يتم التشغيل بواسطة Blogger.

الجمعة، 2 أكتوبر 2015

من مآسي الحرب السورية، خُطوط حُمّر جديدة.

نشر من قبل Faissal El Masri  |  in دراسة  10:50 ص

مآسي الحرب السورية، الضرّوس.
والخطوط الحُمّر المرسومة.  

مقدمة :
من المآسي ألمستّجدة، دخول قيصر روسيا الحديثة الرئيس بوتين،  حلبّة الصِّراع في سوريا. 
بادئ ذي بدء، دعونا نتفق على الآتي :
-/ لولا الموافقة الأميركية، والاسرائيلية على التدّخل الروسي في سوريا، لم يكن بوسع البوارج، والطائرات والجنود من دخول ميناء طرطوس، والانطلاق في الأجواء السورية للقصف، والتدمير، من دون تفرّقة. 
-/ أمّا موافقة تركيا، فإن روسيا لا تحسب لها حسابا ً، لأن الدور الذي تقوم به تركيا اليوم، والمطلوب منها دوليًّا ً هو، هو الدور الذي قامت به الإمبراطورية العثمانية البائدة، من تنكيل، وتهجير، وتدمير لما تبقّى من عِزَّة عربية، مُنتهكة. 
تركيا اليوم، هي مثل الذي يصٌب الزيت على النار، وهذا الدور الحقير، برعّت فيه، تاريخيا ً ونجحت، بدليل جحافل، وقوافل، الهجرات آلى أوروبا، وربما للعالم الجديد، الذي تُنظِّمه وتساعد تأجيجه.  
-/ قيصر روسيا، لم يتعّظ من الدرس الذي لقيّه الجيش الأحمر، في أفغانستان، ايام الاتحاد السوفياتي، حيث خلقّت له اميركا، الطالبان من رحّم القاعدة، فألحقت به شر هزيمة، ومنذ ذلك التاريخ، لم يقُّم الاتحاد السوفياتي، ومن بعده روسيا، بالتدخل الحربي خارج حدودها، إلا بالسنة الماضية، عندما جرى تصوير فيلم هوليودي في أُوكرانيا، بأخراج مٌتقّن من الأميركي، والاوروبي.
 أمّا التدخّل في سوريا فإن دلالاته مختلفة، كما سيتضّح. 
-/ في السباق المحموم الى البيت الأبيض، لم نسمع من اي من المرشحين، المتصارعين ( جمهوري، او ديموقراطي ) اي إعتراض، او انتقاد للرئيس الحالي، أُوباما، على سكوته او عدم معارضته التدخل الروسي، لا بل نسمع من المرشح الجمهوري القوّي، دونالد ترامب  كل تأييد، وحماس للتدمير الروسي، ألمبرمّج، والمتفّق عليه، في قصف مواقع الدولة الاسلامية، والقوى المعارضة للنظام، كالجيش الحُّر، بِمَا فيها منظمات أسلامية مسلحة، مُعارضة للنظام، تُساعدها اميركا.   
-/ الوضوح اليوم، في سياسة اميركا في مجريات الحرب السورية، يأخذ منحى نجحت فيه اميركا بالماضي، وهي ان تترك القوى المُتصارعّة على الارض، ان تُدّمر بعضها البعّض. 
-/ يقول الخبراء العسكريون الروس، ان بإمكانهم القضاء على الدولة
 الاسلامية بخلال ٣ أشهر، أمّا الخبراء العسكريون الأميركيون، فانهم يستبعّدون هذا التقييّم، ولا يستغربون ان تبقى هذه الطلعات، والجولات، في التدمير، والتنكيل لأكثر  من ٣ سنوات. 
شخصيا ً أميل الى ما يقوله الخبراء الأميركيون، لان سنة ٢٠١٦، هي سنة انتخابات، في اميركا، والمطلوب ان يبقى صليل السيوف، وصهيل الخيل مسموعا ً في بطاح سوريا، من دون مُنتصّر ٍ او منهّزم ٍ .... حتى يأتِ من يقطف الرؤوس بعد ان تكون قد  أيّنعت، وهذا هو ما سيقوم به الرئيس المُنتخب لأقوى دولة في العالم، اي في العام ٢٠١٧ وما  بعد ٢٠١٧. 
-/ في مُقَابلة مع شارلي روز، أهم مُذيعي محطة  CBC  الأميركية. كان بوتين يطير فرحا ً، ونشوة ً، في كل مرّة يسمع ان الأميركيين يُطلقون عليه لقب القيصر، وكانت ترافق هذه المقابلة، صوّر للقيصر، وهو يمتطي صهوة جواده عار عن الصدر. 
إن الإعلام الأميركي، له أرباب في النفخ، والتطبيل، ومن ثُمَّ ألتنفيس. 
أمّا الادارة الأميركية، لها باع ٍ طويل، في رسم لعبة الامّم. 
فالأدوار، في سوريا، حسب الخطوط الحُمّر. 
الويل، والثّبور، لمن يتجاوز دوره، او يتعدّى الخط الأحمر. 
ولكم في دروس الماضي، عِظّات يا آولي الالبّاب. 

فيصل المصري
أورلاندو / فلوريدا 
تشرين اول ٢٠١٥   

0 comments:

Blogger Template By: Bloggertheme9