يتم التشغيل بواسطة Blogger.

السبت، 22 نوفمبر 2014

أثر الحضارة البابلية في التوّراة ، سر العلاقة بين سرجون الأكادي وموسى عليه السلام !

نشر من قبل Faissal El Masri  |  in دراسة  5:01 ص

أثر الحضارة البابلية في التوّراة 
سر العلاقة بين سرجون الآكدي،
والنبي موسى عليه السلام 

المقدمة :
سرجون الآكدي ( ٢٣٧٠ - ٢٣٦١ ق.م ! الملك الحقيقي او الملك الشرعي، حاكم الإمبراطورية الأكدية. 
هو مؤسس السلالة الأكدية، وامتّدت إمبراطوريته وشملت، بلاد ما بين النهرين حتى البحر المتوسط، عاصمة ملكه أكاد، لم يكن من أبناء الملوك، ولكن الأساطير السوّمرية روّت سيرته على الشكل الآتي :
حملّت بي أمي الوضيعة الشأن سرا ً، وكانت كاهنة، وكان العُرف ان الكاهنة إن حمّلت، كانت مضطّرة لان تتخّلص من وليدها غير الشرعي، وإلا عرّضت نفسها الى مشاكل اجتماعية كثيرة، لانها من الوجهة الدينية هي زوجة الآلهة، وبالتالي، لا يحّق لها الزواج ولا الإنجاب، بل كان واجبها يتطّلب التعّفف وعدم الترّدد الى الأماكن المشبوهة، ولهذا اضّطرت ام سرجون الى ان تتخّلص من وليدها غير الشرعي بالطريقة التي وصفها النص. 
ويضيف سرجون،  وانا لا اعرف ابي، ووضعتني أُمي في قارب من السّل كالسّلة، وأغلقت عليّ الغطاء بالقار، وأنجاني احد العمّال وجعلني ابنا ً له.
 منحتني عشتار حُبها. 
 وأصبح فيما بعد سرجون ساقي الملك، فقرّبه اليه، وزاد نفوذه وسلطانه، ثم خرج على سَيِّدِه  وخلّعه وجلس على عرش أكاد، وسمَّى  نفسه الملك صاحب السلطان العالي، وحكم لمدة ٥٥ سنة، وحيكت حوله الأساطير. 
هذا النص أعلاه، والمتعلق بقصة مولد سرجون، فانه وصل إلينا في فترة تاريخية متأخرة في حدود ٧٥٠ -٦٠٠ سنة قبل الميلاد، ولكن من المؤكد ان هذه الألواح المتأخرة، والتي لا يزيد عدد أسطُرها عن ٣١ سطرا ً، مُستنسخة من ألواح أقدم كانت تتضمن النص الكامل لقصة مولد سرجون. 
يُلاحظ، في هذا النص ان سرجون، أُسْوَة بكثير من ملوك وأمراء وادي الرافدين ادّعى محبة عشتار آلهة الحب والخصب له، وهذا يعني ضمنيا ً إختيارها سرجون للملوكية باعتبار ان الحكم في وادي الرافدين كان يقوم على مبدأ التفويض، اي ان الآلهة تختار واحدا ًمن البشّر ليقوم مقامها في حكم البلاد. 
ان قصة مولد سرجون هذه تشبه الى حد بعيد القصة المعروفة عن مولد موسى عليه السلام. 
تذكر التوّراة ان الفرعون امر جميع شعبه قائلا ً ( كل ابن يولد يُطرح في النهر، لكن البنت تستحيونها. وذهب رجل من بيت لاوي وأخذ بنت لاوي فحبّلت المرأة وولدت ابناً 
ولمّا رأته، حسن المنظر، خبّأته ثلاثة أشهر. لم يكّن بمقدورها ان تُبقيه اكثر، فاخذت سِفطا ًمن البردى ووضعت الوليد فيه ورمّته في النهر. ووقفت اخته من بعيد لتعرف ماذا سيحّل به، فرأت اخت الفرعون تنزل للنهر لتغتسل حيث التقطته، ( وهو صبي، يبكي، فرّق قلبها، ولكن جاريتها قالت لها انه من العبرانيين. وهنا يمكن للقارئ الكريم معرفة القصة من التوراة، سفر
 الخروج  ! 
الخاتمة : نقاط التشابه في مولد سرجون، ومولد موسى عليه السلام. 
إنّ ولادة الطفلين، في كلتا القصتين تُحاط بالكتمان :
أُم سرجون كانت مرغّمة على كتمان امر ولادته للاسباب التي عدّدتها أعلاه.  
أُم موسى كانت مرغمة ايضا ً على كتمان ولادته، لان الفرعون قد أمر بقتل أبناء العبرانيين. 
رمي سرجون وموسى في سلة الى النهر. 
هناك :
من ينتشل سرجون، من النهر ويرعاه ليصبح ما اصبح !
ومن ينتشل موسى من النهر، ويصبح ما اصبح ايضا ً ! 
إعداد
فيصل المصري
اورلاندو / فلوريدا
تشرين الثاني ٢٠١٤ 

هناك تعليق واحد:

  1. استاذنا القدير
    فيصل المصري

    نشكرك على هذه الباقة الثقافية الرائعة - مدونة فيصل المصري - التي نتعرف فيها على فكرك الراقي و ثقافتك العالية ...
    و عندما قرأت ( مبدأ التفويض) في بلاد الرافدين خطر في بالي التفويض الذي طلبه السيسي من الشعب لينقلب على الرئيس الشرعي للبلاد ، و أدركت أن العالم العربي لا زال يعيش في عصر ما قبل الميلاد ...

    ردحذف

Blogger Template By: Bloggertheme9