العرب، والإسلام ...
والمجد التليد ...
سقوط بغداد.
الخلافة العباسية، وسقوطها ...
في هذا البحث، أُحاول جاهدا ً تصوير، وكتابة، وشرح الطرق الهمجيَّة، والبربرية التي إعتمدها المغول في حربهم ضد الخلافة العباسية ..
بغداد، عاصمة الخلافة الاسلامية العباسية.
كانت، بغداد من أفضل المراكز الفكرية بالعالم.
وكان تدمير المغول لبغداد، بالعام ١٢٥٨م. بمثابة ضربة معنوية للإسلام .. ومن بعدها سقوط الأندلس، التي كانت الضربة القاضية.
وكانت الضربة من القوة بحيث لم تستّرد بغداد عافيتها، والى الأبد.
بعد سقوط بغداد ..
تحوّل الاسلام فكريا ً وازدادت الصراعات، ما بين الدين، والفكر، وأصبح الدين، أكثر تحفظاً، من ذي قبل.
بإستباحة بغداد ..
ذبل النشاط الفكري، بسبب هجرة وهرب الادمغة.
ملأ المغول، قنوات الري بالطين وأفرغوا العراق من السكان.
هجَّر المغول سكان بغداد، من المدينة.
كان الغُزاة ..
وكأنهم ضِباع جائعة، تنهش أي مخلوق أمامهم ..
أو كذئاب مسعورة، تهاجم الخراف ..
نشروا الموت، والرعب ..
كانت، الأسِّرة والوسائد المصنوعة من الذهب، والمرصّعة بالجواهر تُقطع بالسكاكين، حتى تُؤخذ.
أمّا الذين تستّروا خلف لباس الحريم سحبوا على الأرض، في الشوارع، والأزقَّة حتى أضحوا إلعوبة.
مات الناس بين يدي الغزاة، من كثرة الخوف.
وقد أصاب الناس في هذه السنة بالشام، وباء شديد، وذكروا أن سبب ذلك فساد الهواء والجو، من كثرة القتلى ببلاد العراق، وانتشر حتى تعدى إلى بلاد الشام.
ذكر المؤرخون ..
بأن غزو المغول بالعام ١٢٥٨م. قد دمّر الكثير من البنى الأساسية للري والتي كانت موجودة منذ حضارة ما بين النهرين، قبل آلاف السنين.
دُمرَّت قنوات الري، بسبب الأوامر العسكرية، وكانت من أعظم الأعمال التهديمية، والتخريبية التي ارتكبها هولاكو، هي التخريب في السدود، والأنهار، وطُرق الإسقاء.
وبسبب قتل أناس كثيرون، وهروب غيرهم أدى إلى عدم تصليح نظام الري، لعدم وحود عمال، لانها ُملئت بالطين والطمي.
قام هولاكو، بسجن الخليفة المستعصم بالله مع، ما كان يملكه من كنوز وجواهر، حتى خر َّ الخليفة ميتا ً بسبب الجوع.
وحشية المغول الغزاة، تمثّلت في الآتي :
-حصار بغداد في ٢٩ كانون الثاني من العام ١٢٥٨م.
- وفي ٥ شباط حاول الخليفة المفاوضة.
- وفي ١٠ شباط، سقطت بغداد.
وبدأ المشهد الرهيب، يُخيًّم على :
- بيت الحكمة :
كان يحتوي، على عدد غير محدود من الوثائق، والكتب التاريخية النفيسة، ومن المواضيع التي تناولتها هذه الكتب :
-من الطب، إلى الفلك وجميعها جرى إتلافه.
اما الناجين من البشر، قالوا بأن دجلة، كان لونه أسودا ً من الحبر، لان الكميات الهائلة من الكتب المرمية بالنهر، فاقت كل تقدير.
قليل جدا ً من الأهالي حاولوا الفرار، ولكن المغول كانوا يعترضونهم، ويقتلونهم بشكل عشوائي.
عدد القتلى فاق كل التقديرات إذ قيل انه كان حوالي 90,000 ولكن تقديرات أخرى أعطت أعدادا ً أكبر بكثير من هذا الرقم، أي من 200,000 الى اكثر بكثير.
المساجد، والقصور، والمكتبات، والمستشفيات، نُهبَّت ثم دُمرَّت.
الأبنية الكبيرة، ُنهبت، وأحرقت ثم سَوِيًّت بالأرض.
تم القبض على الخليفة، وأجبر على رؤية الدمار الحاصل في بغداد، كذلك
أجبروه على مشاهدة عمليات قتل الناس، ومُعاينة كيف تُنهب كنوزه كلها.
تكاد تتفق معظم الروايات على أن الخليفة، قتل دهسا بالخيل ..
وقد جرى لفه بواسطة السجاد، وجعلوا الخيل تدوسه حتى الموت ..
وقد قتل هولاكو، كل أولاد الخليفة ما عدا واحدا ً منهم اخذه الى منغوليا.
وكان أهل بغداد، وسكّان الخلافة العباسية، يعتقدون بأن الأرض ستغضب كثيرا إن مسها دم ملكي ..
حتى ان الخليفة العباسي يؤازره وزير الدولة إبن العلقمي، آمنوا، بان هولاكو سيواجه الغضب الرباني إن دخل بغداد عنوة ً.
ويقال ان أخ هولاكو، مونكو خان أمره بأن يحافظ على الخلافة إن وافق الخليفة على إلاستسلام.
اضطر هولاكو، الى ان ينقل مخيمه عكس الريح عن المدينة، بسبب رائحة الجثث، ودخان الدمار المُنبعث من المدينة.
كان المغول يدمرون كل مدينة تبدي أي مقاومة لهم ..
اما المدن والقلاع التي تستسلم مباشرة لهم، كانوا يتركوها لتنجوا.
تدمير بغداد كان نوعا ًمن الحرب النفسية، حتى يجعل المدن أو الولاة الآخرين يستسلمون دون قتال، وقد نجح ذلك لما هاجم دمشق.
ولكنه فشل فشلا ذريعا مع المماليك، الذين هزموا المغول بعين جالوت، وهي المعركة الأولى التي لم يستطع المغول الانتقام لها.
فيصل المصري
أُورلاندو / فلوريدا
٢٥ شباط ٢٠١٧
0 comments: