يتم التشغيل بواسطة Blogger.

الاثنين، 28 سبتمبر 2015

خواطر، في الديانات الارضيّة .... البوذّية.

نشر من قبل Faissal El Masri  |  in خواطر  1:12 م

 
خواطر، في الديانات غير السمّاوية. 
الديانة البوذّية، 
ديانة، أرضية، روحانية.    


المقدمة :
لقد إتفق رجال الدين اليهودي، والمسيحي، والإسلامي على ان دياناتهم الثلاث، هي سماوّية
وما عدى ذلك هو، إما ديانة أرضية، او وثنية. 
وخاطرة اليوم، هي عن الديانة الارضيّة البوذيّة، والتي يُمكِّن إعتبارها، من الديانات الرئيسية في العالم.  
لقد تمّيز العالم القديم، الشرق الأوسط، والشرق الأدنى، في حِراك دائم  غير مُستقّر ٍ،  وثابت ٍ وعلى وتيرة  واحدة، في المعتقّدات، والنحِّل. فإنشغل  بال  قاطني الشرق  الاوسط  القديم ( سومر وبابل ) بالخلّق،  والخليقّة،  والآلهة، بينما كان  هّمُ  أهل  الشرق الأدنى ( الهند، ومحيطها الواسع  شرقاً ) بصفاء الروح، وتناقلها، من دور الى دور، في الخلّق،  والخليقّة  والآلهة، وما زال صفاء الروح  الهّم الوحيد لديهم.    
تعريف :
كلمة بوذا،  تعني  الفهم،  والإدراك،  والمعرفة،  والنور. 

ولد بوذا،  من عائلة  مالكة  في  شمال  الهند  سنة  ٦٢٣ قبل المسيح  في مملكة ( كييلا ) في جبال الهملايا، ماتّت أمه  وهو طفل  صغير،  وربّاه  والده  وزوّجه  وهو في سن ١٦ عاما ً من عمره. 

كان  بوذا،  يميل الى السكون  والراحة  والتفكير،  والدرس، والتنّسك، وقد  هرب  من  بيت  والده  والتحّق  بجماعة من حكماء البراهّمة،  وهم من اتباع  الدين البرهّمي  الهندي،  وذلك  كي يتعلم علومهم. 

بعد ان وقف على خفايا الدين البرّهمي ، شرع في الاختلاء بنفسه،  يتأمل  ويفكر لمدة ٦ سنوات،  حتى انكشّفت له المعرفة،  وكان حينذاك جالسا ً تحت الشجرة، وسمى نفسه بوذا اي المنّور. 

لمّا وصل  بوذا  وأدرك  المعرفة،  شرع  ينشرها  بين  الناس، وكان يقصد  من  وراء هذا إصلاح  الدين البرهّمي، الذي  كانت  قوانينه،  وأحكامه  قاسية على البشرية  كافة، لان  بوذا  قصد احياء  الرأفة،  والحلم،  في تعاليمه، فآمن  به  خلق  كثير، فطاف في أنحاء الهند، وبدأ  يُظهر  المعجزات،  والكرامات، وقد زار جميع  بلاد شمال الهند، وقام  بالتعليم  والتدرّيس  حوالي ٤٥ سنة،  الى ان  مات وهو  بعمر ٨٠. 
تغلّبت  تعاليم بوذا، على تعاليم  الدين البرهّمي   في ارجاء الهند، ومن ثم  بفضل  تلامذته  وصلت تعاليمه الى الصين عام ٣٧٠ بعد الميلاد. 
انتشرت  تعاليم  بوذا،  في جزر الهند الشرقية  وسيام،  واليابان، وانتقل  ملايين البشر  من الدين البرهّمي، الى عقيدة أفضل، وارقى. 

يعّد،  اتباع الديانة  البوذية  اليوم،  بمئات  الملايين  من النفوس  البشرية. 

لمحة موجزة عن الدين البرهمي الهندي. 

براهّما،  معناه  الدُعّاء، وبما  ان الدُعّاء  هو المؤثر في الكون، لذلك،  وجب عبادة  الدعاء  براهّما، وبات  إلها ً أعظم. 

عند موت الانسان، تخرج  الروح  للامتحان، فان كانت حسنة، تصعد  للسماء، وان  كانت  سيئة  تقع  في واحدة،  من  دور جهنم،  التي  عدّدها  ٢٨ جهنما ً.

ومن اهم، الكتب  الدينية  عندهم  الكتاب  الديني ( فيدا ) 

معابدهم،  تٓكثُر  فيها  الهياكل،  والأوثان،  والتماثيل، وينذر الهنود اطفالهم،  للمعبد  ليكونوا  خدما ً او  راقصات،  طوال  عمرهم امام الآلهة.  

ومن عاداتهم،  حرق جثث موتاهم بالنار، وتطّورت  هذه العادة بأن تحرق الزوجة،  نفسها  بعد موت  زوجها  طائعة، مختارة ً.

وقد أبطّلت  بريطانيا هذه العادة  النكراء، عندما احتّلت الهند. 

الديانة البوذية :
سبق،  وأشرّت الى ان بوذا، قام  بدور اصلاحي  من  داخل الدين  البرهّمي،  مؤسسا ً الرأفة  والحلم، ويلاحظ، ان الشجرة وظِلّها  من الأمور  المهمة  في الطقوس  البوذية، لان  بوذا  سكن تحت  ظل الشجرة،  للتفكر،  والتأمل. 

مات بوذا  قبل  المسيح ب ٥٤٣ سنة. 

روى بوذا عن نفسه،  انه عاش عدة  اجيال  في  عوالم  اخرى، غير الارض، وان الآلهة  براهّما  طلب منه ان  يظهر بالجسد، على الارض، وقٓبِل  طلبه  لان  البشرية  في الارض  بحاجة  الى دين، تكون  أساس  تعاليمه  تقوم  على الرحمة،  والحنان،  والشفقة،  نحو  الضعفاء  ومن  جملتهم  ألمرأة،  ومكافحة  الالم  والشر، في العالم  عوضا ً مما  كان عليه  الدين البرهّمي، من القواعد والقوانين  الجائرة  والظالمة، لأنهم كانوا من عبدة  الأوثان، والأصنام. 

في الديانة البوذية، ان الأرواح  كلها خالدة،  ولها  ثواب،  وعقاب. 
والثواب،  هو الخلود  في  دار السعادة  الابدية  وتسمى ( النرفانا ) اي عالم الآلهة. 

ان الوعي،  عند البوذيين  أساس  كل  بلاء، ولا يمكن التخّلص من  الآلام  الدنيوية  الا  بالتخلّص اولا ً من الوعي،  والفكر،  ثم التخلّص  من  الجسد،  للدخول  في  عالم  النرفانا،  اي  عالم الآلهة،  وهو  دار السعادة  الابدية. 

النرفانا، قد تخّلص الانسان  من الوعي،  فلا  يعي  ذاته،  ولا يعي غيره. وان  الذي  يصل  الى النرفانا،  لا يولد  بعد  ذلك،  ولا يدخل في  الأجسام  الحية  مرة اخرى، وان  آله  دار السعادة،  او الخلود  يسمى ( اميديا )  هو  يحب  البشر،  ويغفر  لهم  خطاياهم،  ويكون  التقدم  اليه  وجلب رضاه  بالتقوى،  وبأعمال البر  والمحافظة  على قواعد  بوذا العشرة.  وهي :

١/  لا تزْنِ.
٢/  لا تَسْكٓر. 
٣/  لا  تكذِّب.  
٤/  لا  تقْض على حياة.  
٥/  لا  تأخذ الا ما يُعطى لك.   
٦/  لا  تأكل  في  الليل  طعاما ً غير  ناضج.  
٧/  لا  تقْتنِ   ألأثاث  الفاخر.  
٨/  لا  ترقص. 
٩/  لا  تستعمل العطور.  
١٠/  لا  تقتنِ ذهبا ً وفضة.  

اما،  الذين  يخالفون  هذه  الأحكام،  تُرْسل  ارواحهم  الى دار الشقاء،  وتسمّى دسيجوف   لتتّعذب  فيها،  بالنسبة  لمخالفتها فقط  وليس  العذاب  الى الأبد،  إنما بحسب ذنوبهم. 

اله العذاب،  هو ( جيما ) وان دعوات  أهل  الميت،  تؤثر في تخفيف  العذاب  بدرجة  محسوسة، وان أفضل  الدعوات،  والمبرّات، هي  ما يقوم  به الناس،  من  خدمة  للدين  وتقديم الهدايا،  والقرابين،  للآلهة،  والمعابد،  وان إسترضاء  الالهة  ( أميدا )  يجعل الالهة  ( جيما )  يُطلق سبيل  المعّذبين  ويردّهم الى  دار  السعادة الخالدة. 

اذا لم تستجب الدعوات،  ولا تنال  رضى  وعطف  الالهة،  فيكون العذاب  كاملا ً حيث  ترسل  الروح  لتدخل  في  جسم  حيوان فيصير،  في حية،  او ضفدع،  او سمكة،  او حمار،  او فرس ، ثم يبدأ  في  حركة  التنقل  من جسد  الى أحسن  منه او اعظم  شانا ً،  حتى  يدخل  ثانية  في  جسم  إنسان،  مرة ثانية، وخلاف  ذلك  يرجع  ثانية  في دورة  تناسخية  ثانية  الى دار العذاب. 

أربعة أشياء عند البوذيين لا تقّدر :

١/  علوم بوذا. 
٢/  مساحة الفضاء.  
٣/  عدد الأجسام الحيّة. 
٤/  عدد العوالم.  

انقسم  اتباع بوذا الى :

١/  الشماليين،  وهم أهل التيبت، ورئيسهم  اللاما. 
٢/  الجنوبيين،  وهم منتشرون في اسيا الجنوبية، والشرقية، والجزر المنشرة على هذه الشواطئ.  

يحلّل بوذا  فلسفة  اللذة،  والالم،  فيقول :
١/  اللذة الناقصة تؤلم. 
٢/  طلب اللذة ألم. 
٣/  للتخلص من الالم  يجب  الابتعاد، عن  طلب اللذة. 
٤/  لمنع الالم، يجب اتخاذ الطريق، الأوسط 
بذلك يكون الطقس المعتمد  عند  البوذيين،  ( خير الأمور أوسطها )

اما الخطايا عند البوذيين :

١/  الاسترسال بالملذات.  
٢/  سوء القصد والنية. 
٣/  الغبّاوة والجهل.  
اخيراً، يلاحظ  ان  بوذا  لم  يذكر شيئا ً عن الله، الخالق  ( الخلق والخليقة )

أقّر،  الثواب،  والعقاب  بعد الموت. 
والثواب،  عنده  هو السعادة  الأبدية، لان فيها صفاء الروح. 

والعقاب،  للذين  يخالفون  وصاياه  وأرواحهم  ترسل الى دار الشقاء،  ليعّذبوا  فيها  الى حين، ثم  يرسلون  الى ادوار التناسخ. 

أعداد 
فيصل المصري 
اورلاندو / فلوريدا
أيلول  ٢٠١٥

0 comments:

Blogger Template By: Bloggertheme9