يتم التشغيل بواسطة Blogger.

الخميس، 6 أغسطس 2015

الفصل السادس من القصة !!

نشر من قبل Faissal El Masri  |  in خواطر  11:06 ص

الفصل السادس :
قصة كراون دايسي، و كريستل



وفي تلك الليلة الليلاء، 
وبعد ان أخذت رقم هاتفه من أبنتها،
سألتها :
الان، وحالا ً، وفورا ً ما قصة هذا الشاب ؟
ولماذا الكذب ؟
ولماذا إخفاء من انت ؟
ولماذا ... ولماذا ... وكيف. 

أسئلة أُم :

 أجهدت نفسها لتجعل من ابنتها صديقة لها، حتى ترجع اليها في أحلك الأوقات. 

وكانت إبنتها، خير صديق، وخير جليس لها. 

إذن ما الحكاية ؟

قالت لوالدتها :

انت تعلمين لماذا تركت الجامعة الاولى، وإلتحقت بهذه. 

انت تُدركين كيف كان شباب الجامعة يتمّلقون، ويتودّدون لي، كل ذلك بسبب الثراء الذي انا فيه. 

ما زلت يا أُمي، تتذكرين نِفاق الشباب في تصرفاتهم الرعناء، في تسابقهم مع سائق سيارتي، لفتح الباب لي. 

وانت الوحيدة التي وقفت بجانبي حتى قَبِل والدي بان أتحّول الى جامعة أخرى، بالرغم من علو شأنها،
والثانية أقّل منها.

كل هذا جعلني أشمئز من الجامعة، ومن طلابها وشبابها، فأحسست اني لا شئ، لولا ثراء، ومال ابي. 

قالت الأم، وما دخل كل هذا، بهذا الشاب ؟

أجابت والدتها :

منذ اليوم الاول لدخولي الجامعة، طلبت  من سائقي أن لا يُوصلني الى باب الجامعة، كما كان يفعل سابقا ً بل طلبت اليه ان يوقفني قرب محطة وقوف حافلة الركاب، وأمام أحد الحوانيت  الصغيرة، حيث إتفقت معه ان يسمح لسائقي بالوقوف لانتظاري لقاء ان أشتري كل يوم منه، حلوى  او ماء، وأُقدمها بدوري الى أُم وابنتها الصغيرة، دائماً يتوسلون، ويطلبون المساعدة من المارة امام باب الجامعة. 

بقي الحال على هذا المنوال، إلى يوم هبوب هذه العاصفة  الشريرة، عندما شاهدني وشاهد سائقي، حيث وقعت الكارثة، والمأزق الذي انا فيه. 

قالت الأم :
ما زلت لا أفهم ...
هل إرتكبت جريمة ؟

قالت، يا أُمي  :

هذا الشاب توطّدت علاقتي به، ونمى الاحترام،  والمودّة  بيننا بالرغم، اني فقيرة بنظره. 

أحبني أنا ..
أحب ّٓ .. صفاتي ..
أحب ّٓ .. أخلاقي ..
أحب ّٓ .. ثيابي البسيطة، غير الفاحشة الثمن ..
أحب ّٓ .. تعلُقي بالزهرة البرية، لميزتها المعنوية، وليس المادية ..
أحب ّٓ .. الأنا التي انا ..

تصّوري يا أُمي،

 لمّا حل ّ بي المرض وتغيّبت عن الجامعة، ماذا فعل ؟

عرض ان أزور عيادة طبيب عائلته، من دون ان أدفع ثمن الزيارة، لانه إعتقد اني أعيش في عِسر مالي، اي اني فقيرة. 

كان دوما ً يرسل لي مُلخّص المحاضرات، ويرفقها برسالة بخطه، يُعلمني بكل شاردة او واردة حصلت في غيابي. 

كانت رسائله لي، أهم من المحاضرات، لانها ابقتني حاضرة، وأعطتني البهجة، والسرور،  ولم يُعلمني قطّ بخبر أزعجني، حتى جعلني أظنّ ان الجامعة، وطلابها، وأساتذتها، وعميدها، إفتقدوني طالبين بالصوت العالى ..... تعافي ... وعودي ...
نحن بشوق اليك. 

كانت رسائله لي :

دائما ً وأبدا ً تبدأ بحرف ( و )
كقوله، وبينما، وعندما، ومتى و، الخ. 

وقد سألته مرة واحدة :

لماذا تبدأ رسائلك لي بحرف ( الواو )

أجاب :
ل وٓصْلِ، ما إنقطّع ...
إن إنقطع ..
ولن ينقطّع ..

قلت له،  وكيف :

قال :

منذ اليوم الاول الذي تعّرفت عليك، عاهدت نفسي، ان تبقى أيامي وايامك موصولة الى الأبد ...
وهكذا، وهذا، أعني :

وٓصْلِ، ما إنقطّعْ ...
......
......

أجهشت بالبكاء، 
وغابت عن الوعي،
ونقلتها والدتها للمستشفى. 




إنتهى الفصل السادس

صليما / اب / ٢٠١٥. 

0 comments:

Blogger Template By: Bloggertheme9