يتم التشغيل بواسطة Blogger.

الاثنين، 22 فبراير 2016

إمرأة الوادي المُقَدَّس ... ( ٤ ) ...

نشر من قبل Faissal El Masri  |  in دراسة  7:30 م

امرأة الوادي المُقَدَّس. 
 الصندوق الخشبي المرصّع. 
الفصل الرابع. 

ولما بدأ الهُدهُد بالكلام عن الصندوق الخشبي المرصّع بالجواهر، انقشعّت غيمة ٌ سوداء كانت تلف الوادي، وتوقفّت الرياح العاتية، وساد السكون وسجدت الطيور، وعبق الوادي بروائح الزهور، وبانت روائع رسومات الحواري على مداخل الوادي، وعكست أشعة الشمس اقواس، من قُزح الألوان.
اما هي ابتسمت، وكأن الشمس، والقمر، والنجوم أُخلي سبيلهم، فتعطّر الجوّ برائحة فمها ،،،
وقالت بحنان، ما بعده، حنان ...
ومدّت يدها برفق، ما بعده، رفق الى رأس الهُدهُد ... 
وأسقّته من ريق عسلها، حتى يحلو في تغريداته ...
ويمضي دون ان ينسى شيئا ً  ...
وقالت، له تعالى يا حبيبي ...
وضمتّه اليها، قائلة ان حواسي معك ....
أخبرني ما قصة هذا الصندوق ...
قال،  لها :
أمر هذا الصندوق، عجيب ٌ ،،،،، 
مرصّع من ثلاث جهات ٍ ،،،،، 
لم ار في حياتي، جواهرا ً او احجارا ً كريمة  تضاهيها ،،،،
لا ارى حتى في الوادي، مثيلا ً لها ،،،،
ولمّا سألته، قال لي :
هذا الصندوق، كان هديتّي لحبيبتي التي أبحث ُ عنها،  منذ عقود. 
لما افترقنا، أبّت ان تأخذه معها ،،،،
وقالت لي :
إحفظ هذا الصندوق، وأعدّْه لي، إن ... إلتقينا ،،،
ومنذ ذلك الوقت، وفي كل يوم على فراقنا أضع حجرة ثمينة، على هذا الصندوق، حتى أُحصي الأيام التي غابت، عني.
ولمّا سألته أيضا ً ،،،،،
عن سبب عدم إكمال الجهة الرابعة :
أجاب، بانه توقّف عندما التقى بك، يا سيدتي ،،، 
وأصبح بدّل الجواهر، والأحجار، يحتفظ برسائلك التي ارميها له، كل يوم ....
ضحكت، وقالت :
 إذن، أحبني وانه نسي، حبيبته التي يبحث عنها ....
وأني اذا ذهبت اليه، يستقبلني ويحبني كما أُحِبُّه ،،، انا.  
أجابها، الهُدهُد :
كلا يا سيدتي، انه كاد ان يحبك، ويقع صريع غرامك ،،،،، 
لولا قصقوصة، حملتها اليه  ....
هذه القصقوصة، أخافته، وأرعبته، ودّب الذعر في كيانه ...
إنتفضّت إمرأة آلوادي المُقَدَّس من مكانها ... وصرخت. 
ما هي القصقوصة ...
التي خاف،  منها ؟
تغيّر الجو،
وتلبدّت الغيوم،
وغابت الشمس،
 
وهربت الطيور.  
وجفِلّت الوحوش. 
 
وأمسكت الهُدهُد ،،،،،،
وزجرّته، وكادت ان تقتله ،،،،
هل أخدت قصقوصة، غير التي أعطيك إياها كل يوم ؟
أجابها، الهُدهُد :
 نعم ...

انتهى الفصل الرابع. 

 فيصل المصري
أُورلاندو  / فلوريدا
٢٢ شباط ٢٠١٦





0 comments:

Blogger Template By: Bloggertheme9