يتم التشغيل بواسطة Blogger.

الاثنين، 7 سبتمبر 2015

قصة، كراون دايسي، وكريستل. الجزء الثاني، الفصل السابع.

نشر من قبل Faissal El Masri  |  in خواطر  10:28 ص

قصة، كراون دايسي، وكريستل. 
الجزء الثاني. 
الفصل السابع.

 
المواجهة ....

بدأ التوتُّر يخيّم، في شهر تموز من العام ٢٠١٥ في المنزل الريفي في ضواحي باريس، حيث وصلت لتوّها كريستل، ومعها رزمة بريد، تحتوي على ثلاثة كتب كان عميد الكلية قد نصحها بالتمّعن في قرائتها، نظرا ً لان مؤلف هذه الكتّب، هو الاستاذ، القادم من أميركا لمناقشة أُطروحتها، في الاول من أيلول.  
دخلت كريستل غرفتها، فتحت الرزمة، وهالها ان ترى احد الكتب بعنوان ....
قصة، كراون دايسي، وكريستل. 
وصورة الغلاف، لوحة زيتية، لفتاة تُشبه والدتها، عندما كانت صبية، يافعة. 
والغلاف الاخر من الكتاب، باقة من زهور كراون دايسي على شكل قلب. 
اما الإصدار، كان في ٢٠ نيسان من العام الحالي ٢٠١٥
اما الإهداء، فهو موجه الى يوم، ٢١ نيسان، حيث يتقابل الليل والنهار. 
لم تلب ِ نداء والدتها للغداء، بقيت كريستل تقرأ، وتقرأ، وتقرأ، وتفّك الألغاز، وتحِّل الشفرات، والرموز. 
بدأت دموع كريستل، تحجب عنها القراءة، وتنفّست الصعداء، لما حلّت :
 لغز الزهور الذابلة، 
والزهور بين صفحات الكتب، 
والمرآة التي لا تفارق حقيبة والدتها، 
ورسم الزهرة داخل الإطار الذهبي. 
نظرت الى تاريخين، 
٢٠ و ٢١ 
تاريخ نشر الكتاب، 
وتاريخ الإهداء. 
عرفت كل شيئ، ولكن غاب عنها لغة الأرقام التي تُجيدها والدتها، وتؤمن بها. 
دخلت والدتها غرفتها، وهي تستعجلها، العشاء بعد ان غابت عن طاولة الغداء. 
وقالت لها :
كريستل، حبيبتي يكفيك هذا النهار من القرّاءة، 
لم تُجِب كريستل، لان الدموع ما زالت تبلّل وسادتها، فتقدمت والدتها، ونزعت الكتاب من بين يديها، ورمته جانبا ً الا انها استدركت صورتها، على الغلاف، وتصفّحته بعجلة، ونظرت كريستل، الى والدتها والدموع تنهمر، 
وقالت لها :
لا أسئلة عندي، 
زهرة كراون دايسي، عرفتها،
 ولكن، رقم ٢٠ ورقم ٢١، ماذا يعنيان. 
 والصورة الزيتية التي تُشبهك، من أين. 
اريد تفسيرا ً يا، أمي. 
إنهارت الام، على صدر ابنتها، واجهشت بالبكاء، 
وقالت لها، سأخبرك كل شيئ. 
دخلت الام الى غرفتها، وجلبت حقيبة يدها، وأخرجت منها المرآة، وكان بداخلها صورة، نصفها موجود، وهي صورة المؤلف، والنصف الاخر، صورة غلاف الكتاب.
اما رقم ٢٠ دلالته، ان جدتك، كانت تصّر حتى أخر يوم في حياتها، انه يوم مولدي. 
اما الحقيقة في تذكرة الهوية، هو يوم ٢١. 
ماذا تريدين ان تعرفي اكثر. 
أجابت كريستل والدتها، لا شيئ،  
ولكن أود ان أبلغك، ان رفيق الصبا، وحبيب عمرك الذي لم يفارق كيانك، هو الذي سيناقش أطروحتي. 
وقع الكلام كالصاعقة، على الام، 
صرخت كريستل بأعلى صوتها، 
ساعدوني، ساعدوني،
هب ّٓ جدُّها، 
ما بك، ما بك،
نُقلت الدكتورة كريستل، الى المستشفى،
 كما نُقلت نضال منذ أربعين عاما ً ...
ولمّا فتحّت عينيها، قالت 
إبنتها، وهي العالمة القديرة :
اليوم يا أٌمي، أصبحت الاسطورة، قصة حقيقية. 
وفي المقلب الاخر من الكرَّة الارضيّة، كان حبيب كريستل الذي قارب السبعين من عمره، يسأل نفسه، لماذا قبل ان يُسافر، فإنه آن الاوان ان يترّجل عن صهوة جواده، فقرر ان، لا  يسأل الطالبة الأسئلة التعجيزية، التي أعدّها، لا بل رمى معظمها في سلة المهملات، وقال في نفسه، يكفي ان هذه الطالبة، تحمل اسم بطلة روايتي الاخيرة، حتى تجتاز كل الحواجز. 
قرر، ان يعطيها درجة إمتياز، لان أطروحتها فيها نظريات سبق له ان نشرها في مقالات ومدوّنات. 
تقرر موعد سفره، قبل ٥ ايام من مناقشة الاطروحة.  
كان في استقباله، بمطار  أورلي عميد الكلية، ترافقه كريستل بومبيدو.
بعدها، انتقلوا الى جادة الشانزليزيه، فقال وهو يُكّلم نفسه، ويُكلمهما، لو تدرون، ان هذا الشارع كنت احلم به منذ ٤٠ عاما ً، وقد تحقّق حلمي، 
ووجه كلامه، قائلا ً
ألا تعتقدين مَس بومبيدو، هذه أسطورة ؟
أجابته كريستل،
ألا تعتقد، انه يجب ان تكتمل، حتى تصبح قصة حقيقية ؟
نظر اليها، وقال :
معك حق، دكتوره، بومبيدو ...
يجب ان تكتمل، 
يجب ان تكتمل،
حتى تتحوَّل الى قصة حقيقية.  
فرح عميد الكلية، 
وتفاجئت كريستل  
وقال لهما، 
يبدو ان مِس بومبيدو، ستتحفّنا، يوم المناقشة. 
لما وصلوا الى الفندق، عرضت كريستل على الضيف ان تدعوه الى السير في الشانزليزيه، فأجابها ... بكل سرور، مِس بومبيدو.  
سار مع كريستل،  والمساء لا يطّل بسبب الأنوار المنبعثة بإرجاء هذا الشارع العريض، فدعّته الى مقهى رصيفي. 
لاحظت، انه لا يناديها الا مِس بومبيدو. 
ولا يقول لها، مِس كريستل. 
بعد ان ودعتّه، على باب الفندق، قالت له أرجو ان تقبل مني هذه الهدية المتواضعة. 
إبتسم وقال لها، لماذا ؟
قالت له :
ان لديك تعبيرا ً رائعا ً في روايتك، قصة كراون دايسي، وكريستل،،،، اعجبني. 
سألها ما هو التعبير ؟
قالت له، 
..... وٓصْل ِ ... ما إنقطع. 
ولن ينقطع ...
تعّجب، وأخذته الدهشة. 
سلمتّه الهدية، وإنصرفت. 
دخل غرفته، وفتح الهدية وانبهّر نظره، 
إذ الهدية، عبارة عن زهرة كراون دايسي،
 من صناعة كريستال شواروفسكي، الأبيض والأصفر،
مغطّى، برسم هذه الزهرة،
 ممهورا ً ،،، بتوقيعه 
وبتاريخ، الاول من أيلول -١٩٧٤
لم يقو على الكلام. 
لم ينم، 
وإنفجّر فجرا ً،،، هائما ً في شارع الشانزليزيه ....
يفّتش عن كريستل. 
وانه، فهم مُقدِمة الاطروحة. 
وانه، فهم وصل، ما إنقطع ... ولن ينقطع. 
وانه، فهم ... يجب ان تكتمل ....

قصة، كراون دايسي، وكريستل. 
الجزء الثاني. 
الفصل السابع. 
اورلاندو / أيلول / ٢٠١٥


  

0 comments:

Blogger Template By: Bloggertheme9