلامنغو، وغيرها من الألحان.

وقد وصل إلينا من سجلات الفرق الموسيقية، ومن المغنيّين الأجانب، أن الموسيقى، والغناء، في ذاك العصر، في مصر عامة وفي القاهرة خاصة ً، كان يخيّم عليهما، ويسيطر عليهما، ألحان قديمة ومغنّين كبار في السن.

وقد جاء في إحدى السجلات :

Arabic music at that time was very soft & MONOTONOUS, and had no recognizable rhythmical. 

 - لا بل، كانت الألحان الموسيقية، رتيبة، ومُمِلَّة تتكرر في كل مطلع جديد.
 - وقد ذُكرَ ان لسيد درويش، دور قيادي في التجديد، وإن لم يكن على مستوى، عالمي، او متألق او ناجح، او مسيطر، ولم يستحوّذ، على نظر الأجانب الا الراقصات، الممتلئات، البدينات صاحبات الخصر، النحيل.  

هذا لا يعني، التقليل من شأن هؤلاء المغنّين، او الملحنين، لان سِمّة، التطوير الموسيقي، لم تكن هماً لديهم، لان الجمهرة الكبرى من المستمعين تستسيغ هذه الألحان، لعدم سماعهم ألحان أخرى متطورة لحنا ً، وايقاعا ً غير أغنيات سيد درويش القليلة جدا ً.
اما الطامة الكبرى، في تلك الفترة ، كانت النقّاد الموسيقيين العرب ذوي الدرجة الثانية، او أقّل، يكتبون لمن يدفع لهم.

والكارثة هي، أن هؤلاء النقّاد، هم من سجّلوا  تاريخ الموسيقى، وعلوّ فلانا ً، وأهملوا، فنانا آخراً.
 - ومن هؤلاء النقّاد، الموسيقيين فيكتور سحاب، الذي ذكر، ان العمالقة السبعة من الفنانين في ذاك الوقت هم :

سيد درويش، محمد القصبجي، زكريا احمد، محمد عبد الوهاب، أم كلثوم، رياض السنباطي وأسمهان (غير مصرية). 
 - تعجَّب النقاد الأجانب لهذا التصنيف، الذي إستثنى منه بعض الفنانين العرب، الذين يحملون جنسيات غير مصرية، وزاد عجبهم، أن فيكتور سحاب، أدخل أسمهان، شقيقة فريد الأطرش ضمن لائحة العمالقة بسبب الأغنّيات، التي قدّمتها من ألحان شقيقها وخاصة أغنية، ليالي الإنس في فيينا. 
 - وقد تبين لاحقا ً، أن الأسس المعتمدة في التقييم عند نقّاد العرب، لا يحسب لها حساب أكاديمي فني. 


في هذا الجو، سبح فريد الأطرش. 
في هذا البحر، نهشته الأسماك الكبيرة، والصغيرة على حد سواء. 


 
من المصادر الأجنبية اقتبس الآتي :

Farid Al Atrash, stands out as a giant who is yet to be replaced .
في مقدمتي، أشرت الى رتابة الألحان. 

Lack of musical depth
اي، أنه كان ينقص العمق الموسيقي. 

بوصول فريد الأطرش، الى مصر تغيّر الوضع، وأصبح العود سيدا ً، وآمرا ً، للفرقة الموسيقية، وأخذت بقية الأدوات، مكانها الطبيعي. 
 - زاد فريد الأطرش من عدد الآلات النحاسية، وإقتحم التانغو التخت الموسيقي الشرقي، وسيطر بعد ان كان خجولا جدا ً. 

 - أدخل فريد الاطرش لأول مرة لباس،  Tuxedo  لجميع أفراد فرقته الموسيقية. 
Elegant  tuxedo  dress  with  the, Papuan
 - جمع فريد الاطرش : 
Incorporation of  falk  melodies & popular themes  along  with  classical  forms 

 - أغنيات فريد الاطرش  :
His songs contained  multiple  sections with changes  in  rhythm  & colors 

 - مقطوعات فريد الاطرش الموسيقية :

Many  of  his  pieces  sounded  lively  & full  whether  played  by  small  groups  of performance   وfull  size  orchestra 

 - كانت لدى فريد الاطرش مهارة  زائدة  في إنتقائه  الكلام،  واللحن. 

Music composition for dreamers 
 - أدخل فريد الاطرش  المقدمات الموسيقية لأعماله الخالدة، وأبدع في قفلاته، خاصة في عزفه المنفرد على العود. 

 - أدخل فريد الاطرش السمفونية، الى الموسيقى العربية، وتعتبر من أعظمها بساط الريح، التي أظهر فيها، عبقريته، وإلمامه بجميع  الألحان العربية قاطبة.  
 
 - معظم ألحان فريد الاطرش، إقتبسها الملحنون من الغرب، وأوروبا، وتركيا، والهند ودخل إسمه في سجل الخالدين، بالموسوعة الفرنسية الى جانب العظماء، بيتهوفن، وموزارت، وشوبان.
 -  أجمع النّقاد الغربيين ان فريد الاطرش هو أول من قدَّم الأوبرا بعد سيد درويش في فيلم إنتصار الشباب. 

 - أما الألحان التي وضعها فريد الاطرش، والتي نقلته للعالمية، هي عديدة أهمها :
 - حبيب العمر، نجوم الليل، زُمرّده، ويّاك ويّاك، انا واللي بحبه، يا زهرة في خيالي، قلبي ومفتاحه، ( وقد أُعتبر هذا اللحن، من أجمل ١٧ تانجو في العالم ). 

ولهذه الأسباب، جرى تصنيفه في الغرب، بأنه مُجدّد الموسيقى العربية الاول. 
 -  جرى تكريم فريد الاطرش في غير بلد غربي، وأُعطي كرسي، في معهد الموسيقى في ألمانيا، ولم يعط له اي كرسي في اي بلد عربي. 

 - ما زالت حقوق فريد الاطرش الفنية، من الأغنيات تعطي مردودا ً لا يضاهيه أي فنان عربي.
أخيرا ..

من المؤكد، ان التكريم الذي يحصل بين فترة وأخرى لفريد الأطرش يلقى الاستحسان، ولكنه لا يصل الى تكريمه على مستوى الإبداع الذي وصل اليه، كما يحصل للفنانين العباقرة في الغرب. 
وهذا، له أسبابه ..
لأن وزراء الثقافة او الفنون في بلاد العرب، لا يستلم مقاليدها وزير ملّم  بالموسيقى او الفن، لانه قد يكون أشهر  طبيب  جرّاح، او صاحب  مصرف ، او ضابط متقاعد ..... الخ. 
فضلا عن ان المجتمع المدني، في البلاد العربية يرزح تحت هموم تفوق المطالبة، بتكريم فنان مُبدِع وعبقري مثل فريد الاطرش. 

بالاضافة الى أسباب اخرى ..

وهذا هو حال فريد الأطرش.
غرّيد في الشرق، العربي. 
ومكرّم بالغرب. 
مثله، مثل طارق إبن زياد.
وغيرهم ..


فيصل المصري 
أُورلاندو  / فلوريدا
٢٦ كانون الاول ٢٠١٧م. 
ذِكْرَى الرحيل. 



0 comments:

Blogger Template By: Bloggertheme9