Pages

الأربعاء، 30 مارس 2016

الإعلام الأميركي، أسخف من الإعلام اللبناني ... بأشواط.

الإعلام الأميركي، أسخف من الإعلام اللبناني. 

في أميركا، نعيش في نعيم، ولا يُعكّر صفو خاطرنا، ولا يُقلق أمننّا، المحلّي، والاقليمي، والدولّي إلا تلك الصحافيّة التي أقامت دعوى على مدير حملة المُرَشَّح دونالد ترامب، لانه مسِك يدّها بشدّة، وأبعدها عن ترامب. 
وفي لبنان، يعيش أهله بسعادة، وهناء، وحُب ولا يخدِش حياء، وسكون، وأمن هذا البلد، ولا يُقلِق المواطن تراكم القضايا المعيشية، ولا هموم العمالة بالخليج وغيرها، إلا ... تطاول المطربة أحلام، على كرامة، وشرف، وشهامة الوطنية اللبنانية، التي بنظري، وبنظر غيري، مُصانة، ومحافظ عليها في رموش، وعيون زعماء الوطن العنيد. 

لا عتب على الإعلام اللبناني السخيف، لأن الاعلام الأميركي تفوّق عليه، حقارة ً، ومهانة ً، وتزلفا ً ....

مشاكل الكُرة الارضيّة، تُثيرها تلك الصحافية الأميركية، وتلك المطربة الخليجية. 
ومع التحية لأساطين، ومُقدّمي برامج الوطنجية، في كل من لبنان، واميركا. 

فيصل المصري
أُورلاندو / فلوريدا
٣٠ آذار ٢٠١٦ 

الثلاثاء، 29 مارس 2016

زُبيدة، إبنة خليفة، وزوجة خليفة، وأم لخليفة ... عظيمة من العراق.


زبيدة، بنت الخليفة جعفر بن المنصور. 
زبيدة، حفيدة، مؤسس الخلافة العباسية، أبي جعفر المنصور.  
زبيدة، زوجة، الخليفة هارون الرشيد
زُبيدة، أُم الخليفة الأمين. 
زُبيدة، الهاشمية، والعباسية.
زُبيدة، سيدة الكلمة. 
زُبيدة، أيقونة الجمال.  
تاريخ ولادتها : 766 م 149 هـ
بالموصل. 
تاريخ وفاتها : 831م      216 هـ  
في بغداد. 

زُبيدة ...
وما أدراك من هي زُبيدة، غير التعريف الملكي أعلاه. 
فلا الحسب والنسب، ضاع عندها. 
ولا العلم والمعرفة، فُقد مِنْهَا. 
ولا الجمال والهيبة، إختفى من وجهها. 
كان جدّها أبو جعفر المنصور، يقول عنها :
زُبيدة، انت زُبيدة ... 
ذات ُ الجمال، ذات ُ العيون الخُضر، وذات ُ البشرة البيضاء. 
لم يـكُن يُناديها بإسمها الحقيقي أمة العزيز، وأصبحت تُعرف بإسم، زُبيدة، ومن يعترض على كِنيّة، يُطلقها هذا الجّد، المؤسس لهذه الخلافة.   
تُعتبر زُبيدة، من أهم نساء الدولة العباسية، قاطبة ً، وأكثرهم شهرة ً. 
كان لها دور، في الخلافة .. وتسييّر دفة ألحُّكم.  
فهي أم الخليفة الأمين، الذي قتل على يد أخيه المأمون بعد نزاع على السلطة. 
من أهم أعمالها :
بناء أحواض لسقاية الحجيج في طريقهم من بغداد إلى مكة، وقد عُرف بدرب زبيدة، وعين زبيدة .. في مكة المكرمة ... تكريمًا لها.
كانت، سيدة عظيمة ... 
وراء خليفة عظيم، لم يشِّق غباره اي خليفة.  
إنه .... هارون الرشيد، زوجها.
عاشت زُبيدة في العصر الذهبي للخلافة العباسية، 
لم تستغّل بأس الخلافة، بل هي التي أعطّتها الهيبة، والوقار. 
في أيامها، كانت تعلم ان  الدولة الإسلامية  في العصر الأموي إمتدّت إلى إسبانيا غربا ً والصين،  شرقا ً.
جاء العصر العباسي، ليقطف الثمار،  وإلارث  الهائل  والمجيد من إنتشار الدين الاسلامي  في  أصقاع ٍ وأمصار ٍ لم يكن أحد، يحلم بالوصول إليها. 
في هذا الرخاء الأمني الواسع، وقف الخليفة  هارون الرشيد زوجها .... من على شُرفة قصره في بغداد،  ينظر إلى سحابة عابرة ٍ، يُخاطبها، مُستهزء ً، متوقعا ً أن تجود بالغيث،  وعندما عبرّت دون أن تُمطِر، خاطبها بقوله : 
أُمطري ... حيث ُ شئت ِ ...
فإن خراجك ِ، سيعود إليَّ .... 
لم يكن الخليفة هارون الرشيد إنسانا ً عاديا ً. 
فقد أُشتهِر بغزواته، للروم  وبلوغه أبواب القسطنطينية.  
وفي مُطلق الأحوال، وإذا كان المثل العربي المشهور  يقول : 
وراء كل رجل عظيم امرأة .....
فلقد كان وراء هارون الرشيد، امرأتان : 
أُمَّه  الخيزران، تلك السيدة المهيبة التي يعتقد الكثير من المؤرخين أنها هي التي كانت تسيّر أمور الدولة، إبان حكم زوجها المهدي. 
والثانية، زوجته أمة العزيز ... 
زُبيدة بنت جعفر بن أبي جعفر المنصور .... 
وأُم الخليفة محمد الأمين ...  
تزوّجت زُبيدة، هارون الرشيد في عهد والده، سنة  165 هـ.         
وكانت زُبيدة، حسبما تنقل لنا كتب التاريخ :
سيدة بارعة الجمال، بيضاء اللون، خضراء العيون، نضِّرة البشرة، خصر ٍ رشيق، فاتنة الحديث، رزينة في انسياب الكلام، ذات عقل رصين، ورأي سديد. وفصاحة وبلاغة.  
تنظِّم الشعر، وتناظر الرجال، في شتّى الموضوعات. 
إلى جانب جمالها، وسمو خلقها، أحبّها وعشِقها هارون الرشيد. 
 أحبها حُبا ً جما ً..
ومنحها مكانة ً رفيعة، ونفوذا ً كبيراً ...
كانت على الدوام، السيدة الأولى... بين نسائه. 
كما عُرف عنها أنها كانت تُشير على زوجها في كثير من المناسبات والأحداث بالآراء الصائبة، وأنها كانت في حقيقة الأمر تمسك بيديها زمام الأمور أثناء غياب زوجها في غزواته الكثيرة. وقد خلفّت وراءها آثارا ً عديدة في مجالات متنوعة ما زالت تحمل اسمها حتى الآن.
وقد عرف عن زُبيدة إهتمامها الكبير، بالآداب والعلوم، فبذلّت الكثير حتى حشدّت في العاصمة بغداد، مئات الأدباء، والشعراء، والعلماء ووفرّت لهم كل وسائل الإنتاج، والبحث. 
وكان في بلاطها :
 في مجال الشعر : أبو نواس، أبو العتاهية، والحسين بن الضحاك، والراوية خلف الأحمر، وشيخ أدب النثر الجاحظ. 
وفي بحور اللغة العربية : الخليل بن أحمد، وسيبويه، والأخفش الأكبر وأبو عمرو بن العلاء. 
وفي علوم الدين : الإمام أبو حنيفة، والإمام الأوزاعي، والإمام مالك بن أنس، 
وفي علوم الطب : الكثير من الأطباء، منهم الطبيب جِبْرِيل الذي منحته راتبا ً شهريا ً قدره خمسين الف درهم، وغيرهم من المُجددّين في شتى فروع العلم.
وقد إمتازت زُبيدة، بالكرّم، والسخاء، والعطاء، وبذلّت في سبيل رِفعة أعمالها، وعظمة مشاريعها، الأموال الطائلة، حتى أصبحت بغداد، قُبلة ً ومستقّرا ً للعلماء، والاُدباء، والمُفكرين ...
وكانت زُبيدة، شريكة حقيقية لهارون الرشيد، وكانت على الدوام تتعمّد. إبراز الرأي الصواب، على أنه رأي الخليفة. 
وكانت زُبيدة، إذا ارادت ان تُعطي مكرمّة لأحد العلماء، او الشعراء، دائما ً تتأكّد ان تكون مكرمتها أقّل من مكرمة زوجها هارون الرشيد.
من أهم مشاريع زُبيدة، التي سجّلها التاريخ.  
كتب المؤرخون، أنها في إحدى رحلات الحج  شاهدت مدى معاناة حجّاج بيت الله، في الحصول على مياه للشرب، كان الوعاء الواحد يُباع بدينار. يقول المؤرخ أبو الفرج بن الجوزي :
إن زُبيدة أمرّت المهندسين بدراسة عاجلة، لجر المياه إلى مكة المكرمة. فأشاروا عليها بأن الأمر صعب للغاية، حيث يحتاج لحفر أقنية بين السفوح، وتحت الصخور لمسافة لا تقل عن عشرة أميال. 
وقال لها وكيلها : يلزمك نفقة كثيرة. 
فأمرته بتنفيذ المشروع على الفور، ولو كلفت ضربة الفأس دينارا ً. 
فأحضر وكيل الخزينة المال، وأوكل أكفأ المهندسين ووصلوا إلى منابع الماء في الجبال. ثم أوصلوه بعين حنين بمكة. 
وهكذا تم ّ جّر الماء عشرة أميال، من الجبال ومن تحت الصخور، ومهدت الطريق للماء،  وعرفت العين فيما بعد، وحتى الآن باسم عين زبيدة. 
وما زالت القناة التي بنتّها تُعرف، بإسم نهر زبيدة.  
وروي أنها، في تلك الحجّة بلغت نفقتها في ستين يوما ً .. أربعة وخمسين ألف ألف  (مليون) درهم. وكانت تنفق في اليوم الواحد آلاف الدنانير قائلة : 
ثواب الله ... بغير حساب.

وذكرها الخطيب، في تاريخ بغداد وأثنى عليها وقال : 
كانت معروفة بالخير، والفضل على أهل العلم ....
وكانت تجود لاعمال الْبِر، وعطائها  للفقراء، والمساكين، من دون حساب .. .
تحدّث إنها أصلحت الطريق من بغداد إلى مكة، وجعلته آمنا ً بعد ان كان موحِشا. 


ويشاء القدّر أن تختلف زُبيدة، مع زوجها الخليفة هارون الرشيد على من يتولّى الخلافة من بعده. 
فهي أم أولا ً... وأخيرا ً ..
وإبنها، الأمين هو الأصلح، من وجهة نظرها لتولي الخلافة، رغم أنه كان أصغر من أخيه المأمون، بستة أشهر. 
فالأمين،  هاشمي الأب، والأم، وهو ما لم يجتمع لغيره.   
أما المأمون، فأمه جارية من جواري القصر تدعى مراجل، وكان هارون الرشيد يميل لتعيين، المأمون وليا ً للعهد لعلمه  برجاحة عقله، وأدبه والتزامه بأدب، السلاطين والخلفاء، على عكس الأمين الذي كان الطيش يغلب عليه. 
وقد كان من النتائج المباشرة، للصراع من أجل تعيين ولي للعهد، وقوع نكبة البرامكة. وهؤلاء كانوا وزراء العباسيين منذ أوائل أيام قيام دولتهم. وكان كبيرهم، في عهد هارون الرشيد، جعفر بن يحيى البرمكي، شقيق الخليفة بالرضاعة، حيث إن الخيزران، أم هارون أرضعت جعفرا ً الذي يكبر ابنها، بأيام معدودات.

وكان سبب المذبحة، أن جعفر بن يحي، وآل برمك  أيدوا رأي هارون بتعيين ابنه المأمون، ولياً للعهد. 
ولربما كان دافعهم الأول أن أم المأمون، كانت جارية فارسية، وهم أيضاً من سراة العجم. 
وعندما علمت زبيدة بموقفهم، أبلغت زوجها أنهم يتآمرون عليه للقضاء على دولته والاستقلال بفارس، ويبدو أيضا ً أنها كانت تمتلك بعض الأدلة التي تؤكد تورطهم. وهكذا أعمل هارون الرشيد  في آل برمك السيف. 
لم  ينج ُ منهم أحداً، حتى جعفر. ولعل ما حدث يؤكد مدى الحظوة والنفوذ الذين كانت زبيدة، تحظى بهما لدى زوجها.

وعندما قالت للخليفة : 
ابني الأمين، خير من إبنك المأمون سخاء قلب، وشجاعة نفس، وعلماً بأنها هي التي ربَّت المأمون، لأن أمه ماتت بحمى النفاس بعد ثلاثة أيام من ولادته. 
رد ّ ... عليها بقوله : 
إن إبنك يزيّنه في عينيك، ما يُزين الولد في عين الأبوين، فاتقي الله، فوالله، إن إبنك لأحب ُّ  إليّ، إلا أنها الخلافة لا تصلح إلا لمن كان لها أهلاً، وبها، مستحقا ً. ونحن مسؤولون عن هذا الخلق، ومأخوذون بهذا الأنام، فما أغنانا أن نلقى الله بوزرهم، وننقلب إلى الله بإثمهم.
وحتى يُرضي زُبيدة، إستدعى هارون الرشيد ولديه واحدا ً تلو الآخر، ودار حوار أسفر عن خطيئة ثانية، كان لها أثر كبير في مستقبل الدولة فيما بعد، ألا وهي تعيين المأمون وليا ً لعهد الأمين، الذي هو بدوره ولي عهد، ومن ثم تعيين ابن ثالث، هو القاسم، وليا ً لعهد المأمون.

وقد أثبت التاريخ فشل الأمين، في الحكم منذ أول يوم اعتلى فيه سدة الخلافة، فانقلب الجميع ضده، وكانت نهايته مأساوية، إذ قتل في معركة دارت بين أنصار الأخوين، حيث وقفت القبائل العربية يومها مع الأمين، بينما كان معظم أنصار المأمون من العجم. 
وقد برزت رجاحة عقل زُبيدة ورزانتها مرة ثانية، لما جاءها نبأ مقتل ولدها، وبدأ أهل الفتنة تحريضها على الثأر من المأمون. 
أرسل إليها، المأمون يبرئ نفسه بعد أن أرسلت إليه أبياتا ً من الشعر أبكّته. 
وفي رواية الخطيب البغدادي : 
إن زُبيدة أرسلت للمأمون قائلة : 
أهنئك بخلافة، قد هنأت نفسي بها عنك، قبل أن أراك. 
ولئن كنت قد فقدتُ ابنا ً خليفة، فقد عُوّضت ابنا ً خليفة، لم ألده، وأسأل الله أجرا ً على ما أخذ، وإمتاعا ً بما عوَّض. 
وأخذ المأمون بعد ذلك في إكرامها، ومودتها ورضاها.
قال إبن بردي في وصف زُبيدة :
إنها، أعظم نساء عصرها دينا ً وأصلا ً وجمالا ً وصيانة ً ومعروفا.ً 
لقد كانت سيدة جليلة، سخية، لها فضل في الحضارة، والعمران والعطف على الأدباء والأطباء والشعراء.
أما في حياتها الخاصة، فإن زُبيدة كان لها الدور الكبير في تطوّر الأزياء النسائية في العصر العباسي. فقد كانت النساء من مختلف الطبقات ينتظرّن ظهورها، ويسعيّن إلى تقليدها في ما ترتديه من ثياب. وقد عرف عنها أنها استوردّت من الهند، والصين أفخر أنواع الحرير الطبيعي، الموشى بالذهب، والفضة، والحجارة الكريمة. 
وكانت كثيراً ما تختار ألوانا ً باهرة، لم يسبق لأحد من النساء أن ارتدتها من قبل.

وكانت زُبيدة، أول من اتخذ أدوات القصر من الذهب، والفضة المكللة بالجوهر. وكان الخدم، والجواري يملأون قصرها ويذهبون برسائلها وكتبها. وهي أيضاً أول من اتخذ القباب، من الفضة والآبنوس، والصندل من الذهب والفضة.

كانت زُبيدة  المثال الأكبر، في مكانة المرأة الزوجة والقائدة، وقد كانت حياة الرشيد الحافلة، بالعمل، والعبادة، والفكر، نموذجا ً آخر لنجاحها.  
وقد ذكر بعض النقّاد من الأدباء، أن كتاب ألف ليلة وليلة إنما بُني على أساس من نمط حياة، الرشيد وزُبيدة.
عاشت السيدة زُبيدة،  32 عاماً بعد وفاة هارون الرشيد. 
وتُوفيت في بغداد سنة  216 هـ الموافق 831 م بعد أن عاشت في ظل الخليفة المأمون معزّزة مكرّمة كما كانت في عهد أبيه. 
وكان المأمون يعاملها معاملة الأم، وكثيراً ما كان يلجأ إلى مشورتها في أمور الدولة، ويقبل برأيها، حتى لو كان مخالفا ً لما يراه هو شخصياً. 
إنها، زُبيدة .... سليلة الحسب والنسب. 
إنها، مِن العراق. 

فيصل المصري
أُورلاندو / فلوريدا
٣٠ آذار ٢٠١٦

الاثنين، 28 مارس 2016

الملكة التدمرية، زنوبيا ... مِن سوريا.



زنوبيا ....
ملكة تدمر ...
من سوريا ...
وبعد أن تناقلت وسائل الإعلام العالمية، والمحلِّية خبر إستعادة تدمر، من براثن الشعوب الهمجّية، والوحوش البشرّية، يطيب لي ان أُلقي ضوء ً في مدوّنتي هذه، على مملكة عريقة، بأهلها وسكانها السابقين، والحاضرين.  

المقدمة :
زنوبيا، أو الزباء ....عاشت بالفترة ما بين :   240 -  274 كانت ملكة تدمر ....
قادّت مع زوجها أذينة، عصيانا ً على الإمبراطورية الرومانية تمكّنا خلاله من السيطرة على معظم سوريا. 
بعد وفاة زوجها أُذينة، قادت الإمبراطورة التدمرية، إلى غزو مصر لفترة وجيزة قبل أن يتمكن الإمبراطور أوريليان من هزمها، وأسرها إلى روما حيث سرعان ما توفيت لأسباب غامضة.

اسم زنوبيا الأصلي بالآرامية، بات زباي، أي بنت زباي.
 كما عرفت باللاتينية،  باسم يوليا أوريليا زنوبيا. 
 (Julia Aurelia Zenobia)
 وباليونانية،  سبتيما زنوبيا. 
كما عرفها العرب،  باسم ألزباء.
كانت زنوبيا فائقة الجمال، تحاول ان تُقلّد كليوباترا عظيمة مصر، حتى في أصلها، وحسبها، ونسبها  فقالت عن نفسها أنها من أصل بطلمي، مشبهة نفسها بنِسَب  كليوباترا. 
ويقال ان زنوبيا، إعتنقت الدين  اليهودي في وقت ما من حياتها. 
وكما يقال، انها مالت إلى تعاليم، بولس الشميشطي المسيحية. 
أما المؤرخ، والرحالة الطبرّي، قال أنها كانت من، عماليق العرب. 
ولم يستغرب المؤرخون تعدد الميول الدينية وإلصاقها في شخصيات ملأت أخبارها التاريخ ردحا ً من الزمن، كالملكة التدمرية .. زنوبيا. 
عُرف عن مملكة تدمر، في ذلك الزمن الحكم الديموقراطي، تشبُّها بروما لذلك نرى ملك تدمر أُذينة يهتم  بإنشاء مجلس للشيوخ في مملكته، تمهيدا للانفصال عن روما. 
كان يقوم بهذه الحركة الديموقرطية سرا ً... ولكنه بالوقت نفسه يُظهر الولاء لروما جهارا ً  ...
 وكان لقيصر روما عيونا ً... 
وما لبث ان علم بالأمر،  فقرر اغتيال أُذينة عن طريق أمراء آخرين داخل البلاط يكنّون الولاء لروما، ويرغبون بتسلُّم حكم تدمر. 
كان على رأس الخونة معن موينوس ابن اخت، الملك أذينه. 
وفي إحدى حفلات تدمر، يتم سقي أُذينة الخمر، مع ابنه حران ويدخل الخونة، ويقتلون أُذينة وابنه وذلك  بالعام  267 م.   
كان يظّن قيصر روما، ان مقتل  أُذينة، يُسقط تدمر، وتعود اليه. 
ولكنه لم يدرك ان زنوبيا، الزوجة ستقود البلاد، وتنقُذ الْمُلْك. 
إستلمّت زنوبيا دفّة الحكم  الانتقالي باسم، وهب الات. 
 قامت فورا ً بإلقاء القبض على معن ومن ساعده من الخونة.
كانت زنوبيا من اول يوم ٍ في حِكمها، صارمة وعادلة، وفرضت هيبتها. 
أمرّت  بإعدام المُتأمرين  ونفذّت الحكم فورا ً. 


تولت الْمُلْك، باسم ابنها وهب اللات، 
وأصبحت زنوبيا، ملكة الملكات ... 
وتولَّت عرش المملكة، وازدهرّت تدمر في عهدها، وإمتد نفوذها على جزء كبير من الشرق. 
وقد عدّد ألقابها المؤرخين، وأشتهرت، وخافها الجوار من الممالك. 
فكانت بالاضافة الى لقبها ملكة الملكات، لانها جميلة. 
كانت ايضا ً الملكة المحاربة، لانها تُقاتل وتخوض المعارك مع جيشها،  وتعتمر  خوذة  أبوللو مع جيشها التدمري، الْمُجهز عدة وتدريبا ً، والذي فرض سيطرته جنوبا ً وشرقا ً وغربا ً .
أما في ديوانها الملكي، كانت زنوبيا تلبس  العمامة الكسروية حينما تقابل الوفود.  
ونظرا ً لفروسيتها، وعدلها، وشجاعتها، إنقاد لها الجيش وضمنت ولاءه. 
ونظرا ً للرخاء، والبحبوحة، التي أرخت بالخير في البلاد، أحبها الشعب
فإهتمت، وإنشغلت، وإنصرفت الى  توسيع رقعة مملكتّها.  
توسعّت مملكة زنوبيا، حتى شملت باقي مناطق سوريا، وإمتدّت من شواطئ البوسفور  حتى النيل، وأطلقت عليها الإمبراطورية الشرقية، مملكة تدمر.  وأصبحت، تدمر من أهم الممالك وأقواها في الشرق على الإطلاق. 
بعد ان قويًّت المملكة التدمرية، إضطر  الإمبراطور الروماني أورليانوس للتفاوض مع الملكة زنوبيا، لتأمين حدود امبراطوريته. 
وقد وعد إمبراطور روما زنوبيا، حتى يأمن هجمات جيشها، بان إعترف  بألقاب، وإمتيازات ملكية لابنها.  

أصدرت الملكة زنوبيا، العملة الخاصة ب تدمر. 
 وصكّت النقود في إنطاكية، وطبعّت عليها صورة وهب اللات على وجه وعلى الوجه الثاني، صورة الإمبراطور أورليانوس، وبذلك حتى تُميّز العملة التدمرية عن عملة روما، التي تنفرد بصورة الإمبراطور لوحده.  
ولكن هذا التوسُّع والنفوذ القوي للملكة زنوبيا، أخاف الإمبراطور الروماني وقد صمّم على التصدي ل المملكة التدمرية. 

في سنة  271 أرسل الإمبراطور الروماني جيشا ً قويا ً مجهزا ً  إلى أطراف المملكة. 
ولم يكتف ِ الإمبراطور أورليانوس بهذا الجيش، بل جهّز جيشا ً آخرا ً بقيادته، وتوجَّه به إلى سوريا، وآسيا الصغرى ليلتقي الجيشان وتدور معركة كبيرة بين مملكة تدمر، والامبراطورية الرومانية، 
احتل بروبوس أجزاء من جنوب المملكة في أفريقيا. 
وبلغ أورليانوس أنطاكية في سوريا، وتواجه مع زنوبيا بتجهيزات كبيرة وهزمّها هناك في معركة أنطاكية، مما جعلها تنسحب الى تدمر. 
وكان أورليانوس قد بلغ مدينة حمص، فدارت بينهما معارك شرسة، قدمت فيها زنوبيا الكثير، ودفع اورليانوس بالمزيد من القوات في مواجهة جيش زنوبيا، تراجع جيشها إلى تدمر، فتقدم أورليانوس إلى تدمر وحاصر أسوارها المنيعة حصاراً محكما. 
وكانت زنوبيا قد حصنّت المدينة ووضعت على كل برج من أبراج السور إثنين أو ثلاثة من المنجنيق  تقذف بالحجارة المهاجمين، لأسوارها وتمطرهم بقذائف النفط الملتهبة، والتي كانت تعرف بالنار الإغريقية. 
وقاومت الغزاة بشجاعة معلنة القتال حتي الموت دفاعا عن مملكتها. 
عرض أورليانوس عليها التسليم، وخروجها سالمة من المدينة، التي  لن تُمّس. 
 رفضت زنوبيا الاستسلام، ووضعت خطة، وحاولت إعادة الالتفاف على جيش اورليانس، فتحصنت بالقرب من نهر الفرات. 
إلا أنه وبعد معارك ضارية، تفوق جيش الإمبراطورية على جيشها. 
وقعت زنوبيا في الأسر، ولاقاها الإمبراطور  أورليانوس وهو في ميدان القتال، فأحسن معاملتها. 
إستسلمّت الملكة زنوبيا، سنة  272 م،   
أُقتيدت زنوبيا الى روما، بأصفاد من الذهب الخالص (وردّت هذه الحادثة، كغيرها من الأخبار، وكأنها من الاساطير ). 
اصطحبها الإمبراطور أُورليانوس معه، إلى روما ولم يقتلها، بل أعدم بعض كبار قادتها، ومستشاريها بعد محاكمة أجريت لهم في مدينة حمص.
 توفيت زنوبيا في روما سنة    274 في ظروف غامضة.
وقد حيكت الأخبار عنها، وتوسّع البحاثّة في ذِكْر عظمتّها، وتمجيد افعالها، التي خلدّتها بأحرف من ذهب. 
إنها ... زنوبيا، الملكة العادلة، المحاربة ... 
من سوريا. 

فيصل المصري
أُورلاندو / فلوريدا
٢٩ آذار ٢٠١٦ 
شهر تحرير تدمر من برابرة القرن الواحد والعشرين. 

الشريفة دينا، ملكة الاْردن.


الملكة دينا ...
بنت الشريف عبد الحميد بن محمد عبدالعزيز. 
ملكة الاْردن.
الزوجة الاولى، للملك الراحل حسين بن طلال. 
تاريخ ولادتها : ١٩٢٩ 
ولدّت في مصر، وأرسلها والدها الشريف عبد الحميد وهو من أبناء عمومة الملك طلال، والد الملك حسين الى بريطانيا لتتلّقى تعليمها العالي.  
وقد تخرّجت الشريفة دينا من جامعة كامبريدج، في لندن.  
وعندها عودتها الى مصر، أصبحت مُحاضرة  في الأدب الإنجليزي  في جامعة القاهرة. 
تزوجت من الملك حسين في  19 أبريل 1955 وكان عمرها عند الزواج 26 سنة، بينما كان عمر الملك حسين 19 سنة.   
وفي 13 فبراير 1956 أنجبت له ابنته الأولى الأميرة عالية. 
لم يدّم الزواج كثيرا ً إذ إنفصلا بذات السنة، ليتم طلاقهما في عام 1957.
عادت الى مصر، بعد ان جُرِّدت من لقب الملكة، لتصبح الاميرة دينا عبد الحميد. 
وقد أُطبقّت على أخبارها، سِتار من الكتمان الشديد، ولم يرشح عن حياتها الا ما ذُكِر في أعلاه. 
كانت الشريفة دينا، بارعة الجمال، وعالية الثقافة، في وقت من القرن الماضي كانت النساء مُحاصرة، بأسوار عالية من التقاليد.  

فيصل المصري
أُورلاندو / فلوريدا
٢٨ آذار ٢٠١٦

الأحد، 27 مارس 2016

الاميرة فوزية، إمبراطورة وإبنة ملوك ... مِن أجمل نساء العالم .. من مصر.


الأميرة فوزية، من مصر.
أميرة، وإمبراطورة وإبنة ملوك، ومن جميلات العالم.  
إبنة، الملك فؤاد الأول، ملك مصر. 
إبنة الملكة نازلي، ملكة مصر. 
وإمبراطورة إيران، 
زوجة الإمبراطور محمد رضا بهلوي، من العام ١٩٤١ وحتى العام ١٩٤٩. 
ولادتها : ٥ تشرين الثاني  ١٩٢١
وفاتها : ٢ تموز ٢٠١٣ 

تعددّت ألقاب هذه الاميرة، إذ رافقها الحسّب، والنسّب، والجمال طيلة حياتها. 
وبسببها توتُّرت العلاقات بين إيران الامبراطورية، ومصر الملكية. 
من هي هذه المرأة التي عاشت في النصف الاول من القرن الماضي. 
هي فوزية، إخت الملك فاروق أخر ملوك مصر، الذي تنازل عن الْمُلْك إبان ثورة الضباط الاحرار بالعام ١٩٥٢.  
كانت الاميرة فوزية فائقة الجمال، تزوجها ولي عهد إيران، محمد رضا بهلوي في  16 آذار  1939 حيث تم الزفاف في القاهرة.   
بعد سفرها إلى إيران، تم الاحتفال بالزفاف مرة أخرى في طهران، وبعد عامين من زواجها، تقلّد زوجها محمد رضا مقاليد الحكم في إيران، بعد ان أجبر أباه، رضا بهلوي على التنازل عن العرش.   

في 27 تشرين الاول  1940 أنجبت ابنتهما الوحيدة الأميرة شاهيناز بهلوي.

وقد تم الطلاق بين الإمبراطور، والإمبراطورة  في العام  1945 في القاهرة. 
وبعد ذلك، تم الطلاق في إيران في العام  1948، حيث وقعت أزمة بين مصر، وإيران بسبب هذا الطلاق، وكان ذلك بسبب أصرار  شقيقها، الملك فاروق على الطلاق ورفضه، عودتها  إلى إيران.
وبعد سنة من الطلاق، اي بالعام   1949 تزوجت الاميرة فوزية  من العقيد إسماعيل شيرين، وهو ابن عم  للأسرة الملكية، وكان آخر وزير للحربية، والبحرية في مصر قبل ثورة  ٢٣ يوليو ١٩٥٢.  
وقد أنجبت الاميرة فوزية من وزير الحربية العقيد إسماعيل شيرين إبنة وحيدة  أسمها نادية  من مواليد عام   1950 وقد تزوجت من الفنان يوسف شعبان لعدة سنوات، ثم حدث الانفصال بينهما، ولها منه ابنة وحيدة أطلق عليها إسم سيناء، لانها وُلِدَت في ٦ أُكتوبر من العام ١٩٧٣ يوم حرب أُكتوبر، وهي تعتبر من جميلات مصر. 
وقد عاشت سيناء مع جدتها، الإمبراطورة الجميلة فوزية. 

بقيت الأميرة فوزية مقيمة في مدينة الإسكندرية، في حي السموحه  ولم تغادرها بعد قيام ثورة الضباط الأحرار. 

توفيت إمبراطورة إيران السابقة، فوزية في  2 يوليو 2013 م عن عمر يناهز (٩١) عاماً، وشُيعّت في جنازة متواضعة  في 3 تموز من العام  ٢٠١٣ في مدينة القاهرة، ودُفنت الى جانب  زوجها الثاني إسماعيل شيرين وزير الحربية، الذي توفى في العام ١٩٩٤. 
مِن أخبار الاميرة، والإمبراطورة فوزية :
بعد ثورة تموز ١٩٥٢ إبتعدت عن الحياة العامة، وإعتكفت في منزلها بالإسكندرية. 
لم تُدل باي حديث صحافي خشية ان يتم تحريفه. 
كانت تسافر سنويا ً الى سويسرا لإجراء فحوصات طبية. 
بقيت على إتصال بقبطان الطراد المحروسة الذي أقّل الملك فاروق الى منفاه في إيطاليا. 
قال عنها المندوب السامي في مصر خلال العهد  الملكي، أنها أجمل نساء الارض. 
كتبت الصحف العالمية عنها عندما كانت إمبراطورة ايران :
الإمبراطورة الجميلة ذات العيون الحزينة، التي أعيتها حياة القصور في طهران. 
بقي الملك فاروق، الداعم الأكبر لشقيقته حتى وفاته. 

فيصل المصري
أُورلاندو / فلوريدا
٢٨ آذار ٢٠١٦

الخميس، 24 مارس 2016

مُلوك وأُمراء الحزبين الجمهوري والديموقراطي الأميريكيين.

ملوك وأُمراء، الحزبين الجمهوري، والديموقراطي الأميريكيين ...



يطيب لي أن أستعمل مُصطلّح ملوك وأمراء الطوائف، كلما أردت أن أصف أي وضع سياسي، آيل للسقوط .. كما حصل مع دُرّة العرب عندما خسروا الأندلس. 

وللعبقرية اللبنانية فضل ٌ كبير، في أنهم حوَلوا هذا المصطلّح من انه،  آيل للسقوط الى أن، يبقى، ويُعمِّر، ويدوم.  

وكيف يكون ذلك.
وكيف تسقط الأندلس، بسبب خلاف ملوكها، وأُمرائها.
وكيف ينقلّب هذا المصطلّح، ليكون دلالة على الاستمرار .... بديلا ً للإنهيار. 

الفضل يعود الى ملوك، وأُمراء الطوائف في لبنان. 

لأنهم ....
 أَعْطّوا أمثولة للسياسيين في العالم، انه،  وبوسعهم الاتفاق على تقسيم المغانم، والمحاصصّة دون ان يستّعر الخلاف، ويمتد حتى تسقط الدولة، وتزول، كما فعل أقرانهم، في الأندلس.    

وخير أُمثولة لمصطّلح، إتفاق ملوك، وأُمراء الطوائف،  ما قام به هؤلاء السياسيون في لبنان، من تقسيم الزبالة، وعاش من عاش، وبَقي من بقى، والكّل راض ٍ... سعيد.

وعجلة الدولة، في هكذا خلطة سحرية سياسية،  تتقدم دائما ً... ولا تنهار، بل قد تتوقّف لفترة زمنية قصيرة، او قد تتباطئ  في حال إصطدامها ب جبنة كبيرة، او صغيرة،  تُعيق السير الى الامام. 

وحتى هذا الاصطدام، بالجبنة اللذيذة لا يُخيف، لان زنود الأزلام، جاهزة لتكون رافعة، فيعود الوئام، والوفاق على أفضِّل مما كان، بعد توزيع الحصّص.     

لنرجع الى عنوان المدونة، 
ملوك وأُمراء الحزبين الجمهوري، والديموقراطي إتفقوا، خلسة ً. 

ومن مهازل هذا المصطلّح في اميركا، انك تلاحظ جليا ً ان عُتاة الحزبين ويُطلق عليهم :
The Establishment.  

كانوا فيما مضى، هم الذين يُعيّنون المرشحين، لخوض الانتخابات الرئاسية وصولا ً الى البيت الأبيض، دون الإعتداد برأي الشعب.  

اما هذا الموسم الانتخابي، فإن حسابات الحقل والبيدر، والسوق، تطابقت بالنسبة للحزب الديموقراطي على تسمية هيلاري كلينتون المرشحة الوحيدة للحزب، وخلقّوا لها مرشحا ً كهلا ً بلون إشتراكي .... 
ضعيفا ً لن يستمر او يحيا. 

اما حسابات الحزب الجمهوري، لم تتطابق، مع ما رسمه جماعة 
Establishment   
لان من كان مرشحهم،  المفضّل ابن وأخ .. الرئيسين الاسبقين، لاميركا من عائلة بوش، سقط بالضربة القاضية، بأول الطريق.  

ومن ثم، رأوْا في  المرشح الشاب ماركو روبيو، هو البديل، ولكنه  سقط ايضا ً بالضربة القاضية، المهينة في انتخابات فلوريدا، بالأسبوع الماضي.  

لم يبق بالساحة، الا ثلاثة مرشحين. 

الصورة  العجائبية اليوم، ان العُتاة في الحزب الجمهوري يرفضون هؤلاء المرشحين، ويدفعون كل غال ٍ ورخيص  ليشوٍّهوا صوّرة إثنين منهما مُتقدّمان في السباق، حتى انهم باتوا في ضياع تام، وكأنه مقصود. 
والمرشحون الثلاثة هم :
دونالد ترامب، المرشح الاقوى، والمتقدّم. 
وتيد كروز، المرشح المُتزمّت، والذي يلي ترامب بتأخير واضح. 
وحاكم ولاية  أُوهايو، جون كايسيك، وهو في اخر الاستطلاعات،

والغريب في الامر، ان عُتاة الحزب الجمهوري بدأوا يؤثرون هذا المرشح الضعيف في كل الاستطلاعات، جون كايسيك، وإظهاره انه هو القادر على ان يهزم هيلاري كلينتون في الاتنخابات في شهر تشرين الثاني القادم، مع العلم انه حتى في ولايته، نجح بالنقاط على ترامب، وليس بالضربة القاضية. 

هذا التصرّف من عُتاة الحزب الجمهوري، بالقول والتصريح، جِهارا ً  وعلانية ً بان هذا المرشح  الضعيف هو الذي سيهزم كلينتون، له دلالة واضحة. 
بانهم إتفقوا، على ان لا يتفقوا على اي مرشح من الموجودين.  
او انهم بإنتظار مرشح ينزل بالبراشوت، ويكون هو المرشح النهائي، بعد طريقة، مُعقدة وغير واضحة  لإحتساب من سيكون مرشح الحزب الجمهوري.    

هذه النتيجة، ستلاقي هِزء ً ... وغضبا ً وحِنقا ً من الشعب الأميركي. 

ولكن حتى الوقت الحاضر، هذه النتيجة هي الحقيقة، الساطعة. 
والدليل على ، ذلك :
 -/ إن مصالح العتاة، في الحزب الجمهوري، تزول، وتنعدم في حال فوز ترامب، لانه مُستقّل ماديا ً لا يستعين في حملته الانتخابية، باي دعم مالي من الشركات العملاقة، والمصارف التي تُموَّل باقي المرشحين في حملاتهم. 

 -/ حروب العراق، وتخريب سوريا والربيع العربي، ستبقى مُستمرة مع هيلاري كلينتون، ولكن هذه الحروب ستتوقّف فورا ً في حال وصل ترامب للبيض الابيض، وهذا ما لا  يريده عُتاة الحزب الجمهوري. 
 -/ تقاسم مصالح الشركات، التي تقبض على القرار في كلا الحزبين،  ستتعثّر بوصول مرشح غير هيلاري كلينتون، وكانوا يمنّون النفس، لو بقي جيب بوش في السباق، لانه كان  سيكمل مسيرة والده، وأخاه في إذكاء هذه الحروب.   

 -/ تنظيم الهجرة، ووضع قواعد صارمة، كالتي يُطلقها ترامب، لا يُحبذها عُتاة الحزبين. وإن كان الحزب الديموقراطي يفضّل بقاء الحال كما هو، اكثر من الحزب الاخر.    
 
 -/ الضمان الصحي الحالي يوافق مصالح عُتاة الحزبين، اما تغييره للاحسن، للشعب الأميركي  يضر بمصالحهم المادية. 
 وهناك أمور اخرى خِلافية تضيق هذه المدونة لها.  

يتضح، من أعلاه ...
ان وراء الأكمة  ،،، أكمة. 
والأكمة الجديدة غير المتوقعة هي الشعب الأميركي .... 
الذي سيقرر كلمته.
لا مناص من ذلك. 
وغدا ً  .... لناظره قريب .....  



فيصل المصري
أُورلاندو / فلوريدا
٢٤ آذار ٢٠١٦

الأربعاء، 23 مارس 2016

قِراءة في الإنتخابات الأميركية.

لم تشهد الولايات المتحدة الأميركية، منذ الحرب الأهلية بالعام ١٨٦١ ....
أقذر، وأوسخ، وأخطر، الطرق للوصول الى البيت الابيض كما تشهده اميركا، هذه الأيام. 
في ذلك الوقت، أدّت الاختلافات الى حرب أهلية مُدمِرّة. 
في هذه الوقت العصيب، إضطر رئيس مجلس النواب الأميركي 
Speaker OfThe  House 
 بول رايان، الى إطلاق صرخته المؤلمة التي تنضح بالوجدانيات التي تحلّى بها، Founding Fathers  مؤسسّوا اميركا، والقول بان إستمرار هذه الحملات الانتخابية بهذه الأساليب، فإنها ستُدمِر المؤسسات التي أرساها دستور هذه البلاد العظيمة.
في وقفة، أي مواطن أميركي مُحايد، تعلَّقت آماله على هذه البلاد المعطاءة ....
إنك، تراه ... لا  يُفٓرِّق في الانتخابات التي تجري في بلده، عن أي إنتخابات، في أي بلد مُتخلِّف من أصقاع المعمورة، حيث الكذب، والخداع، والغش، هو الأساس لتولِّي المناصب العامة.
مما لا شك فيه، ان الإرهاب الذي ضرب في أوروبا، والعالم العربي، واميركا، وبسط جوا ً من الخوف، وأشاع موجة ً من الهلع ....
قد أدي الى هيجان الغرائز،  في كل من أوروبا، وأكثره في أميركا، فالألسنة خرجت من عِقالها، والعقول حادت عن طوْرِّها، والقلوب سكنت في دهاليز الخوف، فتعالى صُراخ الإنتقام، وتعاظم الويل والثبور، والتهديد بعظائم الأمور ... والقول :
بأن حامي الحِمى ها،،،، هو ... أنا ...
فأنتخبوني ...
هذا هو حال المرشحين، مِن كلا الحزبين، الى أعلى منصب في اميركا.
في اجتماع عُقد اول مِن أمس في العاصمة الأميركية واشنطن، دُعي اليه المرشحين من كلا الحزبين، لإلقاء توجهاتهم السياسية، امام الجالية اليهودية في اميركا، وما أكثر مؤسساتها، وجمعياتها، وهيئاتها في طول البلاد وعرضها، تبارى المرشحون امام الجموع.... 
وأطلقوا الوعود، 
وأكرموا الجزاءات، 
وأمطروا الخيرات، 
وأغرقوا الهبات على إسرائيل، 
وأنذروا العرب، 
وأدموا قلوبهم، 
وأنهكوا قواهم، 
وأخاروا أمانيهم. 
كنت أُشاهد، وأُراقب هذا الاجتماع، كغيري من الأميركيين، فقلت لمن كان حولي :
والله ...
لو كان النبي موسى عليه السلام، حاضرا ً هذا الاجتماع، كان سلك درب العودة الى مصر الفرعونية، لان المرشحين الى رئاسة البيت الابيض، قد 
بزّوه، وتفوقوا عليه، اكثر من المّن والسلوى التي أمطرتهم بها السماء في طور سيناء. 
ولو كان قارون، أغنى أغنياء أسباط اليهود، جالسا ً بين الحضور، كان هروّل وإنتحر، لان هناك بين المرشحين في السباق الى البيت الابيض من هو أكرم منه، وأجزى منه عطاء ً للشعب اليهودي. 
لن أُعيد ما تكرّٓم به مرشحوا الحزبين، من عطاءات، وهبات، وأسلحة، وذخائر، ومعدات، وصواريخ الى إسرائيل، لان الامر يحتاج الى مُدّونات، ومدونات، ولكني أُشير فقط، الى ما قاله مُعلّق أميركي، مُخضرّم، حيث قال :
شـهِدّت في مدى حياتي الصحافية، معارك أنتخابية للبيت الابيض، وكل المرشحين وعدّوا بنقل السفارة الامريكية، إلى القدس. 
لم يُصار لغاية تاريخه، نقل السفارة. 
بهذا أُنهي مُدونتي. 

فيصل المصري
أُورلاندو / فلوريدا
٢٣ آذار ٢٠١٦

الاثنين، 21 مارس 2016

رسالة مِن إبن، ألى أُمَّه ... في العصر البابلي !!

بمناسبة، عيد الأُم ...

دائما ً ... 
وعلى مر العصور كانت الأُم محّط تقدير، وإحترام، وحُب، ووفاء. 
وقد أبهرتنا الحضارات القديمة، كيف كانت الأُم يرتفع مقامها، الى درجة القداسّة. 
في هذه المُدونّة،
سأنشر رسالة تم العثور عليها خلال عمليات التنقيب الآثرية في العراق، وهي من إبن ... الى أُمَّه. 
وكما هو معلوم، ان ارض العراق اليوم، كانت مهد الحضارات البشرية، وأهم هذه الحضارات  قاطبة،،،،، الحضارة البابلية. 
هذه الرسالة، مكتوبة  بالخط المسماري على لوح حجري، وباللغة السومرية القديمة.
وقد اعتبر  العلماء المختصون، الذين  وجدوا هذه الرسالة، أنها عبارة عن 
رسالة موجهة، من ابن إلى أمه وقد أبعدته الغربة، عنها. 
الابن الذي كتب الرسالة إسمه، لودينجيررا،
 وبالحرف اللاتيني  LOUDINGIRRA. 

وتعتبر هذه الرسالة  التي تعود إلى  4000 سنة انها أقدم رسالة موجهة للأم على مر التاريخ، وهي اليوم موجودة، في متحف اللوفر في باريس. 
في الحقيقة، هي ... رسالة حب.... 
لا مثيل لها، تستحقها كل الأمهات ...
وقد ترجم هذه الرسالة الى اللغة العربية الاستاذ الدكتور فايز مقدسي، وموجود نصّها، عند الصديق وجدي الاعور من لبنان، والمقيم في اميركا. 

يبدأ الابن، مُوجها ً كلامه،،،، الى : 
ساعي البريد..... 
أو حامل، الرسائل الملكية ... 
قائلا ً ... له ...

أنت يا حامل رسائل، الملك. 
احمل معك هذه الرسالة إلى مدينة نيبور، حيث تقطن أمي ...
وأمض ِ،  فاقطع الطرق، فرحلتك طويلة ...
فإن وصلت المدينة ...
فإمض ِ إلى بيت، أُمِّي  ... 
ولا يهمك، أن تكون نائمة، أو مستيقظة ...
ولكن ...
ولما أنك لا تعرف، أمّي .... 
فإليك، أوصافها كي تتعرّف عليها حين تلتقي بها ...

أمّي اسمها : 
ست عشتار ...
إنها تشبه، الضياء الذي ينوّر الأفق ....
وجميلة، كغزال شارد في الجبال ....
إنها، نجمة الصباح، التي تتوهّج وقت الضحى ...
مرجان، نادر ... 
وزبرجد، ليس له مثيل ...
سُحرُها، لا يُقاوم ... 
كأنها، كنوز الملك ...
أو، تمثال ٌ ... نُحِت ٓ  من  لازورد ...

أُمِّي ... 
تشبه، مطر السماء ...
والماء، الذي يسقي الحقول ...
هي ... 
بستان،  حافل بكل ما هو  طيب ...
ويملأ ... الفرح ... أرجاءه ...
كأنها ... 
ساقية، يجري ماؤها ليسقي ... العطشان ...
وشجرة، نخيل كلها... حلاوة ...

هي ... 
أميرة، على الأميرات ... 
وهي، نشيد أنغامه، غبطة، ورغد ...

فإذا ... 
رأيت .. أمامك ... 
إمرأة ...  فيها هذه الأوصاف ...
والنور، يتألق على وجهها ....
فإعلم،،،،،
أنها أُمِّي ....
فسلِّمها ،،،،،، 
هذه الرسالة ... 
وقل، لها ...
إبنُك ... لودينيجررا ... 
الذي تحبينه ُ ....
ويُحِبُّك ِ .... 
يُقَبِّلُك ِ ... 
ويُبلِغُك ِ ... السلام. 
إنتهت اللوحة المسمارية البابلية. 

لا كلام، يعلو هذا الكلام. 
إنه، من الآلاف السنين.
إنه، كلام راق ٍ ...
إنه، بليغ ...
وإنه، رؤوم ...
وإنه معتّق، كما النبيذ، على مدى عصور من الحب. 
هذا الابن، الذي  صاغ هذه الرسالة التي فيها لألئ حنان، لا ينضب ولا ينتهي. 
أصيلة هذه الرسالة، كما القلوب ... التي أولدتها ....
جاء إنسكابها، عاطفة ينبوع من مياه ... ودموع. 
 إلى، كل أُم. 
تحياتي. 

فيصل المصري 
أُورلاندو / فلوريدا
في عيد الام لعام ٢٠١٦

بمناسبة عيد الأُم ... رسالة من العصر البابلي.

بمناسبة، عيد الأُم ...

دائما ً ... 
وعلى مر العصور كانت الأُم محّط تقدير، وإحترام، وحُب، ووفاء. 
وقد أبهرتنا الحضارات القديمة، كيف كانت الأُم يرتفع مقامها، الى درجة القداسّة. 
في هذه المُدونّة،
سأنشر رسالة تم العثور عليها خلال عمليات التنقيب الآثرية في العراق، وهي من إبن ... الى أُمَّه. 
وكما هو معلوم، ان ارض العراق اليوم، كانت مهد الحضارات البشرية، وأهم هذه الحضارات  قاطبة،،،،، الحضارة البابلية. 
هذه الرسالة، مكتوبة  بالخط المسماري على لوح حجري، وباللغة السومرية القديمة.
وقد اعتبر  العلماء المختصون، الذين  وجدوا هذه الرسالة، أنها عبارة عن 
رسالة موجهة، من ابن إلى أمه وقد أبعدته الغربة، عنها. 
الابن الذي كتب الرسالة إسمه، لودينجيررا،
 وبالحرف اللاتيني  LOUDINGIRRA. 

وتعتبر هذه الرسالة  التي تعود إلى  4000 سنة انها أقدم رسالة موجهة للأم على مر التاريخ، وهي اليوم موجودة، في متحف اللوفر في باريس. 
في الحقيقة، هي ... رسالة حب.... 
لا مثيل لها، تستحقها كل الأمهات ...
وقد ترجم هذه الرسالة الى اللغة العربية الاستاذ الدكتور فايز مقدسي، وموجود نصّها، عند الصديق وجدي الاعور من لبنان، والمقيم في اميركا. 

يبدأ الابن، مُوجها ً كلامه،،،، الى : 
ساعي البريد..... 
أو حامل، الرسائل الملكية ... 
قائلا ً ... له ...

أنت يا حامل رسائل، الملك. 
احمل معك هذه الرسالة إلى مدينة نيبور، حيث تقطن أمي ...
وأمض ِ،  فاقطع الطرق، فرحلتك طويلة ...
فإن وصلت المدينة ...
فإمض ِ إلى بيت، أُمِّي  ... 
ولا يهمك، أن تكون نائمة، أو مستيقظة ...
ولكن ...
ولما أنك لا تعرف، أمّي .... 
فإليك، أوصافها كي تتعرّف عليها حين تلتقي بها ...

أمّي اسمها : 
ست عشتار ...
إنها تشبه، الضياء الذي ينوّر الأفق ....
وجميلة، كغزال شارد في الجبال ....
إنها، نجمة الصباح، التي تتوهّج وقت الضحى ...
مرجان، نادر ... 
وزبرجد، ليس له مثيل ...
سُحرُها، لا يُقاوم ... 
كأنها، كنوز الملك ...
أو، تمثال ٌ ... نُحِت ٓ  من  لازورد ...

أُمِّي ... 
تشبه، مطر السماء ...
والماء، الذي يسقي الحقول ...
هي ... 
بستان،  حافل بكل ما هو  طيب ...
ويملأ ... الفرح ... أرجاءه ...
كأنها ... 
ساقية، يجري ماؤها ليسقي ... العطشان ...
وشجرة، نخيل كلها... حلاوة ...

هي ... 
أميرة، على الأميرات ... 
وهي، نشيد أنغامه، غبطة، ورغد ...

فإذا ... 
رأيت .. أمامك ... 
إمرأة ...  فيها هذه الأوصاف ...
والنور، يتألق على وجهها ....
فإعلم،،،،،
أنها أُمِّي ....
فسلِّمها ،،،،،، 
هذه الرسالة ... 
وقل، لها ...
إبنُك ... لودينيجررا ... 
الذي تحبينه ُ ....
ويُحِبُّك ِ .... 
يُقَبِّلُك ِ ... 
ويُبلِغُك ِ ... السلام. 
إنتهت اللوحة المسمارية البابلية. 

لا كلام، يعلو هذا الكلام. 
إنه، من الآلاف السنين. 
الى، كل أُم. 
تحياتي. 

فيصل المصري 
أُورلاندو / فلوريدا
في عيد الام لعام ٢٠١٦

الأحد، 20 مارس 2016

قِصِّة أُم .... رحلّت مع غِياب الشمس ...

قِصَّة .... أُم. 
رحلّت ...
مع غِياب الشمس. 


مع غياب شمس كل نهار، أتذكّر رحيل أُمِّي ....
ومع بزوغ فجر كل صباح، أسترجع قِصَّة أُمِّي ... 
قِصَّة أُمِّي .....

حدثّت هذه القصة، بأوائل القرن الماضي. 
كانت فتاة يافعة ...
تملأ كيانها البراءة ....
وتضٌّج مخيلتها، بِقصصَّ  وروايات ...
وكانت، أمالها تدٌّق السماء ... 
كان هو ...
شابا ً، حطَّه الموج، في مقلب الارض الاخرى ...
إلتقَّت أماله، بأمالها  في كبد، السماء ....
أراد ان يتزَّوجها ...
ولكن التقاليد البالية، مانعت، وعارضت ...
كون والده، ووالدها ...
يُديران مصلحة تنافسية ... 
رفضّت نفسه ألابية ... 
إلا .. هي ...
كان له، ما أراد ... 
أَبحرّت الباخرة، وكانت جيوبه خاوية، حتى يدفع ثمن سِمّة دخول تلك الجزيرة النائية، من ذلك العالم المجهول.
دب َّ  الهّم ُ  في ارجاء أوصالها ...
لان، هاجس العودّة، على ذات الباخرة، باتّت  على  قاب  قوسين،  او أدنى ...
من على شرفة الباخرة، أطل َّّ هو، ينظر الى المستقبلين ...
علّه،  يرى خاله من بين الجموع ...حتى يستلّف منه المال ...
كان خاله ...أقصر الناس طولا ً ...
ولكنه،  كان اعلى الناس مقاما ً، وقدرا ً ...
أشار اليه، ولوَّح  له ...
فإرتاحت اساريرها، لان المال قد توَّفر ...
عاشت معظم حياتها، في هذه الجزيرة ....
وأنجبت أولادها ....
أخذها بالعام ١٩٤٩، في سياحة الى نيويورك ....
وأسكنها في فندق، مع اولادها، تغيب الشمس عنه طوال النهار، بسبب عمارة، وصلت الى السماء ....
ما زالت ماثلة الى يومنا هذا...
إنها ....  
Empire State Building
قال لها :
أتريدين السكنى هنا مع اولادك ؟
أجابت، اريد العودة الى وطني لبنان ....
عاشت في موطنها لبنان ...
وما لبث ان تركها ... الى أرض ٍ لم تطئها إلا ... الملائكة. 
إلى ان ... لحقّت به في أيلول الماضي ...
غابت ... شمسها ...
هي، أُمي .... 
هو، أبي  .... 
أولادهما ،،،،، 
انا وأخوتي، وأخواتي ...
ومع ذلك ...
وبالرغم من غِيابها ...
أقول لأُمي .....
كل عام وانت بخير....
وهنيئا ً مرقدك، جانب أبي ....

فيصل المصري
أُورلاندو  / فلوريدا
السنة الاولى على غِيابك،  للعام ٢٠١٦    

السبت، 19 مارس 2016

الأُم تيريزا ....



الأم تيريزا ...
راهبة، من أُلبانيا ...
الحائزة على جائزة نوبل للسلام عام  ١٩٧٩ م....
تاريخ ولادتها، ٢٦ أب ١٩١٠
تاريخ وفاتها، ٥ ايلول ١٩٩٧

بدأت الام تيريزا حياة الرهبنة وهي شابة يافعة بالعام ١٩٣١ بعد ان إتخذت هذا الاسم رسميا ً، بالعام ١٩٣٧.  

 بدأ أهتمام الأم تيريزا بالأطفال المهملين، حيث خلعت زي الرهبنة، ولبست الساري الهندي القطني بلونه الأبيض، والخط الأزرق.  
أسسّت جمعيتها لراهبات المحبة، بالعام ١٩٥٠م، التي اهتمت بالأطفال المشردين والعجزة.
في العام ١٩٥٧م اهتمت بموضوع المجذومين والعناية بهم.  
أسسّت ايضا ً جمعية أخوّة المحبة بالعام ١٩٦٣م وهي خاصة بالرهبان. 
لم تهتم الأم تريزا بالمال يوما ً وقد عُرف عنها رفضها للمال والتبرعات المالية، حيث كانت تصّر على المساعدة، والمشاركة الشخصية.
مِن أقوالها المشهورة، أنقلها حرفيا ً لأهميتها :
إذا شعر أحدُنا أنّه مدعو ٌ للتجديد في المجتمع، فهذا أمر ٌ يعنيه، ويعني علاقته الخاصة بالله. فمفروض ٌ علينا أن نخدم الله حيث يدعونا. 
أمّا بالنسبة لي، فإنّني أشعر أني مدعوَّة  لخدمة كل إنسان، ولمحبته بطريقة خاصة به، حسب حاجاته،  وإنّني لا أفكّر قطعا ً أن تكون محبتي شاملة للجميع كأنّها دون تحديد، بل تهدف لمحبة كل إنسان بمفرده. فإذا فكرتُ بالناس جميعا ً كجماعات وحسب، فهذا ليس حبا ً، لأني أؤمن بالحب وجها ً لوجه.  
لكل مرض ٍ هناك عدد كبير من الأدوية والعلاجات، ولكن إذا لم يكن هناك يد ناعمة، وحاضرة للخدمة، وقلب كريم حاضر للحب، فإنني لا أعتقد أنّه بالإمكان شفاء ما يسمّى بنقص الحب. 
إنّ الأشياء التي تؤمّن لنا دخول السماء هي أعمال المحبة، والكرم التي يجب أن يمتلئ وجودنا بها. هل نعرف كم تقدم بسمة محبة إلى مريض ؟ هكذا نعلن من خلال بسمتنا كم أنّ الله سامحنا إذا أحببنا مرضانا، وساعدنا الفقراء. إنّه بذلك يغفر لنا جميع خطايانا. 
إنّ عدم إكتراث بعض الناس الذين يمرّون بالمرضى، والفقراء، والأطفال ولا ينظرون إليهم، يعود إلى أنّهم فقدوا الإيمان والوعي. فلو كانت لهم القناعة الحميمة، بأن الذي يزحف على الأرض وهو يتألم هو أخوه، أو أخته، لكان تصرّف بعكس ذلك، ولكان اهتم قليلاً لأمرهم. ولكن، مع الأسف، فإنّهم لا يعرفون معنى الشفقة، ولا يأبهون لهؤلاء التعساء. ولو فهموا قيمة هذا الإنسان المتألم لكانوا تصرفوا بوعي، وعرفوا أن الله يسكن فيه، وحينئذ ٍ يبدؤون بمساعدته وبخدمته. 
  
هناك ألوف من الناس ترغب في أن تكون مثلنا، ولكن الله اختارنا نحن لنكون حيث نحن، وذلك لكي نساهم في فرح الآخرين. 
ولكن بجانب هذه الأقوال، للأم تيريزا، كشفت يومياتها المدوّنة، جانبا ً آخر من شخصيتها القلقة، التي تكتنف الشَّك، مثل الأقوال التالية :
لا يوجد في داخلي، سوى الصقيع ....
لم تعّد الأرواح، تجذبني ...
لم تعد السماء، تمثل شيئا بالنسبة لي .... 
تبدو السماء مثل، مكان خال ٍ وموحش ٍ ...
هذه الاعمال العظيمة والكثيرة، والمتعددّة  جعلت  دوائر الفاتيكان ان  تُعلن الأُم تَريزا ... قديسة.
وَمِنْ أفعالها الغير مسبوقة، في عالم التضحية، والإخاء، والتفاني هو ما قامت به هذه الراهبة، الأُم في بلاد لا تدين بالمسيحية.   
في كلكوتا، بالهند حوّلت الأم تريزا جزءا ً من معبد كالي :
 (إلهة الموت، والدمار عند الهندوس) إلى منزل ٍ لرعاية المصابين بأمراض غير قابلة للشفاء، والعناية بهم في أيامهم الأخيرة، لكي يموتوا بكرامة، ويحسوا بالعطف، والقبول بدل البغض، والرفض من مجتمعهم. 
وتوالت بعد ذلك المؤسسات التي أنشأتها الأم تريزا :
أقامت،  
القلب النقي .... (منزل للمرضى المزمنين )، 
مدينة السلام ... (مجموعة من المنازل الصغيرة لإيواء المنبوذين من المصابين، بأمراض معدية). 
ثم أنشأت أول مأوى للأيتام، في الهند. 
 ثم راحت الأم تريزا، تنشئ مئات البيوت المماثلة في طول الهند، وعرضها لرعاية الفقراء، ومسح جروحاتهم، وتخفيف آلامهم. 
كان قصد الأُم تيريزا، من كل ذلك جعل هذه الفئة من الناس، مثل :
الجائعين، والعراة، والمشردين، والعاجزين، والعميان، يشعرون بأنهم محبوبون، ومحترمون كبشر، بدل ان يكونوا  غير مرغوب، فيهم أو محرومون من العناية والمحبة. 
ومن أعمالها المشهودة، أنها استطاعت خلال الاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982، ان توقف إطلاق النار لمدة معينة إلى ان تمكن رجال الدفاع المدني من إنقاذ ٣٧ طفلا مريضا كانوا محاصرين في إحدى المستشفيات. 
ولكن صحة الأم تريزا بدأت تتدهور منذ عام 1985. ويعود ذلك في جزء منه إلى عمرها، وفي جزء آخر إلى الأوضاع الصحية للمرضى الذين عملت معهم، والى إنفاقها معظم وقتها في رحلات حول العالم لجمع الأموال والمساعدات من أجل الفقراء، دون أن تصرف وقتا كافيا للعناية بصحتها،
٥ ايلول ١٩٩٧، أنقذ ملاك ألموت الأُم تيريزا بعد صراع وعذاب، دام عدة سنوات. 
لم يُسجِّل التاريخ، عن راهب ٍ او شيخ ٍ يُبشِّر للمحبة، والحب والله ... كما قامت به الراهبة المسيحية في مناطق تدين، باديان أُخرى ....
فيصل المصري 
أُورلاندو / فلوريدا
٢٠ آذار ٢٠١٦ 


خاطرة في الإنسحاب الروسي، من سوريا.

خاطرة في الإنسحاب الروسي، من سوريا. 

يحلو لبعض الصحافيين اللبنانيين، أثناء كتابة عامودهم الاسبوعي، تحميل كل كلمة، من مقالهم أطنان من المعاني، مع حقن الموضوع  بوجبات، غير دسمّة من الفلسفة، حتى تشعر وانت تقرأ مقاله الاسبوعي، انك تلهث في تسلّق عاموده. 
الفلسفة، والتفلسف بمقال احد الصحافيين، كانت .... 
انه أُعتبر الانسحاب الروسي من سوريا، يُشبه الهجوم ...
قد يكون هذا الصحافي، خريج أكاديمية ويست بوينت، العسكرية الأميركية، ونحن لا ندري ....
او انه يكتب بالمجاز، والشيفرة حتى يفهم عليه  سكان إحدى المجرّات.
وبمُطلق الأحوال، يعتقد بعض الصحافيين في لبنان انه بالغموض اللغوي في الكتابة، إنهم يكتبون، للنخبة فقط، لانها هي القادرة على فك ألغاز المقال، ومتاهاته.     
كذلك، لا ينفك الصحافيون اللبنانيين، عن تقسيم سوريا، وكأن الانسحاب الروسي، بالامس هو مؤشر على إنتهاء هذه الحرب القذرة. 
ولِسعة الوقت عند بعض الصحافيين اللبنانيين، المتحذلقين ....
ولقلة المواضيع المهمة في هذا البلد العنيد، ألمُنفلت من عِقاله ....
انهم توقفوا  بالكتابة عن ملف النفايات، لان خواتيم الزبالة  فاحت روائحها قبل الوصول الى المطامر، وأهمها عالميا ً .. مطمر الناعمة، فآثروا تنظير الانسحاب الروسي بدل فضح الصفقات، التي إنهمرت تقارير السفارات المعتمدة في لبنان، الى دولّها عن تسجيل أراض ٍ، او شقق فخمة، او وعد ٍ بتعيين محظّي او محظّية لهذا النافذ، او الزعيم. 
أما وقد وصلت النفايات الى ما وصلت اليه هذا اليوم، الواقع فيه ١٩ آذار،  الذي سيكون يوما ً وطنيا ً بامتياز  يُضاف الى أعياد شهر آذار المجيدة. 
أما الملف الاخر، الذي بدأ يطوف على السطح، هو العمالة اللبنانية بالخليج، الذي تغرب الصحافة عن التطّرق اليه بالعمق، نظرا ً للنفاق المنثور  على جوانبه، ولي عودة اليه لاحقا ً ....

بعد هذه المقدمة ....
أعود الى الانسحاب الروسي من سوريا ....
لا يعدو كونه بسيطا ً غير مُعقّد، وبذات الطريقة التي دخلوا فيها ،،،،، خرجوا. 
ببساطة .... متناهية ....
كما أخذوا موافقة أميركا، وإسرائيل على الدخول  لانتهاك حُرُمَات الأجواء السورية، وشّل المعارضة، ورمي بعض الورود على الدولة الاسلامية ...
إنهم، أَعْطُّوا علما ً وخبرا ً لاميركا وإسرائيل .. بالخروج،  بعد إنجاز المهمة الموكولة اليهم. 
وكان اول من إتصل، بقيصر روسيا مُهنئا ً  وزير خارجية اميركا، ورئيس وزراء إسرائيل.  
وقد تأبّط بعض صحافة لبنان، خبرا ً ومللّنا من سماعه، ان الدخول الروسي، كان لإطالة بقاء نظام الرئيس بشّار الأسد. 
هذا الخبر، كاذب وكذوب ....
لانه، نسي الجميع ان الرئيس الأميركي في اواخر صيف ٢٠١٥ إمتنع عن تنفيذ تهديداته، بالقصف الجوي لسوريا بعد ان تجاوز النظام في إستعمال اُسلوب الإبادة في حق شعبه، وذلك ليس حُبّا ً او عطفا ً للشعب السوري، بقدر ما كان لسبب بسيط،  وهو ان  الادارة الأميركية لم تتخِّذ قرارها، في حينه،  بتغيير النظام.
وعندما سُمِح لروسيا بالدخول الى سوريا، كان القرار الدولي ما زال،  قائما ً بالإبقاء على النظام. 
من إتفاقيات الدخول الروسي، هي :
تدمير البنى التحتية في مناطق القتال، والتى عجز النظام عن تحقيقها لعدة سنوات من الحرب الأهلية، وذلك من أجل إطالة أمّد الحرب، وعدم إمكانية قِيام اي كانتون، او كيان ذاتي، او دويلة في كنف سوريا، وذلك عن طريق تدمير ٨٢ مستشفى ومستوصف في المناطق التي يتواجد فيها، الجيش الحُّر، وأقلّه مناطق الدولة الاسلامية. 
كذلك، تدمير، الإدارات الحكومية، كقصور العدل، والمدارس الرسمية بحيث يزيد عدد القتلى، في القصف البري الهمجي الروسي، في الأطفال، والنساء أكثر منه في الرجال. 
أما بالنسبة للاهانة العسكرية،  اليومية للسلاح الجوي الروسي، يُقال أنه من بروتوكول الموافقة الأميركية / الإسرائيلية، للطلعات الجوية 
للطائرات الروسية، ان تُعطي القيادة الروسية، مُسبقا ً إحداثيات الطلعات للاسطول الأميركي قبل كل طلعة، 
ولخطأ، ما ... 

ولتقصير، ما ....
وفي يوم ما،  في الشهر الماضي وقبل الانسحاب، في عدم الإبلاغ المسبق، كادت الطائرات الروسية ان تكون فريسة للصواريخ من احدى سفن الأسطول الأميركي.
وتجنبا ً للأخطاء التي قد تؤدي الى مخاطر حرب لا تُحمد عقباها ،،،
والى حرب، غير ضرورية ...
وغيره من الأسباب ....
قيل لروسيا، شكرا ً ... على شاكلة ... شكرا ً قطر. 
وحتى أُنهي، كلامي هذا الممزوج بالاسف، والآسى أردد ما قاله المُرَشَّح دونالد ترامب وهو الحقيقة، أن من أسباب الانسحاب الروسي من سوريا هو الإنهاك المالي، والاقتصادي الذي تتخّبط به روسيا القيصرية اليوم، والبحث يدور عن مصادر التعويض والتمويل، لروسيا،،،، 
وهي معروفة المصدر ... 
  
 

فيصل المصري 
أُورلاندو / فلوريدا
١٩ آذار ٢٠١٦
 

الخميس، 17 مارس 2016

جميلة بوحيرد، من الجزائر.

جميلة بوحيرد،
من الجزائر ....


معظم المؤرخين، يعتبرون أن جميلة بو حيرد هي أبرز المناضلات من أجل الحرية في القرن العشرين، وانها دخلت التاريخ من أوسع أبوابه في خمسينيات، وستينيات القرن الماضي. 
كذلك، يعتبر بعض المؤرخين المعاصرين، ان المعلومات المتوفرة عن هذه المناضلة، قليلة جدا ً، حتى وكأنه هناك ستارا ً ،،،، يُسدل  عمداً عليها، في محاولة، لطمس إسمها، ودفعها إلى النسيان. 
 
إن المعلومات حول دورها، على الرغم من أهميته، في ثورة التحرير الجزائرية، يتكوّن من سطور قليلة، متناثرة هنا وهناك. 
قد يكون من السهل جداً على المرء أن يعثر على مصادر معلومات غزيرة ومفصلة عن الكثير من رفاق جميلة في النضال، ممن لعبوا أدوارا ً أقل أهمية من دورها، أما هي فإنك تلاقي صعوبة، كما إختبرته شخصيا ً عند بدء دراستي هذه ...
ومع ذلك، وبالرغم من صعوبة البحث ...
إن جميلة بوحيرد، هي الشخصية التي اختارها التاريخ، لتكون بين أبرز خمس شخصيات سياسية، طبعت القرن العشرين. 
 إن جميلة بوحيرد، ليست مجرد اسم في التاريخ  الجزائري فحسب، بل إنها رمز مضيء من رموز الأمة العربية. 
من هي جميلة ابو حيرد.  
وُلدت جميلة بوحيرد في حي القصبة، الجزائر العاصمة، بالعام ١٩٣٥.
هي مقاومة جزائرية من المناضلات اللائي ساهمن بشكل مباشر في الثورة الجزائرية على الاستعمار الفرنسي، في منتصف القرن الماضي.

ولدت جميلة من أب جزائري مثقّف، وأم تونسية من القصبة وكانت البنت الوحيدة بين أفراد أسرتها، كان لوالدتها التاثير الأكبر في حبها للوطن فقد كانت أول من زرع فيها حب الوطن وذكرّتها بأنها جزائرية، لا فرنسية رغم سنها الصغيرة. 
واصلت جميلة بوحيرد تعليمها المدرسي ومن ثم التحقّت بمعهد للخياطة والتفصيل، لانها كانت تهوى تصميم الأزياء. مارست الرقص الكلاسيكي وكانت بارعة في ركوب الخيل إلى أن اندلعت الثورة الجزائرية عام 1954 حيث انضمت إلى جبهة التحرير الوطني الجزائرية للنضال ضد الاحتلال الفرنسي وهي في العشرين من عمرها. 
 إلتحقّت جميلة بوحيرد بصفوف الفدائيين وكانت أول المتطوعات لزرع القنابل، ونظراً لبطولاتها أصبحت المطاردة رقم 1. 
تم القبض عليها عام 1957 بعد إصابتها برصاصة في الكتف وألقي القبض عليها، وبدأت رحلتها القاسية من التعذيب وجملتها الشهيرة التي قالتها آنذاك :
أعرف أنكم سوف تحكمون علي بالإعدام، لكن لا تنسوا إنكم بقتلي تغتالون تقاليد الحرية في بلدكم، ولكنكم لن تمنعوا الجزائر من أن تصبح حرّة مستقلة. 
بعد 3، سنوات من السجن تم ترحيلها إلى فرنسا وقضت هناك ثلاث سنوات، ليطلق سراحها مع بقية المعتقلين.
مِن أخبار نضال جميلة بوحيرد :
كان الطلاب الجزائريون يرددون في طابور الصباح فرنسا أُمُنا لكنها كانت تصرخ وتقول : 
الجزائر أًمُنا، فأخرجها ناظر المدرسة الفرنسي من طابور الصباح وعاقبها عقاباً شديداً لكنها، لم تتراجع.   

من داخل المستشفى بدأ الفرنسيون بتعذيب المناضلة، وتعرضت للصعق الكهربائي لمدة ثلاثة أيام كي تعترف على زملائها، لكنها تحملت هذا التعذيب، وكانت تغيب عن الوعي وحين تفيق تقول الجزائر أُمُنا. 
حين فشل المعذِّبون في انتزاع أي اعتراف منها، تقررّت محاكمتها صورياً وصدر بحقها حكماً بالإعدام عام 1957، وتحدد يوم 7 آذار 1958 لتنفيذ الحكم. 
لكن العالم كله ثار، وإجتمعت لجنة حقوق الإنسان بالأمم المتحدة، بعد أن تلقت الملايين من برقيات الاستنكار من كل أنحاء العالم. 
تأجل تنفيذ الحكم بإعدام جميلة بوحيرد،  تحت الضغط الشعبي والدولي. ثم جرى تعديل الحكم بالإعدام، إلى السجن مدى الحياة. 
وبعد تحرير الجزائر عام  1962، خرجت جميلة بوحيرد من السجن، وتزوجت محاميها الفرنسي جاك فيرجيس سنة  1965 بعد ان أشهر إسلامه. 
بعد الاستقلال، تولت جميلة بوحيرد رئاسة إتحاد المرأة الجزائري، وبسبب خلافها مع الرئيس،أحمد بن بلة. وقبل مرور عامين، قررّت أنها لم تعد قادرة على احتمال المزيد، فاستقالت وأخلّت الساحة السياسية. 
وهي ما تزال تعيش في العاصمة الفرنسية حتى الآن، متوارية عن الأنظار.

فيصل المصري
أُورلاندو / فلوريدا
١٧ آذار ٢٠١٦

الأربعاء، 16 مارس 2016

ليلى العطار .... مِن العراق.

العراق .....
مهد الحضارات الإنسانية. 

يكفي هذا العنوان، للعراق. 
حتى يُظهر عٓظٓمّة، هذه البلاد. 
العراق ... دلتا جغرافية، 
التقّت فيها انهار، الحضارات.
وتجمعّت فيها روافد، العلم. 
وروّتها سواقي، المعرفة.

 
العراق، شمس ٌ أضاءت على التاريخ ...  الحالك، الظُّلُمَات ...
العراق، تآلبّت عليها قوى الشَّر، وأثخنتها الجراح ...
العراق، صعقها التاريخ الحديث، بعائلة أنتجّت رئيسين للولايات المتحدة الأميركية، وعانت بسببهما،  حروبا ً ... لم تنته ِ ....
كانت هيلين توماس اللبنانية الأصل، والصحافية الأميركية المُخٓضرمّة، تقول في الرئيس الأميركي بوش، الابن :
 أن بوش الابن، هو أسوأ الرؤساء الأمريكيين على الإطلاق، لأنه أدخل العالم في مرحلة من الحروب، الابدية المستديمة. 
أما المُرَشَّح للرئاسة الأميركية، هذه الأيام دونالد ترامب، قال عن الرئيس بوش الابن ... إنه كاذب، كذوب، لأنه كَذِب ٓ على الشعب الأميركي في حربه على العراق. 
دونالد ترامب، لم تسلم من لسانه عائلة بوش كلها، وكأنه أعطى للعراق ثأرا ً  بأن فضح  هذه العائلة التي حكمّت اميركا ردحا ً من الزمن.  دونالد ترامب، قام بإخراج الابن الاخر لهذه العائلة، جيب بوش حاكم ولاية فلوريدا الأسبق، من السباق الرئاسي، وأودعه في مزبلة التاريخ، لأنه لو قيّض له ان يُصبح رئيسا ً ... كان سيسير على خُطّى والده، وشقيقه.  
اما بوش الابُّ، فكان السبّاق في ان يُلحِق الاذى للعراق وشعبها، وأرضها في إشعال شرارة الحرب، وتدمير العراق.  
في هذه الأجواء، الظالمة للعراق نشأت وترعرعت، ليلى العطار. 
إنها إبنة العراق، التي إمتاز شعبها بالإباء، والشموخ، والكرامة. 
مٓن ْ.. مِنَّا نسي ذلك الصحافي العراقي، الذي رمى حِذَاءه على الرئيس بوش الابن. 
ومٓن ْ .. مِنَّا نسي تلك الرسّامة العراقية، التي صممّت لوحة تشكيلية، مكبرّة من الفسيفساء، لصورة بوش الأب، تنديدا لما كان يقوم به ضد العراقيين، من حصار إقتصادي،  وحرب ضروس. 
إنها ليلى العطار ...
التي وضعت الصورة على مدخل أرضية  بهو  فندق الرشيد، في بغداد  الذي كان يستقبل الشخصيات المهمة، من رجال سياسة، وصحفيين، وكانت تعقد فيه المؤتمرات، واللقاءات. 
كان هذا الفندق يستقبل مئات الوافدين، وبذلك كل من يدخل للفندق كان  عليه أن يدوس على الصورة، صورة الرئيس الأميركي بوش الابُّ ... 

أثارت تلك اللوحة الإدارة الأمريكية، وأبهرّت العالم هذه الطريقة في إظهار إستياء شعب العراق، وطريقة غضبهم. 
 في ليلة من ليالي عام 1993 تم إطلاق ثلاث صواريخ بكل دقة إستهدف بها بيت الرسامة المرحومة السيدة ليلى العطار. 
لم يبق من البيت، إلا أنقاضا ... 
ولم يبقى من السيدة، ليلى العطار وأطفالها، إلا أشلاء ً ....
كما تمّ قصف فندق الرشيد، الذي يحتوي مدخله على صورة  بوش الأب.  



ليلى العطار، رحمها الله عبرّت عن حزنها، وغضبها .... 
ارادت أن تقول، أن الشعب العراقي، غاضب من أميركا، ويعتبر رئيسها سبب مآسيه.  

إنها ليلى العطار .... 
مِن العراق، 
ذهبّت، لتلقى رَبِّهَا ... 
وبقيت، ذكراها .. لتنثر أزهارا ً ...
وتنفخ، عِطْرا ً .. في سماء العراق ...
رحمهّا الله ...

فيصل المصري 
أُورلاندو / فلوريدا
١٦ آذار ٢٠١٦

الثلاثاء، 15 مارس 2016

فريد الأطرش، من كل البلدان العربية ...

فريد الاطرش،
ويكفي هذا الاسم، 
ليكون عنوانا ً....

فريد الأطرش، 
لو عاش عمرا أطولا ً ...
كان فنه، وموسيقاه أسطورة، نتداولها حتى اليوم ...
لو عاش، في العصر الذي سبق الاسلام ...
كان مثله، مثل، النضّير ابن الحارث ابن كلده، الذي استقدم العود من ديار اللخميين الى مكة ... 
لو عاش، في صدر الاسلام وما تلاه ....
كان مثله، مثل ابن سريج، و ابراهيم الموصلي ...
ولكنه عاش ...
في زمن رديئ، يُخّيم في أرجائه الحسّد، والضغينة، والتفرقة العنصرية، بأبهى أشكالها، وألوانها. 
فريد الأطرش، 
هو، أمير، في الحسب، والنسّب .... 
هو، أمير في ألة العود ....
هو، مُتوّج في تركيا، منذ العام ١٩٦٤ ...
هو، صاحب وسام الخلود الفني من، فرنسا .... 
هو، صاحب وسام الاستحقاق من، مصر .... 
هو، صاحب وسام الأرز من، لبنان  ...
وهو اخيرا ً، مُكّرم ومُعزّز من منظمة الأنيسكو طيلة العام ٢٠١٥ ....  
سأتطّرق في بحثي عنه، الى عدة محطات في حياته :
أولا ً : 
منذ ان وطأت قدماه ارض الكنانة أم الدنيا مصر، في بداية القرن الماضي، وحتى مغادرته لها في ستينات ذلك القرن، 
ولغاية وفاته في لبنان العام ١٩٧٤م
ثانيا ً : 
تأثيره على الموسيقى الشرقية. 

عند وصول فريد الأطرش، الى القاهرة، كان بلاط الملك فاروق، ومن سبقه من ملوك، يستقبل الفرق الموسيقية العالمية، وكان المُغَّنين الأجانب، يصدحون في القصور الملّكية، بأُغنيات التانغو، والباسادوبلي، والفلامنغو، وغيرها من الألحان.
وقد نُمي، من سجلات الفرق الموسيقية، ومن المغنيّين الأجانب، ان الموسيقى، والغناء، في ذاك الوقت في مصر عامة، وفي القاهرة خاصة، ً كان يخيّم عليهما، ويسيطر عليهما، ألحان قديمة ومغنّين كبار في السن.
Arabic music at that time was very soft & MONOTONOUS, and had no recognizable rhythmical.
لا بل، كانت الألحان الموسيقية، رتيبة، ومُمِلَّة تتكرر في كل مطلع جديد.
وقد ذُكرَ ان لسيد درويش، دور قيادي في التجدّيد، وإن لم يكن على مستوى، عالمي، او متألق او ناجح، او مسيطر. 
لم يستحوّذ، نظر الأجانب الا الراقصات، الممتلئات، البدينات صاحبات الخصر، النحيل .
هذا لا يعني، التقليل من شأن هؤلاء المغنّين، او الملحنين، لان سِمّة، التطوير الموسيقي، لم تكن هماً لديهم، لان الجمهرة الكبرى من المستمعين تستسيغ هذه الألحان، لعدم سماعهم ألحان اخرى متطورة لحناً، وايقاعاً، غير، أغنيات سيد درويش القليلة جداً.
اما المصيبة الكبرى، في تلك الفترة ، كانت النقّاد الموسيقيين ذوي الدرجة الثانية، او أقّل، يكتبون لمن يدفع لهم.
والكارثة هي، ان هؤلاء النقّاد، هم من سجّلوا  تاريخ الموسيقى، وعلوّ فلاناً، واهملوا، فنانا آخراً.
ومن هؤلاء النقّاد، الموسيقيين فيكتور سحاب، الذي ذكر، ان العمالقة السبعة في ذاك الوقت هم :
سيد درويش، محمد القصبجي، زكريا احمد، محمد عبد الوهاب ام كلثوم رياض السنباطي اسمهان (غير مصرية). 
تعجّب النقاد الأجانب لهذا التصنيف، الذي إستثنى منه بعض الفنانين العرب، الذين يحملون جنسيات غير مصرية، وزاد عجبهم، ان فيكتور سحاب، ادخل اسمهان، شقيقة فريد الأطرش ضمن لائحة العمالقة بسبب الأغنّيات، التي قدّمتها من ألحان شقيقها، وخاصة، أغنية، ليالي الإنس في فيينا،
وقد تبين لاحقاً، ان الأسس المعتمدة في التقييم عند نقّاد العرب، لا يحسب لها حساب أكاديمي.


في هذا الجو، سبح فريد الأطرش، 
في هذا البحر، نهشته الأسماك الكبيرة، والصغيرة على حد سواء. 


 
من المصادر الأجنبية اقتبس الآتي :
Farid Al Atrash, stands out as a giant who is yet to be replaced .
في مقدمتي، أشرت الى رتابة الألحان،
Lack of musical depth
اي، انه كان ينقص العمق الموسيقي. 
بوصول فريد الأطرش، تغيّر الوضع، واصبح العود سيداً، وآمراً، للفرقة الموسيقية، وأخذت بقية الأدوات، مكانها الطبيعي، وزاد فريد الأطرش من عدد الآلات النحاسية، واقتحم التانغو التخت الشرقي، وسيطر بعد ان كان خجولا جداً. 
ادخل لأول مرة لباس،  Tuxedo  لجميع أفراد فرقته الموسيقية. 
Elegant  tuxedo  dress  with  the, Papuan
جمع : 
Incorporation of  falk  melodies & popular themes  along  with  classical  forms 
أغنياته :
His songs contained  multiple  sections with changes  in  rhythm  & colors 
مقطوعاته الموسيقية :

Many  of  his  pieces  sounded  lively  & full  whether  played  by  small  groups  of performance   وfull  size  orchestra 
مهارة  زائدة  في انتقائه  الكلام  واللحن 
Music composition for dreamers 
أدخل المقدمات الموسيقية لأعماله الخالدة. 
وأبدع في قفلاته، خاصة في عزفه المنفرد على العود. 
ادخل السمفونية الى الموسيقى العربية، وتعتبر من أعظمها بساط الريح، التي اظهر فيها فريد الأطرش، عبقريته، والمامه بجميع  الألحان العربية قاطبة.  
 
معظم ألحانه، اقتبسها الملحنون من الغرب، وأوروبا، وتركيا، والهند.  
دخل اسمه، في سجل الخالدين، بالموسوعة الفرنسية الى جانب العظماء، بيتهوفن، وموزارت، وشوبان.
وقد أجمع النّقاد الغربيين ان فريد الاطرش هو اول من قدّٓم الأوبرا بعد سيد درويش، في فيلم إنتشار الشباب. 
أما الألحان التي وضعها، والتي نقلته للعالمية، هي عديدة أهمها :
حبيب العمر، 
نجوم الليل، 
زُمرّده، 
ويّاك ويّاك، 
انا واللي بحبه، 
يا زهرة في خيالي، ( وقد أُعتبر هذا اللحن، من اجمل ١٧ تانجو في العالم ). 
ولهذا جرى تصنيفه في الغرب، بانه مُجدّد الموسيقى العربية. 
وقد جرى تكريمه في غير بلد غربي، 
وأُعطي كرسي، في معهد الموسيقى في ألمانيا، ولم يعط له اي كرسي في اي بلد عربي. 
ما زالت حقوقه الفنية، من الأغنيات تعطي مردودا ً لا يضاهيه أي فنان عربي.
من المؤكد، ان التكريم الذي يحصل بين فترة وأخرى لفريد الأطرش يلقى الاستحسان، ولكنه لا يصل الى تكريمه على مستوى الدولة، او الدول العربية.
وهذا، له أسبابه لان وزراء الثقافة او الفنون في بلاد العرب، لا يستلم مقاليدها وزير ملّم  بالموسيقى او الفن، لانه قد يكون أشهر  طبيب  جرّاح، او صاحب  مصرف ، او ضابط متقاعد ..... الخ. 
فضلا عن ان المجتمع المدني، في البلاد العربية يرزح تحت هموم تفوق المطالبة، بتكريم فنان ابدع. 
وهذا هو حال فريد الأطرش.
غرّيد في الشرق، العربي. 
ومكرّم بالغرب. 
مثله، مثل طارق بن زياد.

أعداد فيصل المصري 
أُورلاندو / فلوريدا
١٦ آذار ٢٠١٦

الموسيقى الشرقية، ما بين الإقتباس، والسرقة .... والتجديد.

الموسيقى الشرقية،
 ما بين :
 ألتجديد، والإقتباس، والسرقة. 



في الموسيقى الشرقية، هناك فرق كبير، ما بين التطوير ( التجديد ) والاقتباس، والسرقة. 

كما سبق وأشرت اليه في بحوث سابقة ...
ان معظم  النقّاد الفنيين العرب تأبطوا هذه المهنة خلسة ً، ونفاقا ً، وكان المعيار عندهم، يعتمد على تدّفق من يمُّد  جيوبهم، بالمال، من الفنانين المهيمنين عنوة ً على عالم الفن. 
وكانت هناك فئة من النقّاد، ينتابهم الخوف إن انتقدوا هرما ً من أهرامات الفن الراسخين  في الإذاعات المصرية. 
ولهذه الأسباب وغيرها، لم تؤخذ بآراء النقّاد الفنيين العرب، عند تقييم الموسيقى العربية، وتطورّها. 

من الملفت للنظر،  ان احد النقاّد العرب، والذي عاصر محمد عبد الوهاب وأم كلثوم، وفريد الاطرش، والسنباطي، والطويل، والموجي وغيرهم، قال أنّ  محمد عبد الوهاب هرم ٌ كبير بالاضافة، الى أُم كلثوم، وقد استبعد كل من له باع طويل، بالموسيقى الشرقية. 


وقد اعتبر كل من  درس جذور الموسيقى الشرقية، أنّ هذا الناقد يمكن وضعه  في خانة، من يستجدي القروش، او من  يهاب ( قروش ) الفن في ذاك الوقت. 

اذا قمنا بالتأصيل اللغوّي،  والفرق ما ببن التجديد، والاقتباس، والسرقة، نرى ان :

التجديد، هو خلق جُمل موسيقية جديدة  من ذات الرّحم الذي حمل الموسيقى الشرقية. 

أما الاقتباس، هو استعارة جملة موسيقية، وتدجينها في ذات القالب الشرقي، كالتلقيح الاصطناعي، ومن ثم الاعتراف  بان  هذا  المولود الهجين، من أصل،   يعود  الى فلان. 
أما السرقة، هي خطف جمل موسيقية، والادعاء انها تعود لمن وضع اللحن الذي تحوم حوله الشبهات، والتأكيد والإصرار وعدم الاعتراف بالسرقة. 

ينظر  النقّاد في الغرب، الى  محمد عبد الوهاب، في انه  ألمجّلي والمتقدم، والسّباق، في مجال الاقتباس من الموسيقى الغربية، وقد عددّوا الجمل الموسيقية المقتبسة، اكثر من ٣٢ لحنا ً. 

استغرب النقّاد في الغرب، ان معظم الألحان التي اقتبسها   محمد عبد الوهاب جرى لصقها، او إلحاقها بكلام أغنية عربية، لا تناسب او تناغم اللحن الغربي، الموضوع خصيصا ً للكلام سواء كان إنكليزيا ً او فرنسيا ً او اسبانيا ً.. الخ 
بمعنى ان اللحن الأجنبي، الموضوع لكلام حزين، وضعه محمد عبد الوهاب لكلام مفرح، او تشجيعي، وقس على ذلك من ألحان، كنائسية غربية او كلاسيكية مميزة، أُدخلت على غير مقاصدها، او معانيها او مبانيها.  
وقد لحق بركاب محمد عبد الوهاب في رحلة الاقتباس، الرحابنة، في لبنان عندما اخذوا بعض ألحان سيد درويش، وجمل موسيقية، غربية عديدة. 

أمّا المقّل والذي لا يكاد أن يُشار اليه البتّه في حقل الاقتباس،  هو فريد الاطرش، 
الذي اقتبس لحن Albeniz - Austuias  الوحيد في كل أعماله  ليضعه مقدمة، لأغنيته ذائعة الصيت، حكاية غرامي. 

وإذا دخلنا الى ارشيف هذا الموسيقي الإسباني، نرى ان أشهر عازفي العالم تناولوا، وتناوبوا، على عزف هذا اللحن الشجي كل ٌ بألته  الموسيقية الوطنية المعتمدة. 

قام فريد الاطرش، بمهارة فائقة الخيال، والتّصور، والوصف  بعزف هذا اللحن الإسباني، الموضوع أصلا لآلة الغيتار، بالة العود الشرقية، وقد بزّ الجميع، في روعة تمازج، وتشابك، وتداخل، الجملة الموسيقية الواحدة، وكأنك تتخيل نفسك، امام عدة جمل موسيقية متراكمة تعزفها  فرقة موسيقية كبيرة. 

 وقد اعترف النقّاد الموسيقيين في الغرب ان فريد الاطرش، إقتبس لحنا ً اسبانيا ً ولكنه .... دجّنه .... في رحم الموسيقى الشرقية، وجعله مقدمة لأغنية عربية تتناسب مع اللحن الحزين الإسباني الذي وضعه  Austrias في سمفونيته، وتجّلت عبقرية فريد الاطرش في انه ادخل البيانو، وقطع النحاس الموسيقية، في العزف المكّثف لهذا اللحن. 

غير هذا اللحن الإسباني،  لم يُقدم فريد الاطرش، على إقتباس أية جملة موسيقية غربية، بل على العكس من ذلك كرّت سبحة الاقتباس الغربي من ألحانه، سواء في غرب الكرة الأرضية، او شرقها. 

وإذا ما نظرنا الى التجديد في الموسيقى الشرقية، لا نرى الا خيّالا ً واحدا ً لا تشق غباره، او تلحق بركابه، أية أحصنة. 
 آلا  وهو، فريد الاطرش الممتطي حصاناً، والممتشق  سيفا ً، والممسك بريشة الهدهد، التي رسمت ألحان الخلود. 


فيصل المصري 
أُورلاندو /فلوريد
١٥ آذار ٢٠١٦
  

الاثنين، 14 مارس 2016

فريد الأطرش، والآلحان التي جعلته، مُجدّد الموسيقى الشرقية العربية.

فريد الاطرش ...
والألحان التي جعلته،  مُجدّد  الموسيقى، العربية. 


لكل امرء ٍ من دهرّه  ما تعّودا ....
وانا تعّودت  في كل مرة  أقوم  ببحث  تاريخي، ان أستأنس  برأي  بعض المؤرخين العرب، أما الغالبية الباقية من المؤرخين العرب،  أطلقت عليهم  مٌسمّى (  مؤرخو  المصاطب ) لقلة الثقة  بهم،  ولعدم  المصداقية  في  كتاباتهم. 

وبالرغم من أني لست ناقدا ً فنيا ً ...
إلا أني، أحببّت أن أقرأ عن تاريخ  فريد الاطرش الفني،  وقد  هالني  وأثار  انتباهي،  المستوى  المتدّني  لبعض  النُقّاد   العرب  مقارنة،  مع   النقّاد  الفنيين  الغربيين.
لقد لفت نظري، ان النصف الاول من القرن الماضي كان العصر الذهبي للموسيقى، الشرقية العربية، ولكن هذه الفترة لم تُظهر ناقدا ً فنّيا ً يُحسب له حِسَاب في الغرب.
لقد  قرأت  كثيرا ً، واطلعت  على  آراء  النقاد  الفنيين  العرب  وقارنتها بالآراء الفنية،  التي  كتبها  النقّاد الأجانب  الذين  عاصروا  الفرق  الموسيقية  التي كانت  تعزف ألحانا ً شرقية. 

وقد  توصلت  في  حينها  الى  البون  الشاسع  في  طريقة  التقييّم  التي  اتبّعها الغرب،  مقارنة  بما  كان  يعتمده   النقّاد  العرب. 

في بحثي هذا،  تبين  لي  من  قراءاتي  ان  النقّاد  العرب  الذين عاصروا فريد الاطرش، كانت  سمة  الغالبية  العظمى  منهم،  أقلامهم  مأجورة،  بدليل  ان  شركة  أسطوانات  فنية  مملوكة  من الموسيقار   محمد عبد الوهاب،  وعبد الحليم حافظ  كانت  تدفع  أكراميات  شهرية  لبعض النقاد حتى  يكتبون  ما يحلو  لهذه الشركة  وأصحابها. 

والملفت للنظر ان فريد الاطرش،  كان  صاحب المآدب الغنية  الشهية  والتي كانت  تقام  يوميا ً على  مدار  الأسبوع،  يحضرها  بعض النقّاد الفنيين  الى  جانب  اصحاب  فريد الاطرش، وذلك  لطبع  الكرم  الذي  غُلب  او إنفطر  عليه. 

 الغريب  العجيب  ان  هؤلاء  النقّاد  الذين  كانوا  على  مأدبته  هم الذين  أطلقوا  السهام  عليه، دون  هوادة، وقد  نصحه  أصحابه  ان يتّبع  أسلوب غيره  بدفع  إكراميات  شهريه  لهؤلاء، لكنه   أبّى. لان  أفعاله  وألحانه، سيقيّمها  التاريخ  لاحقا ً، وقد  صدق   حدسه  في  ذلك. 

بناء ً عليه ... 

 أردت ان أتوخى الدقّة  في  بحثي  هذا،  من زاوية  تحديد  اللحن الذي  وضعه هذا الموسيقار العربي ( الأصيل في فنه والمحافظ على تراثه والمثابر على تطويره )، ونقله الى العالمية. 

أجمع النقّاد  الغربيون  على  ان فريد الاطرش  هو  اول  من  قدّم  الأوبرا  بعد سيد  درويش، وذلك  في  فيلم  انتصار الشباب. 

لم  تكن السينما المصرية  قبل  فيلم  انتصار الشباب، على  علم  او  دراية بالاوبريت  الغنائية ( أُوبريت بساط الريح )  وهذا  بحد ذاته  سبق  فني،  يُكتب  لفريد الاطرش. 

اما الألحان،  ( اشدّد  على الألحان لانها كثيرة ) التي وضعها فريد الاطرش،  والتي  نقلته  للعالمية  هي  وفيرة  جدا ً قلّما  تمتٌع  بها احدا ً من أقرانه العرب. 

حبيب العمر ...
نجوم الليل ...
زمردة ...

سجّلها  قائد  الأوركسترا  الفرنسي  فرانك  بورسيل، الذي  قاد  الفرق  الموسيقية   لعزفها   في  عواصم  العالم  الغربي،  تحت  اسم ( فسيفساء شرقية ). 

اما  اللحن  الذي  وضعه  فريد الاطرش  لأغنية ( ويّاك  ويّاك ) دخل  معظم البيوت  الأوروبية،  وقد  عزفه  على  الاورغن  جيرالدشو  بالعام ١٩٤٦ في القاهرة. 

  حاول  محمد عبد الوهاب  تقليد  لحن (  ويّاك )  بعد النجاح  الهائل الذي أحرزه  فريد  الاطرش،  بان  وضع  لحنا ً  يشبهه، لأغنية ( أنا والعذاب وهواك ) واستعمل  آلات  نحاسية  مع  نفس  إيقاع  لحن  أغنية   ويّاك.  

لم  تنجح أغنية عبد الوهاب  جماهيريا،  لانها  طويلة  وَمُملّة، وقال احد النقّاد العرب ان  لحن  فريد الاطرش  كان  عفويا ً بموهبة،  موسيقية، أما لحن  عبد الوهاب  جرى لصقه  بكلام  الاغنية. 

أما لحن (  أنا واللي بحبه ) الذي أُعجب به  محمد عبد الوهاب، فانه  يقال،  ان الأخير عرض  على فريد الاطرش، ان  يعطيه  عشرة  ألحان  مقابل  هذا اللحن، وبالطبع  رفض  فريد الاطرش  هذا الطلب، ودفع  الثمن  غاليا ً من  مضايقات محمد عبد الوهاب، التي  حفل  بها المجتمع  الفني،  والصحافة  المأجورة، حتى  قيل  ان بعض  المراجع  الرسمية  في  مصر  تدّخلت  لرأب  الصدع، ولم تفلح لشدّة  الكراهية  والحسد،  من  نجاحات  فريد الاطرش العالمية. 

اما لحن،  يا زهرة في خيالي ... 
ولحن،  قلبي ومفتاحه ...

 عزفتاه  فرقة ( تانغو اورينتال ) ايام  الاتحاد  السوفياتي، نظرا ً لعذوبة اللحن الذي  يدخل  كل  الأفئدة،  دون  إستئذان  او  دون  تعقيد. 

 وقد اعتبر  هذا اللحن، ( با زهرة في خيالي ) من اهم ١٧ تانغو في العالم. 

اما لحن ( حبينا ) عزفته اوركسترا  تركية  ...

اما لحن ( يا جميل يا جميل ) غنته داليدا في (  البوم الحلم الشرقي ) 

أما  لحن ( عدت يا يوم مولدي )، فانه  يقال  نال  إعجاب  الموسيقار  رياض  السنباطي،  لانه  لحن  جريئ   ومتطور. 

اما  الاغنية  الهزلية  التي  لم  يسبقه احدا ً عليها هي أغنية :
 ( يا سلام على حبي وحبك ) مع شادية، وغيرها. 

تناول فريد الاطرش،  جميع  انواع الطرّب،  والغناء  العربي  والاستعراضات الفنية،  الدسمة  في أفلام ( ما قدرش، بلبل أفندي، بساط الريح، الشرق والغرب ..الخ )

بناء على كل ما تقٌدم ....

لقد كشفت  الوثائق  الفنية  التي  تعكس  إنجازات  فريد الاطرش الفنية، انه الفنان  العربي  الوحيد  الذي  حصل  على  وسام  الخلود  الفني  الفرنسي، الذي  مُنح  قبله  لاثنين  فقط  هما،  شوبان  وبيتهوفن، حيث  انه  صاحب  اول  كونشرتو  للبيانو  في  العالم  كما  أٌعيد توزيع  ٨ مقطوعات  من  مؤلفاته  توزيعا ً اوركستراليا ً عالميا.    جرى توزيع أسطواناته  في  مختلف  دول العالم. 
كما  انه  اوّل  من  ادخل  قوالب  الموسيقى  العالمية  المعروفة  مثل  التانغو،  والفالس، والرومبا،  على  النغم  الشرقي  الأصيل  في  تناغم  تحدثت  به  كل  الأوساط الفنية  العالمية. 

ويعتبر فريد الاطرش  الموسيقي  الوحيد  الذي  بلغت مٌبيعات  احدى  أسطواناته المليون  في  مطلع  الخمسينيات  من  القرن الماضي. 
وقد ذكرت  الوثائق الرسمية  ان الرئيس  جمال  عبد  الناصر  زار  فريد  الاطرش في  منزله  ليعوده  في  مرضه  ردا ً على  تبرع  فريد  الاطرش  بإيراد دخل  حفل  من  حفلاته  لمصلحة  منكوبي  السيول  في (  قنا ) في  منتصف الخمسينيات. 
وتعتبر ميزة  الكرّم  عند هذا  الفنان  ميزة  فريدة،  لم يضاهيه  فنان  سبقه،  او أتى  من  بعده. 

اخيراً ....

تعوّد  العرب  في ان  يظلموا  بعض  الشخصيات  التاريخية، وقد  ذكرت  الأسباب  في  عدة  بحوث   قمت  بإعدادها، ولكن  لم يقع  نظري  على  إجحاف  وقع  على  شخصية  فذّة  ومبدعة  في  الفن  والتأليف  الموسيقي  مثل   هذا الفنان  الموسيقار  الذي  نحن   بصدده، والذي  نقل  الموسيقى  العربية  الى مراكز  متقدمة  في  الفن  العالمي  وعُزفت  وعُرفت  موسيقاه على  انها من  قلب  الشرق، ودوّخت  القلوب  حتى  في  الغرب. 
 ولهذا  جرى  تصنيفه  في الغرب،  بانه  مجدّد  الموسيقى  العربية  دون  منازع،  شاء  من  شاء،  وأبّى  من  أبّى ...

فريد الاطرش، 
ظُلم،   في سوريا  مكان  ولادته ...
وظُلم،  في  مصر مكان  إقامته ...
وظُلم،   في  عواصم  العالم  العربي ...

لانه  لم  يطلق  اسمه،  على  اي  معهد  موسيقى  يخٌلد اسمه. 
ولكن،  كُرّم  في  المعاهد  الموسيقية  الغربية.  وأُعتبر  مجّدد  الموسيقى  العربية. 


فيصل المصري 
أُورلاندو  / فلوريدا 
١٥ آذار ٢٠١٦
  

الإنسحاب الروسي، المُفاجئ ....

من مآسي الحرب السورية، خُطوط حُمّر جديدة.

دراسة

مآسي الحرب السورية، الضرّوس.
والخطوط الحُمّر المرسومة.  

مقدمة :
من المآسي ألمستّجدة، دخول قيصر روسيا الحديثة الرئيس بوتين،  حلبّة الصِّراع في سوريا. 
بادئ ذي بدء، دعونا نتفق على الآتي :
-/ لولا الموافقة الأميركية، والاسرائيلية على التدّخل الروسي في سوريا، لم يكن بوسع البوارج، والطائرات والجنود من دخول ميناء طرطوس، والانطلاق في الأجواء السورية للقصف، والتدمير، من دون تفرّقة. 
-/ أمّا موافقة تركيا، فإن روسيا لا تحسب لها حسابا ً، لأن الدور الذي تقوم به تركيا اليوم، والمطلوب منها دوليًّا ً هو، هو الدور الذي قامت به الإمبراطورية العثمانية البائدة، من تنكيل، وتهجير، وتدمير لما تبقّى من عِزَّة عربية، مُنتهكة. 
تركيا اليوم، هي مثل الذي يصٌب الزيت على النار، وهذا الدور الحقير، برعّت فيه، تاريخيا ً ونجحت، بدليل جحافل، وقوافل، الهجرات آلى أوروبا، وربما للعالم الجديد، الذي تُنظِّمه وتساعد تأجيجه.  
-/ قيصر روسيا، لم يتعّظ من الدرس الذي لقيّه الجيش الأحمر، في أفغانستان، ايام الاتحاد السوفياتي، حيث خلقّت له اميركا، الطالبان من رحّم القاعدة، فألحقت به شر هزيمة، ومنذ ذلك التاريخ، لم يقُّم الاتحاد السوفياتي، ومن بعده روسيا، بالتدخل الحربي خارج حدودها، إلا بالسنة الماضية، عندما جرى تصوير فيلم هوليودي في أُوكرانيا، بأخراج مٌتقّن من الأميركي، والاوروبي.
 أمّا التدخّل في سوريا فإن دلالاته مختلفة، كما سيتضّح. 
-/ في السباق المحموم الى البيت الأبيض، لم نسمع من اي من المرشحين، المتصارعين ( جمهوري، او ديموقراطي ) اي إعتراض، او انتقاد للرئيس الحالي، أُوباما، على سكوته او عدم معارضته التدخل الروسي، لا بل نسمع من المرشح الجمهوري القوّي، دونالد ترامب  كل تأييد، وحماس للتدمير الروسي، ألمبرمّج، والمتفّق عليه، في قصف مواقع الدولة الاسلامية، والقوى المعارضة للنظام، كالجيش الحُّر، بِمَا فيها منظمات أسلامية مسلحة، مُعارضة للنظام، تُساعدها اميركا.   
-/ الوضوح اليوم، في سياسة اميركا في مجريات الحرب السورية، يأخذ منحى نجحت فيه اميركا بالماضي، وهي ان تترك القوى المُتصارعّة على الارض، ان تُدّمر بعضها البعّض. 
-/ يقول الخبراء العسكريون الروس، ان بإمكانهم القضاء على الدولة
 الاسلامية بخلال ٣ أشهر، أمّا الخبراء العسكريون الأميركيون، فانهم يستبعّدون هذا التقييّم، ولا يستغربون ان تبقى هذه الطلعات، والجولات، في التدمير، والتنكيل لأكثر  من ٣ سنوات. 
شخصيا ً أميل الى ما يقوله الخبراء الأميركيون، لان سنة ٢٠١٦، هي سنة انتخابات، في اميركا، والمطلوب ان يبقى صليل السيوف، وصهيل الخيل مسموعا ً في بطاح سوريا، من دون مُنتصّر ٍ او منهّزم ٍ .... حتى يأتِ من يقطف الرؤوس بعد ان تكون قد  أيّنعت، وهذا هو ما سيقوم به الرئيس المُنتخب لأقوى دولة في العالم، اي في العام ٢٠١٧ وما  بعد ٢٠١٧. 
-/ في مُقَابلة مع شارلي روز، أهم مُذيعي محطة  CBC  الأميركية. كان بوتين يطير فرحا ً، ونشوة ً، في كل مرّة يسمع ان الأميركيين يُطلقون عليه لقب القيصر، وكانت ترافق هذه المقابلة، صوّر للقيصر، وهو يمتطي صهوة جواده عار عن الصدر. 
إن الإعلام الأميركي، له أرباب في النفخ، والتطبيل، ومن ثُمَّ ألتنفيس. 
أمّا الادارة الأميركية، لها باع ٍ طويل، في رسم لعبة الامّم. 
فالأدوار، في سوريا، حسب الخطوط الحُمّر. 
الويل، والثّبور، لمن يتجاوز دوره، او يتعدّى الخط الأحمر. 
ولكم في دروس الماضي، عِظّات يا آولي الالبّاب. 

فيصل المصري
أورلاندو / فلوريدا 
تشرين اول ٢٠١٥   

الإنسحاب المُثير، والمُفاجئ للقيصر الروسي ... مِن سوريا.


من مآسي الحرب السورية، 
خُطوط حُمّر جديدة.


  

مقدمة :
من المآسي ألمستّجدة، دخول قيصر روسيا الحديثة الرئيس بوتين،  حلبّة الصِّراع في سوريا. 
بادئ ذي بدء، دعونا نتفق على الآتي :
-/ لولا الموافقة الأميركية، والاسرائيلية على التدّخل الروسي في سوريا، لم يكن بوسع البوارج، والطائرات والجنود من دخول ميناء طرطوس، والانطلاق في الأجواء السورية للقصف، والتدمير، من دون تفرّقة. 
-/ أمّا موافقة تركيا، فإن روسيا لا تحسب لها حسابا ً، لأن الدور الذي تقوم به تركيا اليوم، والمطلوب منها دوليًّا ً هو، هو الدور الذي قامت به الإمبراطورية العثمانية البائدة، من تنكيل، وتهجير، وتدمير لما تبقّى من عِزَّة عربية، مُنتهكة. 
تركيا اليوم، هي مثل الذي يصٌب الزيت على النار، وهذا الدور الحقير، برعّت فيه، تاريخيا ً ونجحت، بدليل جحافل، وقوافل، الهجرات آلى أوروبا، وربما للعالم الجديد، الذي تُنظِّمه وتساعد تأجيجه.  
-/ قيصر روسيا، لم يتعّظ من الدرس الذي لقيّه الجيش الأحمر، في أفغانستان، ايام الاتحاد السوفياتي، حيث خلقّت له اميركا، الطالبان من رحّم القاعدة، فألحقت به شر هزيمة، ومنذ ذلك التاريخ، لم يقُّم الاتحاد السوفياتي، ومن بعده روسيا، بالتدخل الحربي خارج حدودها، إلا بالسنة الماضية، عندما جرى تصوير فيلم هوليودي في أُوكرانيا، بأخراج مٌتقّن من الأميركي، والاوروبي.
 أمّا التدخّل في سوريا فإن دلالاته مختلفة، كما سيتضّح. 
-/ في السباق المحموم الى البيت الأبيض، لم نسمع من اي من المرشحين، المتصارعين ( جمهوري، او ديموقراطي ) اي إعتراض، او انتقاد للرئيس الحالي، أُوباما، على سكوته او عدم معارضته التدخل الروسي، لا بل نسمع من المرشح الجمهوري القوّي، دونالد ترامب  كل تأييد، وحماس للتدمير الروسي، ألمبرمّج، والمتفّق عليه، في قصف مواقع الدولة الاسلامية، والقوى المعارضة للنظام، كالجيش الحُّر، بِمَا فيها منظمات أسلامية مسلحة، مُعارضة للنظام، تُساعدها اميركا.   
-/ الوضوح اليوم، في سياسة اميركا في مجريات الحرب السورية، يأخذ منحى نجحت فيه اميركا بالماضي، وهي ان تترك القوى المُتصارعّة على الارض، ان تُدّمر بعضها البعّض. 
-/ يقول الخبراء العسكريون الروس، ان بإمكانهم القضاء على الدولة
 الاسلامية بخلال ٣ أشهر، أمّا الخبراء العسكريون الأميركيون، فانهم يستبعّدون هذا التقييّم، ولا يستغربون ان تبقى هذه الطلعات، والجولات، في التدمير، والتنكيل لأكثر  من ٣ سنوات. 
شخصيا ً أميل الى ما يقوله الخبراء الأميركيون، لان سنة ٢٠١٦، هي سنة انتخابات، في اميركا، والمطلوب ان يبقى صليل السيوف، وصهيل الخيل مسموعا ً في بطاح سوريا، من دون مُنتصّر ٍ او منهّزم ٍ .... حتى يأتِ من يقطف الرؤوس بعد ان تكون قد  أيّنعت، وهذا هو ما سيقوم به الرئيس المُنتخب لأقوى دولة في العالم، اي في العام ٢٠١٧ وما  بعد ٢٠١٧. 
-/ في مُقَابلة مع شارلي روز، أهم مُذيعي محطة  CBC  الأميركية. كان بوتين يطير فرحا ً، ونشوة ً، في كل مرّة يسمع ان الأميركيين يُطلقون عليه لقب القيصر، وكانت ترافق هذه المقابلة، صوّر للقيصر، وهو يمتطي صهوة جواده عار عن الصدر. 
إن الإعلام الأميركي، له أرباب في النفخ، والتطبيل، ومن ثُمَّ ألتنفيس. 
أمّا الادارة الأميركية، لها باع ٍ طويل، في رسم لعبة الامّم. 
فالأدوار، في سوريا، حسب الخطوط الحُمّر. 
الويل، والثّبور، لمن يتجاوز دوره، او يتعدّى الخط الأحمر. 
ولكم في دروس الماضي، عِظّات يا آولي الالبّاب. 

فيصل المصري
أورلاندو / فلوريدا 
تشرين اول ٢٠١٥   





 

 

الأحد، 13 مارس 2016

إستراحة الأحد، ذكريات من المملكة العربية السعودية.

ذِكريات ....
من المملكة العربية السعودية. 

على إثر الحرب الأهلية اللبنانية ...
تركت لبنان، بأواخر العام ١٩٧٥ ... مُتوجها ً آلى المملكة الأردنية الهاشمية. 
وقد حُظيت بالعام ١٩٧٦ بوظيفة، مُستشار قانوني لسعادة الشيخ علي الجفّالي، بالمملكة العربية ألسعودية، الذي كلفني في حينه أن أهتم، بأهم  دائرة، في شركته العملاقة، تُعنى بأصحاب ألسمّو الملكي الأمراء والأميرات.  

وبحكم عملي في هذه الشركة، أتاني يوما ً، وزيرا ً لإحدى الأميرات، وبعد ان أنهيت ُ معاملته، سألني إن كنت أحتاج شيئا ً حتى يُبادلني ما قمت به من خدمة، لسمو الأميرة ... بما يُعادلها. 

طلبت منه، أن يساعدني في تسجيل ابني في مدرسة الثغر النموذجية.  
كانت هذه المدرسة، من أهم المدارس، والدخول اليها، له شروط غير مُتوفرّة بابني، اللبناني الجنسية. 
وعدني خيرا ً ...
وفي اليوم التالي، زارني هذا الشخص وفي يده كتاب موقع من سمو الأميرة، موجه الى مدير مدرسة الثغر النموذجية، بضروة تسجيل، رشيد فيصل المصري، وهدية ً لي عبارة عن ساعة يد، كُلَّهَا من  الذهب الخالص، وبداخلها، كُتبّت سورة الإخلاص ...
قُل هو الله أحد 
الله الصمد 
لم يلد ولم يُولَد 
ولم يكن له كُفؤا ً أحد. 

ذكرى ... لن أنساها ...
لسمو الأميرة، إن هي على قيد الحياة، أدعو لها بطول العمر...
وإن قابلت ربها، رحمات تنزل على روحها، كزخات المطر ....
لك يا ... 
المملكة العربية  السعودية، 
مني، ومن عائلتي الصغيرة ... 
المحبة، والوفاء .... 

فيصل المصري 
أُورلاندو / فلوريدا
١٤ أذار ٢٠١٦