يتم التشغيل بواسطة Blogger.

الجمعة، 26 يناير 2018

بعقلين، القصبَّة الهوائية ..

نشر من قبل Faissal El Masri  |  in دراسة  6:53 م


بعقلين ..
القصَبَّة الهوائية  ..


 - تمهيد :

لا أُغالي إن قُلْت ُ عن مدينة بعقلين، أنها القَصَبَّة الهوائيَّة للموحِّدون الدروز .. 
لا بل ...

إنها، القَصَبة التي  يسلكها الهواء، الى رِئتي لبنان المُسلم، والمسيحي ..

إنها، قَصَبَةُ الرِّئَةِ، ومَجْرَى النَّفْسِ لكل عائلة درزيَّة، او مسيحية، او مسلمة إستوطنتها، أو قدِمَّت اليها وجعلتها مسكنا ً وسكنا ً آمنا ً ..

إنها، بعقلين ..
أُهدي أهلها هذه الْمُدوّنة ..
عربون إحترام، وتقدير لأقاربي، وأصدقائي ..

 - تعريف :

هذه الْمُدوّنة لا تتضمَّن تِعداد المعالم السياحية لهذه المدينة وما أكثرها، بل سيكون تركيزي على النواحي التاريخية، السياسية، والأدبية، والجغرافية، والعائلات التي تقطنها ..

بعقلين مدينة لبنانية في محافظة جبل لبنان بقضاء الشوف ..

تبعد بعقلين عن عاصمة لبنان بيروت، ٤٥ كيلو مترا ً، وترتفع عن سطح البحر ما بين ٨٥٠ الى ٩٠٠ مترا ً .. 


 - يعود أصل تسمية بعقلين إلى السريانية وفقا ً للكلمتين :

 BET- AGULIN
  BET تعني باللغة السريانية، المكان أو البيت
AGULIN 
 تعني عُقَّال ..
وبذلك تصبح التسمية، بيت العقَّال أو بيت بعقلين، ومع مرور الزمن جرى تعديل اللفظ، وأصبحت بعقلين ..

 - وهناك رأي أخر يقول بأن تسمية بعقلين تعود الى أيام الامراء المعنيين الذين إتخذوا من بعقلين، مقرا ً لهم في عهد الصليبيين ..

تقول الرواية أنه  توجد رابيتين في بعقلين مشرفتين على البحر وكانتا بالماضي مرقبين (أي عقلين مربطين، مركزي مراقبة ) لرصد السفن، ومن هنا أطلقت عليها هذه التسمية ..

ورد ذكر مدينة بعقلين في كتاب الأمير حيدر الشهابي الْقَيِّم، الغرر الحسان في تواريخ حوادث الازمان الجزء الاول، أن الملك العادل سيف الدين أبو بكر محمد أبن أيوب، أخ صلاح الدين الأيوبي، توفي في بعقلين عام ١٢١٨م. وحُمل نعشه الى دمشق في إحتفال عظيم، ودفن هناك ..

ويُضيف الامير حيدر الشهابي ان الملك العادل كان حليما ً، صفوحا ً، مُجاهدا ً وناهيا ً عن المنكر   أبطل الظلم، والمكوس، والخمور في دمشق وبجميع البلاد ..


إرتبط اسم بعقلين عبر التاريخ بأنها مركز سياسي، وديني وذلك يعود للأسباب الآتية :

 - ذُكِرَّت بعقلين لأول مرة في التاريخ عندما إستوطنتها القبائل التنوخية في عهد الخليفة عبد الملك بن مروان، وهي قبائل عربية جرى إرسالها لحماية الثغور المُطِلَّة على شواطئ بلاد الشام، وفي ذلك دلالة على حساسية موقع بعقلين الجغرافي والأمني، كما ورد ذكره في أعلاه ..
 - وقد ذكرت المصادر التاريخية  أن الأمير فخر الدين المعني وهو من أشهر أُمراء هذه الإمارة، إتخذ من بعقلين مقرا ً لحكمه، وهي بذات الوقت مسقط رأسه .. 

 - كذلك، كان  لمدينة بعقلين أهمية خاصة في عهد القائمقاميتين، والمتصرفية ما بين الأعوام 1841    1918  ..
 
 - كما كانت بعقلين في عصور متلاحقة مركزا دينيا ً مرموقا ً، وهناك من تراثها في هذا المجال العديد من المخطوطات في الدين، والفقه، والأدب، والقضاء ..
 - من الامور الحضارية، والثقافية في بعقلين 
مبنى المكتبة الوطنية الأثري والذي كان يُعرَّف  بسراي بعقلين إلى أن تحولَّ المبنى منذ العام ١٩٨٧  إلى مكتبة عامة، بعد أن كان يحوي في بعض غرفه، وأقبيته سجنا ً وبات الان مكانا ً ومقصدا ً للفكر، والثقافة أُسْوَة ً بالدول المُتحضرَّة  التي تُكثر في إنشاء المكتبات العامة حيث تضع الكُتُّب والمراجع، بمتناول كل باحث، ودارس ٍ في العلم ..
 

 - عَائِلات بعقلين : 

بادئ ذي بدء .. 
بعقلين تُعتبر من أكبر، المدن او القرى الدرزيَّة التي يتجاوز عدد العائلات فيها، أي مكان  أخر في أي بلدة من لبنان، وذلك يعود لأسباب أمنية، وإقتصادية، فضلا ً عن كونها كانت ملاذا ً آمنا ً لممارسة الشعائر والمعتقدات الدينية ..

مِن المتعارف عليه تاريخيا ً أن العائلات الدرزيَّة التي جرى تهجيرها في سنوات المِحَّن، كانت تقصد بلاد الشام، حتى تستوطن في القرى الأكثر أمنا ً لسلامتهم، والأكثر آمانا ً لممارسة عقيدتهم ..

في مُدوِّنتي عن تاريخ العائلات الدرزيَّة، ذكرت الآتي :

يستغرب كل باحث في تاريخ العائلات الدرزيَّة،  عدم توَّفر مراجع، او كُتُّب  يستند اليها ليستكشِّف، او يستشِّف تاريخ هذه العائلات، من أين أَتَّت، او قدِمَّت حتى إستوطنَّت بلاد الشام، بعد غياب الخليفة الفاطمي الحاكم بأمر الله، وبدء سنوات المِحَّن التي تعرَّض لها أتباعه في مصر، والتي أدَّت الى موجات متتالية من التهجير والإنتقال الى قرى، وبلدات أكثر أمنا ً وآمانا ً لهم ولأفراد عائلاتهم  ..

وقد ذكرت أيضا ً ..
أمَّا فيما يتعلق بعدم تدوين تاريخ العائلات الدرزيَّة، من أين قدمت، أو أتَّت، فإنه يعود إلى أن الأوامر، والتعليمات كانت تُعطى خطيا ً وسرا ً للذهاب الى تلك المنطقة الآمنة على سلامة أفرادهم،  وعيالهم، وممتلكاتهم  ومعتقدهِّم  ..

كان الخوف من الملاحقات من السلطات العدائية، ضاغطا ً حتى لا يعرفوا  أماكن تواجدهم، وقد إستمّر هذا الخوف لأجيال  وفترات لاحقة من القرون القريبة الماضية ..

إضطرت العائلات المهاجرة والهاربين من الظلم، الى المكوث والإقامة  في قرى وبلدات الجبال العالية ..

بعقلين .. 
تاريخيا ً هي إحدى البلدات الدرزيَّة الأمنة، وذلك لانها كانت مقرا ً :



 - للإمارة التنوخية الدرزيَّة ..
 - للإمارة  المعنية الدرزيَّة ..

كما كانت بلدة صليما / المتن عاصمة  
 - للإمارة  اللمعية الدرزيَّة ..  
لهذه الأسباب التي ذكرتها، لا أستغرب ولا يستغرب غيري، وجود هذا العدد من العائلات الدرزيَّة في بعقلين نظرا ً :

 - الى وضعها الجغرافي، والامني، والمعيشي الذي إستقبل أعدادا ً هائلة من العائلات الدرزيَّة الْمُهجرَّة، والمهاجرة في القرون الماضية، بحيث أصبحت بعقلين من حواضر، وقصبَّات المدن الدرزيَّة، لا يقاربها إلا بلدة صليما بعدد العائلات الدرزيَّة القاطنة ..

 - أخيرا ً ..
ومن أجل إغناء هذه الْمُدوّنة، وأثرائها ..
أذكر أسماء العائلات الدرزيَّة التي تقطن بعقلين، بالتسلسل الأبجدي ..

إبراهيم، أبو إسماعيل، أبو تين، أبو حاطوم، أبو شقرا، أبو شهلا، أبو عجرم، أبو عياش، أبو ضرغم، أبو كامل، أبو مطر، البلاني، التيماني، الحلبي، الداهوك، الدبيسي، الدمشقي، الشبانين الطويل، الفراجين العيد، الغصيني، الشامي، القعسماني، المصفي، المصري، المعاز، العلين النجار، الصفدي، العقيلي، الصباغ، الأحمد، الأطرش، بدور، برجاس، بوجابر، بومصلح، بوعاصي، بوسليمان، بوسعدى، بو قونصول، بياسي، تقي الدين، جمول، جودية، حداد، حرفوش، حسون، حمادة، حمزة، حميدان، حسين، خضر، خزوع، خليل، راجح، رزق، رضي الدين، رضوان، زين الدين، زيدان، سري الدين، سلوم، سعد الدين، سعيد، سليم، شمس، شمس الدين، شهاب الدين، شوي شوي، صالح، صلاح الدين، صياغة، عامر، علم الدين، عبد الصمد، عبود، عزام، عذبا، عطا الله، غريب، فخر الدين، قيسية، كنعان، مساعد، ناشي، نصر، نمور، ولي الدين، واكيم، ورد، وهاب ..   

وفي النهاية ..
وكما قال الشاعر أمين تقي الدين ..
أُردِّد معه :

بعقلين ..
مجلى الدين والطهر والوفى ..
وفي تربها للزائرين  وفاء ..


فيصل المصري
أُورلاندوا / فلوريدا
٢٣ كانون الثاني ٢٠١٨

0 comments:

Blogger Template By: Bloggertheme9