Pages

الأحد، 20 مارس 2016

قِصِّة أُم .... رحلّت مع غِياب الشمس ...

قِصَّة .... أُم. 
رحلّت ...
مع غِياب الشمس. 


مع غياب شمس كل نهار، أتذكّر رحيل أُمِّي ....
ومع بزوغ فجر كل صباح، أسترجع قِصَّة أُمِّي ... 
قِصَّة أُمِّي .....

حدثّت هذه القصة، بأوائل القرن الماضي. 
كانت فتاة يافعة ...
تملأ كيانها البراءة ....
وتضٌّج مخيلتها، بِقصصَّ  وروايات ...
وكانت، أمالها تدٌّق السماء ... 
كان هو ...
شابا ً، حطَّه الموج، في مقلب الارض الاخرى ...
إلتقَّت أماله، بأمالها  في كبد، السماء ....
أراد ان يتزَّوجها ...
ولكن التقاليد البالية، مانعت، وعارضت ...
كون والده، ووالدها ...
يُديران مصلحة تنافسية ... 
رفضّت نفسه ألابية ... 
إلا .. هي ...
كان له، ما أراد ... 
أَبحرّت الباخرة، وكانت جيوبه خاوية، حتى يدفع ثمن سِمّة دخول تلك الجزيرة النائية، من ذلك العالم المجهول.
دب َّ  الهّم ُ  في ارجاء أوصالها ...
لان، هاجس العودّة، على ذات الباخرة، باتّت  على  قاب  قوسين،  او أدنى ...
من على شرفة الباخرة، أطل َّّ هو، ينظر الى المستقبلين ...
علّه،  يرى خاله من بين الجموع ...حتى يستلّف منه المال ...
كان خاله ...أقصر الناس طولا ً ...
ولكنه،  كان اعلى الناس مقاما ً، وقدرا ً ...
أشار اليه، ولوَّح  له ...
فإرتاحت اساريرها، لان المال قد توَّفر ...
عاشت معظم حياتها، في هذه الجزيرة ....
وأنجبت أولادها ....
أخذها بالعام ١٩٤٩، في سياحة الى نيويورك ....
وأسكنها في فندق، مع اولادها، تغيب الشمس عنه طوال النهار، بسبب عمارة، وصلت الى السماء ....
ما زالت ماثلة الى يومنا هذا...
إنها ....  
Empire State Building
قال لها :
أتريدين السكنى هنا مع اولادك ؟
أجابت، اريد العودة الى وطني لبنان ....
عاشت في موطنها لبنان ...
وما لبث ان تركها ... الى أرض ٍ لم تطئها إلا ... الملائكة. 
إلى ان ... لحقّت به في أيلول الماضي ...
غابت ... شمسها ...
هي، أُمي .... 
هو، أبي  .... 
أولادهما ،،،،، 
انا وأخوتي، وأخواتي ...
ومع ذلك ...
وبالرغم من غِيابها ...
أقول لأُمي .....
كل عام وانت بخير....
وهنيئا ً مرقدك، جانب أبي ....

فيصل المصري
أُورلاندو  / فلوريدا
السنة الاولى على غِيابك،  للعام ٢٠١٦    

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق