يتم التشغيل بواسطة Blogger.

السبت، 2 ديسمبر 2017

المُوَحِّدون الدروز، واللغة العربية

نشر من قبل Faissal El Masri  |  in الموحدُّون الدروز، واللغة العربية.  7:30 م

الموحدُّون الدروز، واللغة العربية. 


 - المُقَدِّمة :

هذه الْمُدوّنة وضعتها قبل ان تضيع اللغة العربية المكتوبة، أو المحكيَّة، وتصبح لهجات، ولكْنات تتفرَّع من الأصل  ...

لن أغوص في تاريخ اللغة العربية الى أعماق التاريخ، بل أبدأ من العصر الذي سبق الاسلام، وسيلاحظ القاريئ الكريم أني أتجنَّب في مُدوِّناتي من ذكر مُصطلح العصر الجاهلي، بل أكتفي بالقول بالعصر الذي سبق الإسلام، ولي في ذلك مُدوِّنة أوضحت فيها أن تعبير الجاهلّية لا يصُّح، ولا يجوز حتى لو قيل أن العرب كانوا على جهالة من الدين، او عدم معرفة ب الله، بدليل ان العرب قبل الاسلام كان بعضهم على مِلَّة موسى، والبعض الاخر على دين عيسى، وكان منهم الصابئة الذين وحدُّوا الله، وكان فيهم من إختاروا الوثنيَّة  ..

اللغة العربية، كانت أرَّق، وأجمل  ما وصلنا إلينا  من العصر الذي سبق الإسلام  ..

في هذا العصر، كان المفكرون، والشعراء والخطباء، يخطبون ودَّ اللغة العربية، ويلتمسون دررها، ويغرفون من نبعها ..

ومن حسن الحظ، أن التاريخ حفظ لنا  القصائد الطويلة التي سُميَّت بالمعلقات، وقد ذهب بعض الروَّاة إلى أنها قصائد، كُتبَّت بماء الذهب وعُلِقَّت على أستار الكعبة ..


وبرغم وفرة ما وصل إلينا من أدب، وشعر العصر الذي سبق الاسلام ، إلا أن الضياع قد أتى على الكثير من أخبارهم، وخاصةً القديمة منها، ويقول أبو عمرو بن العلاء : 

" ما إنتهى إليكم مما قالته العرب إلا أقلَّه، ولو جاءكم وافرا ً، لجاءكم علم ٌ وشعر ٌ كثير " ..

ويقدّر الباحثون عمر الأدب المدوّن الذي وصل إلينا من ذلك العصر، بقرنين من الزمان قبل الإسلام .. 

وبسبب رفعة شأن اللغة العربية، أقام العرب لها أسواقا ً للشعر يتفاخرون، ويتبارون فيها ويتبادلون فيها الخبرات وكل ما هو جديد من شعر، او نثر او خطابة ..

كان للعرب، حُكَّام  يفصلون بين المتنافسين، من أشهرهم النابغة الذبياني، الذي كانت تضرب له قُبَّة حمراء يجلس تحتها،  فيحكم بين الشعراء .. 
ومن الحكام أيضا ً أكثم بن صيفي، وحاجب بن زرارة، والأقرع بن حابس، وعامر بن الظَّرِب، وعبد المطلب، وأبو طالب، وصفوان بن أمية، وغيرهم ..

ومن أشهر أسواق العرب حتى ظهور الإسلام سوق عكاظ، وسوق ذي المجاز، وسوق مَجنَّة، والمربد ..


 - تمهيد :

إعتَّاد العرب، وتباهوا، وتفاخروا بين جميع الأُمم  على تسمية أنفسهم،  بأنهم  أُمَّة تنطق بالضاد .. 
والحق يقال أن القدرَّة على نطق الضاد هي الميزة الوحيدة التي يستطيع فيها العرب التميُّز  عن بقية الأمم التي لها لُغَات مختلفة .. 

ولكن إذا كان حرف الضاد يجمع العرب ..
فإن حرف القاف يُفَرقُهم ..

وفي ذلك، يقول أحد البحاثّة العرب في علم اللغات ..

حسب معرفتي، لم أجد أحدا ً ينطُّق القاف بالصوت الكلاسيكي، واللغوي وفقا ً لل الْقُرْآن الكريم، غير الموحدُّون الدروز .. 

هذه الميزَّة اللغوية التي إعتاد الموحدُّون الدروز  ان يطبقوها في التخاطب الشفهي فيما بينهم أصبحت مضربا ً للمثل، وباتّت تدُّل فورا ً على الهوية الدينية او المذهبية لكل من ينطق ب حرف القاف، فضلا عن ذلك أصبحت  جزء ً من تراثهم، الذي يحافظون عليه ..

وللدلالة على ذلك، المصريون وأهل بلاد الشام لا ينطقون القاف مطلقا ً ويحلون الهمزة محلها .. 

في السودان، وجنوب العراق يحلون حرف الغين محلها .. 

وفي منطقة الخليج، ووسط العراق وصعيد مصر ينطقون القاف، بالكاف المعجمَّة ..
وقد إعتبر البعض، أن التركيز على لفظ القاف في التخاطب لدى الموحدُّون الدروز، يعطي الدلالة  على لغتهم  العربية الصحيحة، لان هذه اللهجة الموزونة تكون، بأنهم  يلفظون مخارج الحروف جميعها، مثل ال الظاد، أو الضاد، أو القاف، أو الذال، وهم الأقرب إلى اللغة العربية الفصحى في العصر الحديث ..
وَمِمَّا لا شك فيه، أن الموحدُّون الدروز حفظوا، وحافظوا على اللغة العربية، وصانوها، لأنها لغة يقارب عمرها 4000  سنة ..

والجدير ذكره، أن اللغة العربية، لغة مقدسَّة نطق بها وتعلمها النبي إسماعيل، عليه السلام،  ويقال أنه أول من نطق بالعربية الفصحى ..

والاهم من ذلك،  أُنزِل القرآن الكريم  باللغة العربية ..

وجاء في القرآن الكريم ..
قال تعالى (( وهذا لسان عربي مبين ) ..

وكذلك قال :
(( وهذا كتاب ٌ مُصَدِّق ٌ لسانا ً عربيا ً لينذر )) ..


وأخيرا ً ..

إن الموحدِّين الدروز،  حافظوا   بشكل عام على هذا الإرث العريق، وهذه الحضارة القديمة ..

والذي يُلفت النظر ان الموحدِّين الدروز القاطنين في جبال بلاد الشام، وخاصة لبنان، وفلسطين مازالوا يلفظون مخارج اللغة العربية  بالشكل الصحيح، ويتكلمون بها بفنون مفاتنها، وبصلابة نحوها،  وبلاغة ترتيب جملها ..

وفي هذا .. 
تأكيد على نسلهم العربي الأصيل ..



فيصل المصري

أُورلاندوا / فلوريدا
٣ كانون الاول ٢٠١٧

0 comments:

Blogger Template By: Bloggertheme9