Pages

الأربعاء، 30 سبتمبر 2015

خواطر في الديانات الارضيّة. كونفوشيوس .... نبِّي الصين.


كونفوشيوس
نبي الصين. 
من الديانات الارضيّة.
هل تعود اليه الصين، مُجدّدا ً .... 

كونفوشيوس، او الكونفوشيوسية هو مذهب ارضي صيني ساد عدة قرون. 
بحوالي نصف قرن، قبل ميلاد السيد المسيح، وحتى القرن التاسع عشر الميلادي، عند بزوغ فجر الشيوعية في الصين.  
بتاريخ ٢٨ أيلول سنة ٥٥١ قبل الميلاد، وُلِدٓ كونفوشيوس العظيم،
عاش ٧٢ سنة، وتوفي بالعام ٤٧٩ قبل الميلاد.
كونفوشيوس، هو أول فيلسوف صيني، تمّكن من إقامة مذهب يتضمن كل التقاليد الصينية، فيما يخّص السلوك الاجتماعي، والأخلاقي.
تقوم فلسفته على القيّم الأخلاقية الشخصية، 
وعلى صعيد المجتمع، طالب بحكومة تخدم الشعب، وليس العكس.   
ولقد كانت تعاليمه، وفلسفته، ذات تاثير عميق في الفكر، والحياة الصينية، والكورية، واليابانية، والتايوانية، والفيتنامية. 
ويلقّب بنبي الصين.

كان كونفوشيوس، محافظاً في نظرته إلى الحياة فهو يرى :
 إن العصر الذهبي للإنسانية كان، في القدِّم، أي كان في الماضي. وهو لذلك كان يحّن إلى الماضي، ويدعو الناس إلى الحياة وفقه.
كان الحكّام في زمن كونفوشيوس، يُعارضون رأيه، لا بل يُحاربونه، وقد  لقي المعارضة منهم. 
وقد اشتدت هذه المعارضة بعد وفاته، ببضع مئات من السنين، عندما حكم الصين عائلات ملّكية، قامت السلالّات المتعاقبة، بإحراق كتبه وحرّموا تعاليمه، ورأوا فيها نكسة مستمرة. لأن الشعوب يجب أن تنظر أمامها، بينما هو، يدعو الناس، إلى النظر إلى الوراء. 
 ولكن ما لبثت تعاليم كونفوشيوس أن عادت أقوى مما كانت عليه وانتشر تلاميذه وكهنته في كل مكان. 
إستمّرت فلسفة كونفوشيوس تتحّكم في الحياة الصينية قرابة عشرين قرناً، أي من القرن الأول قبل الميلاد حتى نهاية القرن التاسع عشر الميلادي.

أما إيمان أهل الصين بفلسفة كونفوشيوس فيعود إلى سببين :

أولا : أنه كان صادقاً مخلصاً.
ثانياً : أنه شخص معقول، ومعتدل، وعملي. وهذا يتفق تماماً مع المزاج الصيني، بل هذا هو السبب الأكبر في انتشار فلسفته في الصين. 
  كان كونفوشيوس، قريباً من الناس، فلم يطلب إليهم أن يغيرّوا حياتهم أو يثوروا عليها، وإنما أكد لهم، كل ما يؤمنون به، فوجدوا أنفسهم في تعاليمه، لذلك ظلت فلسفة كونفوشيوس صينية. ولم تتجاوزها إلا إلى اليابان، وكوريا.
وبحلول الشيوعية في الصين بأوائل القرن العشرين، انحسّرت تماماً  تعاليم كونفوشيوس، عن الصين. بعد أن تحولّت إلى الشيوعية واتجهت الصين نحو المستقبل. 
 ولكن تظل فلسفة كونفوشيوس، هي التي حققت سلاماً وأمناً داخلياً أكثر من عشرين قرناً للصين.
 وتكتنف الأسطورة حياة كونفوشيوس المبكرة إلا أنه قيل إنه كان اشد الأولاد دمامة في الصين، أذناه مسطّحتان ضخمتان، وأنفه أفطس كأنف الملاكمين، وأسنانه ناتئة وحادة، وقيل أيضاً. إنه كان منذ صغره ذكياً، بل مفرط الذكاء.

وفي شبابه التحق بخدمة الحكومة، وعمل طوال سنين بجدّ ونجاح في مهنته هذه. ولكن مع تقدّمه في السن بدأ يحسّ بالرغبة في تحسين نوع الحياة بين إخوانه بني البشر. 
كان كونفوشيوس، يعتقد ان طريقة تحسين حياة البشر، لا يُمكن ان يكون عن طريق حكومة، تقدّم الإنعامات، والهبات، إلى الرعايا، بل إن على هؤلاء الناس، أنفسهم أن يحسّنوا نمط حياتهم ومواقفهم.
 بالاختصار كان يودّ تنمية أفضل، من المسؤولية الفردية الاجتماعية.

في حوالي سن الستين استقال من وظيفته الحكومية، وأنشأ مدرسة يعلّم فيها تلاميذه أفكاره، تمهيداً لإرسالهم إلى الأرياف الصينية لنقل تعاليمه إلى سكانها، وكان مخططه كبيرا وطموحا، ويتناول الأخلاق، والواجبات العائلية، والإِصلاح الاجتماعي، العلاقات الشخصية الفردية، ويقال إنه لم يدوِّن الكثير من آرائه وأفكاره كتابة، ولكن أتباعه فعلوا ذلك. ومن بين الأعمال التي تُعزى إلى تعاليمه " المنتخبات الأدبية "، وهي سجل محاضراته.

وكان كونفوشيوس محترماً جداَ في حياته، وهو أشهر الفلاسفة الصينيين على الاطلاق .

ومن أقواله في الرجل المتفوّق :

الرجل المتفوّق يودّ أن يكون بطيئاً في أقواله، وجادّاً في تصرّفه.
ما يبحث عنه الرجل المتفوق في نفسه، يبحث عنه الرجل العادي في الآخرين.

من حكم كونفوشيوس :

لو قال كل إنسان ما يفكر فيه بصدق، فإن الحوار بين البشر يصبح قصيراً جداً. ( حكمة، أرضية وليست إلهية تُصلح لان يقتدي بها ملوك وأمراء الطوائف بلبنان، والعالم العربي )

سلّح عقلك بالعلم، خير من أن تزين جسدك بالجواهر.

ليس من أغراك بالعسل حبيباً، بل من نصحك بالصدق عزيزاً.

العقل كالمعدة، المهم ما تهضمه لا، ما تبتلعه.

مما قاله عن المرأة، إنك مهما حذّروك من لسان المرأة، فسوف تلدغ منه عاجلاً أو أجلاً.

إن تجاوز الهدف، مثل عدم بلوغه.

ليست العظمة في ألا تسقط أبداً، بل في أن تسقط ثم تنهض من جديد.

اعتّق من أحببّت، فإذا عاد إليك فهو ملك لك، إلى الأبد.

ما يبحث عنه الرجل النبيل موجود في نفسه، 
وما يبحث عنه الرجل الدنيء موجود عند الآخرين. 


فيصل المصري 
اورلاندو / فلوريدا
تشرين اول ٢٠١٥


الثلاثاء، 29 سبتمبر 2015

خاطرة ... في تكريم الشاعر طليع حمدان.

خاطرة، 
في تكرّيم الشاعر طليع حمدان. 

كنت قد كتبّت في مدوّنتي عن، الانسان العربي يجب ان يموت حتى يُكرَّم، وكنت أُشير، صراحة الى العالم العربي، والى لبنان بالذّات.
الى ان قرأت في وسائل التواّصل الاجتماعي، انه أُقيم  يوم ٢٠ أيلول ٢٠١٥، حفل تكريم وأزاحة الستار عن تمثال الشاعر  طليع حمدان  في بلدته عين عنوب.
هذا الحفل، بغّٓض النظر عن الشاعر المُكّرم، الذي نُقدِّر، ونُجِّل، 
إنّ فيه، دلالات جديدة، أهمُهّا :
-/ من قام بهذا التكرّيم، هو جمعيات أهلية، نسائية، ناشطة بالمجتمع المدني. 
-/ الانسان المُكّرم، هو شاعر ٌ ما زال على قيد الحياة. 
-/ تكريم هذا الشاعر، جاء من أهل بلدته.
مما لا شك فيه، ان هذا العمل، إنجاز بحدّ ذاته، لان عرب اليوم، بخلاف عرب الامس، يتركون الانسان، حتى يموت، ومن ثمّ يجري تكريمه، واليكم الدليل.      


كان العرب في الجاهلية، من اكثر شعوب الارض تكريما ً لأبطالهم وهم على قيد الحياة، وكان البطل في الجاهليه هو الشاعر، الفارس، الكريم، الفصيح، الداهية. 

كانت القبائل العربية، تُشعل النيران على رؤوس الجبال، اعلانا ً
منها، بظهور رجل فريد، يَجلِب ُ الفخر، والعزّة، والشرف، والكرامة، لقبيلته. 
كرَّمت عرب الجاهلية، أُناس  وهم  على قيد الحياة، مثلا ً :

امرؤ القيس، الشاعر الفذّ. 
وائل بن ربيعة التغلبي، الفارس، المغوار.
سحبان وائل، فصيح اللسان.
حاتم الطائي، الكريم، وكريم النفس.
عمر بن العاص، الداهية، الرهيب.

في يومنا هذا،
إنقلب المِعيّار،  
لا يُكَّرم، الانسان المُبدع ْ، والممُمَّيز، الا بعد موته، وبعد الموت، تتشَّدق، الالسن، وتنهمر، الكلمات،  وتنطق، الأفواه  منادية بالتكريم، والتبجيل، والتعظيم.

ومن فرط التدجيل، يتراكضون ويتدافعون، ويهرولون وراء الجنازة، ويطلقون التصاريح، والدموع تتدفق حزنا ً واسى ً.

اما التكّريم، في أمة عرب اليوم، لا يطال  الا الحكّام، اما غيرهم من الفلاسفة، والاُدباء ، والمبدعين،  وألاطباء، والموسيقيين، واصحاب الفن الرفيع، وغيرهم ، مغيّبون، ومهّمشون، ولا يحق لهم التكريم.

بات الانسان العربي، الفريد والممّميز، يتمّنى الموت،  كي يكَّرم.

طرفة ابن العبد، الشاعر الجاهلي، جرى تكريمه وهو ابن عشرين عاما ً، لم تنتظر قبيلته حتى يغزو الشيّب ُ مفرقه، او تلين عريكته.

إن حصل تكريم، في العالم العربي، او في لبنان، لانسان كان مميزا ً في حياته، فانهم ينتّظرون الى ان  يصل الى، السبعين او التسعين، من عمره، وهو يستند الى عصا، تحميه من الوقوع أرضا ً، او  يصبح، هرما ً، وقد اجتاحه  الخرَف،  وياتي التكريم، بعد  فقدان  عقله،  او قعوده  حتى، عن معرفة ماذا يجري. 

يجب، ان يموت  حتى  يكَّرم، الانسان العربي، 
إلاّ في حالة الشاعر طليع حمدان. 
والفضل يعود، ألى اصحاب الفضل القلائل. 

أعداد
فيصل المصري
اورلاندو / فلوريدا
تشرين اول ٢٠١٥

الاثنين، 28 سبتمبر 2015

خواطر، في الديانات الارضيّة .... البوذّية.

 
خواطر، في الديانات غير السمّاوية. 
الديانة البوذّية، 
ديانة، أرضية، روحانية.    


المقدمة :
لقد إتفق رجال الدين اليهودي، والمسيحي، والإسلامي على ان دياناتهم الثلاث، هي سماوّية
وما عدى ذلك هو، إما ديانة أرضية، او وثنية. 
وخاطرة اليوم، هي عن الديانة الارضيّة البوذيّة، والتي يُمكِّن إعتبارها، من الديانات الرئيسية في العالم.  
لقد تمّيز العالم القديم، الشرق الأوسط، والشرق الأدنى، في حِراك دائم  غير مُستقّر ٍ،  وثابت ٍ وعلى وتيرة  واحدة، في المعتقّدات، والنحِّل. فإنشغل  بال  قاطني الشرق  الاوسط  القديم ( سومر وبابل ) بالخلّق،  والخليقّة،  والآلهة، بينما كان  هّمُ  أهل  الشرق الأدنى ( الهند، ومحيطها الواسع  شرقاً ) بصفاء الروح، وتناقلها، من دور الى دور، في الخلّق،  والخليقّة  والآلهة، وما زال صفاء الروح  الهّم الوحيد لديهم.    
تعريف :
كلمة بوذا،  تعني  الفهم،  والإدراك،  والمعرفة،  والنور. 

ولد بوذا،  من عائلة  مالكة  في  شمال  الهند  سنة  ٦٢٣ قبل المسيح  في مملكة ( كييلا ) في جبال الهملايا، ماتّت أمه  وهو طفل  صغير،  وربّاه  والده  وزوّجه  وهو في سن ١٦ عاما ً من عمره. 

كان  بوذا،  يميل الى السكون  والراحة  والتفكير،  والدرس، والتنّسك، وقد  هرب  من  بيت  والده  والتحّق  بجماعة من حكماء البراهّمة،  وهم من اتباع  الدين البرهّمي  الهندي،  وذلك  كي يتعلم علومهم. 

بعد ان وقف على خفايا الدين البرّهمي ، شرع في الاختلاء بنفسه،  يتأمل  ويفكر لمدة ٦ سنوات،  حتى انكشّفت له المعرفة،  وكان حينذاك جالسا ً تحت الشجرة، وسمى نفسه بوذا اي المنّور. 

لمّا وصل  بوذا  وأدرك  المعرفة،  شرع  ينشرها  بين  الناس، وكان يقصد  من  وراء هذا إصلاح  الدين البرهّمي، الذي  كانت  قوانينه،  وأحكامه  قاسية على البشرية  كافة، لان  بوذا  قصد احياء  الرأفة،  والحلم،  في تعاليمه، فآمن  به  خلق  كثير، فطاف في أنحاء الهند، وبدأ  يُظهر  المعجزات،  والكرامات، وقد زار جميع  بلاد شمال الهند، وقام  بالتعليم  والتدرّيس  حوالي ٤٥ سنة،  الى ان  مات وهو  بعمر ٨٠. 
تغلّبت  تعاليم بوذا، على تعاليم  الدين البرهّمي   في ارجاء الهند، ومن ثم  بفضل  تلامذته  وصلت تعاليمه الى الصين عام ٣٧٠ بعد الميلاد. 
انتشرت  تعاليم  بوذا،  في جزر الهند الشرقية  وسيام،  واليابان، وانتقل  ملايين البشر  من الدين البرهّمي، الى عقيدة أفضل، وارقى. 

يعّد،  اتباع الديانة  البوذية  اليوم،  بمئات  الملايين  من النفوس  البشرية. 

لمحة موجزة عن الدين البرهمي الهندي. 

براهّما،  معناه  الدُعّاء، وبما  ان الدُعّاء  هو المؤثر في الكون، لذلك،  وجب عبادة  الدعاء  براهّما، وبات  إلها ً أعظم. 

عند موت الانسان، تخرج  الروح  للامتحان، فان كانت حسنة، تصعد  للسماء، وان  كانت  سيئة  تقع  في واحدة،  من  دور جهنم،  التي  عدّدها  ٢٨ جهنما ً.

ومن اهم، الكتب  الدينية  عندهم  الكتاب  الديني ( فيدا ) 

معابدهم،  تٓكثُر  فيها  الهياكل،  والأوثان،  والتماثيل، وينذر الهنود اطفالهم،  للمعبد  ليكونوا  خدما ً او  راقصات،  طوال  عمرهم امام الآلهة.  

ومن عاداتهم،  حرق جثث موتاهم بالنار، وتطّورت  هذه العادة بأن تحرق الزوجة،  نفسها  بعد موت  زوجها  طائعة، مختارة ً.

وقد أبطّلت  بريطانيا هذه العادة  النكراء، عندما احتّلت الهند. 

الديانة البوذية :
سبق،  وأشرّت الى ان بوذا، قام  بدور اصلاحي  من  داخل الدين  البرهّمي،  مؤسسا ً الرأفة  والحلم، ويلاحظ، ان الشجرة وظِلّها  من الأمور  المهمة  في الطقوس  البوذية، لان  بوذا  سكن تحت  ظل الشجرة،  للتفكر،  والتأمل. 

مات بوذا  قبل  المسيح ب ٥٤٣ سنة. 

روى بوذا عن نفسه،  انه عاش عدة  اجيال  في  عوالم  اخرى، غير الارض، وان الآلهة  براهّما  طلب منه ان  يظهر بالجسد، على الارض، وقٓبِل  طلبه  لان  البشرية  في الارض  بحاجة  الى دين، تكون  أساس  تعاليمه  تقوم  على الرحمة،  والحنان،  والشفقة،  نحو  الضعفاء  ومن  جملتهم  ألمرأة،  ومكافحة  الالم  والشر، في العالم  عوضا ً مما  كان عليه  الدين البرهّمي، من القواعد والقوانين  الجائرة  والظالمة، لأنهم كانوا من عبدة  الأوثان، والأصنام. 

في الديانة البوذية، ان الأرواح  كلها خالدة،  ولها  ثواب،  وعقاب. 
والثواب،  هو الخلود  في  دار السعادة  الابدية  وتسمى ( النرفانا ) اي عالم الآلهة. 

ان الوعي،  عند البوذيين  أساس  كل  بلاء، ولا يمكن التخّلص من  الآلام  الدنيوية  الا  بالتخلّص اولا ً من الوعي،  والفكر،  ثم التخلّص  من  الجسد،  للدخول  في  عالم  النرفانا،  اي  عالم الآلهة،  وهو  دار السعادة  الابدية. 

النرفانا، قد تخّلص الانسان  من الوعي،  فلا  يعي  ذاته،  ولا يعي غيره. وان  الذي  يصل  الى النرفانا،  لا يولد  بعد  ذلك،  ولا يدخل في  الأجسام  الحية  مرة اخرى، وان  آله  دار السعادة،  او الخلود  يسمى ( اميديا )  هو  يحب  البشر،  ويغفر  لهم  خطاياهم،  ويكون  التقدم  اليه  وجلب رضاه  بالتقوى،  وبأعمال البر  والمحافظة  على قواعد  بوذا العشرة.  وهي :

١/  لا تزْنِ.
٢/  لا تَسْكٓر. 
٣/  لا  تكذِّب.  
٤/  لا  تقْض على حياة.  
٥/  لا  تأخذ الا ما يُعطى لك.   
٦/  لا  تأكل  في  الليل  طعاما ً غير  ناضج.  
٧/  لا  تقْتنِ   ألأثاث  الفاخر.  
٨/  لا  ترقص. 
٩/  لا  تستعمل العطور.  
١٠/  لا  تقتنِ ذهبا ً وفضة.  

اما،  الذين  يخالفون  هذه  الأحكام،  تُرْسل  ارواحهم  الى دار الشقاء،  وتسمّى دسيجوف   لتتّعذب  فيها،  بالنسبة  لمخالفتها فقط  وليس  العذاب  الى الأبد،  إنما بحسب ذنوبهم. 

اله العذاب،  هو ( جيما ) وان دعوات  أهل  الميت،  تؤثر في تخفيف  العذاب  بدرجة  محسوسة، وان أفضل  الدعوات،  والمبرّات، هي  ما يقوم  به الناس،  من  خدمة  للدين  وتقديم الهدايا،  والقرابين،  للآلهة،  والمعابد،  وان إسترضاء  الالهة  ( أميدا )  يجعل الالهة  ( جيما )  يُطلق سبيل  المعّذبين  ويردّهم الى  دار  السعادة الخالدة. 

اذا لم تستجب الدعوات،  ولا تنال  رضى  وعطف  الالهة،  فيكون العذاب  كاملا ً حيث  ترسل  الروح  لتدخل  في  جسم  حيوان فيصير،  في حية،  او ضفدع،  او سمكة،  او حمار،  او فرس ، ثم يبدأ  في  حركة  التنقل  من جسد  الى أحسن  منه او اعظم  شانا ً،  حتى  يدخل  ثانية  في  جسم  إنسان،  مرة ثانية، وخلاف  ذلك  يرجع  ثانية  في دورة  تناسخية  ثانية  الى دار العذاب. 

أربعة أشياء عند البوذيين لا تقّدر :

١/  علوم بوذا. 
٢/  مساحة الفضاء.  
٣/  عدد الأجسام الحيّة. 
٤/  عدد العوالم.  

انقسم  اتباع بوذا الى :

١/  الشماليين،  وهم أهل التيبت، ورئيسهم  اللاما. 
٢/  الجنوبيين،  وهم منتشرون في اسيا الجنوبية، والشرقية، والجزر المنشرة على هذه الشواطئ.  

يحلّل بوذا  فلسفة  اللذة،  والالم،  فيقول :
١/  اللذة الناقصة تؤلم. 
٢/  طلب اللذة ألم. 
٣/  للتخلص من الالم  يجب  الابتعاد، عن  طلب اللذة. 
٤/  لمنع الالم، يجب اتخاذ الطريق، الأوسط 
بذلك يكون الطقس المعتمد  عند  البوذيين،  ( خير الأمور أوسطها )

اما الخطايا عند البوذيين :

١/  الاسترسال بالملذات.  
٢/  سوء القصد والنية. 
٣/  الغبّاوة والجهل.  
اخيراً، يلاحظ  ان  بوذا  لم  يذكر شيئا ً عن الله، الخالق  ( الخلق والخليقة )

أقّر،  الثواب،  والعقاب  بعد الموت. 
والثواب،  عنده  هو السعادة  الأبدية، لان فيها صفاء الروح. 

والعقاب،  للذين  يخالفون  وصاياه  وأرواحهم  ترسل الى دار الشقاء،  ليعّذبوا  فيها  الى حين، ثم  يرسلون  الى ادوار التناسخ. 

أعداد 
فيصل المصري 
اورلاندو / فلوريدا
أيلول  ٢٠١٥

الأحد، 27 سبتمبر 2015

تعليق على الخواطر العشرة. في رحلة البحث ان الإيمان.

 البحث عن الإيمان. 
هاجس، ما زال يُلازم البشّرية.
والتعليق على الخواطر العشر.  

في الخواطر العشرة، التي نشّرتها تِباعا ً، عن جاهلية الشعوب قبل الاديان السمّاوية، كان قصدي من كلمة جهل، انها تعني الشعوب التي لم يكن لها دين ٌ سمّاوي، لتعبدّه. 
وقد أفرط في إستعمال هذا التعبير، رجال الدين الاسلامي عندما كانوا يُشيرون الى ان العرب الذين عاشوا قبل الاسلام،،،،، في الجاهلية يتخّبطون.  
وقد حاوّلت، ان إستعمّل كلمة الجاهلية، حتى أبرز الضّد، الذي يُظهر حُسْنٓه ُ الضّد.
لأننا، اذا ما نظرنا الى الناحية الحضارية والفكرية، لهذه الشعوب، فإننا أمام شعوب قد أبدّعت، إبداعا  فكريا ً وحضاريا ً أثبتّته الاثار والحفريات في بلاد ما بين النهرين. 
اما إذا تكلّمنا عن جاهلية العرب قبل الاسلام، فإنّنا نرى العمران من خلال سّد مأرب، فضلا ً عن إعجازهم اللغوّي في، الأدب والشعر. 
وقد برّهنت الأيام، انه لم يلحق ركب عرب الجاهلية  أي عربي من بعدهم في الشعر، ولم يتمكن أحّد ٌ من شٓق ِّ غُبار ملاحمّهم.   
منذ بدء الحضارات، التي سمّت وزهّت قبل  الديانات السماوية، برزت نظرية evolution او التحُّول، او النشوء. 
كتبّت، في مدوّنتي عن الحضارة البابلية، 
وأسهّمت في تلخيص ملحمة جلجاميش، 
وبينّت أثر الحضارة البابلية في التَّوْرَاة، وغيرها من الأديان السمّاوية الاخرى، 
وأسهبّت في تدوين المعتقدات، والطقوس، الوثنية، وما زلت أُنقّب، وأحرِث علي ِّ أجّد، ردا ً على نظرية تطّور الإيمان، والتحّول، ونشوء الأديان.  
كانت البشرية، منذ البدء تٓجْنٓحْ منذ ان وُجدّت على الارض، ان تقوم برحلة البحث، عن مدّبر هذا الكون، وخالقّه. 
 كانت البشرية، تتّمسك بأهداب من تراه، منقذا ً، او مُخّلصا ً من مخاوفها، او هواجسها، في  حياة الفرد اليومية. 
آمنت البشرية، بالاوثان، والأصنام، وعبدّتها، مخافة ً من مجهول، وحماية ً حتى من الطبيعة.    
كتبّت البشرية، أعمدّة من الحكمة لا تضاهى، وكانت الحضارات، البابلية، والفرعونية وغيرهما.   
ومن بعد، كل هذا، آمنّت ْ البشرية من خلال سعيها الحثيث، بالأديان السماوية. 
كل ذلك، كان بدافع، من خوف، او رهبّة، من مجهول، لا تدرك مراميه، علّها تأمن، شرا ً، من مجهول ٍ، غير معلوم.  
لن أتوه كثيرا ً في البراري، والصحاري، ولا في الجبال، والوديان، ولا في البحار، والمحيطات، بل ما زلت أتكّأ ُ على حائط ٍ هزيل، البنّية، واجلس على قارعة الطريق، وأجيب نفسي :
إذا،،،، 
كان التطّور، او التحُّول، من الوثنّية وتعدّد الآلهة، الى أديان سمّاوية، فيه توحيد لله، وما تضّمنته، هذه الأديان، من هدّى للبشّرية جمعاء، هو خَيْر ٌ لها، ان تعبد وتمارس طقوس الأديّان السمّاوية، في جلال قدرها، وعزّة مقامها، حتى تأمن غدر الزمان. 
لماذا نرى البشرية الان تهجّر هذه الاديان السمّاوية وتعاليمها، وتنتقل منها، وتتحّول عنها، هبوطا ً الى ما هي عليه الان، من عنف، وحروب، ورذيلة، واقتتّال، وغدْرٍ، وانتهاك حرمات، وسبّي، وذبح، وهتك أعراض. 
انتقلت البشرية، فيما مضى، من عبادة الأصنام والأوثان، وإلازلام، الى الأديان السماوية، وهذا تطوّر خلاّق. 
اما إنتقال البشرية الان، هبوطا ً ونزولا  Devolution، يجّعلك تدرك ان التطّور السابق، كان جيّاشا ً، وخلّاقا ً، وساميا ً، خلاف التطّور الحالي، الذي هو عودة، الى بدء، وإن البحث الحثيث، ما زال حثيثا ً ....
أعداد 
فيصل المصري
اورلاندو / فلوريدا
أيلول ٢٠١٥
 

السبت، 26 سبتمبر 2015

الخاطرة العاشرة، في جاهلية الشعوب قبل الاديان السماوية.

 الخاطرة العاشرة. 
في جاهلية الشعوب قبل الاديان السماوية. 


ملحمة جلجامش :
يُعتبر جلجامش اول من فكر في الحياة الخالدة، باعتبار كونه من الطبيعة البشرية، لان الحياة الخالدة أُعطيت  للآلهة فقط، اما البشر فلهم حياة ثانية تحت طبقات الارض المظلمة. 
 كان الكلدان، لا يعتقدون بخلود النفس البشرية، وان لكل إنسان ملكا ً يرافقه، لذلك اتجه العقل البابلي الى الحياة السعيدة في الدنيا، فتمّتع
 بمحاسنها، ونعيمها، ومسراتها، لان دار الموت يتساوى فيها الأموات، فلا نعيما ً، لمن كان حسنا، ولا عذابا لمن كان سيئا. 
ومع تقادم الأيام، حصلت تعديلات بالمعتقدات البابلية. 


يوم الحشر في الديانات القديمة الفرعونية :
 للجسد، عندهم روحا لا تموت بموت الجسد، هي تفارقه، فقط وتعود اليه بالقبر، وهذا يفسر بناء الاهرامات. 
اما الحساب عن الاعمال بعد الموت، أول من آمن بها الفراعنة فكان آله رع، يحاسب الملوك، وآله أوزيس، يحاسب الناس،
 يساعده ٣ آلهات و ٤٢ إلها عن عدد الخطايا. 
 ويتبين ان الفراعنة، يعتقدون بخلود النفس، وبالحياة الأبدية، في النعيم او العذاب، وكان خوفهم كبيرا من يوم الحساب، والقصد من الخوف الذي ينتاب حياتهم، يكون في  إنقاص الشر، وزيادة الخير وإكثار الصدقات وإطعام الجياع، وإكساء العراة، وعدم التعّدي على الغير، وإعطاء كل ذي حق حقه، من اجل عطف ورضى، اله الدينونة الأعظم.

فيصل المصري
أورلاندو / فلوريدا
أيلول ٢٠١٥  

الجمعة، 25 سبتمبر 2015

الخاطرة التاسعة، في جاهلية الشعوب قبل الاديان السماوية.

الخاطرة التاسعة،
في جاهلية الشعوب قبل الاديان السماوية. 

المرأة، حسب طقوس بابل. 
 انتقد هيرودّوت كهنة بابل، لان شريعة بابل، تحتّم على كل امرأة ان تذهب مرة في حياتها، الى معبد الآلهة فتقدم عفافها الى من يختارها من الكهنة، ويُلقي في حجرها المال. 
وكان هذا الطقس الديني، يتطّلب من الكاهن ان يقول للإمرأة،  فلتكّن الآلهة ميليتا، بمعونتك. 
 وبذلك تكون هذه المرأة، قد أوّفت بنذرها ويكون الكهنة، بالتالي  قد قضّوا وطرهم، من نساء الامة. 
 اما الدميمات من النساء، فإنهن  ينتظّرن حتى يأتي دورّهن، لايفاء النذر.  وانتشرت هذه الديانة، لفسقها في معظم الجوار، حتى في الجزيرة العربية في المعابد الوثنية، الى انه قيل ان الملكة كوباد اشتهرت بأنها كانت صاحبة مبغي، يؤمها الناس من كل حدب  وصوب. 
 وقد شددوا على الغسل، بعد كل اضطجاع، مع أشعال البخور. 
 


اعتبر المنقبون، ان ادوار الحضارة العراقية، من العصر الحجري القديم اي عشرين الف سنة قبل الميلاد، قد إنتهت بزوال البابليين، منذ ٦٠٠ سنة قبل الميلاد. 
 وتضمّنت هذه الحقبة، عصور عدة اهمها، السومرية، والأكادية، وسامراء، والبابلية، والكوثية، وغيرها. 
اما حمورابي، وغيره من ملوك بابل، قد وضعوا حضارتهم على أنقاض السومرية/الاكدية
 وأصبحت لغتهم الاكدية، وإلههم مردوخ، حامي بابل وحكموا ١٠٠٠ سنة ثم استولى على ( بابل ) الحثّيون، وثم الكشيون، لمدة ٦٠٠ سنة ومن ثم الآشوريين، ومن ثم الكلدانيون، وملكها نبوخذنصر، الذي احتل أورشليم وأخذ اليهود أسرى الى بابل، وشيد البرج بجوار معبد مردوخ، وقصراً في سطحه جنائن معلقة،  وهي عجائب الدنيا السبع. 
نهاية المجد البابلي، كانت علي يد القائد كورش الفارسي، الذي نقل مسلة حمورابي من بابل، الى سوس عاصمة ملكه. 
 الكتابة في زمن حمورابي كانت ( مسمارية )
شريعة إشنونا، اقدم من شريعة حمورابي ب ٢٠٠ سنة وتعتبر اريدو السومرية، اقدم مدينة بالعالم. 
 وقد اعتقد السومريون ان الآلهة بنتّها بيدها. 
كان الطابع الذي تتسم به الديانة السومرية، والبابلية هو مزيج من السحر والكهانة، وما الملوك الا نواب الآلهة. 
 وبقيت هذه الديانة مجهولة حتي يوم هيرودوت اليوناني، وتيودور الصقلي وزينفون، الذين زاروا بلاد ما بين النهرين، وسجلوا ما سمعوا وما رأوه وكان أكثرها أساطير مشوشة. 
 ملخص : يمكن القول ان أساطير الديانات الفرعونية، واليونانية، واليهودية، والفينيقية، والمجوسية الفارسية، والبوهمية، والبوذية، كلها مشتقة من الديانة الكلدو- سومرية، ومنها اخذوا نظريات الخلق، والتكوين والعبادات، والصلوات، والأدعية، والخضوع لمشيئة الاله، هي هي لم تتغير الا بالفروع. 
 لذلك يمكن إرجاع أسس المعتقدات الإلهية القديمة في العالم كله، الى ابسو، وتيومات، الإلهان اللذان اولدتهما، عقول كهنة، السومريون والكلدانيون. 

فيصل المصري
أورلاندو / فلوريدا
أيلول ٢٠١٥ 

الخاطرة الثامنة، في جاهلية الشعوب قبل الاديان السماوية.

الخاطرة الثامنة. 
في جاهلية الشعوب، قبل الاديان السماوية. 
منذ القدم، كان الرقم ٧  مقدسا ً دينيا ً، لان الله خلق السماوات والأرض في ٦  ايام ، واستراح في اليوم السابع. 
 كذلك، هذا الرقم له أهمية ايضا ً للإنسان، لانه يعمل،
 ٦  ايام ويرتاح  في اليوم السابع.  
والأسبوع، عدد أيامه سبعة. 
وانتقل الرقم ٧ وجرى تقديسه  عند اليهود،  والجزيرة  العربية. 
 حتى ان هذا الرقم، اعتمدتّه كافة الامم ليومنا هذا. 
واذا ما نظرنا الى سفر التكوين، نرى ان الله خلق السماء، والأرض في ٦، ايام واستراح في اليوم السابع. 
واعطى ابراهيم ٧ نعجات. 
 وخدم يعقوب، حموه ٧ سنين. 
 وفسّر يوسف، حلم فرعون، عن ٧ سنابل. 
و ٧ بقرات  و٧  سنين ( يراجع الحلم ). 
 وانتظّر الرب فرعون، ٧ ايام.   وأكل الفطير ٧ ايام.

فيصل المصري 
أورلاندو / فلوريدا
أيلول ٢٠١٥

الخاطرة السابعة، في جاهلية الشعوب قبل الاديان السماوية.

الخاطرة السابعة، 
في جاهلية الشعوب قبل الاديان السمّاوية. 

الحياة الثانية، بعد الموت :
 لم يؤمن الكلدان بالحياة الثانية بعد الموت، بل كان الموت عندهم يؤدي الى عالم الظُّلُمَات ، والأبدية، وبذلك اهتموا بالحياة الدنيا، ولذّتها،
وبنظرهم، إن  الخلود هو للآلهة فقط دون الانسان، وهذا خلاف حاد، مع ما يعتقده الفراعنة، من عودة الروح الى الجسد. 
 وكانت الفراعنة، تدفن موتاها بجانب حضرة الآلهة لنيل العطف، والرحمة



من الكهنة، والرهبان. 
 السومّريون، والكلدانيون كانت عاصمتهم أور، التي ولد فيها النبي ابراهيم، وازدهّرت بالعلوم الدينية الكونية، ولما استولى حمورابي على
العراق، احترم الآلهة السومرية، واستعمل لغّتهم، وبات الكلدان، ورثة سومر وأكاد. 
 كان للكهنة مقام رفيع بالدولة، وعند الناس، ويتشّرف الملك بتعيين نفسه
رئيساً للكهنة ( ملك أشور كان كاهن، الاله آثور ) وقد أعفي الكهنة من الضرائب، ما عدا حمورابي فانه كان يدفع الضرائب المترتبة عليه،  وكانت أموال وإيرادات الكهنة، اكثر من واردات الدولة. 
 وقد اهتم الكهنة، في  على علم الفلك، فعبّدوا الشمس، وأشعلوا النار في معابدهم، تكريما ً ... ويشاهد حمورابي، في مسّلته واقفا ً امام الشمس. 
وقد استّٓمرّٓت المجوسية الفارسية على عبادة النار، لانها أخذت من الديانة الكلدانية، كذلك، أخذت من الفراعنة، والفينيقيين، واليونان، والرومان، بعضا ً من طقوسهم، ومعتقداتهم. 
 وقد توصّل كهنة الكلدان، في علمهم  الى إحتساب، 
  ايام السنه،
ب  ٣٦٥  يوما ً، وربع اليوم. 
كذلك توّصلوا الى ان،  نور القمر، مكتسب من الشمس،
 وإن خسوفه يكون، بسبب وقوع ظل الارض عليه. 
وقد قسّموا  السنة، 
الى ١٢ شهرا قمريا ً،   
وإن  دورّة القمر هي  ٢٨ يوما ً  .
 وينقسم الشهر،
 الى ٤ أسابيع.   
وكل أسبوع، فيه  ٧ ايام. 
 وكل يوم، فيه ١٢ جزء ً  
نصفه ليل، والنصف الاخر، نهار. 
 ووحدة الزمن بيرو، وهي الساعة البابلية، تعادل ساعتين في وقتنا الحاضر. 
 وآخر يوم بالأسبوع، راحة لا يجوز العمل فيه. 
وانتقّلت هذه القواعد الى العالم اليوم، ولم يزّل يعمل بها. 
أما في العمران، فإنهم نصبّوا  إلها للأنهار، ولمراضاته، كانوا يشيدون السدود، ويقومون  بتنظيف القنوات، وتنظيم الري، وغرس الأشجار، وزرع الحقول. 
 وبهذه العبادة ألزموا الناس، على تعمير الاراضي وغرس الأشجار ، ولم يسمحوا لأي شخص ان يطلب معونة الآلهة، ما لم يغرس، او  يزرع شجرة، او لا يقبل دعاؤه. 
 وبذلك كانت هذه العبادة طريقا للخير، والعمران مما دفع الناس الى احترام الشرائع، فوضعت ترتيلة للفرات. 

فيصل المصري
أورلاندو / فلوريدا
أيلول ٢٠١٥ 


 

الخاطرة السادسة، في جاهلية الشعوب قبل الاديان السماوية.


الخاطرة السادسة،
في جاهلية الشعوب قبل الاديان السماوية. 
السحر : 
اشتهر كهنة بابل بالسحر،
 ولا يمكن التخّلص من السحر، إلا بوصّفة منهم، كالتعاويذ، والرُقي والأحجّبة، والطلاسم، ومن هذا الطقس الديني المُعقّد، دخل الكهّنة في حياة الناس.   
 والسحر نوعان :
 حلال، وحرام. 
السحر الحلال،  هو لطرد الشياطين. 
والسحر الحرام، هو لإدخاله. 
 وقد منع حمورابي السحر المؤذي، اي الحرام.   
 وكان ملوك بابل، يضعّون تمثال مردوخ على أبوابهم، لاجتناب خطر الجان. 
أما، الأشوريين وضعوا الثيران المجنحّة، برؤوس من البشر. 
اما الشعب، فكان يضع على عتّبة بيتّه، نعل حافر الخيل، او دمية زرقاء اللون، حتى يهرب الشيطان منها.  
 وكانوا يذبحون على عتبة البيت، حيوان قبل سكنه، لمنع الكوارث والشرّور. 
 وظنوّا ان عيون الجان زرقاء اللون، ولهذا علقّوا قلادات من الخرز الأزرق لتضليل الجان. 
وقد انتشّرت هذه العادات، ما بين سكان تلك المنطقة، حتى يومنا هذا، وقد استبّدلوا الفصوص، بقطع من الذهب،  على ان يُكتب عليها، ما شاء الله، لرد إصابة العين،
مما يعني ان الوثنّية ما زالت، متأصّلة لهذا اليوم. 

فيصل المصري
أورلاندو / فلوريدا
أيلول ٢٠١٥

الخاطرة الخامسة، في جاهلية الشعوب قبل الاديان السماوية.

الخاطرة الخامسة.
في جاهلية الشعوب، قبل الاديان السمّاوية. 


 العبّادة، والعبّادات، في جاهلية الشعوب :
هي إطاعة أوامر الآلهة، وتشيّيد مساكن لإقامتها، وتقديم الذبائح، والصلّوات، لإجتناب غضبها. 
 وكان القصد من العبّادات وكثرتها، تبعا ً لتعدّد الالهة، هو إلقاء الرعب في قلوب الناس. 
 وقد تبين ان الحضارة البابلية، وبسبب سطوة رجال الدين، اي الكهنة، وقيامهم بفرض المراسم، وألمناسك، والشعائر الدينية التي استخدّموها لشهواتهم، ونزواتهم أرهبوا، وأرهقوا الرعية. 
 
شعائر الصلاة :
 هي ان يرفع البابلي يديه، وراحتيه، ثم يركع، ويقبّل، قدّمي تمثال الرب ويبكي، ويتألم، ويقرأ الأدعية السومرية، ثم يضع يده اليسرى فوق اليمنى، ويضعهما فوق صدره. 
كان الأكاديون، يرفعون اليمنى فوق اليسرى. 
 وكانوا يحرقون البخور ويقدمون القرابين، من طير، سمك، او حيوان. 
 اما الميّت يضعوا يديه، على صدره، مع ثنّي ركبتيه، مع جرار بجانبه فيها خبز، وفاكهة، وفأسه، وخنجره، وختمه، ويُكّسى بأحسن الثياب. 
 اما المرأة، يدفن معها أدوات زينتها، وحليّها وقلائدها. 

 اول نيسان، هو رأس السنة حيث تقام الاحتفالات، ويحضر الملك في اليوم السادس، ويستقّبله رئيس الكهنة، ويخلع عنه شاراته الملكية، ويضعها تحت أقدام مردوخ، الالهة. 

فيصل المصري
أورلاندو / فلوريدا
أيلول ٢٠١٥ 


الخميس، 24 سبتمبر 2015

الخاطرة الرابعة، في جاهلية الشعوب قبل الاديان السماوية.


الخاطرة الرابعة،
في جاهلية الشعوب قبل الاديان السماوية. 
الآلهة :
 في ايام السومريون اي ٣٠٠٠ قبل المسيح. 
 لم تكن القواعد الدينية، مخيفة، او مُتعبّة  للناس، وكانوا يعبدون اله واحد، إنليل ولم يعرّفوا تعدّد الآلهة.  
وبعد ان تطوّرت الحياة، تعدّدت الآلهة بسبب كثرة الاحتياجات، وهكذا أصبحت الآلهة البابلية، رمزاً للطبيعة، وللافعال البشرية. وقد أخذت الالهة البابلية، صورة انسان، 
 المربع الالهي المقدَّس :
 آنو، إنليل، أيا، مردوخ، نبو، سين، شمش، عشتار، ادد، آبو، ابسو،  اترعثا، اتو، أجادي، ارش كيكال، ارورو، اري شول، اشكر،  أشخرا، ،  اشكرننار ، أشنان ، أشور ، اللات ، ام دوكد ، آن ، أنانا ، آذانا ، أنتو ، انتيم ، انتراك ، انترو ، انسار ، انشان، ان شكاك ، أنكي ، انكيدو ، انكميدو ، آن ليل ، آن لي لولو ، آن نانا ، آنو ، إنليل ، انول ، آن نين ، انوناكي ، اوانس ، اوتونبشتيم ، اورا...
 اوروك ، آي ، ايتانا ، ايد ، ايكيكي ، أيرا ، ايركلا ايرنتي ، ،،،،،، 
وقد بلغ تعدّاد الالهة البابلية،  ١٦٦ إلاها ً، مما يدّل ان كثرة العدّد كان يقصد منه، إرهاق البابلي، بالعبادات والطقوس. 
وقد كان لكهنّة بابل الدُّور  البارز في كثرة عدّد الالهة، لانه بذلك، قويّت سلطتهم، وباتوا أقوي من الدولة، نفوذا ً ومالا ً وعدداً .
وانهارت، بابل بسبب الإرهاق في الطقوس الدينية، وتعاظم شوكة الكهنة الذين تدخّلوا في مفاصل الدولة، وقويت شوكتهم، وضعُفت الدولة المركزية. 

فيصل المصري
أُورلاندو / فلوريدا
أيلول / ٢٠١٥  

الخاطرة الثالثة، في جاهلية الشعوب قبل الاديان السماوية.

الخاطرة الثالثة، 
 في جاهلية الشعوب، قبل الاديان السماوية. 
جنّة عدّن :
في، الديانة المسيحية، هي فرح، وسرور، وسلام مع روح القدس. 
 وفي الاسلام، عرضها كعرض السماء، والأرض، وانها أُعِدّت للمتقّين. 
وفي الديانة اليهودية، فانهم بالغوا في سفر التكوين في وصف جنّة عدّن. 

اما جنّة عدّن في الأساطير، السومرية، والبابلية، والآشورية، إعتبرت ان النسل الإنساني، هو من لولو، او أدبا. 
وتغيّر بعد ذلك بالأديان السماوية، الى آدم، وحواء، وأسكنّوهما جنّة عدّن.    
يلاحظ من أعلاه، كيف أخذت الأديان السماوية، أساطير الأولين، البابلية، والسومرية، والكلدانية، والآشورية، ومنها :
-/  آدم وحواء، في جنّة عدّن.  
-/ الطوفان. 
وأدخلوها في صلب العقيدة. 
فيصل المصري
أورلاندو / فلوريدا
أيلول ٢٠١٥ 


الخاطرة الثانية، في جاهلية الشعوب قبل الاديان السماوية.


خواطر في جاهلية الشعوب قبل الاديان السماوية.
 الخاطرة الثانية.  

في أُسطورة الطوفان :
 دام الطوفان،
 عند سومر، ٧ ليالٍ ،،  و٧ ايام. 
 وعند بابل، ٦ ليالٍ ،، و٦ ايام. 
 وعند العبرية،  ١٩٧يوما. 
 إذن طوفان نوح، بالعهد القديم، عند اليهود،  هو طوفان سومر، وبابل.  
وقد أخذ أسطورة الطوفان، اليونان، والفارسّيون، والهنود، وأخيرا التوّراة.  
ويتبين ان فيه، تطابق كامل، مع تعديلات بسيطة لان من، كتب سفر التكوين، أقام في بابل، وقرأ ما كتبه فلاسفة بابل. 
 ملخّص : 
 لمّا جرى أسر اليهود، على يد نبوخذنصر، كان كهّنة  اليهّٓود، وكتبّة التورّاة، في عداد المأسورين، فانكّبوا على الاطلاع على، معتقدات بابل وسومر، وبثوا الأساطير في أسفارهم، وباتّت من معتقداتهم، في الخليقة والتكوين، والطوفان.  
ويعود الفضّل في إعادة اليهود الى أورشليم، الي الامبراطورية الفارسية وهذا جميل، لم ينسه اليهود، للفرس حتى الان. 


وقد تبّين، ان أساطير الأولّين هي من صنع، خيالهم لتفسير الخليقة والتكوين، وأحوال الآلهة، والإنسان، وعلاقتهما، والجان، والشياطين، والروح والنفس. 
وانتشرت هذه الأساطير، أهمها :
 جنّة عدن، والطوفان، وعالم الظلمّات بعد الموت، وتبلبّل الألسنة عند بناء برج بابل، ونمرود. 
 وقد نقلها هيرودوت، والتورّاة، وتيودور الصقلي. 
ومنها، نقل أسطورة، سمير أميس التي اخذها الإغريق، وقيل انها ابنة رجل بشري، وأم سماوية إلهية، تركتها في الصحراء فغذّتها أسراب الحمام وبعض الرعاة، ولما كبرّت تزوّجت ضابطا ً من الجيش الآشوري، وساعدت بالنصر لانها آلهة، وقد أُعجب بها الملك نينوس فطلب من زوجها الضابط ان يتنازل عنها، فانتحر الضابط وصارت هي ملكة. 
وبعد موت زوجها الملك، اصبحّت هي ملكة أشور، وامتدّت مملكتها من البحر، للبحر وشيّدت بابل، واحجّمت عن الزواج، ولكنها كانت تختار اجمل رجال حاشيتها، حتى تتزوّجه، ومن ثمّ تقتله. 

فيصل المصري
أُورلاندو / فلوريدا
أيلول  ٢٠١٥ 

خواطر، في جاهلية الشعوب قبل الاديان السماوية .. ( ١ )


خواطر في، 
جاهلية الشعوب، 
قبل الاديان السماوية. 
الخاطرة الاولى. 
 

وما دمنا نتكّلم عن جاهلية الشعوب قبل الاديان السماوية، أردت اليوم ان أكتّب بعض الخواطر، التي حفلت بها تلك الأيام، لمقارنتها مع ما يجري اليوم من مدنّية، تعّم أرجاء العالم العربي. 
وحسّبي القول، اننا ما زلنا ننعم بجاهلية متطوّرة بعد الآلاف السنين. 

اولا : الأوثان بالماضي، والحاضر. 
عبادة الأوثان عند عرب الجاهلية :
 اول من ادخل عبادة الأوثان الى جزيرة العرب، هو عمر بن لحّي، 
 ٤٠٠ سنة قبل الاسلام.
 وقصته، انه خرج الى الشام بأرض مآب، وبها العماليق ورآهم يعبدّون الأصنام لانها تأتيهم بالمطر، وبالنصر إن عبدوها، فطلب صنما، وأتى به الى مكّة، يقال انه هُبّٓل فعبّده العرب. 
وكان أهل اليونان في ذلك الوقت، يعبدّون  أبول، او أبوّلو. 
 وكانت العرب، تعبُّد الحجارة، والأوثان، ومن الأسماء لهذه الأوثان، هُبّٓل 
  واسافا، ونائلة، وشمس، وسمُّوا أولادهم، ب عبد شمس، وعبد العزّى. 
وهناك صنم، قزح، واللات، وغيره. 
 كان لهبّل، ٧،،  أقداح  وكانت لديهم أصنام من التّمر او الزبيب ويأكلون الصنم  عند الحاجة، كالقحط، والجفاف.   
بمجئ الاسلام، تم القضّاء على الأصنام، 
ويقال انه لما دخل النبي مكة، وجد بالكعبة، ٣٦٠، صنما فحطّمها. 
 للمزيد يراجع كتاب :
الأصنام لابن الكلبي، 
وسيرة ابن هشام، 
وبلوغ الأرب في احوال العرب للآلوسي.
يتضّح من ذلك، انه لم يكن للدين، في نفس العربي بالجاهلية اثر فعّال، ولم يكن للروح،  موقع مهم، كما كان عند بابل، والفراعنة. 
 
فيصل المصري
أُورلاندو / فلوريدا
أيلول / ٢٠١٥ 


العرب، ما زالوا .... لا يقرأون.



 
..... العرب، ما زالوا ... لا يقرأون. 

في هذه الأيام التي نشاهد فيها على محطات التليفزيون العالمية، قوافل من العرب، المسلمين، وخاصة المسيحيين، المهاجرين الى الديار الأوروبية، وما يلاقونه من عذاب، وإحتقّار وهم يقطعون الحدود البريّة لهذه الدوّل، وصولا ً الى الارض الموعودة التي يحلمون في أمنها، الذي حُرّموا منه في وطنهم الأم.  
في هذه الأيام، أتذّكر كثيرا ً، ولكن الذي لا يغيب عن عقلي وفكري، تلك المقوّلة الشهيرة، التي أُطلقها الغرب على العرب، بأنهم لا يقرأون. 
ولكني أُضيف على هذه المقّولة، للتذكير فقط، محنة السفربرلك، التي يتكّرر وجهها اليوم، بقوافل المهاجرين، عبر تركيا، حتى لا ننسى ظلم الامبراطورية العثمانية البائدة، إن شاء الله للأبد. 
في الحرب العالمية الاولى التي إمتدّت من العام ١٩١٤، وحتى العام ١٩١٨. وقعّت مجاعة سفر برلك ... فتحّت البطريركية الأرثوذكسية في دمشق، أبوابها لإطعام الجياع، بغض النظر عن الدين، والمذهب وحتى منهم الوافدون من لبنان. 
قام البطرّيرك غريغوريوس حداد، برهّن أوقاف البطريركية، والأديرة، كلّها للاستدانة، حتى انه باع مقتنّيات، وأواني، الكنائس الذهبّية، والْفِضَّية، التي يقوم عليها تُراث  البطريّركية الروحي.
كما، قام هذا البطرّيرك العربي، ببيع صليبه الماسي، الذي يضعه على قلنسوته، والذي كان قيصر روسيا نقولا، قد أهداه له عام  1913. 
كانت البطريركية الارثوذكسية، تشتري القمح بأسعار فاحشة، لأطعام الجياع من المسلمين والمسيحيين على حد ٍ سواء، وصولا ً  الى الهدف  الوطني، والإنساني، النبيل. 
ويقال، أنّ البطريرك الذي خلّفه، الكسندروس طحّان، باع كل هذه الأوقاف ليفي الديون، وفوائدها الفاحشة، وبذلك خسّرت البطريركية الأرثوذكسية كل ممتلكاتها، ولكنها ضربت أروّع مثل في الأخوة.
عندما مات البطريرك غريغوريوس حدّاد، شارك خمسون ألف مسلم دمشقي في جنازته عام 1928 وأطلقوا عليه لقّب محمد غريغوريوس.
 
قاد هذا البطريرك، بين الأعوام  1916 و1918، الصف المسيحي مع الشريف حسين، وابنه الأمير فيصل، للتحرّر  من نير العثمانيين، وبايع فيصل، ملكاً على سورية عام  1920 وبعد استشهاد  يوسف العظمة في ميسلون، ودخول غورو الى دمشق كان البطريرك هو الوحيد الذي ودّع الملك فيصل في محطة القدّم. 
 
هذا ما يقصه لنا، الأجداد و ما سجله التاريخ ... 
لكن العرَّب، لا يقرأون. 

فيصل المصري
أورلاندو / فلوريدا
أيلول ٢٠١٥
 
 
 
 
 
 


الأربعاء، 23 سبتمبر 2015

الدستور، وكيفية تطبيقه.



 كيفية تفسير الدساتير،
وكيفية تطبيقها.  

بادئ ذي بدء، هذا البحث ليس بحثا ً قانونياً،  او دراسة فقهية، إنما هو من واقع الحياة اليومية لكل إنسان، يعيش في بلد يحترم فيه الدستور ويطبّق في آن .

من المتعارف عليه، ان الدستور هو اعلى، وأسمى قانون في البلاد، وان تضارب الدستور، مع اي نص قانوني ، وُجب لزاما تطبيق الدستور.

سأعتمد في هذا البحث، على مقاربة بسيطة جداً بين لبنان، والولايات المتحدة الأميركية، حيث ان كلا البلدين، لديهما دستور مكتوب، وقد كتب الدستور الامريكي في العام ١٧٨٧، والدستور اللبناني أُعتمد في أواسط القرن العشرين، عند نيله الاستقلال، بالعام ١٩٤٣. 

وقد انعم الله هذه الأيام،  على لبنان بمجلس نيابي معظم أعضاؤه  ( ١٢٠ ) جهابذة في القانون، وفقهاء في القانون الدستوري.  بالمقابل، لا يتعدى أعضاء الكونغرس الأميركي بمجلسيه الشيوخ، والنواب ( ١٠٠ شيخ + ٤٣٥ نائب )  اي ما مجموعه  ٥٣٥. 

والمفارقة، انهم ليسوا بالضرورة جهابذة، او عباقرة، في علم القانون الدستوري كما زملائهم في لبنان، لان لديهم محكمة عليا، تفسّر وتطبّق موّاد الدستور، ولا حاجة الى تنظيرهم.  

وبما ان الدستور بصورة عامة،  ينظّم عمل الدولة، اي الحكومة ويحدِّد  وظائف السلطات فيه، انه ايضاً يحمي حقوق، الأفراد اي المواطنين 


بناء عليه، سأعطي مثلا عن دور الدستور في تنظيم وتحديد السلطات. 

في انتخاب رئيس الجمهورية،  في كلا البلدين :
سيلاحظ القارئ الكريم، باني املأ صفحات عدة في انتخاب رئيس لجمهورية لبنان ، بينما مسألة انتخاب رئيس لأقوى، وأعظم، دولة في هذا العالم، لا تأخذ اكثر من سطرين، او ثلاثة، على ابعد تقدير، ومرّد ذلك انه بالرغم من ان الدستور اللبناني حديث العهد، مقارنة بالاميركي ، إلا انه كلما يتّم انتخاب لرئيس في لبنان، اي كل ٦ سنوات ، يتم إستحضار أرواح من كتبوه، إذا ماتوا او يتم إستحضار، من عاشوا أثناء وضع الدستور ، ليفسّروا مواد انتخاب الرئيس ، فيدخلوا في روح الدستور، وفي روح واضعه، او ارواح واضعيه، وينبشون القبور علهّم يعرفون ما كان يقصده واضع الدستور ، ولا يغيب عن بالهم ان يستنبشوا ويفتشوا في كتب عملاق فرنسي، مشرِّع مثل جوسران ، او عبقري في فقه الدستور كالنابغة، عبد الرزاق السنهّوري ،

 ومع ذلك لا يصلون الى نتيجة واحدة. 

وإن تنسى، لا تنسى الجهابذة النواب الذين سيدلون بدلوهم الواحد بعد الاخر ، ومع ذلك، ومع ذلك ايضاً لا يصلون الى رأي واحد .

وبذلك لا يتم انتخاب رئيس للجمهورية. 
وان هذه المعاناة تحصل كل ٦ سنوات. 
اعتقد ان هذه الفقرة اصبحت واضحة حتى ننزع عن النواب الكرام، اي ملامّة، او عتّب، او تقصير في مسالة عدم الانتخاب ، لان ادوار العذاب وقهر النفس، وتحمل المسؤولية تجعلنا نشفق،  على نواب الامة.  

ما حددّته بالفقرة السابقة، يمكن للقارئ الكريم ان يفهم ما يجري اليوم ، من تأجيل، تلو التأجيل، بالاضافة ً الى أني  لست مع القائلين ان نواب الامة، او رؤساء الكتل النيابية ينتظرون كلمة السر ، معاذ الله ان أُفكر في هذه المقوّلة لاني ما زلت مقتنعا ان الله انعم على لبنان، بنوّاب قلّ نظيرهم،  وسبق واسلفت انهم بزّوا زملائهم الأميركيين. 

لذلك استبعد هذا القول جملة وتفصيلا لان الضمير المهني لا يسمح بهكذا نعوت. 

اما كيف يتم انتخاب أقوى رئيس بالعالم اجمع  ؟
حدّد الدستور الأميركي، انه يتم إنتخاب رئيس للبلاد،
 كل ٤ سنوات.     
اي نهار الثلاثاء،
 بعد اول اثنين،
 من شهر تشرين الثاني .
وهذا سيكون بالعام ٢٠١٦. 

يلاحظ كيف حددوا اليوم ( الثلثاء ) 
الذي يلي، اول يوم اثنين.  
من شهر تشرين الثاني.  

والفارق بين لبنان وأمريكا ، انهم في لبنان يستحضرون روح الدستور وواضعه ، اما في اميركا، لا يزعجون روح، او أرواح واضعيه، فلا داعي الى جهابذة، لان الدستور واضح مع انه قديم العهد بالعمر، ولا داعي لذكر إجراءات الانتخابات الإدارية لانها تعود الى موظفي كل ولاية .. الخ

ومعلوم ان الدستور الأميركي مستوحى من وثيقة الاستقلال آلتي وضعها توماس جفرسون، وأُقرّت بالعام ١٧٧٦ اي قبل وضع الدستور بعدة سنوات ، 

وبالرغم من ذلك لا يستحضرون روح توماس جفرسون، ورفاقه أمثال بنجامين فرانكلين، او جون أدامس. 

 كذلك ولسخرية القدر لم يكن واضعي الدستور الأميركي، عباقرة بالقانون وجهابذة كما في لبنان، بل كان بعضهم صحافيون بصحف ذي انتشار.

المقاربة المخزّية هي في المهل، التي حددها كل دستور لانتخاب الرئيس ، واعتقد بالرغم من أني لست جهبذا ً في القانون ان المهل بكلا الدستورين واضحة. جداً وضوح الشمس. 

اخيرا ً،
إن كان القصد من عدم انتخاب. رئيس الجمهوريه في لبنان هو،
 عدم وضوح النص الدستوري، 
او كان بسبب عدم إعطاء كلمة السر 
او كان بسبب  عدم  وضوح الرؤية. في الحرب الدائرة في سوريا.  
او كان بسبب عدم كفاءة نواب الامة.  
او كان بسبب في العجلة الندامة وفي التأني السلامة.  
او كان السبب كما انتم يولىّ عليكم. 
او كان،   او كان،  او كان،
فان مجموع أعلاه، يفضي الى نتيجة واحدة
ألا وهي، ان لبنان لم يستحّق استقلاله عن جدارة، بعد ،،،،،،

فيصل المصري
أورلاندو / فلوريدا
أيلول ٢٠١٥. 

الثلاثاء، 22 سبتمبر 2015

غادة الكاميليا .... أين انت ؟؟؟

غادة الكاميليا، جميلة الجميلات.
أين، انت ؟ 




غادة الكاميليا، 
جميلة الجميلات، في كل العصور، وستبقى. 
LadyoftheCamellias.jpg
ألكسندر دوماس الابن، كاتب فرنسي قام بالعام ١٨٤٨. بتأليف هذه الروّاية وأطلق عليها، غادة الكاميليا (بالفرنسية : La Dame aux camélias) وتمّ تحويلها إلى مسرحية.
 عُرضّت المسرحية لأول مرة على مسرح فودفيل، بباريس في 2 شباط عام 1852. 
ونظرا ً لنجاح المسرحية،  منذ عرضها الاول، تحمّس الموسيقار  جوزيبي فيردي، أن حوّلها إلى عمل موسيقي ضخم على شكل أوبرا لاترافييتا. 
 عُرضّت غادة الكاميليا، على مسارح برودواي في نيويورك.
غادة الكاميليا، أو مارجريت جوتيير، الاسم الروائي لشخصية حقيقية، هي ماري دوبليس، عشيقة دوما الابن.
ملخص هذه الرواية :
إنها تدور حول المحظّية الشهيرة مارجريت جوتيير، التي تقع في حب الشاب أرمان دوفال، ونظرا ً للفوارق الاجتماعية،  يتدّخل والد حبيبها لابعادها عنه. ( وكم من هذه القصة، نراها اليوم، وغدا ً )
 تتقّبل  مارجريت رغبة الأب بمرّارة، وتموت وحيدة، تواجه المجتمع بقساوته، وجبرّوت القيّمين، والماسكين بأهداب الفضيلة. 
وهي على فراش المرض، تتجرّع كؤوس الموت المرّة،  اتصّلت بالقسيس، راعي كنيستها لكى تعتّرف، حسب الطقوس المسيحية، بخطّايا ارتكبتها في حياتها. 
 تردّد القس، في الذهاب إلى بيت، تقيم فيه امراة غانية، عاهرة، وبغي ّ.
لمّا تأخّر القسيس، نادّت عليه مارغريت، بأعلى صوتها، فقدِم اليها واستمع، منها ما أرادت قوله.   
  وبعد عدة ساعات امضاها القسيس مع مارغريت، خرج من بيتها، حيث قال، مارغريت عاشّت عاهرة، وستموت قديسة.

كانت مارغريت، من أجمل النساء في عصرها، دوّخت الرجال، ولكنها أحبّت عشيقها وحبيب عمرها، وماتت وهي على حبّه.  
 ما زالت شخصية مارجريت جوتيير، من الأدوار المحبّبة لعدد من المممثلات قُمْن بتأديته، منهن ليليان جيش، وإليانورا ديوس، ومارجريت أنجلين، وإيزايبل أدجاني. 
أمّا الأفلام السينمائية، التي جسدّت وصوّرت غادة الكاميليا، فإنها  تجاوزت العشرين، وبلغّات مختلفة.
 ومن الممثلات اللاتي قُمنّ بتجسيد شخصية مارجريت، على  الشاشة السينمائية، سارة برنار، وكلارا كيمبل يونج، وثيدا بارا، وجريتا جاربو، وفرانشيسكا برتيني، وإيزابيل هيوبرت، وليلى مراد، من العرب وغيرهن.
أما الاقتباس، من هذه الرواية فانه جرى تصويره في أفلام، مثل :
 -/ الطاحونة الحمراء  Moulin Rouge.
 -/ المرأة الجميلة  Pretty women 
الخلاصة :
اذا ما نظرنا الى التاريخ، 
نرى ان الاهتمام عند البشرية، منذ الآزل، 
كان الفوارق الاجتماعية،،،،
وكان الجمال، وتحديدا ً جمال المرأة، وكان هذا الاهتمام يُرافِق ، ويُزامِن مع تقصّي الشعوب، في جريها الحثيث، في البحث عن الإيمان، والمعتقدات، ومن ثم الأديان. 
وقد أخذت الشعوب من الجمال إلهات وعبدّتها، مثل فينوس، وأفروديت، عند الرومان وغيرها، وكيوبيد، عند اليونان، وعشتار، عند الفينيقيين.
اما النظرة للجمال، بقيت على حالها حتى زمننا هذا، حتى انه في أوروبا وخاصة فرنسا، كانت غادة الكاميليا عنوانا ً للجمال، ولحقت باقي الشعوب بإطلاق مسمّى غادة الكاميليا، على كل امراة فاتنة، جميلة، ساحرة. 
والذي يُلفت النظر، ان شخصية غادة الكاميليا، في كونها  إمرأة بغي، او عاهرة، قد غابت عن الاذهان، وطغى جمالها، وعُمق إيمانها، على كل صفة مرافقة. 
وقد برع الكتّاب، والاُدباء، والفلاسفة، في العصور الحديثة، على إطلاق اسم غادة الكاميليا على كل امرأة جميلة، وهبها الله الذوق الرفيع في إختيار الملبس، وإنتقاء الألوان حتى يكتمل عقدها والقول لها، انت جميلة كغادة الكاميليا. 
فلا عجبا ً، إن قُلت لامرأة انت، مثلك مثل غادة الكاميليا، لأنك تقصد جمالها، ومظهرها، وألوان ثيابها، وحتى صِدق إيمانها، وغابت عن الاذهان فكرة كونها، غانية. 
وتبدأ، وتنتهي القصة،
أين انت يا غادة ..... الكاميليا ؟ 

إعداد 
فيصل المصري
اورلاندوا / فلوريدا
أيلول 
 ٢٠١٥.  

 

السبت، 19 سبتمبر 2015

الإقطاع في لبنان ...

 النظام الاقطاعي.في لبنان. 
لقد إستغربت كثيرا ً، لما تبّلغت من غوغل، ان اكثر الدراسات قراءة في مدونتّي، هي ( في نسّب، وتاريخ عائلة علم الدين )، تلك العائلة اللبنانية، الإقطاعية.
 كانت دراستي عن الموسيقار فريد الاطرش، الأكثر قراءة على مدى أشهر عديدة، حتى وصلني هذا التذكير.  
فهمت من هذا التذكير، انه لا بد من إعادة هيكلية هذه الدراسة، والتطّرق، وإلقاء الضوء على بعض الأمور، التي تُزيد من وهجها. 
ولأن ّ الاعلام في الغرب، مُوجَّه عن طريق التذكير، والتذكير، خلافا ً للإعلام في الشرق، والدول الديكتاتورية، الذي يكون جبرا ًً، وحقنا ً، فإني، ولاني من داخل هذه المنظومة، فقد قررّت زيادة، بعض الإضافات على هذه الدراسة. 
نظرة تاريخية على، الإقطاع.  
الإقطاعية، هو نظام إجتماعي، وسياسي، وإقتصادي، له تعريفات عديدة ظهر في أوروبا خلال العصور المظلمة، وشبه الجزيرة العربية، ومناطق أخرى من العالم في فترات مختلفة من التاريخ.  
ان المصطّلح، إرتبط في الغالب بأوروبا، في العصور المظلّمة من القرن التاسع، وحتى القرن الخامس عشر، وأول إستخداماته كان في القرن السابع عشر، 
النظام الإقطاعي هو،  تفرَّد  مجموعة بملكية الأرض ، وما عليها من عِبّٓاد، هذا بالمعنى العام. 
وبمعنى آخر، هو نظام سياسي، إجتماعي، وإقتصادي حربي ، قائم على حيازة الأرض ، وتنظيم العلاقة بين، السيّد الإقطاعي والتّابع.

أمّا مفهوم الإقطاع، فلم يتم استخدامه إلاّ في أواخر القرن الثامن عشر ، إبان الثورة الفرنسية عام 1789 م. 
 ومنذ ذلك الحين ظهرت إلى جانب " النظام الإقطاعي "، كلمات مثل " الإقطاع " ، " القن " ، " القنية " ، " المأمور " ، " الضومين " وغيرها من مصطلحات، تتعّلق بالأرض، بما عليها من عاملين، وملاّك في العصور الوسطى.
 أصبح لهذه المفردّات، مكانتها في المعاجم التاريخيّة ، يستخدمها الكتّاب والمؤرخون، في دراساتهم للعلاقات المتشابكة، بين الأفراد والجماعات، إبان العصور الوسطى الإقطاعيّة. 

ويعود سبب ظهور هذا النظام في أوروبا في ذلك الوقت، إلى ضرورات إقتضّتها ظروف الحياة في تلك المجتمعات ، بعد سقوط الإمبراطوريّة الرومانيّة بيد القبائل البربريّة ، وأهمها :

1. تأثر النبلاء ، ومالكي الأراضي الرومان، بنظام الأتباع ، الذي ساد دولة الفرنجة، في  فرنسا. 

2. قيام صغار المالكين، برهن أملاكهم إلى من هم أكثر نفوذاً وقوة ، لتأمين الحمايةِ لهم. 

3. حالة الضعف، والفوضى التي سادت البلاد بُعَيدَ وفاة شارلمان .

4. ضعف الحكومة المركزية للدولة ، وعجزها عن صدّ الأخطار الخارجيّة. 
 الإقطاع، في لبنان. 
أن ّ السبب الرابع، المُتمثّل بضعف الحكومة المركزية للدولة،  هو من أهم سمّات تركيبة النظام اللبناني، والتي بسببها قويًّت شوكة الإقطاع في لبنان، منذ تاريخ تكوينه، حتى يومنا الحاضر. 

وقد دأبت العائلات الإقطاعية في لبنان، على إضعاف الحكومات المركزية، وقد بان ذلك من التاريخ المعاصر، منذ حروب الفتن الطائفية، والمذهبية في القرن التاسع عشر ( فتنة ١٨٦٠ ) ثم في القرن العشرين، في الحروب الأهلية، ١٩٥٨، ١٩٧٥، وما بعدهما، وما تلى هذه الحروب من إتفاقات، كجنيف، والطائف، والدوحة. 
هذه الحروب، والفتّن المذهبية، قوّت شوكة الإقطاع السياسي، في لبنان، وأصبح المُصطّلح المستعمل في القواميس، هو ملوك، وأمراء، الطوائف، بدّل تسميّة الإقطاع العائلي، وإن كانت التسّمية الجديدة، لا تختلف عن القديمة، كونها تُزيد من أضعاف الحكومات المركزية، وتُزيد ايضا ً من إذلال الشعب. 

أذا قارنت الحروب الأهلية، في العالم الحديث، بدء ً من الثورة الأميركية المجيدة، والثورة الفرنسية المُظفّرة، والحروب والفتن الأهلية في لبنان، ترى الفرق الشاسع في النتائج. 
هناك، وبعد الثورة الوطنية الأهلية، ترى ان الشعوب، وصلت الى كامل حقوقها المدنية في الحياة، والى ان عظمّة، ورفعة شأن الدولة المركزية وصل الى سدرّة المنتهى، عكس ما حصل، ويحصل في لبنان، إذ تلاحظ، ان شوكة، وبأس، الإقطاع، وفيما بعد، الملوك، والامراء، زاد قسوة، وعنفوانا ً، وظلما ً، فيما تناقص نفوذ الحكومة المركزية، وأصبح في الحضيض، وان الشعب، إنقلب كالخرفان، يقودهم، راع ٍ يجيئ بهم او يأخذهم للذبح، مُحاطين، ومكّبلين بالذّل، والهوان والاحتقار، ومن ثم الهجرة، الى من استطاع اليه سبيلا ً.
واكبر دليل على ذلك، الحراك المدني اليوم، حيث تضافرت قوى الملوك والامراء، على كبح جماح هذا الحراك الشعبي، فنزلت الدولة المركزية، بقواها الهزيلة، القادرة على الشعب الاعزل فقط، يساعدها جماعات من الأزلام، على إهانة، وإذلال الشعب، فيما كرامة الوطن بالداخل، والخارج، مُهانة.   

فيصل المصري
أورلاندو / فلوريدا 
أيلول / ٢٠١٥


الجمعة، 18 سبتمبر 2015

إبن خلدون، وعرب اليوم ....

ابن خلدون

دراسة

التاريخ، والتأريخ
من منظور ابن خلدون 


يروق لي، أن أستحضر ابن خلدون، حتى يؤرخ، ويكتب، للاجيال اللاحقة عن أحداث، ومجريات، حروب الربيع العربي التي تدور منذ سنوات. 
 
 لا يمانع ابن خلدون في القدوم، لانه جاب بلاد العرب كلها، من الأندلس، الى حواضر بلاد الشام،  وشمال افريقيا، وهو العليم، البصير والقدير في احوال  وتاريخ،  هذه الشعوب. 

وإذا قيّٓض له الحلول ضيفا ً علينا، فإن عليه ان  يقابل ذوي الشأن في الاعلام العربي الحاضر، ألمتجّٓذرين  والمنحدًّرين من أُصول الصدق، وينابيع الحقيقة، فضلا ً عن المؤرخين ألمستّجدين. 

إنه،  مِمَّا لا شك به، سيهرع  جزعا ًًًً خائفا ً، الى أقبية المكتبّات العريقة، بحثا ً عن كتاب السندباد البحري، علّه يجد خارطة  تدّٓله  الى جُزُر الواق واق، حتى يدلف هاربا ً مختبئا ً،  تجنبا ً لتأريخ هذا الربيع العربي.  ومحاذرا ً الالتقاء، والاجتماع  بالفحول التي تُدوِّن  وتؤرخ  هذه الحقّبة. 
من الأمور التي تُلفت النظر، انه وبعد سنوات من هذه الحرب الضروس، لن تجّد ينبوعا ً واحدا ً للحقيقة يمكن به، أن تُشبع عطشك، لان الينابيع، والأنهر كلها كاذبة، ومموّهة ومشّوهة. 

ابن خلدون، الذي عاش في مدينة إشبيلية بالأندلس، وُلد في العام ٧٣٢ هجرية. 
وضع ابن خلدون، كتابا ً في التاريخ، وأُصول التأريخ. 
وقد سُمي هذا الكتاب، ( بالمقدمة )، أفرغ فيه علمه الغزير والواسع. 

إعتمد ابن خلدون في مادة التاريخ على :

-/ الطبَّري. 
-/ المسعّودي. 
-/ ابن الأثير.  

كان، ابن خلدون يأخذ على المؤرخين، التزَّلف لذوي السلطان، وأخذ الأخبار، على عِلاّتها دون التقّصي، والتشيّع للمذاهب، يضاف الى الجهل، بطبائع العمران. 

كان ابن خلدون، اذا أراد ان يكتب تاريخا ً عن شعب من الشعوب، كان يدرس طبائع البلد، واخلاق البشر، ومنحى حياتهم، وعاداتهم، وأخلاقهم حتى يصل الى موجبات إنحلال، وسقوط، او نجاح، وتقّدم،  هذا الشعب.
 
يضاف الى ذلك، إهتم ابن خلدون بنشأة العلم والتعليم، لانها ظاهرة في العمران البشري، ويندّرج تحت هذا، العلوم الإلهية، لمعرفة الحقائق، في ما وراء العالم المحسوس، الذي بنظره، يُفهم  النمط، الذي تسير عليه الشعوب.

شخصيا ً، لست متخصصا ً في التاريخ، ولكن، في دراساتي  عن اليهود، وعلاقاتهم مع الفرس، والعثمانيون، والمنشورتين في غوغل، توخيّٓت الامور الآتية :
 
-/ قرأت التوّراة  مرارا ً، وعن قصص الهروب من مصر الفرعونية، وعن السبّي والمحارق. 
 
-/ قرأت عن تاريخ الفرس، والشعب الفارسي، ما يكفي.
 
-/ قرأت عن تاريخ بني عثمان، منذ ان كانوا في سهول اسيا الوسطى، قبل غزوّهم المظّفر الى القسطنطينية، وما زِلت اقرأ، كيف استعّمروا وإستعبدوا الشعوب، والبلاد العربية عدّة قرون.

في هاتين الدراستين،  المتعلقّتين، بالفرس، وبني عثمان، لم أضع رأيي الشخصي، ضنا ً بالامانة التي تقضي بنقل الحقيقة، ويقتضي الامر مني الاستزادة والاستفاضة قبل إبداء الرأي.

وبنظري، وبكل تواضع، إستنتّجت بعض الملاحظات وهي :

 اولا ً : الفرس. 
 
بعد القراءة المتأنية لهذا الشعب، يُدرك الانسان ان، الفرس شعب جدّي، يتوق الى العلم أينما كان مصدره، لان العلم والمعرفة، يوصلانه الى القوة التي يطمح، ويحلم بها دائما ً وأبدا ً.

ثلاث محطات علمية تاريخية، خاض غمارها هذا الشعب :

١/ لمّا أرخى صولجان بأسه على ارض بابل، في الازمنّة الغابرة، كان غازيا ً للأرض والنفوذ، بقدر ما كان غازيا ً وجامعا ً، ومستفيدا ً، ومحافظا ً، ومقدِّسا ً للتراث البابلي العميق، والتاريخ يشهد له بذلك. 

وهذا السِّر في الحفاظ على الحضارات، التي زهّت قبل الحقبة الفارسية، إجتهد في تطبيقه، وتكريسه قبلهم، شعوب سوّمر، وآكاد، وبابل .. الخ. وهذه حقيقة تاريخية قضت، بان الغازي يقضي على السلطان، ولا يمحي العلوم والأفكار النيّرة، بل يستفيد منها.  
 
٢/ لمّا وصل الفرس، الى ارض بابل، كان جماعة من الشعب اليهودي، يقيم منذ نبوخذ نصَّر ، وكانوا من صفوّة اليهود بالعلم، والمعرفة، في مجالات الطب، والزراعة، والتاريخ، والتأريخ، 

وقد  ُذكر أن ّ اليهود، في عز ٍّ بابل،  كانت كلمتهم مسموعة، ونصائحهم مقبولة، وتدوين قصص أنبيائهم مسموحا ً.

وقد نشأت علاقة جيدة بين اليهود والفرس، ذُكرّت في التوّراة ، أدّت الى إعادتهم الى ديارهم، وأن بقي جزء لا يستهان به في بلاد فارس. 

وقد إختلف المؤرخون، في سبب إعادة اليهود الى أورشليم، من قِبل الفرس، منهم من قال عنها أسباب سياسية للدفاع عن أطراف المملكة، ومنهم من خاض غمار التخمين لدواعي أُخرى، وإن كنت أميل الى الرأي الاول. 

٣/ توقّهم لأدراك العلوم الإلهية، ويمكن معرفتها وتأكيدها، قدوم سلمان الفارسي الى الجزيرة العربية، في رحلة الإيمان المعروفة، قبل الوحي، وما تلاه من نشر تعاليم الدين الاسلامي الحنيف.  

اما الغرب، في علاقته مع ايران اليوم، دائما ً، هناك خيط رفيع يعرفه الغرب، وهو، ألتبّصر وعدم الخفّة يفرضان نفسهما في أي محادثات مع ايران، وقد ظهر ذلك في الاتفاق الأميركي / الإيراني، النُّوَّوي الأخير. 

ثانيا ً : الامبراطورية العثمانية. 

مما لا شك فيه، ان بني عثمان شعب مقاتل، سبق العرب في الوصول الى القسطنطينية، ومكث هناك الى الأبد. 
هناك فرق مهم جدا ً بينه، وبين الشعب العربي الذي أرخى نير الاستعمار على رقبته، لقرون طويلة، وإن كان الشعبان،  يدينان بالإسلام دينا ً، ولكن يمتاز العثماني على العربي، في انه لا يخاف من بني جلدته، كما هو العربي،

واليكم الدليل :

-/ عندما كان خالد بن الوليد يجتاح بخيله الصحراء العربية وصولا ً الى أسوار دمشق المُحَصَّنة، ورده كتاب عزله من الخليفة عمر بن الخطاب، ليس بسبب الخيانة، ولكن خشية أن يفتتّن به العرب، لان البعض ظن َّ، ان النصر من عند خالد، وليس من عند الله. 

-/ عندما أشار، وإقتّرح موسى ابن نصير، باحتلال القسطنطينية، من الغرب  بعد ان استتّب له أمر الأندلس، ورأى بان يجتاح أوروبا، من فرنسا باتجاه عاصمة بيزنطية القسطنطينية، رفض الخّطة، الخليفة الأموي ، القابع في دمشق، خوفا ً من ضياع الخلافة الأموية على يد غاز ٍ جديد.

والتاريخ يشهد، كيف كانت اخر ايام موسى ابن نصير، وطارق ابن زياد. 
( يراجع دراستي عنهما في المدونة ). 

إن الحوادث، في التاريخ العربي، القديم  والحديث، وأهمها الهجّرة الجماعية، المُتنقّلة في أوروبا اليوم، تجعل ابن خلدون، يقف حائرا ً محتارا ً امام الفرص الذهبية التي ضاعت امام العرب، وما زالت.
  

لا  يمكننا تجاهل ان تاريخ العرب المجيد، انتهى :

 شرقا ً، بسقوط بغداد، على يد التتّار،   
وغربا ً، بسقوط الأندّلس. 

وأخيرا ً، إن َّ السِمّة التي تغلب الطبع العثماني، منذ الجدّ الاول، هي ركوب التيار المتدفق أينما وُجد، في سبيل تحقيق غاياته، واهدافه، لأنك تراه إستفاد من العاطفة الدينية الاسلامية الجارفة، لاحتلال الأمصار، ولمّا رأى ان موجة العلمانية، تدخلّه جناّت أوروبا، لم يتوّرع اتاتّورك، ان يركبها. 

ومنذ أوائل القرن الماضي، بعد سقوط الخلافة، لا تدري أية موجة ستركبها تركيا اليوم. 

إعداد
فيصل المصري
أورلاندو /فلوريدا 
أيلول، ٢٠١٥

 

الخميس، 17 سبتمبر 2015

من خواطر كريستل، في قصة كراون دايسي، وكريستل !!!

من خواطر كريستل.
في، 
قصة، كراون دايسي، وكريستل. 

.... وقد لاحظت كريستل، 
أنه، يُهمل صورّها الملّونة، ويحتفظ بصُورّها ذات اللونين الأبيض، والاسود.
سألته، ماذا تفعل ؟
أجابها، ان صوّرك باللونين الأبيض والاسود، تُعيدني أربعين سنة، الى الوراء. 
أمّا صوّرك الملوّنة، فإنها تُبقيني في أيامي هذه. 
وانا، أطلب من الزمن ان يعود، بي ويبدأ من جديد.
رمّت كريستل، صورّها الملّونة، 
وإحتفظّت باللونين، الأبيض والاسود. 

فيصل المصري
قصة، كراون دايسي، وكريستل. 
أيلول / ٢٠١٥
 

الأربعاء، 16 سبتمبر 2015

خاطرة، في التوريث الموسيقي، والسياسي.

خاطرة، 
في التوريث السياسي.  
وفي التوريث الموسيقي. 
 وقد خطرت علي بالي هذه المقارنة في التوريث، عندما كنت اسمع الموسيقى، وأقرأ ما يحدث في لبنان من هجوم النخبة في الأمن، على شباب، وشابات، الحراك المدني. 
 -/ في التوريث الموسيقي :
كنت اسمع، الموسيقى التصويرية لفيلم د/ جيفاغو وهي، من تأليف الموسيقار الفرنسي العبقري، موريس جار، والد الموسيقار جان ميشال جار، الوالد له عدة مقطوعات موسيقية أهمها، لورانس العرب، اما الابن فقد بزّ أباه وصدّحت موسيقاه في العالم.
 التوريث الموسيقي، انه شأن نبيل، يجعلك تتمّنى ان تكون السلالة في التوريث لأمد طويل، حتى ترتقي سلّم الإبداع، مع الورثّة، لتصل مع الخلف، الى أماكن عجز عنها السلف. 
بالخلاصة، التوريث الموسيقي، هو أمر ٌ مُستحّب. 
أما التوريث السياسي، 
فانه مستنقع لا قعر له، تنبت على حوافه، طحالب إتكالية وتنبعث منه، روائح كريهة، لا تحيّا فيه الأسماك الطاهرة، ولا تسبح فيه الطيور المائية، وقد يصلح هذا المستنقع لدفن الفضائح، وقهر الطموح، وتهجير الشباب الذي، لا يستزلم. 
وقد لفتني في التوريث السياسي، ما قالته بربّاره بوش، زوجة الرئيس الأسبق جورج بوش، عن ترّشح ابنها جيب،
للرئاسة، بأنها كمواطنة أميركية، لا تؤيد ان يرِّث ابنها، مركز سبق وشغله زوجها.  
بالخلاصة، التوريث السياسي، يمقتّه المجتمع. 
فيصل المصري
أورلاندو / فلوريدا
أيلول ٢٠١٥

موسم الاعاصير، في لبنان ...


في موسم الأعاصير.  
في فلوريدا، حيث أُقيم يستمر موسم الأعاصير من حزيران، حتى تشرين الثاني من كل عام، ويشتد إعتبارا ً من أيلول. 
 ولغاية تاريخه، لم تحصل كوارث تستحق التعليق، 
اما في لبنان، فان موسم الأعاصير يبقى على مدار السنه، لانه يخلِّف، تخريباً للعقول، وتشويها ً، للحقائق، وتدميراً لمكوّنات المجتمع.
فإن سمعت الأخبار، تشعر بان هزّه ارضية وقعت، 
وإن صرَّح مسؤول، تميل الى الاختباء خوفاً من رعده وبرقه.
وإن أردت ان تعرف الحقيقة، عليك ان تقوم بتشكيل لجنة دولية، للإستقصاء، نظرا ً للكّم الهائل من الكذب، المُستشري والمتغّلغل، في قلوب وعقول الساسة، القابضين على رِقاب العِباد.  
والأنكى من ذلك، إن الديانات السماوية، اختارت لها يوماً واحداً للعبادة، أما في لبنان وما حوله، حوَّلوا ايام السنه كلها لعبادة الأصنام، والطواطّم، وقد أزعجهم ان شهر شباط أيامه، أقل من الأشهر الاخرى لانه، كان بإمكانهم ان يحشروا له مناسبة.
أما الإعصار المدِّمر اليوم في لبنان، هو إتحاد، وإتفاق ملوك، وأمراء المزابل في لبنان، على تأديب قطعان الخرفان، التي شردّت من زرائبها، وبدأت في حراك، أطلقوا عليه مُسّمى الحِراك المدني.
وحتى أكون مُنصفا ً، 
إن ّ في لبنان فئة قليلة، هي التي تقوم بهذا الحِراك، لان الغالبية العظمى من الشعب اللبناني، قد هاجرت، الى بلاد الله المُختَاَرة. 
أما الباقي، من الشعب، وهو المستفيد من حواضر المزابل، والمطّامر، والمكبّات، فانه مهمّوم، ومزعوج، ومتشائم، وخائف على نفسه، ان تنقطع عنه فضلات من الزبالة، والمنافع، التي يرميها هذا الملك، او هذا الامير، او ذاك الزعيم الخ. عليهم، وعلى اولادهم. 
وما تشهده ساحات الوغى في شوارع بيروت، من حرب داحس والغبراء، تحت مُسميات النفايات، والكهرباء، والماء، والأمن ..... الخ. فإني اعتقد ان هذا الحِراك، سيبقى سنوات، وسنوات، مثله مثل الحروب في الجوار التي تمتّد وستمتّد، لسنوات طِوال.    
 
ما زلت أجزم، 
ان النظام الطائفي في لبنان، ما زال مقبولا ً لدى الدوّل صاحبة القرار، وقد يسري هذا النظام على دول الجوار ايضا ً لانه يوفّر الهوان، والحقارة، والاحتقار للشعوب العربية، شأنه شأن ما أعطى هذا النظام للشعب اللبناني العنيد من ذّل، وتهجير، وإبادة للعزّة الوطنية. 
وأخيرا ً،
لو استعار أُولي الامر في لبنان ايام مجرات الكون كلها وملؤوها مناسبات، فإن الحلّ والربط ليس في إيديهم ولا في أيامهم، بل ستكون في ايام ورثّتهم، الذين جرى تنصيبهم وهم أحياء يُرزقون. 

فيصل المصري 
أورلاندو / فلوريدا
أيلول، ٢٠١٥ 

الثلاثاء، 15 سبتمبر 2015

دونالد ترامب، مرشح لانتخابات الرئاسة، في الولايات المتحدة الأميركية.

دونالد ترامب،
تذكروا، هذا الاسم جيدا ً ...
 إنه في حلبة السباق، ليرشحه الحزب الجمهوري، لينافس مرشح الحزب الديموقراطي. 

المولد:
 وُلد دونالد ترامب في،
14 حزيران،  1946 وعمره، 69 سنة

المهنة :
صاحب، ورئيس مجلس إدارة منظمة ترامب العالمية. 
ورئيس إتحاد، بلازا ترامب.
ورئيس إتحاد ترامب، أتلانتيك سيتي
 ومرشح، لرئاسة الولايات المتحدة، في انتخابات ٢٠١٦
راتبه، الحالي، $60 مليون دولار بالسنة. 

التعليم :
جامعة فوردام. 
كلية، وارتون بجامعة، بنسلفانيا (B.S.)

الزوجة :
وبالأحرى زوجاته، السابقات، والحالية. 
-/ ايفانا ترامب (1977-1992)
-/  مارلا مابلس (1993-1999)
-/ ميلانيا ترامب (2005-)
الأبناء :
-/ دونالد ترامب الأبن  (b.1977)
 -/ايفانكا ترامب  (b.1981)
-/ اريك ترامب  (b.1984)
-/ تيفاني ترامب  (b.1993)
-/ بارون ترامب  (b.2006)
الديانة :
مشيخي : Presbyterian 
اي تابع للكنيسة، المشيخية. مُنبثقة من المذهب البروتستنتي وتعود جذورها الى بريطانيا. 
في التعريف :
دونالد ترامب، هو، رجل أعمال، وسياسي، وشخصية مجتمع، وملياردير، وكاتب، وشخصية تلفزيونية. وهو الرئيس والمدير التنفيذي، لمؤسسة ترامب العقارية، ومقرّها في الولايات المتحدة الأميركية. 
وهو أيضاً، مؤسس منتجعات ترامب الترفيهية، التي تدير العديد من الكازينوهات، والفنادق، وملاعب الغولف، والمنشآت الأخرى، في جميع أنحاء العالم.
 يتمّيز نمط حياته، بالإسراف، والصراحة السياسية في الحديث، جعلته من المشاهير، في الولايات المتحدة، والعالم على مدى سنوات، وحتى الآن. 

دونالد، هو الابن الرابع، لعائلة مكوّنة من خمسة أولاد : أباهم،  فريد ترامب، أحد الأثرياء، وملّاك العقارات في مدينة نيويورك. وقد تأثر دونالد تأثرا شديدا بوالده، فوصل به المطاف، إلى جعل مهنته، تنحصر في مجال التطوير العقاري،  
عند تخرّجه من كلية وارتون، في جامعة بنسلفانيا في عام 1968،، انضّم دونالد ترامب إلى شركة والده، مؤسسة ترامب.

بدأ حياته العملية، بتجديد فندق الكومودور. ثم تابع مع برج ترامب، في مدينة نيويورك، وغيرها من المشاريع العديدة، في المجمعّات السكنية.

شهدت أواخر التسعينيات، تصاعدا ً في وضعه المالي وفي تنامي، وإزدياد شهرته.
 وفي عام 2001، أتّم برج ترامب الدولي، الذي احتوى على، 72 طابقا ً، ويقع هذا البرج السكني، على الجانب الآخر من، مقر الأمم المتحدة، في مدينة نيويورك. 
 كذلك، بدأ البناء في "ترامب بالاس"، مبنى متعدّد الخدمات، على جانب نهر هدسون، في نيويورك ايضا ً. في شهر شباط من  العام، 2015،  قدّرت مجلة فوربس، ثروة هذا العملاق دونالد ترامب، بما يصل إلى 4 مليارات دولار. 
ويُلاحظ ان دونالد ترامب، يهوى الأبراج العالية، فلا تخلو مدينة أميركية، من بناء شاهق، لا يحمل اسم دونالد ترامب. 
وأهم هذه الأبراج :
 -/ برج ترامب، الدولي في شيكاغو.

 -/ برج ترامب،  في نيويورك

 -/ برج ترامب، في الجادة الخامسة، في نيويورك. 
مقر إقامة دونالد ترامب : 
ان محل إقامة، دونالد ترامب، هو في برج  ترامب، في مدينة نيويورك، له فيه ثلاث طبقات، في أعلى  البرج.  اي ما يقرب من :
 30،000  قدم مربع. 
او ما يُقارب،  (3،000 متر مربع). 
وقد أستعمل ترامب الفخامة، في تأثيث هذا القصر الطائر وأدخل فيه الزخرفة، والديكور، من البرونز، والذهب، والرخام، في تطعيم هذا القصر. 
وقد بلغت  القيمة المادية المصروفة على محل إقامته، حوالي، 50،  مليون دولار، وتعتبر شقته، من أغلى الشقق في مدينة نيويورك.
واذا أردت ان تستفتي الناس في أميركا، فإنك ترى الإحصاءات المنشورة، ان دونالد ترامب يسبق غيره في السباق الى البيت الأبيض، لانه لا ينظر الى الإقامة في البيت الأبيض، لفخامته، بل لعظمة هذا البيت في انه محل إقامة، أقوى رجل في العالم. 
دونالد ترامب، يتطّلع الى ان، يُحافظ على قوّة أميركا، ويزيدها، عُدَّة، وعتادا ً، والى ان يكون جيش الولايات المتحدة، أقوى قوة ضاربة على وجه هذه البسيطة، لم يسبق ان شهدها العالم القديم، والحاضر، وبالمستقبل. 
وقد صرّٓح على انه،  سيُبقيها أغنى دولة على وجه الارض، وان يخلِّق الوظائف، وان يٌنمّي الطبقة الوسطى في أميركا، عن طريق تخفيص الضرائب، وان يُخفّض الضرائب عن طبقة الأغنياء، حتى يرجعوا هم، ومصانعهم، وشركاتهم الى اميركا، بدلا ً من تأسيس مصانع، في الدول الفقيرة، طلبا ً للرخص، وتوفيرا ً للاموال، وتهرّبا ً من الضرائب. 
ولا خوف من ان يُصار الى إستغلال هذه التشريعات، من حيتان المال في اميركا، لانه هو، يسبح في بحرهم، ويعرف اخبارهم، ومن عجينتهم ايضا ً، ويعرف طُرقّهم، وألاعيبهم. 
والاميركي، خلاف سكان العالم، يعيش على الديموقراطية، ويموت عليها ايضا ً، لانه كل سنتين، توجد انتخابات على مستوى الولاية، والاتحاد ايضا ً، وقد اثبتت له الأيام، ان رونالد ريغان، الممثل السينمائي أفلح في قيادة اميركا، وبعهده، إمتلكت اميركا، أضخم، وأعظم  ترسانة حربية في الكون، وكان بنظرهم من أقوى الرؤساء في القرن الماضي، وانه، لا ضير عندهم، من ان يكون ممثلا ً، لا يرقى الى المشاهير، في هوليود، حتى يتم إنتخابه، وهكذا في وضع دونالد ترامب، لا يهمهم إن كان غنيا ً ولا ينفعهم بشيئ. 

وفي ذات السياق، إن ّ دونالد ترامب، ثري، وناجح، وقوي، سليط اللسان، وجريئ، وعد الشعب، بان اميركا في عهده هي التي ستأخذ دور
Bullying other countries. 
اي تُضايق، وتتعّمد في أيجاد طرق لإستفزاز الدول الاخرى، بدلا ً من ان تكون الولايات المتحدة، هي الدولة ألمُستفّزة، وهذا أمر ٌ يُثلج صدور الشعب الأميركي، التوّاق دوما ً الى خوض المغامرات، سواء في الداخل او على المستوى الدوّلي.  
ولماذا، لا يُصَّدقه الشعب، وهو الرئيس القابض، والقائد لأقوى، جيش في المعمورة. 
فضلا ً عن ذلك، واذا نظر المواطن الأميركي الى السيرة الذاتية ل دونالد ترامب، لا تهمّه التحقيقات، التي ستُجريها او قد تُجريها، الدوائر الأمنية، فيما خّص حياته الشخصية، فهو يُفاخر، لدرجة الوقاحة، بالقول انه أقام، علاقة مع هذه، او تلك، من نساء وجميلات اميركا، دون خوف او ملامّة، او وجّل، وهذا أمر كان يخاف منه كل مُرشح  للرئاسة. 
من هواياته، 
واعماله العلنية : 
-/ يملك دونالد ترامب، منظمة ملكة جمال الكون. 
 -/ وشركة الاذاعة الوطنية (ان بي سي).
 وتنتج منظمة ملكة جمال الكون، ملكة جمال الولايات المتحدة، وملكة جمال مراهقات أمريكا.
مع النجاح الذي حققه في مجال العقارات، والتلفزيون،
 نجح ترامب في تسويق، اسم :
 ترامب على عدد كبير من المنتجات.
 وتشمل هذه المنتجات :
 -/  Trump Financial (شركة الرهن العقاري)
-/ Trump Sales and Leasing
 (بيع وحدات سكنية)، 
 -/جامعة ترامب
 (شركة لتعليم الادارة )
 -/ مطاعم ترامب
 (وتقع في برج ترامب، وتتألف من ترامب بوفيه، ترامب للتموين ). 
 -/، Donald J. Trump Signature Collection
 (خط الأزياء الرجالية والإكسسوارات، والساعات)،  -/ Donald Trump the Fragrance  -   -/ ،Trump Ice Bottled water، 
 -/ مجلة ترامب، 
-/ ترامب غولف، 

-/ ترامب فودكا، وTrump Steaks.
 بالإضافة إلى ذلك، يُقال ان ترامب يتلقى 1.5 مليون دولار عن كل ساعة عرض واحد من أجل، تسويق برنامج ترفيهي. 
 الحياة الشخصية :

دونالد ترامب معروف شعبيا، بدونالد ، والكنية أعطيت له من قبل وسائل الاعلام، بعد زوجته السابقة ايفانا ترامب، وهي مواطنة، من جمهورية التشيك.
 كما أنه معروف بقوله المأثور، "أنت مطرود"، حيث كان يستخدمه في المسلسل التلفزيوني :
 المبتدئ
 The Apprentice.
 ترامب معروف عنه بتسريحته المميّزة، والذي يرفض بتغييرها، طيلة حياته المهنية.

العائلة :
والدة ترامب، ماري آن، ولدت في جزيرة لويس. غادرت تونغ، في اسكتلندا في عام 1930 عندما كان عمرها 18 عاما ً،  لقضاء عطلة في نيويورك، التقت هناك، ببنّاء محلي، وبقيت، وتزوجت منه. 
 وُلد دونالد ترامب،  في Queens, New York،  
له أربعة أشقاء :
-شقيقين :
 فريد الابن، وقد توفي، 
 - وروبرت،
 وشقيقتيه :
ماريان،
 وإليزابيت.  
الأخت الأكبر سنا ً، ماريان ترامب باري، قاضيه في محكمة استئناف اتحادية، وهي، والدة ديزموند ديفيد، وهو كاتب، وطبيب، أعصاب.

في عام 1977، تزوج إيفانا ترامب وانجبا ثلاثة أطفال :
-/ دونالد الابن، 
-/ وإيفانكا
-/ واريك.
 في عام 1992
 انفصلا عن بعضهما.
 في عام 1993، تزوج مارلا مابلس وأنجبا  طفل واحد، تيفاني. كما أنهما انفصلا يوم 8 يونيو، 1999

في عام 2003،،، أصبح ترامب المنتج التنفيذي والمضيف للشبكة، ان بى سى،  في برنامج المشاهد الحقيقية، The Apprentice ،حيث يقوم مجموعة من المتنافسين في إدارة واحدة من مؤسسات، ترامب التجارية. المتسابقون الآخرون تباعا يخرجوا من اللعبة.  في عام 2004،، قدم دونالد ترامب طلب علامة تجارية لشعار : "أنت طُردت ". 
بالنسبة للسنة الأولى من العرض، فقد دفع لترامب 50،000 دولار عن كل حلقة (حوالي 700،000 دولار للموسم الأول)، 
ولكن بعد ان تبين النجاح في بدايات البرنامج، أصبح  ٌيدفع له الآن، 3 ملايين دولار في الحلقة، مما جعل منه واحدا ً من الشخصيات الأعلى أجرا، تلفزيونيا في اميركا، لا بل في العالم.
في عام 2007، تلقى ترامب شرف لمساهمته في برنامج  The Apprentice على شاشات التلفزيون، وذلك بعد إطرائه، في برنامج  المشاهير في هوليوود.

في أكتوبر 2007،  ظهر دونالد ترامب، في برنامج لاري كينغ،  وأطلق انتقادات لاذعة، لرئيس الولايات المتحدة جورج دبليو بوش، لا سيما فيما يتعلق بالحرب على العراق. 
وهناك المزيد، من التصريحات التي أدلى بها حول العراق حيث قال :
 "أي شخص يريد المزيد من القوات في العراق، لا اشعر انه قادر على الفوز في الانتخابات" 
في 17 سبتمبر 2008، أيد ترامب رسميا جون ماكين لرئاسة الولايات المتحدة. 
في انتخابات عام 2000، رشح نفسه للرئاسة بصفته عضوا في حزب الإصلاح.
  أصبح ترامب جدا ً، وكان أول حفيد له، ابن دونالد جونيور، وزوجته فانيسا، اللذان، انجبا كاي ماديسون.

اليوم، وفي وقتنا الحاضر، يملئ دونالد ترامب الأخبار، ويعلو إسمه في الاستفتاءات، ولا يسلم من لسانه، اي مرشح للرئاسة، سواء كان من حزبه، اي الجمهوري، او من الحزب الديموقراطي المنافس، 
دائما ً وأبدا ً يستعمل السخرية المُفرطة في الانتقاد، ولكنه لا يستطرد كثيرا ً، خوفا ً من المطّبات القانونية، طالما انه مُحاط بأعتى رجالات القانون. 
ومن أخر إنتقاداته، للمرشح جيب بوش، ابن الرئيس الأسبق وأخ الرئيس السابق، وزميله في الحزب الجمهوري، عندما انتقده، علانية على إجابته عن احد الأسئلة باللغة الاسبانية، بدلا ً من ان يُجيب باللغة الام، الانكليزية، وقد لاقى هذا الانتقاد إستحسانا ً.

كذلك، عندما إنتقد هيلاري كلينتون، في انها إستعملت
حاسوب خاص بها،  Server عندما كانت وزيرة خارجية اميركا، وقد لاقى هذا الانتقاد، إطراء ً له. 
الخلاصة :
أني على يقين، ان الجوقة العربية الموجودة بالخارج، ستدلي بدلوها، وتكيل بالمرشح دونالد ترامب، بانه يكره العرب، والمسلمين، وتتهمه باقسى النعوتات، ولكني على يقين ايضا ً بان هذا الصراخ سوف لا ينتج شيئا ً مثله، مثل أعتراضه على المكسيكيين الذين يدخلون خلسة ً وتهريبا ً، والذي لم يلق، أعتراضا ً حتى من الأميركيين ذي الأصول المكسيكية، وهو وعد ببناء جدار سيسجله التاريخ، انه من اهم إنجازات العصر. 
تذكّروا، هذا الاسم جيدا ً ...

فيصل المصري 
أورلاندو / فلوريدا
أيلول، ٢٠١٥ 

ملوك الطوائف في الأندلس. دراسة تاريخية !

ملوك الطوائف، في الأندلس. 
دراسة تاريخية. 



هذا الدراسة، لا تتناول المآثر الفكرية للعرب في الأندلس، ولا تتناول الأدب،  والشعر، بأقسامه كالموشحات،  ولا العلوم الجغرافية، ولا تشير الى أثر الحضارة العربية في الغرب، حيث كانت أوروبا تعيش في  عهد الظلمات العلمية والفكرية، والدينية، وكان البلاط الملكي الإنكليزي،  يرسل اميراته الى الأندلس، ليتلقّين  أصول الأرستقراطية من الأميرات العربيات، وكانت باريس في ليلة ممطرة،  يعجز السكان من السير، بسبب الوحول والسيول. بيننا كانت غرناطة، وطليّطلة، وغير مدينة أندلسية، مرصوفة طرقاتها، ومضاءة  شوارعها .

لن أتناول في هذه الدراسة،  علوم الفلك، والرياضيات، ولا الطب، او الفلسفة ولكن،  اريد ان أشير الى اني أخذت معظم المعلومات من ابن خلدون ( ١٣٣٢ - ١٤٠٦ ) الذي دخل، وسكن غرناطة  وغيره من المؤرخين الذين استفاضوا بالكتابة، عن الأندلس وأخبار ملوكها ......منهم، الإدريسي ، ابن عذارى ، المقري ، ابن خلكان ، وغيرهم. 

كان للعرب، مآثر جمّة وعظيمة في الأندلس، ولهذا السبب كان ضياعها بسبب ملوك الطوائف، الذي نحن بصدده  حدثٌ تاريخي، لا يصدق ، إذ قال بعض المؤرخين  ومنهم :

Lane - Poole , Moors in Spain
إن سقوط الأندلس،  هو شذوذ عن القاعدة  التي تذهب الى ان المدنية العربية،  ترسخ وتعمّر  حينما تحل أقدام العرب، ما عدا اسبانيا.

وشذوذا ً عن القاعدة،  سأبدأ بحثي  من اخر يوم كان به العرب في غرناطة،  وذلك في كانون الاول من العام ١٤٩١ عندما اشتّد الحصار عليها  حيث سقطت، في ٢ كانون الثاني من العام ١٤٩٢.

وقد ذكر هذا اليوم بالتفصيل، المؤرخ المقري إذ قال، وبينما السلطان محمد الحادي عشر ابو عبدالله منصرفٌ عن عاصمته غرناطة، حانت منه إلتفاته أخيرة الى عاصمة ملكه  فتأوه،  وجرت عبراته، ودمعت عيناه،  فنهّٓرته  أُمَّه، التي كانت مستشارته، وقالت :

 يحق لك ان تبكي كالنساء، ملكا ً لم تستطع ان تدافع عنه كالرجال ... 
ولا يزال الصخر الشاهق، الذي أطلّ عليه السلطان من قمته للمرة الاخيرة، يسمى :
( التموسسبرو دل مورو .. ) اي زفرة العربي الاخيرة. 
إستوّطن  هذا السلطان  بعد رحيله عن الأندلس، كما قال ( المقري ) فاس، وفيها توفي  سنة ١٥٣٣ مخلفاً  أولاداً، كانوا  عرضة  للعوز، والفقر، ويعدّون من  جملة الشحاذين، يراجع  في ذلك كتاب، النفح، للمقري  جزء ٢ ص ٨١٤ و ٨١٥. 
اذكر ذلك،  لان نهاية هذا السلطان، مُحزنة، وبذات الوقت عبرة ٌ،  لمن يعتبر ...... 

فقرة استطرادية :

هناك  قصة، عن  والدة  السلطان  محمد الحادي عشر ابو عبدالله، وكان  اسمها  فاطمة،  حيث  كانت  معه وترافقه كالظل،  لان  والده  اي  زوجها  السلطان  الأبُّ أبي الحسن،  آثر جارية   نصرانية  عليها،  يقول، المقري ان اسمها رومية،  فقامت بتحريض  ابنها، على زوجها ، لان خلاقين الحسد، ومراجل الغيرة،  بدأت  تغلي  في قلب فاطمة،   وقد استطاع  الابن، ان  يخلع  أباه واصبح سيداً  لغرناطة. 

هذه الفقرة الاستطرادية مهمة،  لمعرفة كيف كانت تدار دويلات، أمراء الطوائف .....

بعد سقوط الخلافة الأموية المدّوي في الأندلس ، نشأ على أنقاضها  دول،  ودويلات،  كان الهّم اليومي لهذه الدويلات  التنازع،  والتخاصم،  فيما بينها، وقد شهد النصف الاول من القرن الحادي عشر، اكثر من ٢٠،، دويلة او مدينة او مقاطعة،  تزّعمها أمراء، وسادة، عرفوا في التاريخ عند العرب :
ب ملوك الطوائف
ومنهم :
بنو جهّور ....... في قرطبة
بنو عُبَّاد  ........في إشبيلية
ابن زيري ..... في غرناطة
بني حمود ....في مالاقه
بني ذي النون ..... في طليطله
بني هود .. المنذرية في سرقسطة
بني صمادح ...في المرية
بنو الافطس ... في بطليوس
بنو برزال ..... في فرمونه

هذا غيض، من فيض الملوك، والأمراء. 

الان ، سأتناول بعض قصص وأخبار هؤلاء الملوك ، وكيف كانوا يديرون ممالكهم :
بنو عُبّٓاد :
يرجع نسبهم، الى ملوك الحيرة اللخّميين، وبرزت هذه الدويلة  بمساع ٍ من احد أفرادها،  وكان  قاضيا في إشبيلية،  وقد إستعان برجل، يشبه الخليفة الأموي المخلوع  هشام الثاني،  ويقول  ابن خلدون، ان  هذا الخليفة قد اختفى،  كذلك أكد ابن الأثير، وابن الخطيب، هذه المعلومة التاريخية، ولكن  هذا القاضي أبقى هذا الخليفة المزعوم واستمر بالحكم  الى ان مات القاضي،  وخلفه  ابنه  بوظيفة حاجب للخليفة المزعوم، ثم  ما لبث  ان أعلن نفسه الحاكم المطلق، وسمى نفسه المعتضد،  وقد قال معظم   المؤرخين الذين ذكرتهم ( ان هذه الدويلة مهزلة المهازل )

إليكم قصة ثانية عن هذا ( الملك المعتضد ). 
كان شاعراً ،،، وكان  يطلب من  الشعراء ان يأتوه ليبارزهم في الشعر ، وكان كريما ً وله شعر فيه من الرّقة والجمال،  وفوق ذلك كان يحب النساء كثيراً، وقد توسّع في حريمه،  اذ كان له  ٨٠٠ امرأة  فارهة  الجمال. 

إليكم قصة اخرى،  
للمعتضد، ابنا ً خلف  أباه بالحكم،  اسمه  المعتّمد، قال عنه  ابن خلكان،  انه كان اكرم ملوك الطوائف ، وارحبهم ساحة،  وقد  بزَّ  أباه  في  مضمار الأدب والشعر،  بحيث  لم يجتمع  بباب احد الملوك،  أعيان وجمهّرة من الشعراء مثل ما كان يجتمع ببابه، وقيل انه أندّى وأكرم الملوك قاطبة،  وأديبا ً من الطراز الرفيع ، وسريع الخاطر  وقوي  البديهة،  وكان لا يستوّزر وزيراً  إلّا،  إذا كان أديبا ً، او شاعرا ً، وكان،  مهووسا ً بحفلات الإنس،  يحضرها  وهو متنّكر،  وقال عنه ( المقري ) ان احّب زوجاته اليه، جارية فاتنة الجمال، اسمها أعتماد. 
وهناك  قصة  طريفة  كيف  تعرّف اليها. وقد 
أُشتهرت، باسم إعتماد الرميّكية، وأصبحت ملكة، وولدت له أمراء، أذكياء، وكانت  رغباتها  تُطاع  وأهوائها، تكّلف الخزينة مالا وفيرا ً، مثلا  قالت  له،  بعد تساقط الثلج على قرطبه،  انها تُحّب  هذا المنظر،  على مدار السنه او أقله،  فأمر المعتمد، ان تُزرع أشجار اللوز على هضاب قرطبة،  لانها  تزهر  في اخر الشتاء،  فتظهر بيضاء كالثلج. 
وهناك قصة اخرى، عن الملكة إعتماد ألرميكّية،  وزوجها الملك المعتمد :

رأت ذات يوم ٍ، بعض النسّوة يمشينّ ، في الطين ( الوحل ) فاشتهت، ان تمشي مثلهن،  فأمر المعتمد ان تُسحق  الطيوب وتذّر،  في باحة القصر  ونُصِبّت الغرابيل ( جمع غربال ) وصبوا ماء الورد على الطيوب ، وعُجِنت بالأيدي،   وأصبحت  كالطين،  وسارّت الملكة، مع جواريها عليها . ....

وهناك قصص اخرى .. تُظهر سطوة النسوة، ومكائد الوزراء، وضعف الأمراء ....... وشراء المناصب ، والرشوة،   وغير ذلك من فساد الادارة،  حتى أينعت هذه الدويلات، وحان قطافها  بعد ان توّحد الأمراء المسيحيون  وقضوا على  هذه الدويلات الواحدة تلو الاخرى. 

اخيراً ً، انهي بحثي، كما بدأته  بإعادة  القول الذي ورد في
Moors in Soain
....أجّل، أُقصي العرب عن البلاد  وظهر محيّا اسبانيا النصرانية، ردحا من الزمن مشرقا كالبدر، ولكن بنور مستعار،  ثم  حلّ به الخسوف،  وعم ّ الظلام  وما زالت البلاد تتسكع، في تلك الظلمة منذ ذاك الحين .......الخ

إعداد
فيصل المصري
أورلاندو / أيلول / ٢٠١٥