اثر الحضارة البابلية، في التوراة ( سفر المزامير )

أثر الحضارة البابلية، في أسفار التوراة

( سفر المزامير ) 

المقدمة :

أنّ المقصود بالحضارة البابلية هي منشأ الحكمة وأثرها في البشرية على مرّ التاريخ، وبعد التحقيق الأكاديمي ان الحكمة نبتّت على ضفاف الرافدين بدء ً من ( السومريين، والأكاديين 

والبابليين، والاشوريين ) 

وقد تبيّن،  ان مدوّني التوراة كانوا مطّلعين على الحكمة البابلية، بسبب ان نبوخذنصر سبّاهم الى بابل، فادخلوا الكثير من الحكمة البابلية الى أسفار التوراة بعد تحويرها لما يتناسب آراءهم الدينية.

وقبل نبوخذنصر، قام سنحريب ملك آشور وابنه آسرحدون  بمحاربة اليهود وتّم سبيهم ايضا.  

سفر المزامير :

هذا السفر هو مجموعة اناشيد كَثُر استعمالها في رتب الهيكل والاجتماعات الدينية، ويبلغ عددها ١٥٠ تٌنسب الى النَّبِي  داوود وانه لم يكتبها كلها، ولكنها كٌتبت عن لسانه ونٌسبت اليه، وقد سُجلت مزامير كثيرة نُسبت الى سليمان. مما يٌظهر ان بعضها كُتب قبل السبّي البابلي، والبعض الاخر في غضونه، شأن المزمور ( على انهار بابل هناك جلسنا فبكينا عندما تذّكرنا )والبعض الاخر بعد الأسر البابلي.

ومن المؤكد ان كُتَّاب المزامير مُطّلعون عَلى قِصة أحيقار الحكيم الاشوري مستشار سنحاريب، لانه وردت في هذا السفر صور تنطبق على حالة أحيقار الحكيم خلال محنته.

وإذا ما راجعنا المزامير ١٧  ومحنة أحيقار وتعاليمه نرى التطابق بينهما. 

كان أحيقار مستشارا ً لملك أشور سنحاريب ومن بعده لابنه أسرحدون، ولم يُرزق بولد، لذلك تبنّى ابن اخته نادان حيث عَلَّمَه ودرٌبه وأغدّق عليه علما ً ومالا ً وجاها ً وعرضه على الملك آسرحدون، وتوسط ان يجعله مستشارا ً للملك بعد ان وجد في نفسه الضعف عن متابعة مهامه كمستشار للملك. 

تنّكر نادان لمعروف خاله أحيقار، وأوّغر صدر الملك عليه، وكاد ان يقتله. 

هذه المآساة، او نكبة أحيقار الحكيم تجدها في بعض إلمزامير، خاصة تعاليم أحيقار لابن اخته نادان لانها من عيون الحكمة  وهي تدٌل على سعة الأفق وعمق النظرة الفلسفية الى الحياة.

أعداد 

فيصل المصري

اورلاندو / فلوريدا

تشرين الثاني ٢٠١٤