يتم التشغيل بواسطة Blogger.

الخميس، 15 مارس 2018

الجنارك، وقهقهٌَة ملوك وأُمراء الطوائف في لبنان، على شعبهم ..

نشر من قبل Faissal El Masri  |  in دراسة  7:03 م



الجنارك، وقهقهة ملوك، وأُمراء الطوائف في لبنان ..
على الشعب العنيد ..

تمهيد

آليت على  نفسي منذ عدة  قرون هجرية  لما رحلت وهاجرت الى العالم  الجديد،  أن لا  أكتُّب  في سياسة  لبنان، لأنه  يدور في  مدار غير  كوكب الارض، ولأن  بلدان  ودوّل العالم  تراها  عن  بُعد، حسب خريطة الناسا،  ( وكالة الفضاء الأميركي ) تشِّع أنوارا ً وتتدفق أنهارا ً، وتبعث  ذبذبات  مُرمزَّة، مُشفرَّة  وسريعة، إلا  لبنان  بلد الإشعاع  والظلمة، والنور  والعتمَّة، والعربشة  على  خدود الشمس، كما  تفوَّه، لا  فُض َّ فوه ُ، او فاه ُ  أحد شعراء  سوق النوريَّة  اللبناني، وبز َّ فيه  بزا ً شعراء  الجاهلية   ..

الذي حداني، وحمسني أن أكتُّب  مُدونَّة  بإسم ( الجنارك، وقهقهة ملوك  وأمراء الطوائف في لبنان )، هو المجون، والسخرية  بسبب سعر كيلو الجنارك في أحد حوانيت  بيروت، وإنشغال الشعب  في  سوق المهزلة  والتفاهة،  ومن  بعيد  تسمع  قهقهة  ملوك  وأمراء  هذا  الشعب العتيد، والعنيد عن  إنشغال شعبهم  عن  محاسنهم، وعفتِّهم  في  عقد الصفقات  وغير  ذلك  من  قُدسيتهم  الطاهرة ..

وحتى  تعلو  قهقهَّة ملوك  وأمراء السياسة في لبنان  وتصدَّح  سخريتهم   بالاعالي  والتعالي، لتصُّم  أذان شعبهم العنيد، جرى تكليف أجهزة الدولة الرقابية على أسعار السلع، لضبط  سعر كيلو الجنارك  المستورد الذي  لم تتجاوز  كمية  المستورد  منه عن  ال  ٦ كيلوغرام، حتى  تغُض َّ أبصار الشعب الأبي  عن  إرتفاع  الأسعار للمواد الغذائية  الاساسية الاخرى  ..

ومن العنوان، تُقرأ المُدونَّة  المهزلَّة، والمسخرَّة، والتفاهة، بقالب  وأسلوب، فيه  قفز على  ألغام  أتركها للقارئ العزيز أن يفكها، وينزعها  من  بين  السطور  ..

ولا أخفاكم  سرا ً أني تذوَّقت العلقم  حتى  أخترت عنواناً  لمُدونَّتي  هذه، لأنه  تجاذبتني إغراءات اللغة العربية  ما بين  جميل  وأجمل، ومناسب  وأنسب، حتى  يليق  بالشعب  العنيد، وبالجلباب الفضفاض،  الذي لا يحيد .. 
ولكني  بالنهاية، إستحسنت هذا العنوان لان  فيه  قهقهة، الطاغوت  الذي  خلقه الشعب العنيد ذاته،  وجعله  ملكا ً وأميرا ً عليه ..

 - تعريف  لغوي  للجنارك :



الجانرك أو البرقوق الأخضر أو الشاهلوج (بالإنجليزية: Greengage) جنارك ..
هو نوع من النباتات  يتبع  نوع  الخوخ ..
يتواجد أصلاً  في آسيا الصغرى  حيث يعرف  بالتركية : Canerik  وتلفظ  جنارك  ومن  هنا  أصل  الاسم المعرَّب، جنارك ..

أما .. 
العنوان المُعتمَد ..

قهقهة  ملوك وأمراء الطوائف في لبنان، على شعب يسهل عليهم  حكمه  لسنوات، وعقود  وربما  لقرون  طالما يشغل نفسه  بالصغائر، لاهيا ً مُسترسلا ً في  ثقافة التقريق، تاركا  الحبل  على  الجرار ... لهم. 


المُقدمَّة : 
للمقاربة، والمقارنة مع أُمَم  ودوّل، زالت وإضمحلَّت، ومات ملوكها وأمرائها، وهرب فلاسفتها،  وسكانها الى أصقاع الارض .. 

فلنبدأ ..

الأندلس، وغرناطة بالذات ..

 - الزمان :  
كانون الاول من العام ١٤٩١ عندما إشتَّد الحصار عليها  حيث  سقطت، في ٢ كانون الثاني من العام ١٤٩٢.
يقول المؤرخ المقرِّي  :
وبينما السلطان محمد الحادي  عشر ابو عبدالله  منصرف ٌ عن عاصمته غرناطة، حانت منه إلتفاته  أخيرة الى عاصمة ملكه  فتأوه،  وجرت عبراته، ودمعت عيناه ..
فنهّٓرته  أُمَّه، وقالت له :

 يحق لك ان تبكي كالنساء ..
ملكا ً لم تستطع ان تدافع عنه، كالرجال ..
ولا يزال الصخر الشاهق، الذي أطلّ عليه السلطان من قمته للمرة الاخيرة، يسمى :
( التموسسبرو دل مورو .. ) اي زفرة العربي الاخيرة

 - المكان :

هذه المُدونَّة تتكلم عن  شعب  يعيش  في  مدار غير كوكب الارض، يتلهَّى  بالصغائر، تاركا ً الكبائر ..

معاذ الله، أن تكون  هذه  المُدونَّة  عن الشعب  اللبناني العظيم ..
لا سمح الله، أن تكون هذه المُدونَّة عن ملوك  وأُمراء  الدولة اللبنانية  العتيدة ..
ذلك، لأني  بغنى  عن  الملاحقات، وتجنبا ً  للترَّهات ..

 - من الاقوال المأثورة في هذا الشعب، وهذه الدولة ..

( يقول إبن خلدون في مقدمته المشهورة .. )

تستقر الدولة، إذا إستغنت عن العصبيَّة، والتعصُّب الديني ..

الوطن، الذي  تكثُر  فيه القبائل  والعصائب قل َّ ان تستحكم  به  دولة ..

إذا تحكمَّت طبيعة  الحكم  بالإنفراد  والترَّف، أقبلت الدولة  على  الهرَّم ..

الدولة  لها  أعمار  طبيعية، مثل  البشر ..

لو كان أبن خلدون ماثلا ً حاضرا ً الْيَوْمَ، وقال هذا الكلام، لظننته أنه يوصف هذه  الدولة  الهائمة  في الفضاء  الخارجي ..


( يقول  المفكر  والفيلسوف العربي الكواكبي ) .. 

المستبدون يحكمهم مستبد، والأحرار يحكمهم أحرار.  

وطالما يتصِّف، شعب  أو  مجتمع ما  بهذه الخصائص فإنه  هو الذي  يصنع  طاغيته .. 

( يقول أفلاطون ) ..

في معرض  إستخفاف  الشعوب  بقيمة  الحرية، كما هو  حاصل  في  حفلات  زجل  التقريق  في  هذه  الدولة  التي  حادت  عن  مسارها ..

لو أمطرَّت السماء  حرية  لرأيت  بعض  العبيد يحملون مظلات .. ( لم يقصد  أفلاطون  العبيد  بالمعنى التجاري، بل  عبيد العقول )

لان الشعوب التي تستخِّف  وتُضعف  تقدير قيمة الحرية هي التي ترزح  تحت  أتون الاستبداد،  مما يجعلها  غير مبالية  بحقوقها  المعنوية  وحرياتها المنتهكة  من  طرف  السلطة ..


( ويُضيف الكواكبي، في غياب ثقافة  النقد  والمساءلة ) .. أي الانتخابات

إنَّ الحكومة، من أيّ  نوع  كانت لا تخرج  عن  وصف الاستبداد، ما  لم  تكن  تحت  المراقبة  الشَّديدة والاحتساب  الّذي  لا  تسامح  فيه ..

( يقول مكيافيلي، في سياسة الإيثار، فرِّق تسُّد )

يقصد  فيها  تقاسم  المغانم  على  المحظيين  فقط، وبسببها  يحصل  الشقاق، وعدم الوفاق  بين  الشعب، ويؤدي  الى  عشق  شخصية  ملك  او  أمير هذه  الفئة  او  تلك   ..




( يقول الكواكبي في هذا الشأن ): 
العوَّام هم  قوت  المستبد  وقوته ..
بهم  عليهم،  يصول  ..
وبهم على  غيرهم،  يطول ..
يأسرهم  فيتهللون، لشوكته .. 
وينصب  أموالهم .. 
فيحمدونه، على  إبقاء الحياة .. 
ويهينهم،  فيثنون على  رفعته ..
ويغري بعضهم  على بعض،  فيفتخرون  بسياسته،
وإذا أسرف  بأموالهم،  يقولون  عنه  إنه  كريم ..

( أما سقراط يقول )

الخوف يجعل الناس  أكثر  حذرا ً، وأكثر  طاعة، وأكثر  عبودية ..

ويُضيف سقراط ..

لعل  أشهر  وأنجع  آلية  يحكم  بها  الطغاة  هي  زرع  الخوف  في  نفوس  شعوبهم  سواء كان ذلك بالتنكيل  ببعضهم  أو  خلق الأساطير الوهمية، أو التهديد بالأخطار الخارجية، حتى يبدو الزعيم  أنه الإله  مصدر  الخير  والشر ..

( أما الرئيس الأميركي أبراهام  لنكولن  يقول  في مسألة الخوف من تحمل المسؤولية ) ..
الحرية، هي الرغبة  بأن نكون  مسؤولين  عن أنفسنا، دائما ً ما  يخاف أفراد المجتمعات من تحمل مسؤولية حياتهم، وإختيار  قراراتهم  بأنفسهم،  الامر الذي  يؤدي  سكوت  الناس الى أن  يتواكل  بعضهم  على بعض، حيث  يرفض  كل  فرد  تحمل  مسؤولية إصلاح البلاد، عن طريق إختيار  ممثليه، الشيء الذي يجعل كل  واحد  منهم  منشغلا ً بأموره  المعيشية  مكونا ً خبرة  لا بأس  بها  في  التعايش مع  الوضع الحالي المزري ..

وأخيرا ً ..

وبعد الذي ذكرته عن هذا الشعب الذي يدور في فلك، ومدار غير المجرَّة  التي  بها هذا العالم ..
وإلى كل من يرجو من الانتخابات  النيابية  القادمة، أي رجاء ..
أردد لهم القول المأثور :

لا  حياة  لمن  تُنادي ..
لأنني مع الذين يستعملون هذا التعبير، وهم الكثرة الكثيرة  في  لبنان ..
هذا الشعب الذي ما إنفك  يعبِّر  عن السخط الحاصل تجاه  السلطات الحاكمة ..

 بالمناسبة ..
شاركوني للترحُّم  على  قائل  هذا  البيت  من  الشعر :

الشاعر عمرو بن معد يكرب  بن  ربيعة  الزبيدي، الذي عاش  بين 525 ـ 642 محيث  يقول :


وكنتم  أعبدا  أولاد  غيل
بني  آمرن  على  الفساد ِ

لقد  أسمعت  لو  ناديت  حيا
ولكن  لا  حياة  لمن  تنادي

ولو  نار  نفخت  بها  أضاءت
ولكن  أنت  تنفخ   في  رماد ِ



فيصل المصري
أُورلاندوا / فلوريدا
١٥ آذار ٢٠١٨ 














0 comments:

Blogger Template By: Bloggertheme9