يتم التشغيل بواسطة Blogger.

السبت، 28 يناير 2017

الرئيس دونالد ترامب ... ملك غير مُتوَّج .

نشر من قبل Faissal El Masri  |  in دراسة  4:13 م

الرئيس دونالد ترامب ...
ملك ٌ غير مُتوَّج ..
 ( هذه الْمُدوّنة دراسة، تاريخية ودستورية، ليس إلا .. )
إقتضى التنويه. 

توطئة :
عبارة ..
ملك ٌ غير مُتوَّج عنوان لمدونَّتي، لا يتعدَّى كونه إستعارة لغويَّة ليس إلا. 
ولا علاقة له، باي تشبيه، ديني، سبق وأُطلق على السيد المسيح.
ولا علاقة له ايضا ً بما قيل،  ويقال  في اميركا اليوم، عن دونالد ترامب بانه :
 Messenger. 

او مبعوث من الله، للتخلُّص من المفاسد المستشريَّة. 
هذه الْمُدوّنة، تُلقي الضوء على صلاحية رئيس الولايات المتحدة الأميركية حسب الدستور الذي أُعلن عام ١٧٨٩ وما تضمنَّه من تكريس لمبدأ : فصل السلطات .. 
Checks and balances 
الذي يُحدِّد صلاحيات السلطات التنفيذية، والتشريعيَّة، والقضائية بحيث لا تقوى إحداها، على الثانية او الثالثة ...
إلا بالأوامر الرئاسية التنفيذية :
Executive  Orders 

التي هي من صلاحية الرئيس، فقط. 
ما هي الصفة القانونية لل .. القرارات الرئاسية التنفيذية ؟ 
يعود تاريخ، هذه القرارات التنفيذية القوية، النافذة على أصلها الى الأجواء يوم وضع الدستور الأميركي، منذ اكثر من قرنين من الزمن، بعد ان  إستقلَّت الولايات ال ١٣  عن بريطانيا العظمى حيث  كانت سلطة الملك أنداك، ( كما كانوا يدَّعون )، مُستمدَّة من الله اكثر من  القوانين الوضعية. 
ومن المؤكد، قانونيا ً ...
ومن الناحية، الدستورية ...
إن قرارات رئيس الولايات المتحدة الأميركية التنفيذية، تجعله الملك غير المُتوَّج  عمليا ً بحيث أن عدم تنفيذها، او عدم تطبيقها يؤدي الى عواقب وخيمة ..
وقد ذكر بعض مؤرخي التاريخ، ان فئات كبيرة من الشعب الأميركي، خاصة المزارعين في الدساكر والقرى، إستمّروا على إطلاق تسمية الملك على الرئيس، حتى فترات لاحقة ..
أما الملفت للنظر، انه من خلال  دراستي  لأسباب الحرب الأهلية الأميركية بالعام ١٨٦١، هناك سبب واضح وهو  قيام الولايات الجنوبية الاعتراض على قرارات الرئيس التنفيذية،  التي أصدرها الرئيس آبراهام لينكولن ... 
وقد أدى عدم تنفيذ هذه القرارات، مع أسباب أُخرى الى الحرب الأهلية، التي حصدَّت وحرقَّت الأخضر، واليابس. 

لماذا هذه المقدمة القانونية، الدستورية والتاريخية ؟
لاننا اليوم وبخلال أسبوع واحد من تولِّي الرئيس ترامب سُدَّة الحكم نقف امام أزمة تنذر بعواقب وخيمة، وهي الإعتراض على بعض هذه القرارات الرئاسية من قِبَل بعض الولايات ..
والسبب، او الأسباب لهذه الأزمة السياسية :
 - لم يجر ِ تنصيب الا ٤ وزراء من أصل ١٤ من حكومة الرئيس ترامب، لأن طريقة الاعتراض من الحزب الديموقراطي الخاسر، هي التأخير، والمماطلة في تثبيت باقي الوزراء. 
والعجيب ان الوزراء الموافق عليهم هم جنرالات من ذوي ٤ نجوم، وهذا له أسباب، ودلالات قال عنها الرئيس ( أنهم .. خافوا منهم ). 
 - ردَّة فعل الرئيس،  على التأخير والمماطلة في تثبيت وزرائه، قيامه بإصدار عدة قرارات تنفيذية رئاسية، قوية، حازمة، وحادة جدا ً ..

ومن المتعارف عليه، ان هذه القرارات الرئاسية التنفيذية، يستعملها الرئيس عندما لا يريد ان يمر من خلال السلطة التشريعية، قاصدا ً العجلة في تطبيق سياستة. 
ولكن الوضع في هذه الفترة العصيبة، غير ذلك. 
يهمني ان أذكر قرار رئاسي تنفيذي اصدره الرئيس، منع فيه، منح تأشيرات  وسمَّات الدخول الى اميركا من عدة دول عربية، واسلامية، وقد إستثنى هذا القرار لبنان. 
وهذا يعني ان اللبناني ..
طالب الهجرة، او التلميذ، او السائح .. الخ. ما زال بإمكانهم القدوم الى اميركا، وفق الشروط الموضوعة سابقا ً، مع تدقيق أضافي إلزامي على السفارة الأميركية، بأن تتشدَّد في تطبيق، قاس ٍ وحصري جدا ً في الأصول المُتبعَّة لمنح التأشيرات ..
هذا القرار، بمنع الدخول او منح التأشيرات لبعض الدول العربية .. 
إستدعى مني هذه الْمُدوّنة ..
قد تكون نصيحة .. 
لانه ..
بات واضحا ً ان التعليمات أُعطيَّت الى السفارات، والمطارات، والموانئ، والحدود البرية الى التشدَّد على القادمين، والزائرين، والسواح، والطلاب وحتى حاملي الغرين كارد،  ( أي الإقامة في اميركا ).  
هذا الوضع، الإستثنائي الحرِّج، والدقيق يتطّلب  من أفراد الجالية اللبنانية في اميركا، ( من كافة الطوائف ) والذين يحملون الجنسية الأميركية، ان :
يخففُّوا من إبداء رأيهم المعارض، للرئيس الأميركي الجديد، مُستندين الى حقهِّم  الدستوري، لان هذا سيؤثر حتما ً على اهلهم حاملي الغرين كارد، وحسبي في ذلك قول ...
قُل .. كلمتك، وإمشي.  
ومع ان هذه الإجراءات التي يجري تطبيقها الان، لا تطال لبنان ..
ألا ان التشدُّد بات واضحا ً حتى على حاملي الغرين كارد، بغّٓض النظر عن الدول التي ذكرها القرار التنفيذي الرئاسي. 

هذا ما أردت توضيحه في هذه الْمُدوّنة ..

فيصل المصري
أُورلاندو / فلوريدا
٢٨ كانون الثاني ٢٠١٧




  
 

0 comments:

Blogger Template By: Bloggertheme9