Pages

الأربعاء، 16 مارس 2016

ليلى العطار .... مِن العراق.

العراق .....
مهد الحضارات الإنسانية. 

يكفي هذا العنوان، للعراق. 
حتى يُظهر عٓظٓمّة، هذه البلاد. 
العراق ... دلتا جغرافية، 
التقّت فيها انهار، الحضارات.
وتجمعّت فيها روافد، العلم. 
وروّتها سواقي، المعرفة.

 
العراق، شمس ٌ أضاءت على التاريخ ...  الحالك، الظُّلُمَات ...
العراق، تآلبّت عليها قوى الشَّر، وأثخنتها الجراح ...
العراق، صعقها التاريخ الحديث، بعائلة أنتجّت رئيسين للولايات المتحدة الأميركية، وعانت بسببهما،  حروبا ً ... لم تنته ِ ....
كانت هيلين توماس اللبنانية الأصل، والصحافية الأميركية المُخٓضرمّة، تقول في الرئيس الأميركي بوش، الابن :
 أن بوش الابن، هو أسوأ الرؤساء الأمريكيين على الإطلاق، لأنه أدخل العالم في مرحلة من الحروب، الابدية المستديمة. 
أما المُرَشَّح للرئاسة الأميركية، هذه الأيام دونالد ترامب، قال عن الرئيس بوش الابن ... إنه كاذب، كذوب، لأنه كَذِب ٓ على الشعب الأميركي في حربه على العراق. 
دونالد ترامب، لم تسلم من لسانه عائلة بوش كلها، وكأنه أعطى للعراق ثأرا ً  بأن فضح  هذه العائلة التي حكمّت اميركا ردحا ً من الزمن.  دونالد ترامب، قام بإخراج الابن الاخر لهذه العائلة، جيب بوش حاكم ولاية فلوريدا الأسبق، من السباق الرئاسي، وأودعه في مزبلة التاريخ، لأنه لو قيّض له ان يُصبح رئيسا ً ... كان سيسير على خُطّى والده، وشقيقه.  
اما بوش الابُّ، فكان السبّاق في ان يُلحِق الاذى للعراق وشعبها، وأرضها في إشعال شرارة الحرب، وتدمير العراق.  
في هذه الأجواء، الظالمة للعراق نشأت وترعرعت، ليلى العطار. 
إنها إبنة العراق، التي إمتاز شعبها بالإباء، والشموخ، والكرامة. 
مٓن ْ.. مِنَّا نسي ذلك الصحافي العراقي، الذي رمى حِذَاءه على الرئيس بوش الابن. 
ومٓن ْ .. مِنَّا نسي تلك الرسّامة العراقية، التي صممّت لوحة تشكيلية، مكبرّة من الفسيفساء، لصورة بوش الأب، تنديدا لما كان يقوم به ضد العراقيين، من حصار إقتصادي،  وحرب ضروس. 
إنها ليلى العطار ...
التي وضعت الصورة على مدخل أرضية  بهو  فندق الرشيد، في بغداد  الذي كان يستقبل الشخصيات المهمة، من رجال سياسة، وصحفيين، وكانت تعقد فيه المؤتمرات، واللقاءات. 
كان هذا الفندق يستقبل مئات الوافدين، وبذلك كل من يدخل للفندق كان  عليه أن يدوس على الصورة، صورة الرئيس الأميركي بوش الابُّ ... 

أثارت تلك اللوحة الإدارة الأمريكية، وأبهرّت العالم هذه الطريقة في إظهار إستياء شعب العراق، وطريقة غضبهم. 
 في ليلة من ليالي عام 1993 تم إطلاق ثلاث صواريخ بكل دقة إستهدف بها بيت الرسامة المرحومة السيدة ليلى العطار. 
لم يبق من البيت، إلا أنقاضا ... 
ولم يبقى من السيدة، ليلى العطار وأطفالها، إلا أشلاء ً ....
كما تمّ قصف فندق الرشيد، الذي يحتوي مدخله على صورة  بوش الأب.  



ليلى العطار، رحمها الله عبرّت عن حزنها، وغضبها .... 
ارادت أن تقول، أن الشعب العراقي، غاضب من أميركا، ويعتبر رئيسها سبب مآسيه.  

إنها ليلى العطار .... 
مِن العراق، 
ذهبّت، لتلقى رَبِّهَا ... 
وبقيت، ذكراها .. لتنثر أزهارا ً ...
وتنفخ، عِطْرا ً .. في سماء العراق ...
رحمهّا الله ...

فيصل المصري 
أُورلاندو / فلوريدا
١٦ آذار ٢٠١٦

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق