الادارة الأميركية، والقُدْس ..

الادارة الأميركية، والْقُدُس. 

 - المُقَدِّمة :

 - ما إن وقَّع الرئيس الأميركي دونالد ترامب  القرار بنقل سفارة الولايات المتحدة الأميركية من تل أبيب الى الْقُدُس، حتى إندلعَّت بالعالم العربي الحرب الكونية عبر وخِلال وسائل التواصل الاجتماعي، حيث تمَّت الإستعانة بالأغاني الوطنية، والأناشيد القومية، وجرى تجنيد فِرّٓق مُجوقّلة من كتائب ( أُنشُّر على صفحتك ) كلها باللغة العربية، وكأن المطلوب أن تُقنع من حولك من أقارب، وأصدقاء عرب، بأن القرار الأميركي جائر وظالم الى أخره من المنظومة التي باتّت مُمِلَّة ومُعيبة ..

وبعد أقَّل من أسبوع على هذه الحرب الكونية، جاء الهجوم المعاكس من لدُّن البلاد العربية، وبذات الأسلوب، والخطط العسكرية الجاهزة، بأن إستعانوا بالأدباء، والشعراء، والمعلقين من طينة الشاعر نزار قباني وربعه، وصحبه في ترديد ما كتبوه، وأقرضوه شعرا ً عن خيبات العرب بالنسبة لنكبة فلسطين، وتحديدا ً الْقُدُس ..

هذه الْمُدوّنة أردت نشرها لعدة أسباب، أهمها :

 -  للتذكير،  أن العرب في واد ٍ .. 

وأميركا في واد ٍ أخر بالنسبة للقُدُس ..

 - للتذكير أيضا ً طالما العرب لا يقرأون، سألقي الضوء على تاريخ ورأي الادارة الأميركية في نقل السفارة الى الْقُدُس .. 

 - للغناء، وترديد الأُغنية، او النشيد العربي، الان، الان وليس غدا ً ..

مع تعديل، في النص ..

والإبقاء على اللحن ..

وأُغني ..

ليس الان، ليس الان ..

وليس غدا ً، وليس غدا ً ..

ستُنقل السفارة الى الْقُدُس ..

الى أخره ...

هذا،  هو مضمون الْمُدوّنة، كما سيأتي تفصيله ..

مع التأكيد، ان الغريق لا يضيره الرذاذ، إن أمطرَّت السماء، لان العرب غارقين في الخيبة، والنكسة تلو النكسة، وهم عليها، مُعتادون ..

 - التمهيد :

 - لما نشرَّت غوغل مُدوِّنتي ( المُوَحِّدون الدروز، في فلسطين ) بتاريخ ٢٦ تشرين الثاني ٢٠١٧ 

تفاجئت جدا ً من تقارير غوغل التي تُفيدني عن عدد القرّاء وعن أسماء الدول، أن هذه الْمُدوّنة كانت الأكثر قراءة، في الدول العربية التي لا يقطنها أفراد من هذه الطائفة الكريمة ..

( أنصح بقرائتها )

والسبب في ذلك واضح جدا ً، لأَنِّي في هذه الْمُدوّنة أشرت الى الخوف الذي كان يسري إن تكلَّم أحد أفراد هذه الطائفة الكريمة، عن أهلهم وأقاربهم المقيمين في فلسطين، لان تُهَّم العمالة، والخيانة، والتعامل مع العدو جاهزة، للإلصاق ..

في هذه الْمُدوّنة، سأحذو نفس الشيئ، ويكون عنوان مُدوِّنتي :

 - مسلمو، ومسيحيو الدول العربية، والمسلمين والمسيحيين في فلسطين ..

 - كذلك، مسلمو، ومسيحيو الفلسطينيين المهجرين، والمسلمين، والمسيحيين في فلسطين ..

أسألهم ذات السؤال المُدوِّي ...

 - ماذا تغيَّر عليكم، بعد قرار نقل السفارة الى الْقُدُس ..

 - هل كان التواصل مع أهلكم، وأقاربكم ممكنا ً قبل القرار، وهل إنقطع الان ..

 - هل كان بإمكانكم التواصل علنا ً مع أهلكم وأقاربكم في فلسطين، دون أن تُساق ضدكم تهم العمالة، والتخابر مع العدو ..

 - هل كان بإمكانكم الصلاة في مسجد الأقصى، ومسجد الصخرة، قبل قرار نقل السفارة، الى الْقُدُس، وهل مُنعتم الان ..

 - هل كان بإمكانكم، حضور القدَّاس في كنيسة القيامة ليلة عيد ميلاد السيِّد المسيح، قبل قرار نقل السفارة، الى الْقُدُس، وهل حُرمتم الان ..

بالنهاية ..

هل كانت الاتصالات الهاتفية بينكم وبين أهلكم في فلسطين مُمكنة قبل قرار نقل السفارة الى الْقُدُس، وإنقطعَّت الخطوط الان ..

وهناك أسئلة كثيرة ..

ولا من يُجيب ..

مع تذكير أخير ..

مُنذ أواخر أربعينيات القرن الماضي، حيث أُطلق مُسّمى نكبة فلسطين ..

ومنذ حرب حزيران ١٩٦٧ من القرن الماضي، لم يجرؤ عربي مسلم، او مسيحي او درزي ان يهمس همسا ً عن أقاربه في فلسطين، وعن حالهم وأحوالهم ..

ومنذ،  تلك التواريخ لم يطأ عربي مسلم او مسيحي، المساجد والكنائس المُقَدَّسة في فلسطين، بل كان يُسمح لهم بالتظاهر، والاستنكار وحرق الاعلام الإسرائيلية، والاميركية كما يحصل الان، وغدا ً ..

وعندما يكون في فم الانسان، ماء ..

الأفضل، والأنسب ان يَسْكُت لان مُدوِّنات الخيبة، والنكسة، ملئت جدران العالم العربي، أو عليه أن يقول سرا ً او علنا ً ولا خوف عليه ..

إن القرار لم يؤثر قيد أُنملَّة ..

لنعود الى، العرب في واد، وأميركا في واد أخر ..

 - العرب في واد ٍ .. وأميركا في واد  أخر ..

 - بالرجوع الى سجلات الكنغرس الأميركي، الْمُوثقَّة، أنه في أواسط تسعينيات القرن الماضي، وفي جلسة تاريخية، صوَّت الشيوخ ( سيناتور ) أكثر من ٩٠ شيخا ً من أصل ١٠٠ على قرار بنقل سفارة أميركا، من تل أبيب، الى الْقُدُس ..

 - مُنذ ولاية الرئيس جورج بوش الابُّ، الى الان، لم يتوقف المرشحين لسُدَّة الرئاسة الأميركية ( كلهم بدون إستثناء ما بين الحزبين الديموقراطي، والجمهوري، وأخرهم دونالد ترامب ) عن ترداد ذات الوعد بنقل السفارة الى الْقُدُس ..

 

 - كل رؤساء أميركا المُنتخبين، ( بأستثناء الرئيس ترامب )  بعد وصولهم الى البيت الابيض يأجلون، او يأخرون، وبالنهاية، لا ينفذون وعدهم في نقل السفارة، ليس خوفا ًمن ردَّات فعل الشعوب العربية، بل لأن الإستبلاشمانت الأميركية كانت تمنعهم، لأسباب وأسباب لا مجال لبحثها في هذه الْمُدوّنة ..

لماذا الرئيس ترامب،  خلاف غيره من الرؤساء، أعلن، ونَفَذ وعده ..

السبب الذي لا يعرفه إلا القلَّة من العرب، هو ان 

المعركة بين ترامب، وبين الإستبلاشمانت على أشّدها، وهي حامية الوطيس  وما القرار، الا وجها ً من وجوه هذه الحرب الْمُدمرَّة  ..

وهذا ما سانشره في مُدوِّنة أُخرى ..

والان أقول ..

العرب في واد ٍ .. وأميركا في واد أخر ..

ليس الان .. لَيْس الان ..

وليس غدا ً ..

ستُنقل السفارة الى الْقُدُس ..

وما دمت في الإيجاز ..

وما قل َّ ودل َّ ..

لوجستيا ً ..

نقل السفارة ليس الان، وليس غدا ً ...

مثله مثل قرار الكنغرس في تسعينات القرن الماضي، لم يُنفَّذ ..

التظاهر، هو تنفيس شعبي ..

أما، تنفيس الدول ...

أي متى ؟

لا أدري ..

بل سيبقى التظاهر هو تفسيح قانوني للإحتقان ..

فيصل المصري

أُورلاندو / فلوريدا 

١٤ كانون الاول ٢٠١٧