رسالة شُكر للقراء الأعزاء، وإعادة نشر أكثر الْمُدوّنات قراءة ( الحاكم بأمر الله، والرَّد على تهمَّة الألوهية.

الحاكم بأمر الله ..

والرَّد على تهّمة الأُلوهية الباطلة ..

تمهيد :

لا يسعني بأخر العام ٢٠١٧م. إلا أن أَتقدَّم من جميع قُرائي الأعزاء الذين تابعوا مُدوِّنتي، وصفحتي على الفايس بوك، وتويتر ..

ولا غرو إن قلت أن أكثر الْمُدوّنات قراءة، كانت  حسب تقرير شركة غوغل، مُدوِّنتي عن :

( الحاكم بأمر الله، والرَّد على تهمَّة الألوهية الباطلة )، والتي قُرأت أكثر من ١٧٦٠٠ قارئ حسب التقرير .. 

والذي لفت نظري من التقرير أن هذه الْمُدوّنة قُرأت في بلدان عربية لا يقطنها المُوَحِّدون الدروز، وهذا دليل على أن الناس مَلَّت الكذب والإفتراء، وإنها تريد الحقيقة ..

وإليكم الْمُدوّنة حسب ما نُشرَّت في نيسان ٢٠١٧م. 

يُصادف اليوم ١٣ نيسان ٢٠١٧ ....

ذِكْرَى الألفية الاولى، لفتح باب الدعوة التوحيدية، التي دعا اليها الخليفة الفاطمي الحاكم بأمر الله في عاصمة خلافته القاهرة .. 

بمناسبة هذه الذكرى، أنشُّر مُدوِّنتي الثالثة عن الحاكم بأمر الله، لأرُّد على تهمَّة الالوهية التي ألصقوها زورا ً وبهتانا ً ...

الْمُقدمة :

تعمَّدت قبل ان أرُّد على التهّمة التي أطلقها جمهرة من المؤرخين، والفقهاء  على الخليفة الفاطمي الحاكم بأمر الله بأنه إدعى الأُلوهية، أن أُقيم أساسا ً متينا ً لهذه الْمُدوّنة عن طريق نشر مُدوِّنتين تحت عنوانين هامين :

 - الاولى، الحاكم بأمر الله، ودار الحكمة. 

 - الثانية، الحاكم بأمر الله، الخليفة المُفترى عليه. 

بالأولى ..

كتبت وأبرزت ما قام به هذا الخليفة من عمران، وثقافة، وعلوم، وفلسفة ... الخ. 

بالثانية، قَصّْرت كثيرا ً في تعريّة الْمُؤرخين، والفقهاء، الذين عاصروا الخليفة الفاطمي الحاكم بأمر الله، حتى لا أُتهَّم بالتحامُّل، لأنهم بنظري من أفسق خلق الشيطان، ومن أقوى زبانيته، لأنهم لو كانوا من خلق الله، لما كانوا باعوا ضمائرهم، وفقههم، وتأريخهم لعبدَّة الشيطان الذين صدَّقوهم، وما زال البعض حتى وقتنا الحاضر يعيشون في كهوف التاريخ.

 - الرَّد :  

بدأت بالآونة الاخيرة تُسمع في مصر ودوّل شمال أفريقيا التي كانت خاضعة لسيطرة الخلافة الفاطمية الأصوات، وتنشر الدراسات، التي تبحث في شخصية  من شخصيات التاريخ الفاطمى الاكثر إثارة، بل ربما كانت ألاكثر جدلا ً في التاريخ الاسلامى، وهي شخصية الخليفة الفاطمي الحاكم بأمر الله ..

النظرة التي إعتمدها هؤلاء البحَّاثة، والمنقبين عن الحقيقة مغايرة، عما حملته كُتُّب  التاريخ الكاذبة ..

من هؤلاء البحاثَّة، الدكتور عبدالمنعم ماجد في كتابه ألقيِّم عن تاريخ الحاكم بأمر الله، الخليفة المفترى عليه : 

حيث يقول عن الحاكم بأمر الله ..

 ( ترجمة لحياة رجل عظيم، من رجالات مصر العظام،  مسلكه في الحكم هو مسلك الحاكم السوِّي، المتكامل الشخصية، الذي كان حساسا ً بعمق لكرامة الإنسان، وللحق والعدل ..

 ثم هو أول خليفة مصري، بحكم ولادته ونشأته في مصر، وسوف تبقى مآثره بقاء الدهر، وذلك على الرغم من تقوُّلات أعدائه الذين صوروه بصور مختلفه من تأليه، وسوء سلوك .. )

هذه الْمُدوّنة، تُلقى الضوء، وتكشف عن الحقائق التي جرى طمسها عمدا ً، كما أظهرته، سابقا ً، وسأُظهره حاليا ً في هذه الْمُدوّنة، وغيرها إن شاء الله. 

 - توطئة تاريخية :

عندما إستلم الحاكم بأمر الله مقاليد الحكم، ذكر مؤرخو الخلافة الفاطمية، أن شخصية  الحاكم بأمر الله، إمتازت بالصرامة، والعدل في أول عهده لانه كان يشعر بصغر سنه، وقلة تجربته أمام ( أعدائه الأقوياء ) ..

وقد واجهت الحاكم بأمر الله مشكلتين، مُزمنتين، عويصتين، يصعب عليه حلهما، او القضاء عليهما إذا لم يكن صارما ً وعادلا ً بالوقت عينه. 

 - المشكلة الاولى :

 كانت الأرقام الخيالية لثروة كبار رجال الدولة،  تفوق الوصف وإلاحتمال، وهذا الامر كان ينسحب على حاشية الخلافة الفاطمية، الذين سبقوا الحاكم بأمر الله ..

 

كان الفساد الاداري مُستشري، في الإدارات الحكومية، وبالجيش، وعند الولاة، وإصلاح الامر يتوجَّب إتخاذ خطوات وقرارات صارمة، وحازمة، وجريئة من الخليفة الشاب. 

 - المشكلة الثانية :

كان بلاط ( بعض ) الخلفاء الفاطميين الذين سبقوا الحاكم بأمر الله، يعِّج بالغلمان، والقيَّان، والخصيان، والعبيد، والرقيق، والمحظيات، والخليلات، وما ملكَّت إيمان الخلفاء من السبايا بعد الفتوحات، ولم يكن ذلك إلا نمط من حياة البذخ، والمجون التي رسمت عهود ( بعض ) خلفاء بني أُمِّية، وبني العَبَّاس والخلفاء في الأندلس، وقد إعتبر بعض المؤرخين ان في ذلك سِمَّة من سِمَّات الخلل في الخلافة الاسلامية، ومظهر من مظاهر ضعفها، وزوالها، والتاريخ يشهد على ذلك ..

هاتان المشكلتان، أرعبتا الخليفة الحاكم بأمر الله، وهو المؤمن، والخلوق، والمُتديِّن، والزاهد ..

لذلك، قرر الحرب عليهما، وقلع الفساد الاخلاقي، والمادي من القصور الملكية، والادارات الحكومية ..

وكما هو بات واضحا ً، ان مراكز النفوذ، كانت وما زالت في كل عصر وزمان،  ( ويطلق الغرب عليها الإستبلاشمانت ) ومن هذه العصور الخلافة الفاطمية ..

كان فساد الادارة، والقضاء يسهَّل على مراكز النفوذ المدنية، ان تمسك بالمرجعيات الدينية، إمساكا ً عن طريق الترغيب، او الترهيب ..

بدأت الحرب، لان الحاكم بأمر الله قرر القضاء على هاتين الآفتين عن طريق تطهير القضاء، والإدارة من دنس الفساد، وإعلانه إلغاء العبودية. 

وقد تمكن الحاكم بأمر الله من القضاء على مراكز النفوذ ..

وبقيَّت الحرب القذرة الخفيَّة، عن طريق إطلاق الاكاذيب، وتلفيق الاخبار، وترغيب الفقهاء، او ترهيبهم بصياغة الفتاوى، والتفسيرات الشرعية على هواهم، ضد كل ما يقوم به الخليفة الحاكم بأمر الله. 

هذا السلاح الفتَّاك الذي إستعمله أصحاب النفوذ الذين خسروا كل شيئ، هو الدين، والفقه، 

والتفسير، لمحاربة الحاكم بأمر الله. 

من الثابت والمعروف، ان الأُمَّة العربية، وخاصة الاسلامية، دأبوا منذ خلافة الامام علي ابن ابي طالب، والمعارضة الشديدة التي واجهها من السيدة عائشة أُم المؤمنين، ومعاوية ابن ابي سفيان، أنه جرى إستباحة الدين  (حتى هذه اللحظة ) في إثارة الحروب، والنكبات، والثورات، وأُستعملت أنواع عديدة من الأسلحة، منها الافتراءات، والأقاويل، والاكاذيب، والتفسيرات التي ليس لها أساس شرعي او ديني صحيح، كما سأوضحه في هذه الْمُدوّنة. 

  - الخطوات التي قام بها الحاكم بأمر الله :

وقد ورد ان الحاكم بأمر الله قد حاسب رجال الدواوين،  وهى الإدارة الحكومية، ويعرفون بالكـُتَّاب حسابا ً عسيرا ً لاسيما وأنهم كانوا مثال التواكل ، وسوء التصرف ، فجعل سيفه مصلتا ً على رؤوسهم  ليقوموا بعملهم  بأمانة ..

كذلك ألغى الرقيق، والعبودية، ( يُراجع بذلك مُدوِّنتي السابقة )، وفي هذه كانت الضربة القاضية على أصحاب النفوذ وتجارة النخاسَّة العامرة، والمزدهرة، والعاهرة في ذلك الوقت. 

 - أما في مسألة الألوهية، عن الحاكم بأمر الله وإدعاء أولوهيته،  فقد فندَّه المؤرخون الشرفاء حيث قالوا :

 ان كل هذه الروايات مفتعلَّة،  وملفقَّة لان الحاكم بأمر الله لم يدِّع ِ الألوهية إطلاقا ً وذلك بالإعتماد على أوثق المصادر التاريخية، فضلا ً عن أنه لم ينقل إلينا نص واحد أن الحاكم بأمر الله قال عن  نفسه :

أنه هو الإله .. 

بل عَظُم الأمر عليه، لان الحاكم بأمر الله إعتبر في هذا التلفيق، والتشهير  هو ترَبُص أعدائه به  وهدفهم  إقتلاع دولته، ومسخ سمعته. 

وقد ذكر أعتى أعداء الحاكم بأمر الله ان رغبته الملحَّة كانت تنصَّب في إنقاذ المذهب ودعاته، ولم يأتِ على ذكر الالوهية ..

لذلك،  إستخدم الحاكم بأمر الله الشدَّة وقتل دعاته الذين غالوا فيه، أو لم يدفعوا عنه تهمَّة التأليه ..

ويؤيد ذلك ما تدواله مؤرخو السُنَّة الذين قالوا عنه كذبا ً وتلفيقا ً وإفتراء ً أنه قتل العلماء، بينما الحقيقة، هي معاقبته دعاته الذين كانوا يألهونه .. 

 

لقد دفع الغضَّب بالحاكم بأمر الله إلى أن يعرض عن أهل دعوته، ورجال دولته والناس جميعا ً لتجاسرهم على مثل هذه الدعوى بألوهيته ..

بل أنه ألغى كل ما جرى به الرسم من مواكب الصلاة في الجوامع في أيام الجمع من شهر رمضان وفي العيدين ..

وأبطل ايضا ً مجالس الدعوة العامة، والخاصة، ويفسِّر الداعية أدريس، تصرف الحاكم بأمر الله هذا، ليتميز المؤمنون بالإخلاص،  ويبقى المنافقون في الحيرة ..

أما أعداء الخليفة الحاكم بأمر الله،  فقد فسروه على أنه دليل على مروق الحاكم بأمر الله عن الدين، والمذهب بقولهم ..

أنه ألغى الصلاة، والصوم وغيرهما من فرائض الدين .. 

ولكن مؤرخا ً منصفا ً هو أبن خلدون، وهو مسلم سُنِّي  يعترض على القول بأن الحاكم بأمر الله ألغى الصلاة، وغيرها من فرائض الدين إذ قال في كتابه المشهور، المقدمة  : 

إنه زعم ٌ لايقبله ذو عقل، ولو صدر من الحاكم بأمر الله شيئا ً منه لقتل لوقته .. 

وإذا كان شيخ المؤرخين، أبن خلدون الذي زار القاهرة مرورا ً بأراضي الخلافة الفاطمية في شمال افريقيا، يقول في دُرَّة تاج التاريخ (المقدمة )، ما قاله في الحاكم بأمر الله، فإن منطق العقل يقضي بالقول ان باقي المؤرخين هم الآفاقين، والكذابين، المنافقين، والمرتشين.

  

ويبدو أنه في وقت ٍ ما بلغ اليأس بالحاكم بأمر الله، حدا ً كبيرا ً أمام دعوى  تألهه  فأعتزل الدنيا كلها، لاسيما وأنه كان رجلا ً متدينا ً إلى أبعد الحدود ..

مما يدل على ما أحدثته هذه الدعوى من رد فعل قوي في نفسه، كان  يخرج بمفرده إلى جبل المقطَّم، يدعو إلى الله ويناجيه ..

ولكن ما لبث الحاكم بأمر الله أن دفع اليأس، وشمَّر عن ساق الجد في سبيل إنقاذ المذهب ودعاته، وأصبح ذلك شغله الشاغل ولم يعد يهتم بأي شيء غيره ..

  

ولكي يعيد الأمور إلى نصابها، عمل على إستدعاء رجال من أتباع المذهب موثوق في عقيدتهم، وتمذهبهم السليم ، لكي يساعدوه في عودة الأمور إلى نصابها ..

 - في تناقض تهمَّة التأليه، مع حرية العقيدة، والتسامح الديني في عهد الخليفة الحاكم بأمر الله ..

أشار الدكتور عبد المنعم ماجد ..

لابد أن نقِّر أنه على الرغم من حماس الحاكم بأمر الله لمذهبه، فهو لم يجبُّر أحد على إعتناقه ..

أو أنه تعصَّب ضد المذاهب الأخرى ..

يقول الحاكم بأمر الله نفسه :

إن كل واحد حُر ٌّ في إختيار مذهبه ..

 وأن يظهر ما في ضميره .. 

ويروي المؤرخ تقي الدين احمد بن علي المقريزي، في كتابه إتعاظ الحنفاء، باخبار الأئمة الفاطميين الخلفاء ...

أن الحاكم جعل المالكية، يُدرِّسون مذهبهم بدار الحكمة .. 

وأُعتبر ذلك من المحاسن المأثورة،  للحاكم بأمر الله وإنه كان بعيدا ً عن التعصُّب، وتسامحه الجَّم بدا واضحا ً وجليا ً  في تعيينه  رئاسة القضاء بمصر، وبلاد الخلافة، قاضيا ً سنيا ً هو ابن أبي العوام الذي إستمّر  في القضاء من سنة ٤٠٥ هجرية  إلى أخر حكم الحاكم بأمر الله في عام  ٤١١ هجرية  .. 

وحينما قال الناس للحاكم بأمر الله :   

إنه ليس على مذهبك، ولا مذهب من سلف من أبائك .. 

قال لهم الحاكم بأمر الله : 

هو ثقة مأمون مصري، عارف بالقضاء وبأهل البلد ..

وما في المصريين، من يصلح لهذا الأمر غيره ..

كان الحاكم بأمر الله،  لايهمَّه مذهب قاضيه، بقدر ما يهمه أن يكون قاضيه، مأمونا ً وثقة ً ..

يُراجع في ذلك ايضا ً ..

المؤرخ القلقشندي الذي قال  : 

إن مذهبي مالك، والشافعي ظاهري الشعار في زمن الحاكم بأمر الله  .. 

 

 - في تناقض تهمَّة التأليه، وتسامح الحاكم بأمر الله، ومنعه سَّب المذاهب الاخرى :

وثمة أيضا ً ما يدل على تسامح الحاكم بأمر الله، هو منعه سب أعداء المذهب جريا ً على سنة آبائه الحميدة في ذلك ، ولم يعامل أعداءه بالمثل ، الذين كانوا يلعنون عليا ً من على منابرهم، لاسيما العباسيون في العراق، والأمويون في الأندلس ..

 ويؤيد المؤرخ المقريزي ذلك بكتابه حيث نشر نص وثيقة منع  سَّب الصحابة، بأمر من الحاكم بأمر الله ..

جاء فيه :

لا يُسَّب السلف، ولا تكونوا سبابين، ولا عيابين ..

ويُضيف المقريزي :

لدينا سجل أصدره الحاكم بأمر الله ليُقرأ في كل مكان على جميع الناس في رمضان بالعام ٣٩٨ هجرية يظهر فيه منع الحاكم بأمر الله  سَّب السلف وها هو نصه :

من عبد الله ووليه أبي علي الحاكم بأمر الله أمير المؤمنين ، إلى كل حاضر ٍ وباد ٍ ..

أما بعد :

فإن أمير المؤمنين يتلو عليكم آيه من كتاب الله المبين ..

 لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ  ..

مضى أمس بما فيه ..

وجاء اليوم بما يقتضيه .. 

الصلاح، والإصلاح بين الناس أصلح، والفساد والإفساد بينهم مستقبح .. إلا من شهد الشهادتين، أحق أن لا تنفك له عروة ، ولا توهن له قوة ..

ولا يشتم السلف، ولا يبغي الخلف على من قبله، خلف .. 

تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُمْ مَا كَسَبْتُمْ وَلا تُسْأَلونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ . 

معشر المؤمنين : نحن الأئمة ، وأنتم الأمة ،  

عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ .

والحمد لله رب العالمين ، وصلواته على رسوله سيدنا محمد وآله الأكرمين ..

 - تناقض تهمَّة التأليه، وسيرة الحاكم بأمر الله، اليومية. 

كان الحاكم بأمر الله، يُرِدِّد دائما ...

الأمر بالمعروف، عندما يكون مهملا ً ...

والنهي عن المنكر، عندما يكون علنا ً ..

يضاف إلى ذلك أن الحاكم بأمر الله كان يحاسب نفسه، وأعتبر الحسبة في عموم واجبات الإمام بناء على ما نقل عن علي بن ابي طالب من قول النبي له : 

 يا علي مر بالمعروف وأنه ِ عن المنكر ..   

فعمل الحاكم بأمر الله على أن يخضع أمور الحياة في مملكته للنص الحرفي لهذه القاعدة الدينية المثالية ..

فكانت هذه المراسيم، والأوامر التي صدرت في عهده وأطلق عليها السجلات  ..

وقد جرى تفسيرها من الأتقياء، الأنقياء في السيرة، والصريرة  أنها  تدل على وعي كبير لشؤون الحياة في زمن الحاكم بأمر الله، وتديُّن بالغ.  

الخاتمة :

هذه طريقه الحاكم بأمر الله في حكم رعاياه ..

شاهدنا فيها مثاليته النادرة، كما قال بها بعض المؤرخون ..

لانها وليدة إيمانه بمسئولياته نحو رعاياه ..

 وعمله الدؤوب على أقتلاع الفساد من جذوره ..

ولا ريب فالحاكم بأمر الله قال :

أصبحت لا أرجو ولا أتقي إلا إلــهــي ولـــــه الـفــضــل

جـدي نبـي وإمامـي أبــي وديني الأخـلاص والـعـدل

فيصل المصري

أُورلاندوا / فلوريدا

 ١٣ نيسان ٢٠١٧ 

ملاحظة : الْمُدوّنة القادمة عن :

الحاكم بأمر الله، ومبدأ حقوق الانسان. 

مراجع الدراسة :

 - الفاطميّون، وتقاليدهم في التعليم - هاينز هالم ( ألمانيا ). 

 - الدكتور احمد ال الشيخ ، جريدة شباب مصر ٤ / ٩ /٢٠٠٧. 

الدكتور محمد زغلول سلام، الأدب الفاطمي. 

 - تقي الدين احمد بن علي المقريزي، إتعاظ الحنفاء  باخبار الأئمة الفاطميين جزء ٣ 

 - الدكتور عبد المنعم ماجد- ظهور خلافة الفاطميين وسقوطها في مصر- دار المعارف- القاهرة  ١٩٦٨ 

 - الدكتور عبد المنعم ماجد -الحاكم بأمر الله، الخليفة المفترى عليه. 

الشيعة في مصر - صالح الورداني. 

 - دراسات فى الدولة الفاطمية ورسالتها مركز المقدسات للنشر بيروت 

حسن إبراهيم حسن- تاريخ الدولة الفاطمية- مكتبة النهضة المصرية- القاهرة ١٩٥٨. 

 - أيمن فؤاد السيد- الدولة الفاطمية في مصر- الدار المصرية اللبنانية- القاهرة ١٩٩٢م