يتم التشغيل بواسطة Blogger.

الأحد، 8 يناير 2017

فارس الخوري، كان .. وما يزال في ضمير لبنان .. ( ١ )

نشر من قبل Faissal El Masri  |  in دراسة  5:52 م

فارس الخوري ...
كان، وما يزال في ضمير لبنان. 



فارس الخوري .... 
هو ...
مُفكِّر، وسياسي، سوري رهيب، ومُخيف للأعداء.  
  - وُلِد  بالعام   1873م. في قرية الكفير في لبنان، قضاء حاصبيا محافظة الجنوب.   
 - ينتمي الى الديانة، المسيحية  البروتستانتينية. 
تلقّى فارس الخوري العلم في، مدرسة قريته. 
ثم بالمدرسة الأميركية في، صيدا. 
وفي العام  .1897 م حصل على شهادة بكالوريوس في العلوم من  الجامعة الأميركية. 
درس اللغتين الفرنسية، والتركية بنفسه، من دون معلم.  
أخذ يطالع، ويتعلَّم الحقوق لوحده ..
ثم إمتهن مهنة المحاماة بدمشق ..
وتقدّم إلى إمتحان معادلة الليسانس، فنالها في عام  1908م. 
كان فارس الخوري، مولعا ً بالشعر، والأدب. 
 في عام  1914 أُنتخب فارس الخوري نائباً عن دمشق في مجلس المبعوثان العثماني. 
في عام  1916م سجنه جمال باشا بتهمة التآمر على الدولة العثمانية، وفيما بعد، أُثبتَّت برائته ونفيّ إلى، إستامبول. 
عاد فارس الخوري إلى دمشق بعد إستقلال سوريا، عن الحكم العثماني.
وفي عام  1919 م عين عضواً في مجلس الشورى في عهد الشريف فيصل. 
كما سعى فارس مع مجموعة من أصدقائه إلى تأسيس معهد الحقوق العربي، وكان هو أحد أساتذة المعهد. 
كما إشترك في تأسيس المجمع العلمي العربي بدمشق.
تولّى فارس الخوري وزارة المالية، في الوزارات الثلاث التي تشكلّت خلال العهد الفيصلي في سوريا.
أُنتخب نقيبا ً للمحامين واستمر خمس سنوات متتالية. 
كما عُين حقوقيا ً لبلدية دمشق. 
وعُين استاذا ً في معهد الحقوق العربي.
وله مؤلفات في القانون. 
أَسّس  فارس الخوري مع مجموعة من المواطنين في سوريا حزب الشعب ردا ً على ظُلم السلطة الفرنسية، 
وعندما قامت الثورة السورية الكبرى عام  1925م  أُعتقل فارس الخوري، ونفيّ إلى معتقل ارواد. 
وفي عام  1926م نفيّ  فارس الخوري إلى خارج سوريا، ايضا ً.

شارك فارس الخوري وعدد من الشخصيات الوطنية في تأسيس الكتلة الوطنية، وكان  نائبا ً للرئيس. 
وبعد أضرابات العام  1936م للمطالبة بإلغاء الانتداب الفرنسي، عن سوريا، تم الاتفاق على عقد معاهدة. 
كان فارس الخوري أحد أعضاء هذا الوفد، ونائبا ً للرئيس.

وفي عام   1936م أُنتخب فارس الخوري رئيساً للمجلس النيابي،   
وفي عام   1944م عين رئيسا ً لوزراء سوريا ...
ووزيرا ً للأوقاف الإسلامية .. ( مسيحي عربي، وزيرا ً للأوقاف الاسلامية ) أين نحن الان، آلاف السنين للوراء. 

في عام   1945م ترأس الخوري الوفد السوري الذي كُلّف ببحث قضية جلاء الفرنسيين عن سوريا أمام منظمة الأمم المتحدة، التي تم تأسيسها في نفس العام، حيث اشترك الخوري بتوقيع ميثاق الأمم المتحدة نيابة عن سورية، كعضو مؤسس.

أُنتخب فارس الخوري عضوا ً في مجلس الأمن الدولي
 من  العام 1947 إلى  1948م.    
كما أصبح رئيسا ً، له في أب  1947م.

عاد فارس الخوري إلى بلاده بعد انتهاء عضوية سورية في مجلس الأمن الدولي. 
وعلى أثر الانقلاب الذي قام به حسني الزعيم، ثابر  على عمله في الحقل الدولي، وترأس الوفود السورية إلى هيئة الأمم، متابعا ً نضاله ودفاعه عن القضايا العربية.

في عام   1954م طلب رئيس الجمهورية هاشم الأتاسي من فارس الخوري تشكيل الحكومة. 
وقد عُرف عنه انه كان متجردا ً في أحكامه، عميقا ً في تفكيره، صائبا ً في نظرته.
أقوال فارس الخوري  في،  الإسلام :
( يمكن تطبيق الإسلام كنظام دون الحاجة للإعلان عنه أنه، إسلام )
( لا يمكننا محاربة النظريات الهدامَّة التي تهدد كلاً من المسيحية، والإسلام، إلا بالإسلام )
من أشهر مواقفه الوطنية :
خطاب فارس الخوري امام الجنرال  غورو بعد أيام من معركة ميسلون عام 1920م  حيث قال :
 نعم يا عطوفة الجنرال … 
هذا بالفعل كان القصر الملكي أيام الملك فيصل، 
لقد بناه الوالي العثماني ناظم باشا رحمه الله، 
وسكنه فيما بعد جمال باشا وقت الحرب، 
ثم الجنرال اللنبي، 
ثم فيصل، 
والآن أنتم، 
إنه لأمر مثير للتفكير ..
لقد جلسنا في هذه القاعة مع كل هؤلاء الرجال وشاهدناهم واحد تلو الآخر يغادرون دمشق، 
ولكن بقينا نحن،
 وبقي القصر. 
وهناك موقف سياسي مشهور، لن يُكررّه التاريخ إطلاقا ً...
وسيبقى دُرّٓة في تاج عُظماء، وكِبار رِجالات سوريا، والعرب الأبطال ...
هو، موقف فارس الخوري، مُمثل سوريا في الامّم المتحدة، عندما دخل إلى قاعة الأمم المتحدة حديثة المنشأ، بطربوشه الأحمر، وبذَّته البيضاء الانيقة، قبل موعد الاجتماع الذي طلبته سوريا من اجل رفع الانتداب الفرنسي عنها بدقائق، وإتجه مباشرة إلى مقعد المندوب الفرنسي لدى الأمم المتحدة، وجلس على الكرسي المخصّص لفرنسا. 
بدء السفراء بالتوافد إلى مقر الأمم المتحدة بدون إخفاء دهشتهم من جلوس فارس بيك في المقعد المخصّص للمندوب الفرنسي، تاركا ً المقعد المخصص لسوريا فارغا ً ...
ومن ثم دخل المندوب الفرنسي ووجد فارس بيك، يحتَّل مقعد فرنسا في الجلسة، فتوجه اليه وبدأ يقول له :
ان هذا المقعد مخصص لفرنسا، ولهذا وضع أمامه علم فرنسا. 
وأشار له إلى مكان وجود مقعد سوريا، مستدلا عليه بعلم سوريا. 
ولكن فارس بيك لم يحرّك ساكنا ً، بل بقي ينظر إلى ساعته، 
ويردد : 
دقيقة، اثنان، خمسة، إستمّر المندوب الفرنسي في محاولة إفهام فارس بيك، بأن الكرسي المخصص له في الجهة الأخرى، 
ولكن فارس بيك استمر بالتحديق إلى ساعته، 
يردد : 
عشر دقائق، أحد عشرة، اثنا عشرة دقيقة.

وبدء صبر المندوب الفرنسي بالنفاذ، 
واستخدم عبارات لاذعة ولكن فارس بيك، أستمّر بالتحديق بساعته، تسع عشرة دقيقة، عشرون، واحد وعشرون…

واهتاج المندوب الفرنسي، 
ولولا تدخل سفراء الأمم الأخرى بينه وبين فارس بيك ...
وعند الدقيقة الخامسة والعشرين، تنحنح فارس بيك، 
ووضع ساعته في جيبه، 
ووقف بابتسامة عريضة تعلو شفاهه، 
وقال للمندوب الفرنسي :

سعادة السفير، 
جلست على مقعدك لمدة خمس وعشرين دقيقة، فكدت تقتلني غضبا ً  وحنقا ً ....
سوريا إستحملّت سفالة جنودكم، خمس وعشرين سنة، 
وآن لها ان تستقّل.

في 22 شباط عام  1960م    
أُصيب فارس الخوري بكسر في فخده الأيسر وكان يعاني من آلم المرض الشديد في مستشفى السادات بدمشق، 
وتوفي، يرحمه الله مساء الثلاثاء  2 كانون الثاني عام 1962م. 
وكانت له أعظم جِنازة، شهدتها العاصمة دمشق. 

فيصل المصري
أُورلاندو / فلوريدا
٩ كانون الثاني ٢٠١٧

0 comments:

Blogger Template By: Bloggertheme9