يتم التشغيل بواسطة Blogger.

الخميس، 8 فبراير 2018

أخوَّت شانيه، والأمير بشير الشهابي ..

نشر من قبل Faissal El Masri  |  in دراسة  8:14 م

أخوَّت شانيه ..
أو،  حسن حمزه ..
وعلاقته مع الامير بشير الشهابي ..

تعريف :

هو، شخصية لبنانية، عاشَّت  بالقرن  الثامن  عشر، في عهد الأمير بشير الشهابي الكبير .. 
هو، إدعى أنه ( أخوَّت، أي مجنون ) ..
والأمير، إدعى  المنافقون من شهود مصطبَّة  تأريخ تاريخ  لبنان، الإمارة الشهابية، بأنه أمير عادل ..

المُقدِّمة :     

لقد حفِل التاريخ القديم، بشخصيات إدعَّت الغباء، أو حتى الجنون من أجل تجنُّب نزَّق الحاكم، او ظُلم السلطة، وأزلامها، على أراء ٍ يقولونها مُناقضة لسياسة الدولة ..    

أردت من هذه الْمُدوّنة ان أسرد قصة هذه الشخصية اللبنانية، حسن حمزه المشهور بأخوَّت شانيه التي عاشت ايام حكم الأمير بشير الشهابي الكبير  بقالب أدبي، تاريخي، فيه بعض العِبَّر، أعرض فيها أخبار هذا الانسان، كما  إستفاضَّت محطات التلفزَّة اللبنانية منذ سنوات، بتشخيصه في مسلسلات قام ببطولتها، وأجاد في تقليدها الممثل اللبناني نبيه ابو الحسن، من قرية بتخنيه ..

وكما ورد تواترا ً عن أخوَّت شانيه  من أخبار ..
وما وصل إلينا عنه من قصص مرويَّة، من السلف معظمها

قصص، مُضحكة، مُبكية، مُنبهَّة، ومُشيرة الى ذكائه الحاد، ومشورته السديدة، لحاكم وأمير ذلك الزمن، وهو الامير بشير الشهابي، المشهور بأبو طبيخ لأنه أكول، وشرِّه، وأناني، وخسيس، ونزِّق خُلقا ً وأخلاقا ً، ومُحرِّض، وفتنوي وما نقرأه في كتب التاريخ المفروضة على أبنائنا في المداس اللبنانية، ما هو إلا أخَّس صوٌَر الكذب، والنفاق والدجل التاريخي ..

ومع ذلك ..
وبالرغم من ذلك ..
أُطلق عليه .. 
وما زال يُشار اليه .. 
ب أخوَّت شانيه .. 

  -  مما لا شك فيه ..
ان أخوَّت شانيه عاش في ظل حكم فاسد، ظالم، جاهل، وحاكم أرعن، ومستبِّد، ومُفتعل للخلافات، بين العائلات الروحية، والقرى ..  

في كتابه الروض النضير، يقول الأمير حيدر احمد الشهابي  ..
( في هذه السنة ١٨١٦موقعَّت العداوة بين أهالي شارون وأهالي شانيه من قرى الجرد في عهدة المشايخ من بني عبد الملك، فظهر تعصَّب من المشايخ، فغضب عليهم الامير بشير الشهابي، ورفع يدهم عن الجرد )

وهذا فيض، من غيض هذا الأمير الذي حكم، وساد حكمه على زرع الخلافات، بين العائلات الروحية، والمدنية وبث الْفِتَن، تشبها ً بأسياده، وأربابه من بني عثمان، تلك الخلافة الفاسدة، والمفسدة على كافة العرب ..
وقد أثبت التاريخ الصحيح، والصادق  أنه .. 
بدأ في عهد  الامير  بشير الشهابي الكبير جثة ً، والحقير والفاقد عقلا ً والخائن لشعبه، بدأ في عهده غروب، وأُفول، نجم الموحدُّون الدروز وإنحسار شمس سلطتهم السياسية، في جبل لبنان، ويطول البحث في هذا الدور الحقير، في غير مكان من هذه المُدونَّة .. 

أما في قصة أخوَّت شانيه ..
فإن عناصر إدعاء الغباء، وحتى الجنون من أجل تجنُّب ظلم السلطة، متوفرة في سيرة هذا الانسان .. 

حسن حمزه، ولد في قرية شانية، بالقرب من الطريق الدولبة بيروت / دمشق،  في قضاﺀ عاليه، محافظة جبل لبنان .. 

شانيه ..
تسمية سريانية .. مثلها مثل معظم القرى اللبنانية،  وتعني الاشـــخـــاص المتنقلين، كعادة أهل ذلك الزمن البعيد .. 

تضم شانيه .. 
العديد من العائلات التي تنتمي الى طائفة الموحدين الــدروز .. 
ومنها عائلة آلِ حمزة التي برز فيها، وإشتهر منها شخصية تاريخية، في عهد الامير بشير الشهابي الكبير، ويدعى حسن حمزة .. 
تقول الأخبار المتواترة، والمتناقلة شفهيا ً والتي وصلت إلينا من أن فلان قال ..

ويعود السبب في أن تدوين الأخبار والاحداث خطيا ً، إقتصر فقط على العائلات الدرزية الإقطاعية، دون باقي العائلات العامية ..

وحتى يتم الحبك التناقضي في هذه القصة ..
يقال، ان حسن حمزه كان مقربا ً من زوجة الامير بشير الشهابي السِّت شمس، لأنه كان يواسيها بأخباره المضحكة، ويكرِّب عنها، وعن أحزانها ..
وفي هذا القول غموض وأرتباك، إذ كيف يحظى إنسان معروف عنه بأنه أخوَّت فيه لوثة، من التقرُّب الى أميرة، هي بالوقت عينه زوجة أمير ظالم للرعية .. ويقدم لها البسمة على أطباق من الضحك، والحبور، والفرح .. 

وتضيف هذه الرواية المحبوكة بخيوط هزيلة، أن الاميرة قامت بتقديم أخوَّت شانيه الى زوجها الامير  من أجل أن يحكي له قصصا ً مضحكة فيدِّب السرور، والحبور في قلب الامير، الحاقد، العابس، والملتحي حتى أخمص قدميه ..

وتقول الروايات .. 


أن أخوَّت  شانيه، إقترح على الامير، أثناء هيجانه، وتسلطه، وغضبه عندما وقع في أزمة جر المياه الى قصره الجديد في بيت الدين، ونصحه أن يأمر  شعبه، ورعيته الى إجتماع  طاريئ، لبحث مسألة وصول المياه الى القصر، والقرى المحيطة به .. 

كان رأي أخوَّت شانيه، أن يتم إستجرار المياه من نبع الصفا، وهي قرية في قضاء الشوف، قريبة من قصر الامير في بيت الدين ..

كانت عبقرية أخوَّت شانيه ..
أن يعطي الامير أمرا ً همايونيا ( نسبة الى أسياده بني عثمان )  بأن يصطَّف سكان القرى المحاذية، في خط طويل، من القصر حتى النبع، وكل إنسان  يحفر مقدار طوله، وكأنه يحفر قبره بيديه حتى يدفن فيه، اذا لم تُجَّر المياه الى القصر ..  

ولطالما هذا الأمير، مجبول بدم فاسد، وبصفات الحقد في شرايينه ..
أعجبته هذه الفكرة، الجهنمية، الظالمة، وأخذ بها فورا ً ..

وقد تم بعد أخذ هذه المشورة من أخوَّت شانيه،  جُرَّت المياه الى قصر بيت الدين .. 

ماذا كان لهذا الانسان من تكريم في ذلك الزمن ...
يقال ...
ان الأمير بشير الشهابي أعفى بلدة شانيه من الرسوم على المياه، مع أني شخصيا ً أستبعد هذا الإجراء، لانه غير منصوص عليه، في فرمان أميري، بالاضافة الى أن خِصال هذا الأمير، لم يكتنزها التسامح والاخلاق الرفيعة في الكرم، والجود ..  

أما في الوقت الحاضر ..

 - فإنه من المؤكد أن قرية شانيه .. 
وتخليداً لذكراه ...
أقامت له، نصبا ً تذكاريا ً ..
وحديقة عامة بإسمه ..

 - وإنه من المؤكد أن شعب لبنان بكافة أطيافه، وأديانه، ومذاهبه، وملله، وأحزابه يفتشون عن رجل أخوَّت مثل حسن حمزه، يقترح، أو يشير على أولي الامر في لبنان الحالي ..

 - كيف يَجُّر المياه الى العاصمة بيروت، لان القرى أصبحت دساكرا ً منسيَّة، باتَت تقوم بتجميع أمطار فصل الشتاء ..

 - كيف يَجِّر الكهرباء الى المنازل، وهم على أهبة خوض غمار مجاهل الأعوام القادمة، في مجالات الكهرباء، والمياه، والطرقات، ووووو الخ ..

 - أما منزل حسن حمزه، او أخوَّت شانيه ...

فإنه من قبيل ..
أثرا ً بعد عين ..
اي لا يوجد، او هُدِم .. 


بعض الأخبار المتواترة، عن أخوَّت شانيه :



يُحكى عن أبناء البلدة ..

أن الرجل لم يكن مجنونا، بل كان يتميز  بحنكة، ودهاﺀ ..

وروى احد الاهالي .. 
أن الامير بشير كان يملك العديد من الخيول الاصيلة، ومن بينها فرس زرقاﺀ محببَّة اليه، وكانت هدية من  نابوليون بونابرت، وقد وُجدت نافقة في احد الأيام .. 
خاف سايس خيول الامير من موت الفرس، التي يحبها الامير ..
فإستهاب كثيرا من غضبه ..

إستعانت حاشية الامير،  بأخوَّت  شانيه ..
تكفل أخوَّت شانيه بإبلاغ الامير شخصيا ً  ..
ودخل على الامير كعادته، ضاحكا ً مُبتسما ً ..

وقال له ..
يا .. مير كل ولاد الرعِّية بيحبوك وبيحلفو بإسمك ..
فبدا السرور على وجه الامير ..

فتابع قائلا :
حتى الفرس الزرقا نايمي ع. ظهرا وما عم تتحرَّك ..
فإرتعدت  فرائص الامير .. وغلَّت الدماء في  شرايينه ..

وقال .. مُزلزلا ً .. 
ماتَّت .. الفرس ؟
فجاوبه أخوَّت شانيه ..
إنت .. قلت ..

 اخيرا ً ..

أنا، أقول ..
كم نحن شعب لبنان الأبي، العنيد، الصامد، الفالح، الغانم، الذكي، بحاجة، الى  ..

أخوَّتين ..
أحدهما، مسلم .. 
وأخر، مسيحي .. 
وعلى أُرجوزة ..
٦ و ٦ مكرر ..
حتى لا يدِّب العويل ..
والنحيب، والويل والثبور ..
على ضياع حقوق الطوائف ..
وبذلك ..


يكتمل النِقْل، بالزعرور ..
ويعود لبنان، بلد النور والإشعاع ..

فيصل المصري
أُورلاندوا / فلوريدا

٩ شباط ٢٠١٨

0 comments:

Blogger Template By: Bloggertheme9