..... العرب، ما زالوا ... لا يقرأون.
في هذه الأيام التي نشاهد فيها على محطات التليفزيون العالمية، قوافل من العرب، المسلمين، وخاصة المسيحيين، المهاجرين الى الديار الأوروبية، وما يلاقونه من عذاب، وإحتقّار وهم يقطعون الحدود البريّة لهذه الدوّل، وصولا ً الى الارض الموعودة التي يحلمون في أمنها، الذي حُرّموا منه في وطنهم الأم.
في هذه الأيام، أتذّكر كثيرا ً، ولكن الذي لا يغيب عن عقلي وفكري، تلك المقوّلة الشهيرة، التي أُطلقها الغرب على العرب، بأنهم لا يقرأون.
ولكني أُضيف على هذه المقّولة، للتذكير فقط، محنة السفربرلك، التي يتكّرر وجهها اليوم، بقوافل المهاجرين، عبر تركيا، حتى لا ننسى ظلم الامبراطورية العثمانية البائدة، إن شاء الله للأبد.
في الحرب العالمية الاولى التي إمتدّت من العام ١٩١٤، وحتى العام ١٩١٨. وقعّت مجاعة سفر برلك ... فتحّت البطريركية الأرثوذكسية في دمشق، أبوابها لإطعام الجياع، بغض النظر عن الدين، والمذهب وحتى منهم الوافدون من لبنان.
قام البطرّيرك غريغوريوس حداد، برهّن أوقاف البطريركية، والأديرة، كلّها للاستدانة، حتى انه باع مقتنّيات، وأواني، الكنائس الذهبّية، والْفِضَّية، التي يقوم عليها تُراث البطريّركية الروحي.
كما، قام هذا البطرّيرك العربي، ببيع صليبه الماسي، الذي يضعه على قلنسوته، والذي كان قيصر روسيا نقولا، قد أهداه له عام 1913.
كانت البطريركية الارثوذكسية، تشتري القمح بأسعار فاحشة، لأطعام الجياع من المسلمين والمسيحيين على حد ٍ سواء، وصولا ً الى الهدف الوطني، والإنساني، النبيل.
ويقال، أنّ البطريرك الذي خلّفه، الكسندروس طحّان، باع كل هذه الأوقاف ليفي الديون، وفوائدها الفاحشة، وبذلك خسّرت البطريركية الأرثوذكسية كل ممتلكاتها، ولكنها ضربت أروّع مثل في الأخوة.
عندما مات البطريرك غريغوريوس حدّاد، شارك خمسون ألف مسلم دمشقي في جنازته عام 1928 وأطلقوا عليه لقّب محمد غريغوريوس.
قاد هذا البطريرك، بين الأعوام 1916 و1918، الصف المسيحي مع الشريف حسين، وابنه الأمير فيصل، للتحرّر من نير العثمانيين، وبايع فيصل، ملكاً على سورية عام 1920 وبعد استشهاد يوسف العظمة في ميسلون، ودخول غورو الى دمشق كان البطريرك هو الوحيد الذي ودّع الملك فيصل في محطة القدّم.
هذا ما يقصه لنا، الأجداد و ما سجله التاريخ ...
لكن العرَّب، لا يقرأون.
فيصل المصري
أورلاندو / فلوريدا
أيلول ٢٠١٥
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق