يتم التشغيل بواسطة Blogger.

الخميس، 9 أكتوبر 2014

الدبلوماسية اللبنانية في عهد الوزير باسيل والدبلوماسية الأميركية في عهدبنجامين فرانكلين ودبلوماسية مترنيخ بالإمبراطورية النمساوية

نشر من قبل Faissal El Masri  |  in دراسة  7:34 م

الدبلوماسية اللبنانية في عهد معالي الوزير جبران باسيل (بالعام ٢٠١٤ ) 
تقارع :
 الدبلوماسية الأميركية في عهد بنجامين فرانكلين ( بالعام ١٧٧٦ )
والدبلوماسية النمساوية في عهد الامير كليمنس مترنيخ ( بالعام ١٨٠٩ )

تشاء الصدف التي تواجهك دون ان تخطر على البال، انك تكون مركزا ً على القيام بعمل، وتأتيك حادثة ما، تؤدي فيما تؤدي الى تغيير بوصلة تفكيرك، والمنحى الذي كنت عازما على تنفيذه.

وهذا الامر حدث لي، لأَنِّي كنت مصمما ً على نشر بحث أتناول فيه شخصيات أثّرت في الدبلوماسية العالمية، ورسمت خطوطا ً ذهبية سار عليها كل من آلت اليه وزارة الخارجية في هذه المعمورة، فاضطررت للتوقف عن إكمال هذه الدراسة، عندما اضطلعت على  إنجازات معالي وزير خارجية لبنان الاستاذ جبران باسيل في اروقة الامم المتحدة وفي احدى اجتماعات وزراء خارجية الاشقاء العرب !!

بالحقيقة، كان بحثي يتناول عباقرة الدبلوماسية في العالم وهما :
   بنجامين فرانكلين الدبلوماسي الأميركي العتيق !!
   الامير كليمنس مترنيخ الدبلوماسي النمساوي الرهيب !!

ولتصويب بوصلة دراستي، سأتوقف لاعترف ان وزير خارجية لبنان بزّٓ اقرانه لانه يتقن لغة دبلوماسية مستهجنة وهي  ( body language ) والتي لم يسبقه عليها اي  دبلوماسي عريق يقيم ويقطن كوكب الارض، وهذه اللغة التي يتقنها هذا الوزير، هي احتكار لدولة لبنان الذي انسلخ عن كوكب الارض وأخذ مدارا ً لولبيا مستقلا ً بذاته !!

إنّ وزير خارجية لبنان، إقتفى سيرة من سبقه من وزراء خارجية الدولة الفينيقية في غابر الازمان والأكوان عندما نجحوا في تسويق شقائق النعمان ذي اللون الأحمر القاني، وفق أسطورة ألموت والحياة، وقد ابدع معاليه وبرع في تسويق النبيذ الأحمر القاني ، شبيه دم أدونيس، والابيض الذي تفوح منه رائحة ذكية كعطر عشتروت، وزاد من علو شان هذا النبيذ لانه قوي  في تخمير العقول حتى الخمول، ولكنه بذات الوقت، سهى عن ذكر الفودكا اللبنانية التي بدأت تدك حصون الفودكا الروسية والبولندية.

قديما ً قيل ( كما أنتم يوّلى عليكم )
حتى نكون منصفين، ان جمهرة كبيرة جدا ً من الشعب اللبناني العنيد لا توافق على هذا المبدأ لانهم في الكيل والميزان لا يحسب لهم العير ولا النفير، باعتبار مبدأ المحاسبة عندهم على وزن قافية أهازيج الهوٌارة !!

ثانيا ً: بنجامين فرانكلين ( ١٧٠٦ / ١٧٩٠ )

يعتبر بنجامين فرانكلين من اعظم دبلوماسي العالم قاطبة، صال وجال في أوروبا اثناء الثورة الأميركية المجيدة في العام ١٧٧٥ ١٧٧٦م، ودخل ارقى صالونات باريس ولندن لتثبيت دعائم الثورة، ويقال انه مؤلف وناشر ومخترع وموسيقي وسياسي، ولكن النزعة الدبلوماسية عنده غلبت كل مواهبه، وكان لديه ولع شديد لاقتناء الكتب الامر الذي جعله الاول في العالم في انشاء وإقامة المكتبات العامة.

يعتبر بنجامين فرانكلين من ( Founding Fathers ) للولايات المتحدة الأميركية، وما زالت صورته تظهر على ورقة ١٠٠$ النقدية.
كان دقيقا ً في عمله اليومي، حيث يضع جدولا ً يقّسم فيه المهام المطلوبة منه في كل ساعة، وفي نهاية اليوم يتفّقد ماذا حقق من إنجاز خلال هذا اليوم !!
ومن أشهر اقواله :
الثعالب النائمة لا تصطاد الدجاج !!
الوقت الذي يضيع لا يمكن تعويضه مجددا ً !!
الكسل يمّر ببطء شديد، وسرعان ما يدركه الفقر !!
النوم باكرا ً والاستيقاظ باكرا ً خير سبيل للصحة !!
لا توجد مكاسب من دون الألآم !!
الاجتهاد هو السبيل للحظ الجيد !!
يتعين عليك ان تخجل من نفسك اذا شعرت انك خامل وغير نشيط !!
لا تترك أشعة الشمس تزول في نهاية اليوم الا وقد حققٌت شيئا ً!!
حياة قضاء وقت الفراغ وحياة الكسل شيئان منفصلان !! 
تكريما ً لذكراه والى جانب الورقة النقدية التي ترسم صورته، وضعته الحكومة الأميركية من ضمن اهم ١٠٠ سؤال عن تاريخ الولايات المتحدة الأميركية !!

ثالثا ً : الامير كليمنس فون مترنيخ ( ١٧٧٣ / ١٨٥٩ )
هو سياسي ورجل دولة نمساوي ومن اهم شخصيات القرن ١٩، يُنسب اليه وضع قواعد العمل السياسي التي سارت عليها القوى الكبرى في أوروبا طوال ٤٠ عاما ً التي اعقبت هزيمة نابليون بونابرت.

ظهرت مبادئ مترنيخ وتبلوّرت خلال مفاوضات مؤتمر فينا، وقد غيّرت مجريات الأحداث السياسية الأوروبية الاساسية باعتباره طبّق المكيافيلية السياسية بصورتها الكلاسيكية !!

كان مترنيخ من نظرية المبدأ القائم على رفض التغيير والمحافظة على توازنات القوى في أوروبا، وقد قاوم بشدة مبدأ حق الشعب في الحكم  ومبدأ الثورة على النظام القائم، لانه كان مقتنعا ً ان التراخي في مواجهة الثورات الشعبية يؤدي الى تقوية المشاعر الوطنية للقوميات العديدة في أوروبا مما يؤدي في النهاية الى تفكك الإمبراطوريات القديمة وشيوع الفوضى والحرب في أنحاء أوروبا !!
( حاشية : لاحظ نظرية مترنيخ  اليوم )

تبوأ مترنيخ وزارة الخارجية للإمبراطورية النمساوية من العام ١٨٠٩ وحتى العام ١٨٤٨، وقد ادرك مخاطر النمسا بعد ان مُنيت بهزيمة من نابليون بونابرت وتوقيع اتفاقية شونبرن، وقد أيقن ان أمن الإمبراطورية النمسوية يعتمد على منع حدوث تقارب ما بين روسيا وفرنسا.
بالرغم من العداء الذي يكٌنه لفرنسا، الا انه كان معجبا بهذه الدولة، وقد رحّب بطلب نابليون يد الأرشيدوقة ماري لويز أبنة الإمبراطور فرانز الاول وسافر معها في موكب الزفاف الى باريس بالعام ١٨١٠ ، وبعد هذا الزواج حقق مترنيخ مكسبا ً من نابليون بان منحه حرية الحركة سياسياً على الساحة الأوروبية !!

وقد برع مترنيخ سياسيا ً ودبلوماسيا ً إبان اندلاع الحرب ما بين روسيا وفرنسا، ولما تأكد له هزيمة نابليون، نقض كل الاتفاقيات التي عقدها مع فرنسا، وبادر الى اعلان التزام النمسا الحياد، وكان يأمل بان يلعب دور الحكم بين روسيا وفرنسا !!
غضب نابليون من مترنيخ، ورفض الاجتماع معه بالعام ١٨١٢ وقال له ساجتمع بك في فينا وكان هذا بمثابة اعلان حرب، ولكن الداهية مترنيخ انضم الى تحالف ضمّ كل من بريطانيا روسيا السويد بروسيا والبرتغال وتمكن هذاالتحالف من إنهاء حقبة الحروب النابوليونية !!

بعد الحرب كانت جهود مترنيخ المحافظة على سياسة توازن القوى في أوروبا !!
وقد ترّسخ هذا المبدأ كركيزة أساسية للنظام السياسي الاوروبي طوال القرن ١٩ !!
بالعام ١٨٤٨ عندما اندلعت الثورة، وقامت في فيينا المظاهرات مطالبين عزل الإمبراطور وعزل مترنيخ، وبالفعل تنازل الإمبراطور عن عرشه واضطر مترنيخ الى الهرب من فيينا متخفيا ً ولجأ الى بريطانيا كمنفى اختياري واعتزل الحياة السياسية ثم انتقل الى بلجيكا حتى العام ١٨٥١ الى ان  عاد الى فيينا بعد غياب دام اكثر من ثلاث سنوات !!
توفي مترنيخ بالعام ١٨٥٩م !!

اخيراً  اعتذر من القرّاء الأعزاء اني ادخلت في هذا البحث مآثر الوزير جبران باسيل، عندما كتبت عن الدبلوماسي العتيق بنجامين فرانكلين  والدبلوماسي الرهيب مترنيخ، وإنما للضرورة احكام، هكذا قيل قديما ً !!

أعداد 
فيصل المصري 
اورلاندو / فلوريدا 
تشرين اول ٢٠١٤ 



0 comments:

Blogger Template By: Bloggertheme9