يتم التشغيل بواسطة Blogger.

الجمعة، 19 فبراير 2016

خالد إبن الوليد ... أين انت ؟؟؟ عُد ُّ ....

نشر من قبل Faissal El Masri  |  in دراسة  8:34 ص

أين انت .... يا خالد أبن الوليد ؟
الوطن العربي، بحاجة إليك. 
عُد ُّ ... من حيث انت. 

منذ سنوات، تُطالعك الصحف، وتُبهرك محطّات التلفّزة، عن هذا الجنرال، او ذاك، الذي خاض معركة شرّسة، لدحر المنظّمات الإرهابية التي تسرح، وتمرح، في سوريا، والعراق والسلسلة الشرقية لجبال لبنان، وغيرها من البلاد العربية.
والذي يُحيِّر انه لغاية اليوم، تزداد حِدّة الحرب ضراوة ً، وشراسة ً، وما زال الأمل ضئيلا ً بالقضاء التام، والمبرّم على هذه الجماعات، او المنظّمات، بالرغم من ان معظم الجيوش العربية، التى تُحَارب وتقاتل هذه الظاهرة الخطّرة، هي مُجّهزة عدداً، وعدّة ً، وتملك وسائل قِتَال متطوّرة جدا ً، كالطائرات، والبوارج البحرية، والدبابات، والصواريخ، وغير ذلك من وسائل هجومية، ودفاعية ايضا ً.  
وقد وردت تسّميات عدّة، لهذه الجماعات حسب ما يُصّرح به المسؤولين الرسميين العرب، منها :
-/ عصابات مسّلحة. 
-/ عصابات ارهابيه. 
-/ جماعات تكفيرية. 
 -/ الفلول الإرهابية. 
لم نسمع يوما ً من الاعلام الرسمي ان هذه .... الجماعات، والعصابات، تمتلك طائرات حربية، او بوارج بحرية، او أسطولا ً راسيا ً في اي ميناء. 
ولم نسمع يوما ً، ان الجيوش العربية تحارب جيشا ً، جراراً، او عدوا ً يملك رادارات متطورة. 
 كل ما نسمعه هو عصابات، جماعات، وفلول، وغيره من مصطلحات تبعث على الملل، والسقّم، والقنوط. 
واذا اطَّلَعْت على الإحصاءات العالمية، تُدرك علم اليقين، ان الجيوش العربية، تمتّلك اعظم ترسانة من السلاح العصري، في العالم، وينقُصها فقط وسائل التدمير النووي، اما السلاح الكيمائي، والبيولوجي، تعّج المخازن في هذه الدول بالبراميل المكدّسة. 
إذن، ولماذا التأخير في الحسم، والقضاء على هذه ...... عصابات ....الخ. ما دام السلاح موجود ومُتوّفر بكثرة. 
يدور في الأروقة الدّولية، والمحافل العالمية، همسا ً، ولمزا ً،
ويتسّرب من اللجان، المتخصصة الغربية،  (Task    (force  بعض الدراسات والمعلومات، مفادها ان الجيوش العربية بالوضع الحالي غير قادرة على الحسم، لان ما هو مُسَّرب يصل احيانا ً، الى درجة التجريح في كفاءة القادة والضبّاط ، الذين يخوضون ويخطّطون لمعارك، لا تصل الى مستوى المهنية المطلوبة، بل تُقارب او تُوازي، من يُمارس هواية، بدل ان تكون صنعته، القتال، اي خوض غمار الحروب والوغى. 
وجاء في الدراسات، ان حروبا ً كانت أقسى، وأشد هولا ً من حرب الجماعات الإرهابية، جرى القضاء عليها وإبادتها وإنزال الهزيمة النكراء بها، اما هذه الحرب التي جرّت تسميتها حرب الكرّ، والفرّ، صعُبت على جنرالات العرب، ان يحسموها، وينزعوا، فتيلها، ويُخمِدوا نارها، الذي يُدّمر ويحرق المدن، والقرى، والدساكر، في كل فر ٍّ، او كَر ٍّ،  يحصل.
وتأتيك إجابات المسؤولين والقادة العسكريين، على هذه الدراسات، ان أمر الحسم ينقصه القرار السياسي، وان حربا ً كما تراه هذه اللجان، يستّتبع تدميرا ً شاملا للمدن والقرى. 
وتأتيك الإجابة من  task Force،  على حجة التدمير بالقول، انه هناك مُدن تاريخية جرى مسحها عن خارطة التراث التاريخي، في القتال الناشب، وقد عددّوا كم من وسيط دولي حاول تحييد بعض هذه المدن، من الخراب والدمار، وآخرهم دي ميستورا.   
اما حجة القرار السياسي، كان الرد حاسما ً وسريعا ً، بالتساؤل، اي متى كان العسكر في هذه البلاد يحتاج، الى قرار سياسي في تاريخ حافل بالانقلابات العسكرية.
وخلُصت بعض التقارير الى التصريح دون مواربة، ان الدوّل العربية تجنح دائما ً الى الاستعانة بقوات اجنبية لخوض معارك بدلا ً عنها. 
ولهذا، نرى ان التدخل الأجنبي الشرقي، والغربي في هذه الحرب، ما زال خجولا ً، او من قبيل رفع العتب، ما دام تدفق المال للسلاح، يُنعش ميزانيات الدول المصّدرة. 
اما الحروب التي جرى تعدادها، على سبيل المثال لا الحصر : هي،
-/ القضاء على النازية في الحرب العالمية الثانية. 
 -/ القضاء على التمّرد في الحرب الأهلية الأميركية. 
وقد ذكرت بعض التقارير، ان الجيوش العربية الجرّارة بحاجة الى جنرالين لديهما، عقلية، وخبرة، وعلم، وكفاءة، ومهنية قتالية، في إجتياح برّي شامل يسانده كافة وسائل الهجوم، لإجتثاث هذه الدُّملة من اساسها. 
واذا رجعنا الى سجلات المعاهد العسكرية، التي أفردت تفصيلا ً كيف كانت تمتاز عقلية الجنرال الذي، تجتاح جيوشه ارض العدو، نرى ان الأوامر كانت دحر الحجر، لانه قد يكون العدو مختبئا ً تحتها، او قتل الدواجن والمواشي وحرق المزروعات حتى لا يقتات العدو إن بقي حيّا ً.
وقد اوردت بعض الدراسات، أمثلة عن جنرالين هما :
 -/ الجنرال الأميركي، جورج باطون، الذي ابتدع خطة عسكرية، شجاعة للقضاء على معاقل النازية بالحرب العالمية الثانية. 
 -/ الجنرال الأميركي، شيرمان الذي حظي بموافقة الرئيس ابراهام لنكولن، على خطته في سحق تمرّد ولايات الجنوب بالحرب الأهلية. 
أما انا شخصيا ً، فاني أُضيف الى هذه اللائحة جنرال عربي فذ هو، خالد ابن الوليد.
   
ويليام شيرمان، أشهر جنرال في التاريخ، قاد اكبر هجوم برّي، وأطول مسيرة عسكرية، في أواخر الحرب الأهلية الأميركية، بالعام ١٨٦٤، بدء ً من ولاية جورجيا بالجنوب وتحديدا ً من العاصمة أتلانتا، الى المحيط الأطلسي، ومن ثم صعوداً الى معقل الانفصاليين، في كارولينا الجنوبية والشمالية. 
لم يسلم من هذا الهجوم البري، الحجر، والبشر، والدواجن، والمواشي، والمزروعات حتى الأواني المنزلية.  
باتون  Patton، باواخر الحرب العالمية الثانية، تحديدا بنهاية العام ١٩٤٤، وبداية ١٩٤٥، كان على راس الجيش الثالث الأميركي، تمّكن هذا القائد، ان يجتاح قلب أوروبا بسرعة فائقة، بدء ً من النورماندي مروراً بمعركة  Bulge وفك الحصار عن Bastogne, وقد اعتبر، هذا الجيش أسرع جيش بالعالم.
لم يسلم من هذا الهجوم البري، ألا من إستسلم. 
اما خالد ابن الوليد، يقول ابن عساكر، والواقدي انه كان يقاتل في العراق، إذ بكتاب يأتيه من الخليفة الراشدي ابي بكر الصديق، يأمره بالشخوص فوراً الى جبهة الشام لنجدة جيوش المسلمين فيها.
يقول الطبري، وابن الأثير، ان خالداً بدأ سيره من الحيرة في آذار ٦٣٤، واتجه غرباً مخترقاً قلب الصحراء الى واحة دومة الجندل، 
وتعّد هذه المسيرة العسكرية من أطول ما سجّله التاريخ القديم، في أقلّ وقت، وفي قساوتها لانها كانت في قلب الصحراء القاحلة.  
هذه المسيرات، العسكرية غيّرت مجرى التاريخ، وأسدلت الى الأبد مقولة ان الحروب والفتن الأهلية تبقى طويلا ً.
كذلك تٌظهر هذه المسيرات ان الاجتياح البري هو الحل الأمثل، والأنجع، بدلا من حروب الكرّ، والفرّ التي تطول وتطول الى ما لا نهاية. 

إعداد
فيصل المصري 
أُورلاندو / فلوريدا
١٩ شباط ٢٠١٦






0 comments:

Blogger Template By: Bloggertheme9