يتم التشغيل بواسطة Blogger.

الخميس، 20 نوفمبر 2014

اثر الحضارة البابلية في التوّراة ، وسر العلاقة بين الحكيم الاشوري أحيقار، والحكيم طوبيا العبراني

نشر من قبل Faissal El Masri  |  in دراسة  2:34 ص

أثر  الحضارة   البابلية  في  التوّراة  !
سّر العلاقة  بين  الحكيم  الاشوري  أحيقار 
والحكيم   العبراني  طوبيا
في :
سفر الأمثال، وسفر الجامعة، سفر يشوع بن سيراخ، سفر طوبيا. 

المقدمة :
ان التوّراة ليس كتابا ً واحدا ً، بل سلسلة من الكتب، كتبها عدد من الكتّاب في أزمان متباينة ومتباعدة، ولا تقتصر على موضوع واحد. ولأن التوّراة  كتابا ً دينيا ً فقد تناول أبحاثا ً في التاريخ، وقصة خلق العالم، وشعرا ً وفلسفة وغيرها من الموضوعات. 
وكما اوردت في دراسة سابقة،  عن قصة الطوفان في الأدب البابلي وأنها تشبه حقا ً كما وردت في التوّراة، ( تراجع في المدّونة ) مما يدّل ان الأدب البابلي خدم جدا ً التوّراة ، ولكن بالمقابل كان كهنة اليهود يأخذوا ما يستحسنون ويحذفوا ما لا يريدون. 
في هذه الدراسة، سأتناول الحكمة البابلية ( الحضارة البابلية ) وأثرها في المزامير الآتية :
١/ سفر الأمثال :
 هذا السفر إكتمل بعد الأسر البابلي، وفترة الأسر تسبق بكثير تاريخ تدوين الأسفار التي سيلي ذكرها تباعا ً    
يعتبر سفر الأمثال، أقدم مجموعة من الحكّم والأقوال المأثورة في تاريخ البشرية، ولكن، سبق هذا السفر مجموعة مماثلة من الأمثال  والحكِّم السومرية، والأكدية، والآشورية والبابلية بقرون عدة. 
يشمل سفر الأمثال على ٣١ فصلا ً تضم ٩١٢ مثلا ً معظمها تتفق مع الحكيم الاشوري  ( أحيقار ) 
٢/ سفرالجامعة :
 إنّ كاتب هذا السفر، غير واضح، اذ يقول عن نفسه انه ابن دَاوُد الملك، وملك أورشليم، او يتكنّى باسم ( الجامعة ) ويرتقي هذا السفر الى العهد اليوناني اي حوالي ٢٠٠ سنه قبل الميلاد. 
نجد في هذا السفر ٥ نصوص تتفق مع حكمة حكيم نينوى ( أحيقار )
٣/ سفر يشوع بن سيراخ :
يتضمن هذا السفر، من مجموعة حكّم قصيرة و طويلة، قد تكون من وحّي اختبار بن سيراخ الشخصي، حيث يظهر انه مثل الحكيم أحيقار من ناحية الإيمان القوي، والزهد، وقد كُتب هذا السفر سنة ١٩٠ الى ١٧٠ سنة قبل الميلاد، ولم يُعتبر من الأسفار. العبرية المقدَّسة، لا بل تعتبره بعض الكنائس المسيحية منحولا ً.
٤/ سفر طوبيا :
يعتبر هذا السفر متفقا ً اتفاقا ً كليا ً مع حكمة  أحيقار. 
٥/ سفر نشيد الأناشيد :
ايضا ً يعتبر هذا السفر مأخوذا ً من حكمة أحيقار. 
ترابط العلاقة، بين التوراة، والحضارة البابلية، خاصة الحكيم أحيقار الاشوري مستشار الملك سنحاريب وابنه. وذلك في الحكم والامثال الآتية :
- في تربية الأطفال وتأديبهم. 
- وجوب معاشرة الحكماء. 
- الصداقة وتجنب الخصام. 
- الصيت الحسن. 
- جشّع الانسان. 
- المرأة الشريرة. 
- سقوط الاشرار وانتصار الابرار. 
- عدم الشمّاتة. 
- الأخلاق السيئة. 
-اقتلاع العيون الشريرة. 
-النظر الى الجاهل واستهتاره. 
- نظر الناس الى المتحدث وقياس حديثه الى حالته المادية. 
- المقابلة بين كلام الحكيم والجاهل. 
- تأثير الحزن في القلب البشري. 
- تربية الأولاد. 
- العلاقات الاجتماعية. 
- حفظ اللسان. 
- الصداقة. 
- الرجل الفاضل. 
-الانسان ألمهذب. 
-الشعور بمآسي الحياة. 
- الناس بين الضعف والقوة. 
- الاطماع البشّرية. 
- التطّلع الى أمور تفوق القدرة. 
- الموازنة بين الحياة والموت. 
- ما يتركه الانسان في هذا العالم من الذكرى الصالحة. 
عدم شمٌاتة الانسان بمصائب عدّوه...
الخلاصة :
جاءت حِكَم أحيقار مشحونة بالمعتقدات السائدة في ذاك الوقت، وهناك شبه بينه وبين طوبيا، اذ ان أحيقار كان مستشارا ً وامين خزنة سنحاريب ومن بعده ابنه آسرحدون، اما طوبيا الأب،  فانه احتل مكانا ً مرموقا ً لدى بلاط ملك آشور، وهو من سِبْط نفتالي، يقيم في نينوى بين الأسرى وهو من مملكة الشمال بعد سقوط السامرة، ويعيش بامانة ومحبة لله، ولكن الله سمح إمتحانا ً له بان يفقد نظّره ويصبح عرضة لسخرية من حوله، ولكن الله أراد ايضا ً ان يتدّارك الامر فألبس الملاك رافائيل شكلا ً بشريا ً وأرسله الى طوبيا  الأب فرضي هذا ان يكون الملاك رفيق سفر لابنه المدعو ايضا ً طوبيا، وعند عودته خلَّص طوبيا أباه من العمّى بفضل نصائح الملاك وانتهى كل شيئ بالفرح العام بعد ان أظهر الملاك حقيقته واختفى وتوارى. 
يستدّل، ان هناك اتفاقا ً تاما ً بين سفر طوبيا وحكمة أحيقار، بدليل ان كاتب السفر جعل أحيقار ابن أخ طوبيا. 
ويتضح، ان كلا أحيقار وطوبيا يتفقان على عمل البّر والرحمة والصدّقة، ويلتقيان على نتيجة واحدة وهي نجاة كل منهما من محنة تعّرض لها. 
أحيقار، يٌلقي النصيحة والحكمة على ابن اخته نادان.  
وطوبيا يُلقيها على ابنه طوبيا ايضا ً.
الا ان الخلاف، ان ابن اخت أحيقار كان خائنا ً للامانه وناكرا ً للجميل، بينما طوبيا الابن، كان أمينا ً حتى النهاية. 
ويمكن ان نخْلُص الى نتيجة واحدة، بان سفر طوبيا هو قصة أحيقار بثوب يهودي عبراني، لان أحيقار رجل اشوري وثني  ولكنه صالح، بينما طوبيا يهودي مؤمن بالله. 
فضلا ً عن ذلك، ان كاتب سفر طوبيا قد عرف كتاب حكمة أحيقار الذي عٌثر عليه ( بالقرن التاسع عشر ميلادي ) وقد اتقن كيف يٌلقي درسه الديني حسب نهج الحكمة البابلية. بالاضافة الى ان زمن القصتين واحد : في عهد المملكة الآشورية ايام عظمتها. وقد تطابقت الحِكٓمْ في كلا القصتين خاصة في :
النظر الى اعمال البّر
إحترام الموتى 
التقوى
صيانة النفس من الخطيئة 
أُسلوب الحكمة

أعداد
فيصل المصري
اورلاندو / فلوريدا
تشرين الثاني ٢٠١٤ 

0 comments:

Blogger Template By: Bloggertheme9