Pages

الأربعاء، 16 سبتمبر 2015

موسم الاعاصير، في لبنان ...


في موسم الأعاصير.  
في فلوريدا، حيث أُقيم يستمر موسم الأعاصير من حزيران، حتى تشرين الثاني من كل عام، ويشتد إعتبارا ً من أيلول. 
 ولغاية تاريخه، لم تحصل كوارث تستحق التعليق، 
اما في لبنان، فان موسم الأعاصير يبقى على مدار السنه، لانه يخلِّف، تخريباً للعقول، وتشويها ً، للحقائق، وتدميراً لمكوّنات المجتمع.
فإن سمعت الأخبار، تشعر بان هزّه ارضية وقعت، 
وإن صرَّح مسؤول، تميل الى الاختباء خوفاً من رعده وبرقه.
وإن أردت ان تعرف الحقيقة، عليك ان تقوم بتشكيل لجنة دولية، للإستقصاء، نظرا ً للكّم الهائل من الكذب، المُستشري والمتغّلغل، في قلوب وعقول الساسة، القابضين على رِقاب العِباد.  
والأنكى من ذلك، إن الديانات السماوية، اختارت لها يوماً واحداً للعبادة، أما في لبنان وما حوله، حوَّلوا ايام السنه كلها لعبادة الأصنام، والطواطّم، وقد أزعجهم ان شهر شباط أيامه، أقل من الأشهر الاخرى لانه، كان بإمكانهم ان يحشروا له مناسبة.
أما الإعصار المدِّمر اليوم في لبنان، هو إتحاد، وإتفاق ملوك، وأمراء المزابل في لبنان، على تأديب قطعان الخرفان، التي شردّت من زرائبها، وبدأت في حراك، أطلقوا عليه مُسّمى الحِراك المدني.
وحتى أكون مُنصفا ً، 
إن ّ في لبنان فئة قليلة، هي التي تقوم بهذا الحِراك، لان الغالبية العظمى من الشعب اللبناني، قد هاجرت، الى بلاد الله المُختَاَرة. 
أما الباقي، من الشعب، وهو المستفيد من حواضر المزابل، والمطّامر، والمكبّات، فانه مهمّوم، ومزعوج، ومتشائم، وخائف على نفسه، ان تنقطع عنه فضلات من الزبالة، والمنافع، التي يرميها هذا الملك، او هذا الامير، او ذاك الزعيم الخ. عليهم، وعلى اولادهم. 
وما تشهده ساحات الوغى في شوارع بيروت، من حرب داحس والغبراء، تحت مُسميات النفايات، والكهرباء، والماء، والأمن ..... الخ. فإني اعتقد ان هذا الحِراك، سيبقى سنوات، وسنوات، مثله مثل الحروب في الجوار التي تمتّد وستمتّد، لسنوات طِوال.    
 
ما زلت أجزم، 
ان النظام الطائفي في لبنان، ما زال مقبولا ً لدى الدوّل صاحبة القرار، وقد يسري هذا النظام على دول الجوار ايضا ً لانه يوفّر الهوان، والحقارة، والاحتقار للشعوب العربية، شأنه شأن ما أعطى هذا النظام للشعب اللبناني العنيد من ذّل، وتهجير، وإبادة للعزّة الوطنية. 
وأخيرا ً،
لو استعار أُولي الامر في لبنان ايام مجرات الكون كلها وملؤوها مناسبات، فإن الحلّ والربط ليس في إيديهم ولا في أيامهم، بل ستكون في ايام ورثّتهم، الذين جرى تنصيبهم وهم أحياء يُرزقون. 

فيصل المصري 
أورلاندو / فلوريدا
أيلول، ٢٠١٥ 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق