يتم التشغيل بواسطة Blogger.

الجمعة، 24 نوفمبر 2017

الموحدُّون الدروز في فلسطين ..

نشر من قبل Faissal El Masri  |  in دراسة  6:55 م


الموحدُّون الدروز في فلسطين ..


 - الْمُقدمَّة :

ويسألونك ...
لماذا تقسُّوا بمدوّناتك عندما تتكلَّم  عن الامبراطورية  العثمانية، واصفا ً أصلها، وجذورها التاريخية بأنهم حُثالَّة البشرّية ..

جوابي بسيط ..
بنو عثمان من عِرق ٍ بشري فاسد، أجهض وبخلال أربعة قرون ونيف العنفوان، والكبرياء، والفخر العربي، وحقن في عروقهم الخوف الذي ما زال رابضا ً على عقولهم وتفكيرهم، حتى على خبايا، وأسرار خيالهم ..


 - تمهيد :

كان، الخوف يتملَّك الموحدُّون الدروز في بلاد الشام، إذا ..

كان، الحديث عن أنسبائهم، وأقاربهم، دروز فلسطين، لأنه بنظر العتاعيت الذين قبضوا على الرِّقَاب والعِباد بعد نكبة فلسطين، يُعَّدون الكلام عنهم، ضربا ً من ضروب خيانة الأمة العربية، من المحيط الى الخليج ..

كان، التفوُّه حتى همسا ً عن دروز فلسطين بأنهم ...... وقبل ان تُكمِل كلامك يعتبرونك عميلا ً، او جاسوسا ً وغير ذلك من مفردات الوطنجيَّة العربية التي كانت مُزدهرة حتى الامس القريب ..
وكانت، حتى لفظة دولة إسرائيل، من الكبائر التي تُدخلك في باب من أبواب جهنم، بالرغم من أن عدَّة دول عربية، عقدَّت إتفاقات ثُنائية مع دولة إسرائيل من فوق الطاولة علنا ً، ومن  تحتها خلسة ً وخفيَّة ..  

سبق وكتبت في إحدى مُدوِّناتي، أن حِزْب الملامَّة عند العرب ظهر، وإستفحَل أمره بعد خيباتهم بدءً من فلسطين، وما أدراك بالربيع العربي ..

قال ..
جماعة بعض العرب من هذا الحزب ..

خسر، العرب وجحافل جيوشهم، فلسطين بسبب تمسُّك دروز فلسطين بأرضهم، وبقائهم دون قبول هوان التشرُّد واللجوء  ..

وخسرت، الجيوش العربية الجرارَّة، المعارك والحروب بعد نكسة ١٩٤٨ بسبب التجنيد الإلزامي للدروز في جيش الدفاع الاسرائيلي .. 

وخسر، فلان من العرب، حرب الربيع العربي بسبب  التدّخل من جانب أميركا، ومن جميع دول الارض الشرقية والغربية ..

وربح فلان الاخر من العرب، حرب الربيع العربي بسبب دخول المريخ  للمؤازرَّة ..

نسي حزب الملامَّة العربي أن الخلافات ما بين العرب أنفسهم كانت منذ الف واربعمائة سنة، وَلمَّا تزَّل، وإن دول الارض والمريخ ما زالوا، يعيثون ويخرِّبون فسادا ً وإفسادا ً في دولهم، ويُنهضون هممِّهم في الغباء الْمُدقِّع، ويحثُّونهم على الثأر المعشعِّش في عقولهم الجوفاء ..
  
بعد هذه المُقَدِّمة ..
من هم دروز فلسطين ؟..

قد يعتبرها البعض، أنها دفاع مُستميت عن دروز فلسطين،  وإن كنت أُؤكد، وأُشدد صراحة ً وعلنا ً أنها مُدوِّنة، لأظهار الحق ..
إن دروز فلسطين، غير مقصرين في الدفاع عن أنفسهم، او في الدفاع عن أبناء مِلتهم او جلدتهم، في الدول المجاورة، فيما لو وُجِّهت التهَّم اليهم ..

إن دروز فلسطين لهم البَّاع الطويلة في إحقاق الحق، والدفاع عنه حتى لو نال أذيَّة لأهلهم في بلاد الشام ..

ولكن دأبهم كان ولمّا يزّل التقيَّة على منوال سلفهم الصالح، وإقتداء ً بتعاليم من سطَّروا الإيمان العميق والتقيَّة  في مهالك وغدر الزمن، أقصد بذلك سماحة الشيخ أمين طريف رحمَات من الله ينعم بها ..  

إذن ..
وَمِمَّا لا شك فيه ..

إن دروز فلسطين تربطهم أواصر القُربي مع دروز لبنان، وسوريا والأردن ..
يتألمون لألم بعضهم البعض ..
ويفرحون لفرح بعضهم الاخر ..

هُم مِن ذات الطينَّة .. 
ومن نفس لدُّن العريكة ..
مِن بني معروف الواحد ..

ولكن ..
شاء التقاعس العربي، أن يُبعِّد جسَّد دروز لبنان وسوريا، والأردن عن عيون دروز فلسطين ..

ولكن عيون دروز فلسطين، ما زالت ساهرة، شاخصة على أهلهم في الدول المجاورة ..

ولم يخِّب الظَّن، يوما ً ..
ولم تَرِف لهم أي عين أو جفن، في تلبية النداء والنخوَّة إذا أصاب إخوانهم أي ضيم، وأخره الحيف الذي لحق  بقرية الحضر السورية من كواسر الجاهلّية الجديدة، حيث ألحقوا بهم الْخِزْي والعار، بعد ضربات السواعد والزنود المفتولة من بني معروف ..

يسكن دروز فلسطين في المناطق الجبلية، لجهة  الشمال، ويُشكِّل الدروز نسبة 8% من مجمل السكان العرب في فلسطين ..

وصل التعداد السكاني للدروز في فلسطين حسب اخر إحصاء  في سنة 2012 إلى حوالي 130,600 نسمة أي 1.7% من نسبة السكان  في إسرائيل ..

وهذا الإحصاء لا يشمل السكان الدروز القاطنين في هضبة الجولان التي إحتلتها إسرائيل في عام 1967 وضمتها في عام 1981، وهم من المقيمين الدائمين بموجب القانون الخاص لمرتفعات الجولان، وقد رفضَّت الأغلبية الساحقة من هؤلاء السكان قبول الجنسية الإسرائيلية الكاملة، وإختاروا الإحتفاط بجنسيتهم السورية .. 



منذ تأسيس دولة إسرائيل، وأسوَّة بالدول الإقليمية، والدولية فرضَّت التجنيد الإجباري والإلزامي، وَمِنْ التسميَّة يُفهم ان الدروز المنخرطين بالجيش الاسرائيلي كان لزاما ً عليهم القبول وطاعة القوانين، وليس خيارا ً ..

وحتى لا يفهم كلامي بالخطأ، سأتكلم عن التجنيد الإجباري الذي كان سائدا ً في الولايات المتحدة الأميركية، وليس عن التجنيد الإجباري في الدول العربية، حيث دفع الخوَّات، والهرَّب، او دفع البدَّل وهو عالي وباهظ الثمن، من الخدمة العسكرية ..

في الولايات المتحدة الأميركية، العالم بأسره تكلَّم عن بطل الملاكمة محمد علي كلاي الذي رفض التجنيد الإلزامي ليحارب في فيتنام ..

إلى أن أقر َّ الكونغرس الأميركي قانون الاعفاء من الخدمة الإلزامية ..

يتضِّح من أعلاه ..

أن مسألة الخدمة الإلزامية، كما كانت تُفرض على الأميركي، ولا يُحبذها او يرضى بها، هذا هو الحال مع الدرزي والتجنيد الإجباري في جيش الدفاع الاسرائيلي ..

إن المُزايدات في هذه الامر، بات مُمّلا ً ولا نفع منه، في توجيه التهَّم جزافا ً في الوطنية، والقومية العربية للمُجندين الدروز في جيش الدفاع الاسرائيلي ..
وقد بات واضحا ً ..

أنه وبالرغم من الخدمة العسكرية للدروز في الجيش الإسرائيلي تطبيقاً للقوانين،  فإن الإمتعاض، والاعتراض العلني ظهر عن طريق تحركات لرفض التجنيد الاجباري مع تأسيس حراك مدني :  
" أرفض. شعبك بيحميك " الذي يوفر شبكة دعم للرافضين او الممتنعين عن التجنيد والتي تشمل متطوعين، ومحامين، وأخصائيين من كافة المجالات العلمية الاخرى ..

في حين تميل الغالبية من دروز الجولان على التماهي مع الهوية السورية ..

وأخيرا ً ..
ومن دون خوف، أو وجَّل ..
إليكم يا دروز فلسطين تحية إكبار ..


فيصل المصري
٢٦ تشرين الثاني ٢٠١٧ 
أُورلاندو / فلوريدا

هناك تعليق واحد:

Blogger Template By: Bloggertheme9