يتم التشغيل بواسطة Blogger.

السبت، 8 أغسطس 2015

الفصل الحادي عشر !!

نشر من قبل Faissal El Masri  |  in خواطر  12:11 ص

الفصل الحادي عشر :
من قصة، كراون دايسي و كريستل. 


وكعادتها كل مساء، إتصلّت به، وإنهمّرت عليه، عليه بذات الأسئلة،

 كان الْحُزْن، وإلاختصار باديين، وواضحين  من الأجوبة.

كانت تُحاول التخفيف من وقع الصاعقة عليه.   
 

قالت له، مازحة، لترطيب الأجواء. 
 
ولماذا التجهّم يا مستر واو ؟؟

غدا ً ،،،  ستدعوني الى العشاء، لاني أُحِب وإشتهي ان أتناول البصّل والزيتون، والفول، واللبنة، والخبز المرقوق، وأغرف بيدي، ولا أنظف أصابعي ألا بفمي ...

هذه هي انا :
أحّب ّٓ الامور على قلبي :

ان أكون معك ..
ان أمشي معك تحت المطر ..
ان يكون غدائي حُبك ..

لا تهتّم لكلام والدي، طالما ان أُمي بجانبي، ومعي وتفضّلك على سائر الشبان الذين تقّدموا لي ...

بالامس، نشب خلاف بين أُمي،
وأبي ... وبيني ...

كنت واضحة، صريحة، معه :
وقلت له :
إما هو ...
او لا أحد ....

غضب، والدي وخرج من المنزل. 

لم تنفع كل هذه التوّسلات والأخبار مع حبيبها، لانه لا يُرِيد ان ينشُب خلاف عائلي بسببه. 

كانت الامور، والايام على قلتّها، تسير كالسلحفاة،،،

كان التحُفّظ باديا ً وهو سيّد المواقف.   

أتى فصل الربيع، وإشتدّت الحرب الأهلية في لبنان،  ضراوة ً ...

كانت السماء تُمطر القذائف، كهطول المطر في فصل الشتاء ..

بدأت اللقاءات تتقلّص بسبب إنقطاع الطرق، وإنهمار القذائف، وتكاثر الحواجز الأمنية. 

كانت كريستل، ُترسل سائقها الى حبيبها، يحمل منها الرسائل والأخبار، ومع كل رسالة، زهرة ذابلة من كراون دايسي. 

سالها، لماذا ترسلي لي زهرة ذابلة، وانا لم انقطع عن إمدادك مع سائقك بكميات من الزهور النضرة ...

كان جوابها :

لاني حزينة،
 روحي ذابلة،
 وشوقي اليك، كشوق هذه الزهرة للماء،
وإن كنت تحبّني إسقي الزهور الذابلة،
وأحفظها،
 وإن ماتت لا ترمها، بل إدفنها داخل كتبك ...

وبقي يرسل لها في ذلك الربيع والصيف، أزهارا ً من كراون دايسي
وهي تُعيد اليه، الذابلة منها ...

وبقي يضعها داخل كتبه ..

وبقيت هي تصنعها، اكاليلا ً وعقودا ً
وأساور ...


الى ان أيقظه والده يوما ً، على خبر هز ّٓ كيانه، ونال منه مقتلا ً، وأجهض أحلامه، وأطبق على حياته !!!

توفَيت  والدتها، إثر نوبة قلبية حادة
وخرجت الصُحف  في ذلك الصباح باللون الأسود، وتوقفت الإذاعة الرسمية عن بث ّ برامجها كالمعتاد .... حدادا ً على هذه السيدة الفاضلة. 


انتهى الفصل الحادي عشر. 

صليما / اب / ٢٠١٥


0 comments:

Blogger Template By: Bloggertheme9