يتم التشغيل بواسطة Blogger.

الأربعاء، 10 يناير 2018

المُوَحِّدون الدروز، والجنرال عصام زهر الدين ...

نشر من قبل Faissal El Masri  |  in دراسة  6:36 م


المُوَحِّدون الدروز، 
والجنرال عصام زهر الدين ..


المُقَدِّمة :

دائما ً أتعب حتى أعطي الْمُدوّنة إسما ً ..
في هذه الْمُدوّنة وقع خياري على إسم له دلالات واضحة، يُدركها من عَرَف الوغى، وساحاته، ومعاركه ..
 
لا يُظنَّن أحد من القرّاء الأعزاء أني لا أُجيد اللغة العربية في أسماء الرِتَّب العسكرية لضباط الجيوش والقول :

هذا لواء ٌ، أو عميد ٌ، أو عماد ٌ، أو مُشير ٌ، فهذه الرِتَّب لا علاقة لها بهذه الْمُدوّنة، من قريب أو بعيد ..

السبب في ذلك، أن الرِتَّب المشار اليها، يجب ان يحمل نُجومها المُذهبَّة ضُباط خاضوا غمار المعارك في حرب شهد العالم بضراوتها وقساوتها، لا بل شراستها فاقت معارك الحرب العالمية الثانية ..
أقصد بذلك الحرب في سوريا ..

في حرب سوريا، لمع إسم  جنرال سوري، مُوحِّد درزي  خاض المعارك، وقاسى العذاب، وتحمَّل أشعة الشمس، وصقيع الشتاء، وصُمَّت أُذنيه بأصوات المدافع، وزينَّت ثيابه الكاكيَّة بأوسمَّة من دماء نقيَّة حمراء، هو الجنرال عصام زهر الدين ..

لهذا السبب أطلقت عليه الجنرال عصام زهر الدين، في كُنيَّة أكاديميَّة تعني الحرب، المعركة، القتال الشرس جنبا ً الى جنب مع عناصره الجنود .. 

باديئ ذي بدء ..

هذه الْمُدوّنة، عسكرية بإمتياز، وليست سياسية ..
هذه الْمُدوّنة، عن ضابط عسكري يسري في دمه الوطن، والذود عن حياضه ..

هذه الْمُدوّنة، عن جنرال عربي سوري، ينتمي الى طائفة الموحدِّين الدروز في سوريا الحبيبة، قلب العروبة النابض ..

هذه الْمُدوّنة، وضعتها تكريما ً لذكرى الجنرال عصام زهر الدين، ذلك العسكري الفَّذ ..


تمهيد :

ليس مُستغربا ً أن يكون للضابط الناجح ميول سياسية، وهذا ما عرفته ساحات الوغى بالحروب العالمية، وأذكر بعض الجنرالات الأميركيين، مثل الجنرال جورج باطون، والجنرال دوغلاس ماك أرثر حيث كانت لهما أراء تختلف عن من كان في السلطة،  أدَّى هذا الى عزلهما عن قيادة الجيوش، ومن ثم إعادتهما بعد الهزائم العسكرية في وسط أوروبا، والباسيفيكي ..

ولكن هذا الوجه السياسي، والاراء المختلفة لهما،  لم يمنع إعتبارهما من أعظم جنرالات أميركا بالعصر الحديث، وإن الأكاديمية العسكرية ويست بوينت تقوم بتدريس النبوغ العسكري لكليهما في معارك الحرب العالمية الثانية في جبهة أوروبا، والجبهة الشرقية بالباسيفيكي ..

الجنرال عصام زهر الدين، يُشبه الجنرالين باطون وماك أرثر، في بسط أرائه وميوله، ولكن نزل إسمه في سجل التاريخ السوري، بأنه من أعظم جنرالات سوريا بعد الاستقلال ..

كانت قيادة أركان الجنرال باطون، تحاول إقناعه بعدم التوغُّل شخصيا ً في الخطوط الأمامية لجبهة القتال حفاظا ً على سلامته، ولكنه كان يأبى إلا أن يكون مع أفراد جيشه المقاتل ..

كان الجنرال عصام زهر الدين، مُنفردا ً بذاته، عن باقي الضباط .. 

كان جنرال، وغَى ..
كان جنرال، يحمل البندقية، بدل العصا ..
كان جنرال، يُقاتل مع أفراد جيشه بالصفوف الأمامية ..
كان جنرال، يُشارك الهموم الحياتية مع عسكره ..
كان جنرال، تُرفع التقارير عنه الى قيادة أركان الجيشين الروسي، والسوري تتضمَّن الإعجاب الشديد ببسالته، وتخطيطه العسكري الدقيق، وصولا الى محق، وسحق عدوه ..


من هو الجنرال عصام زهر الدين :
 - الاسم، عصام جدعان زهر الدين ..
 - ميلاده، ١٩٦١م. 
 - وفاته، ٢٠١٧م. 
 - ينتمي إلى طائفة الموحدِّين الدروز. 
 - من محافظة السويداء. 
 - كنيته، أسد الحرس الجمهوري، نافذ أسد الله، في الجيش السوري العربي.  
 - جده لأبيه، الفريق عبد الكريم زهر الدين وزير الدفاع السوري السابق. ( إلتقيت به عدة مرات )
 - كان الجنرال الوحيد الذي أذاق تنظيم داعش الإرهابي مرارة الهزيمة تلو الاخرى. 

 - المهام العسكرية التي كانت بأُمرة الجنرال عصام زهر الدين. 


 - قائد قوات الحرس الجمهوري. 
 - قائد حامية مدينة، ومطار دير الزور، خلال حصار تنظيم داعش الإرهابي لها، حيث صرح الجنرال زهر الدين :
إن مطار دير الزور ليس مطار الطبقة، وسيكون مقبرة لإرهابيي داعش، وفعلا هذا ما حصل.
 - قائد لقوات المخابرات الجوية في المنطقة الشرقية. 
 - قائد العمليات العسكرية لعملية فك الحصار عن مدينة حلب، المهمة تاريخيا ً لأثارها. 
 - قائد عملية بابا عمرو في حمص، والتل في محافظة ريف دمشق. 

 - من مبادئ الجنرال عصام زهر الدين، من يخاف الموت فالموت يلحق به، ولكن من لا يخاف الموت فالموت يهرب منه، هذه كانت فلسفته في الحياة، وطبقها في حياته العسكرية.
 - أصيب الجنرال عصام زهر الدين، عدة مرات وكان يرفض أن يغادر مكان المعارك، ويقول أنا عسكري وأينما يحتاجني الوطن سأحارب، وأنا فداء للوطن.   


  - الخاتمة :

هذا جنرال ٌ ..
وهذا محارب ٌ ..
وهذا شهيد ٌ ..
وهذا يستحق أن يكون عنوانا ً لل الْمُدوّنة ..

المُوَحِّدون الدروز، والجنرال عصام زهر الدين. 
أُسْوَة برجالات، وعُظماء الموحدُّون الدروز، العرب الاقحاح الذين لهم في ساحات القتال ..

عدَّة رايات، للنصر ..
وعدَّة بيارق مُخمسَّة الألوان ..

مرفوعة ..
على رؤوس الجبال ..
تجري من تحتها أنهار من الدماء الحمراء الذكية، النقيَّة، والتقيَّة ..
يرحمك الله ..
أيها الجنرال المحارب. 
  

فيصل المصري
أُورلاندو / فلوريدا

١١ كانون الثاني ٢٠١٨

0 comments:

Blogger Template By: Bloggertheme9