يتم التشغيل بواسطة Blogger.

الأحد، 26 أكتوبر 2014

محّي الدين ابن عربي، علم من إعلام التصّوف وصاحب صفاء القلب !!

نشر من قبل Faissal El Masri  |  in دراسة  9:22 م

محّي الدين  ابن  عربي !!
علم  من  أعلام   التصّوف !! 
ومن أرباب  صفاء  القلوب !!

المقدمة :

اولا ً : تعريف موجز !!

التصّوف،  هو إلتماس الحق  عن طريق  تطهير النفس، وإعدادها  لتقّبل الإلهام  الالهي، وبذلك  يختلف  التصوف عن علم  الكلام  والفلسفة، وبنظر المتصّوفة  ان النفس  من  أصل طاهر وشريف  تلوثّت  بالجسد  واستغلّها  لأغراضه الحيوانية، وهي،  تأمل  من الانعتاق  من  عبودية  الجسد  لتستعيد  طهارتها السابقة  وذلك  عن  طريق  قهر الجسد وإذلاله  وحرمانه رغباته  الدنيئة، وإذا  نجحت  سمّت  وعلّت  نحو الله  واستمّدت منه المعرفة  الصحيحة  وسلكت  بنوره  طريق  الحق !!


ثانيا ً : الصوفية :

 مشتقة  من ( الصفاء )، اي  صفاء القلب !
 بعضهم،  يقول انها  مشتقة من ( الصوف ) لباس  النّساك !!
  والبعض الاخر،  يعتبرها  اشتقت  من ( الصفّة ) وهي السقيفة التي  كان الفقراء يجتمعون  تحتها خارج  المسجد !!

مصادر التصّوف !!

الاسلام : ( عقيدة التوحيد والتصديق بالرسالة والتقيد بالفرائض )
المسيحية : ( الحب الالهي الذي  دعّت  اليه  رابعة  العدوية )
الهندية :  ( عقيدة الحلول )
اليونانية : ( فكرة  الإشراق  والاتصال )

ثالثا ً : محي الدين ابن عربي !!

ولد  ابن عربي،  سنة ٥٥٩ هجرية،  بمدينة ( مرسية ) بالأندلس، كان ابوه  فقيها. بالعام ٥٦٦، انتقل  به والده  الى إشبيلية، ودرس  على يد ابي بكر بن خلف، ومالت  نفسه  للتصّوف  وراح يتنّقل   من قرطبة  الى غرناطه  متصلاً  بشيوخ  الصوفية !!
في عمر ٣٠،  دعاه أمير المغرب لتربية أولاده !!
ثم انتقل الى مصر، حيث أُتهم  بالكفر، وناصره  سيد  مصر واعطاه منصبا ً !!
بالعام ٥٩٨، هجرية، استقّر  في مكة، وراح  يقوم  بالتدريس، والتأليف  وأكمل  كتابه ( الفتوحات المكّية ) !!
ثم قصد،  حلب  والموصل  وبلاد  الروم  واستقر  في  دمشق حيث،  توفي سنة ٦٣٨ هجرية، ودفن   في سفح  جبل قاسيون !!

 رابعا ً مؤلفاته :

الفتوحات  المكية !!
فصوص  الحكم !!
ترجمان  الأشواق !!
الديوان  وشجرة  الكون !!

 ٤-١ : في كتابه الفتوحات المكية !!

 اثبت  فيه  انه،  صاحب  الموسوعة  الصوفية، لانه  يروي  فيه ان عالم  الحق  قد انجلى  لناظريه !!
يقول ابن عربي، انه  رأى  النبي  محمد ( صلعم ) جالسا ً على عرش  يحيطه  الملائكة  والانبياء  والأولياء، فأُمر الشيخ  بان  يبث في الناس  كنه الأسرار الإلهية !!
ويقول ابن عربي،  انه بينما كان يعتّمر،  الكعبة  بصر  بروح سماوي  تجّلى  له  بصورة  فتى  بهي الطلعة، راح  يرشد  خطاه الى  الهيكل  الحي، ثم دخل  الفتى  الكعبة  بصحبة  ابن عربي فنفخ  في صدر الشاعر انفاسه  كانما  يسكب  في  قلبه  حقائق الموجودات !!

٤-٢ : في كتابه فصوص الحكم !!

يبحث ابن عربي،  فيه  قلب الانسان  من  حيث  انه  إمكانية الهية  تتلقى من  الله  فيضا ً نورانيا ً وتقرُب  من  ادراكه  بالمعرفة لان  الله  غاية  المعرفة !!

٤-٣ : في كتابه ترجمان الأشواق  !!

هو،  مجموعة  من الشعر  تداخلت  فيه  معاني الغزل، وكثُر فيه اللبس، وتعدّدت  الاحتمالات  مما حدّا  بابن  عربي  ان يشرحه، ويوّضح  مقاصده !!

٤-٤ : خلاصة فلسفته !!

الله واحد، مطلق،  ومصدر الوجود، ووجوده  عين  ذاته !!
الكون  ازلي  ومخلوق معا ً، هو  ازلي  لانه  في علم  الله، وانه مخلوق  لانه،  في عالم  الحس  والاشكال  والأحجام !!
يمتاز الله،  عما خلق، ومع  ذلك  الله  والخلق  شيئ  واحد !!
ان  انفصال  الانسان  عن الله  خاضع  للارادة  الإلهية !!
لا يصبح  الانسان  الله، وإنما  يعّي  المتصّوف الله، فيعلم  انه  والله واحد !!
كل  نبي  كلمة  من كلمات  الله  ومحمد هو ( الكلمة )  وملتقى الكلمات  الجزئية !!

٤-٥ : عناصر فلسفته !!

الحب : 
يرى ابن عربي ان الحب  ثلاث،  درجات :

الحب الطبيعي !!
الحب الروحي !!

الحب الالهي !!

وبنظره ، ان غاية  الحب  هي  معرفة  حقيقة  الحب، وحقيقة الحب  والذات الإلهية  شيئ واحد !!

الانسان الكامل  :

يقول أبن عربي،  ان اكمل  صورة  للحقيقة  الكاملة  هي  صورة الانسان، وعلاقة  الأنبياء  بالحقيقة  كعلاقة الجزء  بالكل  وبنظره ان النبي محمد أُعطي ( جوامع الكلم ) !!

الحلول ووحدة الوجود :

يقصد ابن عربي  حلول  العقل الالهي، في الكائنات  وذلك بتفاوت  استعدادها لقبول  الحلول !!

٤-٦ : طبقات الكون، او الحضرات :

بنظر ابن عربي،  هي ، خمس  طبقات ، او حضرات :

حضرة  الحس، انعكاس  لحضرة  المثال، والمثال  انعكاس لحضرة  الأرواح، الى،  ان  نصل  الى حضرة  الذات الإلهية وقلب المتصوف  وحده  انعكاس لها !!

٤-٧ : الفناء !!

عدّدها ابن عربي وهي :
الفناء عن المعاصي !!
الفناء عن صفات العالم المحسوس !!
الفناء عن الذات الجسمانية !!
الفناء عن العالم بأسره !!

٤-٨ : حقيقة الدين !!

يرى ابن عربي،  ان الأديان  متفرعة  وان  كلاً  منها لا  يحتوي غير  قسم  من الحقيقة، ولذا،  بات  على المتصوف الا يعتنق  دينا ً واحدا ً خشية ان يضّل  السبيل  وتغيب  عنه  معرفة الحق، والنزاع  بشأن الأديان  امر  باطل  لانه  دليل  الجهل !!

حاول ابن عربي،  ان يقّرب،  بين  المسيحية  والإسلام، لان الثالوث  المسيحي ( الآب  والابن  والروح القدس ) يقابله،  بالإسلام ( الله، الرحمن، الرحيم ) والمسيحية  قائمة  على المحبة وان،  المحبة  قوام  الإيمان  في الاسلام !!

٤-٩ : التخيّير  والتيّسير  !!

يعتبر ابن عربي، ان الانسان  مسؤول  عن أعماله، لانها صادرة عنه، وهو  بذلك  يرّد رأي  الجبرية، ولكنه، لا يقرّ  مبدأ  حرية العبد، وبذلك  يتبين  لك  ان  آراؤه  في التخيّير  والتسّيير  على شيئ  من  الغموض !!
٤-١٠ : الخير والشر !!

بنظر ابن عربي،  لا فرق بين الخير والشر، وان كان الله  مصدر الخير فلا يجوز اعتبار الانسان  مصدر الشر، وإنمّا  يقال  ان بعض  اعمال  الانسان  تحمل الشر، وبذلك  الشر ليس موجودا بحد  ذاته  وكذلك الخير  ليس  موجودا ً بحد ذاته !!
كذلك يتبين في هذا التوصيف الغموض ايضا ً !!

 الخلاصة،
 ان التصّوف،  هو طريقة للوصول الى صفاء القلب !!
كما ان الحّب العذري، هو طريق يوصلك الى صفاء النفس !!
وبذلك،  ندرك تماما ً درجة  التجديد والفقه والعلم،  التي وصلت اليها حواضر المدن الأندلسية، خلاف ما  كان  يحصل في المشرق !!

أعداد
فيصل المصري 
اورلاندوا / فلوريدا 
تشرين اول ٢٠١٤ 



0 comments:

Blogger Template By: Bloggertheme9