يتم التشغيل بواسطة Blogger.

السبت، 18 نوفمبر 2017

الإسلام العربي، والبدء في تصفية الحسابات ...

نشر من قبل Faissal El Masri  |  in دراسة  7:29 ص

الإسلام العربي، والبدء في تصفية الحسابات. 

المقدمة :
لم تنته ِ حروب الربيع العربي من أوزارها وأثقالها وآلاتها، بعد ...
ولم تنقض ِ حروب الاسلام العربي، من حِملها المُرهق والشاق، بعد ...
حتى إشرأبَّت الأعناق إشرئبابا ً، ومُدَّت الأعناق عاليا ً لتسمع ما يقوله هذا الملك، او الامير، او الشيخ، او الرئيس  من تصفية حسابات عربية /عربية،  وإسلامية / إسلامية داخلية، او حتى خارج البلاد ...
وحتى لا نظلم دول الاسلام العربي، والدول العربية كافة، بأنها الوحيدة في العالم التي ستبدأ عمليات تصفية الحسابات مع الخصوم السياسيين، والإعلاميين، وغيرهم من أفراد الشعب بعد أن أدلوا بدلوهم، ورأيهم في حروب الربيع  الاسلامي العربي ...
فإن أوروبا، وأميركا بدأتا في عمليات تصفية الحسابات عن طريق الإنتخابات، في أوروبا وغير ذلك في أميركا بما سيأتي ذكره في سياق هذه الْمُدوّنة  ...
مما لا شك فيه إن حروب الربيع العربي أوقعت العرب في أتون يشبه ويُماثل ضياع فلسطين، وما تبعه من نكبات وخيبات، وتصفية حسابات عن طريق الانقلابات وغيرها من الفتن ...
وايضا ً مما لا غبار عليه إن نتائج ما وصلت اليه الحروب العربية الدامية، قد أرضَّت بعض دول أوروبا، وقد أوقعَّت البعض الاخر في مآزق كارثية لا تُحمَّد عقباها خاصة الهجرة الاسلامية نتيجة الحرب الى دول لم تستوعِّب شعوبها هذه الثقافة الهابطَّة عليهم ...  
هذه الْمُدوّنة ستتطرَّق الى ما بدأت تتناقله وسائل الاعلام الرسمية العربية بخِفَّة وعدم مسؤولية بعد إستقالة رئيس حكومة لبنان السيِّد سعد الحريري، وربطها في مُجريات الامور السياسية الداخلية في المملكة العربية السعودية، والتنظير، والسيناريوهات لمعارك وحروب قد تقوم بها هذه الجهة ضد جهة اخرى، والتمهيد لذلك بالبدء في  عمليات تصفية الحسابات مع الجهات المعارضة او الممانعة ...
إذن هذه الْمُدوّنة ليست رأيا ً سياسيا ً او تنظيرا ً، بل هذه الْمُدوّنة تبحث في كيفية التعاطي العربي، والإسلامي في الأزمات والملمَّات والمنعطفات عبر التاريخ، وعلى القاريئ الكريم ان يفهم كيف ستجري الامور في قادم الأيام ...
لما كتبت مُدوِّنتي، (الموحدُّون الدروز في بلاد الشام، إلى أين ؟ ) لم يكن ذلك تنظيرا ً بل حدث المحظور عندما قامت جبهة النصرة وهي من حواضر جاهلية ما بعد الاسلام، بالهجوم على حضر السورية ...
في هذه الْمُدوّنة أقول :
  
قديما ً وحديثا ً ومستقبلا ً سيبقى العرب لا يقرأون التاريخ، ولا يتعظُّون من دروسه ...
لأنه ...
لو قلت للعرب المسلمين اليوم، ان الفرس ركبوا موجة الاسلام من أجل ان يسيطروا عليهم، ويأخذوا بثأر زوال الامبراطورية الفارسية، على يد القائد المسلم العربي المُثنَّى إبن حارثة الشيباني، او البطل المسلم العربي الاخر خالد ابن الوليد سيف الله المسلول ...
كانت قامت قيامتهم عليك، ورجموك، وَكَفَّرُوك، وإتهموك بأنك ضد الاسلام ...
والتاريخ أثبت، وعلى رأي أهل السُنَّة اليوم ان إيران تشيعَّت الى دين مستقل عن الاسلام، وتحاول ان تفرضه على الشعوب العربية، عن طريق السيطرة على دولهم بالقوة، وهذا ما نختبره الان في العراق، وسوريا، ولبنان واليمن ...
ولو قلت للعرب المسلمين اليوم، أن حُثالة قبائل أواسط أسيا من بني عثمان، ركبوا موجة الاسلام حتى يئدوا العرب المسلمين أحياء ً ...
كانت قامت قيامتهم أيضا ً وضربوك، وقتلوك، وصلبوك، وإتهموك بأنك ضد الاسلام ...
وقد أثبت التاريخ، أن أحقر الإمبراطوريات على مر التاريخ بني عُثْمَان، محُّوا الذاكرة العربية الأصيلة طيلة أربعة قرون ونيف من الزمن، وإنقلَّب العنفوان العربي، خضوعا ً والكرامة العربية، هوانا ً ...
سابقا ً قلت وأُكرر ...
أن مصيبة العرب المسلمين هي من مسلمي الأمصار القريبة منها، او البعيدة ...
وسابقا ً قلت وأُعيد القول، ان الكرامة والعِزَّة  العربية المسلمة عاث فيها على مر الزمن، تخريبا ً وهوانا ً الفرس والاتراك، والتاريخ على كلامي يشهد ...
بعد هذه الْمُقدمَّة، أدخل الى التفصيل وأقول بان مسألة تصفية الحسابات للإسلام العربي تسارعَّت وتيرتها وكأنها في سباق مع الحرب الاسلامية الاسلامية العربية، قبل ان تنتهي ...
والسبب في ذلك يعود الى الحسابات الداخلية للإدارة الأميركية الجديدة ...
من المعلوم ان الرئيس الأميركي دونالد ترامب منذ وصوله الى البيت الابيض وهو في صراع مرير مع الإستبلاشمانت الأميركية ...
ومن المعروف والمعلوم أيضا ً أن أداة الإستبلاشمانت كانت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون، في ظل الادارة الديموقراطية السابقة، وفي عهد الرئيس باراك أُوباما، حيث خَلَقَت وأشعلَّت هذا البركان الربيعي العربي، ولمّا يزَّل ينفث حِممَّه حارقا ً أخضر دمشق، وبغداد، وبيروت، وصنعاء، ويابس صحاري العالم العربي، لا فرق عندها ألا بنِسَب ٍ متفاوتة  ...
وأذا ما نظرنا تاريخيا ً الى مسببات الحروب التي تُشنها الولايات المتحدة الأميركية، نرى ان السبب الرئيسي هو الخلاف بين الرئيس وهذه المجموعة القابضة على كل الإدارات الحكومية،
ودائما كان يُفَّض الخلاف، بدخول أميركا في حرب، وتاريخ الحروب خير دليل على ذلك ...
نادرا ً .. كان الرئيس الأميركي هو من يُطلق رصاصة الرحمَّة، او أشارة البدء في الحرب، بل كانت الإستبلاشمانت هي التي تفتعِّل إشارة وسبب الحرب  ...
لنعطي مثلا ً : 
الرئيس فرانكلين روزفلت، كان مثل سلفه، وقريبه تيودور روزفلت لا يريد الدخول في مشاكل العالم،  وبالتالي لم يكن يريد التوَرُّط في الحرب العالمية الثانية ..
قامت الإستبلاشمانت يإفتعال كارثة بيرل هاربر، وأُجبر الرئيس على رد الاعتبار، والثأر بإعلان الحرب في أوروبا، بدل أن تقتصر على اليابان ...
حتى لا أُطيل الشرح ...
إن  الوضع الدولي اليوم، شبيه بالأمس ...
الرئيس الأميركي في خِلاف مُستحكَّم، ومرير مع الإستبلاشمانت ...
ومن دروس التاريخ الأميركي في الحروب، درس واحد ...
تصفية الحسابات الداخلية، عن طريق الحرب ...
والساحة جاهزة، هي في البلاد العربية، لان الأنظمة، حبلى  ...
والعقول، فارغة ...
والضمائر، فاسدة ...
ولبيك لأخذ الثأر ...
إنه مسموح، ومعمول به منذ أكثر من الف واربعمائة عام، ما عدا السهو والغلط ...

فيصل المصري
أُورلاندو / فلوريدا
١٨ تشرين اول من العام ٢٠١٧ 

0 comments:

Blogger Template By: Bloggertheme9