فريد الاطرش،
ويكفي هذا الاسم،
ليكون عنوانا ً....
فريد الأطرش،
لو عاش عمرا أطولا ً ...
كان فنه، وموسيقاه أسطورة، نتداولها حتى اليوم ...
لو عاش، في العصر الذي سبق الاسلام ...
كان مثله، مثل، النضّير ابن الحارث ابن كلده، الذي استقدم العود من ديار اللخميين الى مكة ...
لو عاش، في صدر الاسلام وما تلاه ....
كان مثله، مثل ابن سريج، و ابراهيم الموصلي ...
ولكنه عاش ...
في زمن رديئ، يُخّيم في أرجائه الحسّد، والضغينة، والتفرقة العنصرية، بأبهى أشكالها، وألوانها.
فريد الأطرش،
هو، أمير، في الحسب، والنسّب ....
هو، أمير في ألة العود ....
هو، مُتوّج في تركيا، منذ العام ١٩٦٤ ...
هو، صاحب وسام الخلود الفني من، فرنسا ....
هو، صاحب وسام الاستحقاق من، مصر ....
هو، صاحب وسام الأرز من، لبنان ...
وهو اخيرا ً، مُكّرم ومُعزّز من منظمة الأنيسكو طيلة العام ٢٠١٥ ....
سأتطّرق في بحثي عنه، الى عدة محطات في حياته :
أولا ً :
منذ ان وطأت قدماه ارض الكنانة أم الدنيا مصر، في بداية القرن الماضي، وحتى مغادرته لها في ستينات ذلك القرن،
ولغاية وفاته في لبنان العام ١٩٧٤م
ثانيا ً :
تأثيره على الموسيقى الشرقية.
عند وصول فريد الأطرش، الى القاهرة، كان بلاط الملك فاروق، ومن سبقه من ملوك، يستقبل الفرق الموسيقية العالمية، وكان المُغَّنين الأجانب، يصدحون في القصور الملّكية، بأُغنيات التانغو، والباسادوبلي، والفلامنغو، وغيرها من الألحان.
وقد نُمي، من سجلات الفرق الموسيقية، ومن المغنيّين الأجانب، ان الموسيقى، والغناء، في ذاك الوقت في مصر عامة، وفي القاهرة خاصة، ً كان يخيّم عليهما، ويسيطر عليهما، ألحان قديمة ومغنّين كبار في السن.
Arabic music at that time was very soft & MONOTONOUS, and had no recognizable rhythmical.
لا بل، كانت الألحان الموسيقية، رتيبة، ومُمِلَّة تتكرر في كل مطلع جديد.
وقد ذُكرَ ان لسيد درويش، دور قيادي في التجدّيد، وإن لم يكن على مستوى، عالمي، او متألق او ناجح، او مسيطر.
لم يستحوّذ، نظر الأجانب الا الراقصات، الممتلئات، البدينات صاحبات الخصر، النحيل .
هذا لا يعني، التقليل من شأن هؤلاء المغنّين، او الملحنين، لان سِمّة، التطوير الموسيقي، لم تكن هماً لديهم، لان الجمهرة الكبرى من المستمعين تستسيغ هذه الألحان، لعدم سماعهم ألحان اخرى متطورة لحناً، وايقاعاً، غير، أغنيات سيد درويش القليلة جداً.
اما المصيبة الكبرى، في تلك الفترة ، كانت النقّاد الموسيقيين ذوي الدرجة الثانية، او أقّل، يكتبون لمن يدفع لهم.
والكارثة هي، ان هؤلاء النقّاد، هم من سجّلوا تاريخ الموسيقى، وعلوّ فلاناً، واهملوا، فنانا آخراً.
ومن هؤلاء النقّاد، الموسيقيين فيكتور سحاب، الذي ذكر، ان العمالقة السبعة في ذاك الوقت هم :
سيد درويش، محمد القصبجي، زكريا احمد، محمد عبد الوهاب ام كلثوم رياض السنباطي اسمهان (غير مصرية).
تعجّب النقاد الأجانب لهذا التصنيف، الذي إستثنى منه بعض الفنانين العرب، الذين يحملون جنسيات غير مصرية، وزاد عجبهم، ان فيكتور سحاب، ادخل اسمهان، شقيقة فريد الأطرش ضمن لائحة العمالقة بسبب الأغنّيات، التي قدّمتها من ألحان شقيقها، وخاصة، أغنية، ليالي الإنس في فيينا،
وقد تبين لاحقاً، ان الأسس المعتمدة في التقييم عند نقّاد العرب، لا يحسب لها حساب أكاديمي.
في هذا الجو، سبح فريد الأطرش،
في هذا البحر، نهشته الأسماك الكبيرة، والصغيرة على حد سواء.
من المصادر الأجنبية اقتبس الآتي :
Farid Al Atrash, stands out as a giant who is yet to be replaced .
في مقدمتي، أشرت الى رتابة الألحان،
Lack of musical depth
اي، انه كان ينقص العمق الموسيقي.
بوصول فريد الأطرش، تغيّر الوضع، واصبح العود سيداً، وآمراً، للفرقة الموسيقية، وأخذت بقية الأدوات، مكانها الطبيعي، وزاد فريد الأطرش من عدد الآلات النحاسية، واقتحم التانغو التخت الشرقي، وسيطر بعد ان كان خجولا جداً.
ادخل لأول مرة لباس، Tuxedo لجميع أفراد فرقته الموسيقية.
Elegant tuxedo dress with the, Papuan
جمع :
Incorporation of falk melodies & popular themes along with classical forms
أغنياته :
His songs contained multiple sections with changes in rhythm & colors
مقطوعاته الموسيقية :
Many of his pieces sounded lively & full whether played by small groups of performance وfull size orchestra
مهارة زائدة في انتقائه الكلام واللحن
Music composition for dreamers
أدخل المقدمات الموسيقية لأعماله الخالدة.
وأبدع في قفلاته، خاصة في عزفه المنفرد على العود.
ادخل السمفونية الى الموسيقى العربية، وتعتبر من أعظمها بساط الريح، التي اظهر فيها فريد الأطرش، عبقريته، والمامه بجميع الألحان العربية قاطبة.
معظم ألحانه، اقتبسها الملحنون من الغرب، وأوروبا، وتركيا، والهند.
دخل اسمه، في سجل الخالدين، بالموسوعة الفرنسية الى جانب العظماء، بيتهوفن، وموزارت، وشوبان.
وقد أجمع النّقاد الغربيين ان فريد الاطرش هو اول من قدّٓم الأوبرا بعد سيد درويش، في فيلم إنتشار الشباب.
أما الألحان التي وضعها، والتي نقلته للعالمية، هي عديدة أهمها :
حبيب العمر،
نجوم الليل،
زُمرّده،
ويّاك ويّاك،
انا واللي بحبه،
يا زهرة في خيالي، ( وقد أُعتبر هذا اللحن، من اجمل ١٧ تانجو في العالم ).
ولهذا جرى تصنيفه في الغرب، بانه مُجدّد الموسيقى العربية.
وقد جرى تكريمه في غير بلد غربي،
وأُعطي كرسي، في معهد الموسيقى في ألمانيا، ولم يعط له اي كرسي في اي بلد عربي.
ما زالت حقوقه الفنية، من الأغنيات تعطي مردودا ً لا يضاهيه أي فنان عربي.
من المؤكد، ان التكريم الذي يحصل بين فترة وأخرى لفريد الأطرش يلقى الاستحسان، ولكنه لا يصل الى تكريمه على مستوى الدولة، او الدول العربية.
وهذا، له أسبابه لان وزراء الثقافة او الفنون في بلاد العرب، لا يستلم مقاليدها وزير ملّم بالموسيقى او الفن، لانه قد يكون أشهر طبيب جرّاح، او صاحب مصرف ، او ضابط متقاعد ..... الخ.
فضلا عن ان المجتمع المدني، في البلاد العربية يرزح تحت هموم تفوق المطالبة، بتكريم فنان ابدع.
وهذا هو حال فريد الأطرش.
غرّيد في الشرق، العربي.
ومكرّم بالغرب.
مثله، مثل طارق بن زياد.
أعداد فيصل المصري
أُورلاندو / فلوريدا
كم انت محق استاد فيصل المصري , ان فريد الاطرش نال اعجاب وتقدير محبي الموسيقة بطريقة عفوية وفطرية , هل سنرى اي تكريم له في بلادنا العربية من الخبراء العرب في الحاضر ؟؟؟؟؟
ردحذف