يتم التشغيل بواسطة Blogger.

الأحد، 28 أغسطس 2016

قِصّة مُوثقّة عن الراحل الكبير سلامه عبيد.

نشر من قبل Faissal El Masri  |  in دراسة  4:10 ص

قصة مُوثقّة عن الراحل سلامه عبيد.


بعد ان نشرت مُدونة عن الراحل الكبير سلامة عبيد، إتصل بي عدة أشخاص ما زالوا على قيد الحياة، وأخبروني عن قصة حصلت معهم. 

من بين هذه القصص، 
إخترت هذه الحادثة المُعبرّة عن النخوة، والمروؤة، والكرّم، والشهامة العربية الأصيلة، التي تحّلى بها الراحل الكبير. 

يقول مُحدّثي :
 
سأخبرك قصة حدثت معي لن أنساها حتى الرمق الأخير......

بالعام ١٩٦٠ جرى توقيفي على الحدود السورية اللبنانية في جديدة يابوس، بجرم الفرار من الخدمة العسكرية، مع اني لبناني ومن مواليد احدى القرى الجبلية. 

كان والده قد سجله من مواليد مدينة السويداء لانه كان يعمل بالأربعينيات هناك.

 ولأن والده  رجل  له  مركز إجتماعي مهم في لبنان،

إلتجأ الى الزعيم الدرزي كمال جنبلاط، الذي إتصل بدوره بالسوريين، نظرا ً للعلاقة المتينة التي تربطه بالنظام آنذاك.

لم يتجرأ احد أن يتدخل، بعد ان وصل موضوع هذا الموقوف الفار من الخدمة العسكرية .. لأعلى المراجع. 

ونظرا ً لتدخُّل الزعيم كمال جنبلاط، كان لا بد من وسيلة لإرضائه. 
 
وبعد ساعات عصيبة توصلّوا الى حل وهو أن يستلمه ضابط درزي رفيع في النظام ويأخذه مكبولا ً الى بيته في دمشق، حتى يتم تسليمه الى الجيش، لاحقا ً ...

أخذه هذا الضابط الى منزله،
وقال له :

انا أتعرَّض للخطر بسببك،
ولان المرجعيات العليا تدخلّت، ولا طاقة عندي ان  ان ارفض.

سأتحمّل المسؤولية مُجبرا ً ...
ولكن :

أُنذرك باني سأطلق النار عليك من مسدسي، إن هربت، لأن هروبك سيجعلني في وَرطّة انا بغنى عنها.  

قال له  :

سأبقيك هذه الليلة فقط عندي لأَنِّي لن أخرِّب، وأُدمر حياتي بسببك، 

وغدا ً سنرى من بوسعه ان يأخذك الى بيته، ويتحمّل مسؤوليتك، لان الفرار من الخدمة العسكرية جريمة لا تغتفر، في هذا البلد. 
 
من هو الشخص الذي قبل ورضي ان يتحمل المسؤولية. 

من هو الشخص الذي قبل ان يستضيف هذا الفار من الخدمة العسكرية. 

إنه سلامة عبيد. 
يقول هذا الشخص. 

إستضافني سلامة عبيد ٨ ايام معززا مكرما ً ..الى ان جرى تسوية وضعه. 

وبعد أقل من شهر،
صدر لهذا الشخص، إعفاء بعد ان تضافرت الجهود، والتدخلات على أعلى المستويات.  

على إثرها،
هاجر هذا الشخص الى اميركا، وما زال مُقيما ً .. وبقي هناك، تُؤرقّه هذه الحادثة رغم مرور عقود عليها. 

 ولكنه لم ينسى  سلامة عبيد. 

عينة من الذين إتصلوا بي، لشكري على مدونة سلامه .. عبيد من سوريا. 

قصة تحتاج الى رجل مواقف. 

إنه سلامة عبيد،
راحل كبير،

وعلم يُرفرف على واحة  الرجولة، والنخوة والشهامة .. في صحراء عربية قاحلة تنمو فيها اشواك قلة الوفاء والخيانة والعربدة السياسية. 

اSalamah Obaid

0 comments:

Blogger Template By: Bloggertheme9