يتم التشغيل بواسطة Blogger.

السبت، 13 يناير 2018

بوذا ...

نشر من قبل Faissal El Masri  |  in دراسة  6:42 م

في الديانات الارضيّة .. 
البوذيَّة ..


الديانة البوذيَّة ..
ديانة، أرضية، روحانية ...    


التمهيد :

تعتريك الدهشة لما تجِّد كهنة اليهود، وأحبار المسيحية، وفقهاء الاسلام إتفقوا، دون حروب، او قتال، او نقاش على أن دياناتهم الثلاث، هي سماويَّة .. 
وما عدا ذلك، فهي .. 
إما ديانة أرضية .. 
أو وثنيَّة ..

وخلاف هذا التفاهم، والتوافق على  فخامة تلك التسميَّات، كهنة، وأحبار، وفقهاء ..

إشتعلَّت البشرية وتقاتلَّت، وَلمَّا تزّل تُشَّن الحروب بإسم الدين، وإن أطلقوا أكاذيبهم خلاف ذلك .. 

يحضرني القول في هذا التمهيد ..

أني أسترجع تفكيري الى ذلك الملك الكلداني، نبو خذ نصَّر الذي حكم بابل، وبلاد ما بين النهرين حيث قام في سِبيِّه  لسكان أورشليم ( الْقُدُس ) من اليهود الى بابل، مُنهيا ً بذلك حكم سلالة الملك داوود ..
وأتساءل ..
لولا هذا السَّبي إلى بابل، كيف كانت ستكون أسفار التَّوْرَاة المأخوذة، والمُستمدَّة معظمها من أساطير، وملاحم  بابل، والفرس ..

كذلك، أتهّيب لرؤية العشاء الأخير في حضرة السيِّد المسيح عليه السلام، ورفاقه من بينهم يوضاس ..

وأستغرب ..
أن يوضاس ما زال ماثلا ً، حاضرا ً، منافقا ً، ومُفتريا ً بعد كل هذه القرون، بيننا ..

ولا أنسي، إن أنسى شِعاب مَكَّة، وهجرة الرسول العربي الى المدينة المنورَّة، بعدما قاساه من أهل مَكَّة ..

وأتفاجأ ..
أنه وبعد هذه القرون ما زالت الهجرة، والتهجير حتى تاريخه مكتوبة على أتباعه في العالم العربي الاسلامي حاضرة، مُتصدرَّة في ربيع الفصول العربية ..

وبذات الوقت ..

أجمع أفكاري الساكنة، والمُقيمة، والموزعَّة ملاذا ً دافئا ً بالإيمان في التَّوْرَاة، والانجيل، والقرآن،  لأُلقي الضوء على ديانَّة أرضيَّة، وهي البوذيَّة ..
ومع أن البوذيَّة ديانة ارضية، فإنه يُمكِّن إعتبارها، من الديانات الرئيسية في العالم اليوم ..

المُقَدِّمة :

لقد تميَّز العالم القديم، الشرق الأوسط، والشرق الأدنى، بأنه كان في حِراك  دائم ٍ  غير مُستقِّر ٍ، وثابت وعلى وتيرة  واحدة، في المعتقّدات، والأفكار  والنِّحَل ..

 - إنشغل بال  قاطني الشرق الأوسط  القديم ( سومر، وبابل ) بالخلّق،  والخليقَّة،  والآلهة، ولا ترى أُسطورة إلا وفيها هذا النمط من التفكير الواسع، والعميق ..
الآلهة عند قاطني الشرق الأوسط القديم، غارَّت وسبحَّت بأعماق البحار، وحلقَّت في أعالي السماء، وكان الصراع الفكري في الخلق، والخليقة محور ملاحمهم، وأساطيرهم ..

 - بينما كان  هَم ُّ  أهل  الشرق الأدنى القديم ( الهند، ومحيطها الواسع  شرقاً ) بصفاء الروح، وتناقلها، من دور الى دور، في الخَلْق،  والخليقَّة  والآلهة ..

وما زال صفاء الروح، وتلاقي وتباعد الارواح، وفهم الروح التي تُقيم في داخل أي إنسان، الهَّم الوحيد لديهم لغاية تاريخه ..    


تعريف : ل كلمة بوذا ..

تعني  الفهم،  والإدراك،  والمعرفة،  والنور ..
من هذا التعريف أضع الإطار لهذه الْمُدوّنة ..

ولد بوذا،  من عائلة  مالكَّة  في  شمال  الهند  سنة  ٦٢٣ قبل المسيح  في مملكة ( كييلا ) في جبال الهملايا، ماتَّت أمه  وهو طفل  صغير،  وربّاه  والده  وزوّجه  وهو في سن ١٦ عاما ً من عمره ..

كان  بوذا،  يميل الى السكون، والراحة  والتفكير،  والدرس، والتنسُّك، وقد  هرب  من  بيت  والده  وإلتحق  بجماعة من حكماء البراهمِّا،  وهم من أتباع  الدين البرهمِّي   الهندي،  وذلك  كي يتعلم، ويبحث في علومهم ..

وبعد أن وقف على خفايا الدين البرهمِّي ، شرع في الاختلاء بنفسه،  يتأمل  ويفكر لمدة  ٦ سنوات،  حتى إنكشفَّت له المعرفة،  وكان حينذاك جالسا ً تحت الشجرة ..
وسمى نفسه بوذا أي المنوِّر .. 

لمّا وصل  بوذا  وأدرك  المعرفة،  شرع  ينشرها  بين  الناس، وكان يقصد  من  وراء هذا إصلاح  الدين البرهمِّي الذي  كانت  قوانينه،  وأحكامه  قاسية على البشرية  كافة، لان  بوذا  قصد إحياء  الرأفة،  والحلم،  في تعاليمه، فآمن  به  خلق  كثير، فطاف في أنحاء الهند، وبدأ  يُظهر  المعجزات،  والكرامات، وقد زار جميع  بلاد شمال الهند .. 

قام بوذا  بالتعليم  والتدرّيس  حوالي ٤٥ سنة،  الى ان  مات وهو  بعمر  (٨٠ ) .. 
تغلبَّت  تعاليم بوذا، على تعاليم  الدين البرهمِّي   في أرجاء الهند، ومن ثم  بفضل  تلامذته  وصلت  تعاليمه الى الصين عام ٣٧٠ بعد الميلاد. 

إنتشرت تعاليم  بوذا،  في جزر الهند الشرقية  وسيام،  واليابان، وإنتقل  ملايين البشر  من الدين البرهمِّي، الى عقيدة أفضل، وأرقى .. 

يُعَّد،  أتباع الديانة  البوذيَّة   اليوم،  بمئات  الملايين  من النفوس  البشرية ..

 - لمحة موجزة عن الدين البرهمَّي الهندي. 

براهمَّا،  معناه  الدُعَّاء ..
وبما  ان الدُعّاء  هو المؤثر في الكون ..
لذلك،  وجب عبادة  الدعاء  براهمَّا ..
وهكذا بات براهمَّا  إلها ً أعظم ..

حسب المُعتّقدات البراهميَّة ..

عند موت الانسان، تخرج  الروح  للإمتحان ..
إن كانت الروح حسنة، تصعد  للسماء .. 
وإن  كانت الروح  سيئة  تقع  في واحدة،  من  دور جهنم،  التي  عدّدها  ٢٨ جهنما ً ..

 - من أهم الكتُّب  الدينية  عندهم  الكتاب،  
( فيدا ) 

 - معابد البراهمَّا،  تٓكثُر  فيها  الهياكل،  والأوثان،  والتماثيل، وينذر الهنود أطفالهم،  للمعبد  ليكونوا  خدما ً او  راقصات،  طوال  عمرهم  امام الآلهة ..  

 - ومن عاداتهم،  حرق جثث موتاهم بالنار ..
وتطورَّت  هذه العادة بأن تحرق الزوجة،  نفسها  بعد موت  زوجها  طائعة، مختارة ً ..

وقد أبطّلت  بريطانيا هذه العادة  النكراء، عندما إحتّلت الهند ..

 - الديانة البوذية :

سبق،  وأشرّت إلى أن بوذا، قام  بدور اصلاحي  من  داخل الدين  البرهمِّي،  مؤسسا ً الرأفة  والحلم، ويلاحظ، ان الشجرة وظِلَّها من الأمور  المهمَّة  في الطقوس  البوذية، لان  بوذا  سكن تحت  ظل الشجرة،  للتفكر،  والتأمل ..

 - مات بوذا  قبل  المسيح ب ٥٤٣  سنة ..

 - روى بوذا عن نفسه،  أنه عاش عدة  أجيال  في  عوالم  اخرى، غير الارض، وإن الآلهة  براهمَّا  طلب منه ان  يظهر بالجسد، على الارض، وقٓبِل  طلبه  لان  البشرية  في الارض  بحاجة  الى دين، تكون  أساس  تعاليمه  تقوم  على الرَّحْمَّة،  والحنان،  والشفقَّة،  نحو  الضعفاء  ومن  جملتهم  المرأة ..

 - كذلك، طُلِب منه  مكافحة الالم والشر، في العالم  عوضا ً مما  كان عليه  الدين البرهمِّي من القواعد، والقوانين  الجائرة  والظالمة، لأنهم كانوا من عبدة  الأوثان، والأصنام .. 

 - في الديانة البوذية ..
إن الأرواح  كلها خالدة،  ولها  ثواب،  وعقاب ..

والثواب،  هو الخلود  في  دار السعادة  الابديَّة  وتسمى ( النرفانا ) اي عالم الآلهة ..

إن الوعي،  عند البوذيين  أساس  كل  بلاء ..

 - لا يمكن التخّلص  من  الآلام  الدنيوية  الا  بالتخلّص اولا ً من الوعي،  والفكر ..  

 - ثم التخلُّص  من  الجسد،  للدخول  في  عالم  النرفانا،  اي  عالم الآلهة،  وهو  دار السعادة  الابدية .. 

 - النرفانا، قد تخّلص الانسان  من الوعي،  فلا  يعي  ذاته،  ولا يعي غيره .. 
وإن  الذي  يصل  الى النرفانا،  لا يولد  بعد  ذلك،  ولا يدخل في  الأجسام  الحيَّة  مرة اخرى ..

 - وإن  آله  دار السعادة،  او الخلود  يسمى ( اميديا )  هو  يحب  البشر،  ويغفر  لهم  خطاياهم،  ويكون  التقدم  اليه  وجلب رضاه  بالتقوى،  وبأعمال البر  والمحافظة  على قواعد  بوذا العشرة ..   
وهي :

١ /  لا تزْنِ.
٢ /  لا تَسْكٓر. 
٣ /  لا  تكذِّب.  
٤ /  لا  تقْض على حياة.  
٥ /  لا  تأخذ إلا ما يُعطى لك.   
٦ /  لا  تأكل  في  الليل  طعاما ً غير  ناضج.  
٧ /  لا  تقْتنِ   الاثاث  الفاخر.  
٨ /  لا  ترقص. 
٩ /  لا  تستعمل العطور.  
١٠ /  لا  تقتنِ ذهبا ً وفضة.  

 - أما،  الذين  يخالفون  هذه  الأحكام،  تُرْسل  أرواحهم  الى دار الشقاء،  وتسمّى دسيجوف   لتتّعذب  فيها،  بالنسبة  لمخالفتها فقط  وليس  العذاب  الى الأبد،  إنما بحسب ذنوبهم. 

 - اله العذاب،  هو ( جيما ) وإن دعوات  أهل  الميت،  تؤثر في تخفيف  العذاب  بدرجة  محسوسة، وان أفضل  الدعوات،  والمبرّات، هي  ما يقوم  به الناس،  من  خدمة  للدين  وتقديم الهدايا،  والقرابين،  للآلهة،  والمعابد،  وإن إسترضاء  الالهة  ( أميدا )  يجعل الالهة  ( جيما )  يُطلق سبيل  المعّذبين  ويردّهم الى  دار  السعادة الخالدة ... 

 - اذا لم تستجب الدعوات،  ولا تنال  رضى  وعطف  الالهة،  فيكون العذاب  كاملا ً حيث  ترسل  الروح  لتدخل  في  جسم  حيوان فيصير،  في حية،  او ضفدع،  او سمكة،  او حمار،  او فرس ، ثم يبدأ  في  حركة  التنقل  من جسد  الى أحسن  منه او أعظم  شانا ً،  حتى  يدخل  ثانية  في  جسم  إنسان،  مرة ثانية، وخلاف  ذلك  يرجع  ثانية  في دورة  تناسخية  ثانية  الى دار العذاب .. 

أربعة أشياء عند البوذيين لا تقّدر :

١ /  علوم بوذا. 
٢ /  مساحة الفضاء.  
٣ /  عدد الأجسام الحيّة. 
٤ /  عدد العوالم.  

إنقسم  أتباع بوذا الى :

١ /  الشماليين،  وهم أهل التيبت، ورئيسهم  اللاما. 
٢ /  الجنوبيين،  وهم منتشرون في اسيا الجنوبية، والشرقية، والجزر المنشرة على هذه الشواطئ.  

يحلّل بوذا  فلسفة  اللذة،  والالم،  فيقول :
١ /  اللذة الناقصة تؤلم. 
٢ /  طلب اللذة ألم. 
٣ /  للتخلص من الالم  يجب  الابتعاد، عن  طلب اللذة. 
٤ /  لمنع الالم، يجب إتخاذ الطريق، الأوسط 
بذلك يكون الطقس المعتمد  عند  البوذيين،  ( خير الأمور أوسطها )

اما الخطايا عند البوذيين :

١ /  الاسترسال بالملذات.  
٢ /  سوء القصد والنية. 
٣ /  الغبّاوة والجهل.  

اخيراً، يلاحظ  ان  بوذا  لم  يذكر شيئا ً عن الله، الخالق  ( الخلق والخليقة ) ..

أقّر،  الثواب،  والعقاب  بعد الموت .. 
والثواب،  عنده  هو السعادة  الأبدية، لان فيها، صفاء الروح .. 

والعقاب،  للذين  يخالفون  وصاياه  وأرواحهم  ترسل الى دار الشقاء،  ليعّذبوا  فيها  الى حين، ثم  يرسلون  الى ادوار التناسخ .. 


فيصل المصري 
أُورلاندوا / فلوريدا

١٤ كانون الثاني ٢٠١٨

0 comments:

Blogger Template By: Bloggertheme9