يتم التشغيل بواسطة Blogger.

الأربعاء، 27 ديسمبر 2017

المُوَحِّدون الدروز، و باب الحارَّة ..

نشر من قبل Faissal El Masri  |  in دراسة  6:13 م


الموحدُّون الدروز، وباب الحارة الدمشقي ..


تمهيد :

دائما ً كُنت أنشُد التفخيم، والتكريم إذا كان عنوان مُدوِّنتي الموحدُّون الدروز، بأن أُلحِقها بإسم شخصية مرموقة في تاريخ هذه الطائفة الكريمة، او دولة عربية مُميزَّة ..

إلا هذه الْمُدوّنة،  التي لن ينالها تفخيم، أو تبجيل لأَنِّي ألحقتها  بما يُسمى ب باب الحارة الدمشقي، فطالها إنقاص، فليعذرني القاريئ الكريم ..
بداية ..


لم أكُن يوما ً من الأيام، من مُحبي الأفلام، والمسلسلات العربية التاريخية ..

ولم أكُن يوما ً من الأيام إلا ساخطا ً على حُثالة
كُتَّاب السيناريوهات التاريخية، من العرب الذين يكتبون الكَذِب بحذاقة حتى يُسوِّقوا أفلامهم، وينفخوا سمومهم وكأنها الحقيقة  ..

ببساطة، السبب في ذلك ..

لأَنِّي أعتبر أن بعض التاريخ العربي الْمُدوّن في بلاد الشام كاذب، وكذوب يستقي معلوماته، وأوامره، ومصادره من ينابيع، صدأت مواسيرها بسبب كثرة النفاق، والدجل، والتدليس ..

وحتى لا يقول قائل .. 

أني في هذه الْمُدوّنة أُطلق سِهاما ً سياسية ..

أقولها، وبصراحة مُتناهية ..
هذا أخر هّم من همومي في كل مُدوِّناتي، ولا يعنيني أي نظام سياسي، في أي بلد عربي، طالما شعبه يقبل، ويرضى به .. 

بل يعنيني التاريخ والاعلام الرسمي الذي يسمح ويفسح في المجال للأكاذيب، والتهميشات التاريخية، ويستمر دون وازع أخلاقي في ضخ  الأفلام والمسلسلات التاريخية، على وزن الهوارَّة او الاهازيج الفضفاضة بالحركات، كل ٌ على مقدار كيفه، وسروره، وبهجته ..
 
ويكفي ذلك توضيحا ً ..

أما سبب هذه الْمُدوّنة هو ..

العيب، ثم العيب أن يكون في مناصب المراقبة للنصوص التاريخية، في دول بلاد الشام، حُثالة البشر في الفكر التراثي، والتاريخي ..

وبصراحة ..
لو لم أكُن مُتعمقا ً في تاريخ الموحدُّون الدروز، السياسي،  لما أجهدت نفسي في أن أكتب هذه الْمُدوّنة ..


هذا التمهيد ينطبق على مسلسل باب الحارة الدمشقي، الوضيع في البنيان التاريخي، والرخيص في الجودَّة، ومُشرِّع أبواب حارات دمشق على الأفاقين، ولصوص التاريخ ..

هذه المسلسل، ينفخ سموما ً رخيصة كأصحابه، لان التهميش التاريخي فيه، لو كان مُنذ فجر الاسلام، لا يُهّمُني، لان جهابذة الْمُؤرخين العرب، والمسلمين بالمرصاد، أما أن يكون مسلسل باب الحارة  يحكي عن فترة عشرينيات القرن الماضي، في إحدى حارات دمشق، ويجري تهميش دور بطل الثورة السورية الكبرى سلطان باشا الاطرش، ورفاقه الاشاوس الذين رفعوا العلم العربي فوق دار الحكومة بدمشق، هو الذي أثار حفيظتي ..

هذا التغييب والإبعاد في هذا المسلسل لشريحة من الوطن السوري، كانت وما زالت في الصفوف الأمامية المقاتلة عن حِياض الوطن منذ الثورة الكبرى، هو الذي يُقلق المواطن العربي المقيم في غير سوريا، لانه لا يهمه فولكلور القباقيب، والطرابيش، والشراويل، والقمابيز، والنراجيل، والشالات العريضة والطويلة، والسفسطة  الحكواتية، بقدر ما يهمه التاريخ الدمشقي العريق المكتوب بدماء الشهداء الابرار، الذين حرروا دمشق وحاراتها، وأسواقها القديمة، من إمبراطورية بني عثمان البائدة، وفرنسا الغاشمة ..

في الْمُدوّنة ..

 
باب الحارة، مسلسل سوري عبارة عن دراما رخيصة، إجتماعية شامية تدور أحداثها في عشرينيات القرن الماضي .. 

تم َّ إنتاج هذا المسلسل منذ العام ٢٠٠٦م. 
وهو من :

 - من إخراج، بسام الملا وغيره ..
 - ومن إنتاج، محمد قبنض وغيره ..

كتب هذه الحتاحيت، والقصص ..

 -  مروان قاووق، وكمال مرة، وعثمان جحا، وسليمان عبد العزيز، وغيرهم ..

( أعتذر من القرّاء في عدم إلمامي بكل أسماء شخصيات باب الحارة، التي قد تكون سقطت سهوا ً )



يسلط الضوء هذا المسلسل، على الحياة الدمشقية والقيم النبيلة، والعادات والتقاليد القديمة، وكما يُصرِّح به الحكواتيون، فإن قصص المسلسل حقيقية ..

يقول السيِّد نبيه محمود السعدي من مدينة السويداء في محافظة جبل العرب ..


 - باب الحارة، تحفة شامية، وعملية تزوير للحقائق التاريخية، قزمَّت حروب الاستقلال والتحرير، وأنكرَّت الجهاد البطولي لأبناء الموحدُّون الدروز .. 

 - وقد إتضح لي أن بعض الموحدِّين الدروز وجهوا إنتقادات، آخذين على المسؤولين التجاهُل 
المُستمر في تسليط الضوء على النضال البطولي لهم، في تحرير سوريا من عُهر بني عثمان، ومن  حماقة الانتداب الفرنسي ..

كانت الاجوبة، والردود على هذه الانتقادات وضيعة، وفيها من الخِفَّة  كالإتهام بالفئوية، او الطائفية ..
 
 - وتقول الإحصائيات الرسمية، إستنادا ً الى
كتاب، " صور من نضال شعب " للكاتب السوري، الحموِّي المسلم السنّي، جميل علواني 
بعد إنتهاء الثورة السورية الكبرى بقيادة سلطان باشا الاطرش ..

 - أن نسبة شهداء الموحدُّون الدروز بلغت ٧٣ ٪ من عدد شهداء سوريا، بينما بلغت نسبة السكان من الموحدِّين الدروز آنذاك ٣ ٪ من عدد سكان سوريا ..

 - وعلى الرغم من إستمرار عرض هذا المسلسل لسنوات في سوريا، بقيت الأرومة، والغيرة، والتضحية مرافقة للموحدِّين الدروز، وكعادتهم في التسامح دون الاحقاد، حفاظا ً على اللحمَّة الوطنية السورية المُثلى ..

وأخيرا ً ..

ما أجمل أن أختم هذه الْمُدوّنة بقول السيِّد المسيح عليه السلام ..
في :
إنجيل متى 5: 14 ..

أَنْتُمْ نُورُ الْعَالَمِ. لاَ يُمْكِنُ أَنْ تُخْفَى مَدِينَةٌ مَوْضُوعَةٌ عَلَى جَبَل. 

الى الأهل في سوريا ..
أقول ...
لا تعتبَّن على الجهل، والجهالة ..
تاريخكم النضالي لتحرير سوريا ..
لا نستقيه، من باب الحارة ..

نحن أبناء العقل ..
نعرف من أين نُورِد عيون الاخبار ..
أنتم مدنيَّة، في الأصول، والواجبات .. 
أنتم، مُدن، وقرى تُنير سوريا اليوم، وغدا ً ..

لكم السلام في ربوعكم ..
والتحيات، مع وافر الاحترام ..

فيصل المصري
أُورلاندو / فلوريدا

٢٨ كانون الاول ٢٠١٧  




0 comments:

Blogger Template By: Bloggertheme9