الأم تيريزا ...
راهبة، من أُلبانيا ...
الحائزة على جائزة نوبل للسلام عام ١٩٧٩ م....
تاريخ ولادتها، ٢٦ أب ١٩١٠
تاريخ وفاتها، ٥ ايلول ١٩٩٧
بدأت الام تيريزا حياة الرهبنة وهي شابة يافعة بالعام ١٩٣١ بعد ان إتخذت هذا الاسم رسميا ً، بالعام ١٩٣٧.
بدأ أهتمام الأم تيريزا بالأطفال المهملين، حيث خلعت زي الرهبنة، ولبست الساري الهندي القطني بلونه الأبيض، والخط الأزرق.
أسسّت جمعيتها لراهبات المحبة، بالعام ١٩٥٠م، التي اهتمت بالأطفال المشردين والعجزة.
في العام ١٩٥٧م اهتمت بموضوع المجذومين والعناية بهم.
أسسّت ايضا ً جمعية أخوّة المحبة بالعام ١٩٦٣م وهي خاصة بالرهبان.
لم تهتم الأم تريزا بالمال يوما ً وقد عُرف عنها رفضها للمال والتبرعات المالية، حيث كانت تصّر على المساعدة، والمشاركة الشخصية.
مِن أقوالها المشهورة، أنقلها حرفيا ً لأهميتها :
إذا شعر أحدُنا أنّه مدعو ٌ للتجديد في المجتمع، فهذا أمر ٌ يعنيه، ويعني علاقته الخاصة بالله. فمفروض ٌ علينا أن نخدم الله حيث يدعونا.
أمّا بالنسبة لي، فإنّني أشعر أني مدعوَّة لخدمة كل إنسان، ولمحبته بطريقة خاصة به، حسب حاجاته، وإنّني لا أفكّر قطعا ً أن تكون محبتي شاملة للجميع كأنّها دون تحديد، بل تهدف لمحبة كل إنسان بمفرده. فإذا فكرتُ بالناس جميعا ً كجماعات وحسب، فهذا ليس حبا ً، لأني أؤمن بالحب وجها ً لوجه.
لكل مرض ٍ هناك عدد كبير من الأدوية والعلاجات، ولكن إذا لم يكن هناك يد ناعمة، وحاضرة للخدمة، وقلب كريم حاضر للحب، فإنني لا أعتقد أنّه بالإمكان شفاء ما يسمّى بنقص الحب.
إنّ الأشياء التي تؤمّن لنا دخول السماء هي أعمال المحبة، والكرم التي يجب أن يمتلئ وجودنا بها. هل نعرف كم تقدم بسمة محبة إلى مريض ؟ هكذا نعلن من خلال بسمتنا كم أنّ الله سامحنا إذا أحببنا مرضانا، وساعدنا الفقراء. إنّه بذلك يغفر لنا جميع خطايانا.
إنّ عدم إكتراث بعض الناس الذين يمرّون بالمرضى، والفقراء، والأطفال ولا ينظرون إليهم، يعود إلى أنّهم فقدوا الإيمان والوعي. فلو كانت لهم القناعة الحميمة، بأن الذي يزحف على الأرض وهو يتألم هو أخوه، أو أخته، لكان تصرّف بعكس ذلك، ولكان اهتم قليلاً لأمرهم. ولكن، مع الأسف، فإنّهم لا يعرفون معنى الشفقة، ولا يأبهون لهؤلاء التعساء. ولو فهموا قيمة هذا الإنسان المتألم لكانوا تصرفوا بوعي، وعرفوا أن الله يسكن فيه، وحينئذ ٍ يبدؤون بمساعدته وبخدمته.
هناك ألوف من الناس ترغب في أن تكون مثلنا، ولكن الله اختارنا نحن لنكون حيث نحن، وذلك لكي نساهم في فرح الآخرين.
ولكن بجانب هذه الأقوال، للأم تيريزا، كشفت يومياتها المدوّنة، جانبا ً آخر من شخصيتها القلقة، التي تكتنف الشَّك، مثل الأقوال التالية :
لا يوجد في داخلي، سوى الصقيع ....
لم تعّد الأرواح، تجذبني ...
لم تعد السماء، تمثل شيئا بالنسبة لي ....
تبدو السماء مثل، مكان خال ٍ وموحش ٍ ...
هذه الاعمال العظيمة والكثيرة، والمتعددّة جعلت دوائر الفاتيكان ان تُعلن الأُم تَريزا ... قديسة.
وَمِنْ أفعالها الغير مسبوقة، في عالم التضحية، والإخاء، والتفاني هو ما قامت به هذه الراهبة، الأُم في بلاد لا تدين بالمسيحية.
في كلكوتا، بالهند حوّلت الأم تريزا جزءا ً من معبد كالي :
(إلهة الموت، والدمار عند الهندوس) إلى منزل ٍ لرعاية المصابين بأمراض غير قابلة للشفاء، والعناية بهم في أيامهم الأخيرة، لكي يموتوا بكرامة، ويحسوا بالعطف، والقبول بدل البغض، والرفض من مجتمعهم.
وتوالت بعد ذلك المؤسسات التي أنشأتها الأم تريزا :
أقامت،
القلب النقي .... (منزل للمرضى المزمنين )،
مدينة السلام ... (مجموعة من المنازل الصغيرة لإيواء المنبوذين من المصابين، بأمراض معدية).
ثم أنشأت أول مأوى للأيتام، في الهند.
ثم راحت الأم تريزا، تنشئ مئات البيوت المماثلة في طول الهند، وعرضها لرعاية الفقراء، ومسح جروحاتهم، وتخفيف آلامهم.
كان قصد الأُم تيريزا، من كل ذلك جعل هذه الفئة من الناس، مثل :
الجائعين، والعراة، والمشردين، والعاجزين، والعميان، يشعرون بأنهم محبوبون، ومحترمون كبشر، بدل ان يكونوا غير مرغوب، فيهم أو محرومون من العناية والمحبة.
ومن أعمالها المشهودة، أنها استطاعت خلال الاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982، ان توقف إطلاق النار لمدة معينة إلى ان تمكن رجال الدفاع المدني من إنقاذ ٣٧ طفلا مريضا كانوا محاصرين في إحدى المستشفيات.
ولكن صحة الأم تريزا بدأت تتدهور منذ عام 1985. ويعود ذلك في جزء منه إلى عمرها، وفي جزء آخر إلى الأوضاع الصحية للمرضى الذين عملت معهم، والى إنفاقها معظم وقتها في رحلات حول العالم لجمع الأموال والمساعدات من أجل الفقراء، دون أن تصرف وقتا كافيا للعناية بصحتها،
٥ ايلول ١٩٩٧، أنقذ ملاك ألموت الأُم تيريزا بعد صراع وعذاب، دام عدة سنوات.
لم يُسجِّل التاريخ، عن راهب ٍ او شيخ ٍ يُبشِّر للمحبة، والحب والله ... كما قامت به الراهبة المسيحية في مناطق تدين، باديان أُخرى ....
فيصل المصري
أُورلاندو / فلوريدا
٢٠ آذار ٢٠١٦
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق