Pages

الجمعة، 30 مايو 2014

في دراسة صليما

في دراسة صليما 
والأمارة اللمعية 

بعد التحية
يسعدني أن أوضح للقراء الأعزاء ، أني لست متخصصا ً بالتاريخ ، بقدر ما انا عليه رجل قانون طوال  حياتي في لبنان والسعودية وأخيرا مع UN .

ولا يخفاكم  الامر، أن فترة تقاعدي، في اميركا ، سمحت لي ان اسبر غور التاريخ ، وأسبح في مجاهله ، بقراءة أمهات الكتب ، كالطبري وابن خلكان والمقري وابن عذارى ....الخ من مجلدات ، فقط من اجل إشباع نهم للتاريخ منذ صغري ، ولقناعة راسخة ان بعض التاريخ العربي  مشوّه  او مبتور ومسيس !!

وإن قلت في عجالتي عن صليما، والأمارة اللمعية، ان تدوين التاريخ العائلي للعائلات الدرزية اقتصر على العائلات الإقطاعية منها ، لم يكن القصد منه النيل من العائلات العامية ، لآني استدركت قائلا أنه حتى في هذه ، تحوم شبهات في المصداقية ، باعتبار ان الشيخ او الامير كان يملي على كتبته وفق مزاجه .

التاريخ، مادة ، يمليها المنتصر ، في سيفه ، 

ألم يقل احد الشعراء الأفذاذ :
ألسيف أصدق أنباء ً من الكتب
في حده ..الحد بين الجد واللعب

عندما سقطت بغداد في أواخر العصر العباسي، جرى رمي الكتب والمجلدات في دجله والفرات ! وقد ذكرت كتب التاريخ ان لون المياه تغيّر، وهذا ما فعله التتار عندما احرقوا المدن والحواضر التي احتلوها !

بالأندلس حرقت معظم كتب الفلاسفة
العرب ( راجع ابن رشد وابن طفيل )

بنظري ، ان من يقرأ كتب التاريخ هو كالمنقب عن الاثار ، فانه يجد احجارا ً كثيرة ، ولكن عليه ان يستعمل الغربال ، حتى تتطاير الشوائب ، لتبقى الأحجار الكريمة .

هذه هي قرائتي للتاريخ ، وكل حادثة تاريخية غير موثقة من أمهات الكتب ، لا يمكن الركون اليها .لانك في بعض الأحيان تقرأ لاحد المؤرخين ( مؤرخي المصاطب )، يُرجع نسب عائلته الى ايام خالد بن الوليد حتى يجعلك تتخيل ان خالداً ترك ساحة المعركة وهو يدّك الامبراطورية الفارسية دكاً ، ليرسل هذه القبيلة او تلك  لسبب قومي مُلح  لتحمي الثغور اللبنانية من هجمات الفرنجة. !!

وهذا لعمري هراء في هراء !!

مع تحياتي

أعداد
فيصل المصري 
اورلاندو / فلوريدا 

الخميس، 29 مايو 2014

في تسمية المراجع


في تسمية المراجع 

دأب كل مؤلف ان يشير الى مرجعه بالقول :
انه من الكتب التاريخية الموثوقة ، او انه من بطون المجلدات الموجودة بالمكتبات العالمية .

شخصيا ًاني مهووس بالمصطلحين أعلاه ، وحالما ابدأ بكتابة نص تاريخي او ادبي ، أضع امام طاولتي عدة كتب ومجلدات .

وبالرغم من بعدي عن المراجع الحديثة ، كالانترنيت وأولاده ، وجوجل وشقيقاته ، واليوتيوب وإخوانه ، الا ، ًاني مندهش ومتعجب بالتلفون الذكي الذي يحمله ويتباه به معظم مغفلي العالم ،

 وبالمناسبة سأقص عليكم حادتة وقعت معي عندما أبحرت باخرتي الى اميركا ، حيث أرسيتها على رصيف فلوريدا ، متأبطا ًتليفون نوكيا القديم البالي الرخيص ، ذي رنات وإجراس قد تصلح لابواب جهنم ، لانها تدق الأذن كالازميل والمطرقة ، وصادف ان كنت يوما ً، أتبادل أطراف الحديث مع امرأة أميركية لها مركز رفيع في شركة عالمية ، إذ رنّ تليفوني ، فلاحظت ان هذه المراة ارتعدت فرائصها ، وجفلّت  كالثور الهائج ، ورجعت الى الوراء ، ترتعد خوفا ً ، ثم قمت بالواجب وطبطت على كتفها مهدئا ً من روعها وجزعها وخوفها ( لا يأخذكم تفكيركم السئ الى ابعد من طبطبة الكتف ، وغمرة بريئة ) وقلت لها ، إن زوجتي تريد ان تتحدث معك ، هنا أحست هذه المرأة الأميركية ان طامة كبرى قد حلّت ، بها ، وان كارثة مخيفة قد وقعت ، عليها ،فأخذت هذا التليفون بيد ترتجف ، وعين على هذا الجهاز والعين الاخرى ، علهّا تغمز 911 للنجدة . المهم بعد ان أنهت مكالمتها مع زوجتي ، تنفست الصعداء ، وتنهّدت  وبانت اساريرها ، وانقشعت عن وجهها تلك القشعريرة ، التي رسمت أخاديد ، وخرائط ، كالتي كان يحملها قراصنة البحر ، وقالت لي باستهزاء ، وكبرياء ، وتعجّرف مقيت ،،،، من هو اكبر عمرا ً هذا التليفون او ابنك ريان ، وكان يومها عمره يناهز العشرين سنة !!

صعقني كلامها
أذهلني وقاحتها
انهكني انتقادها
اغضبني استهزائها 

تذكرت عندها قول المرحوم والدي رحمات الله عليه ، عندما كان يقول ( ان اميركا مضيّعة  الحسب والنسب ، وخسارة للأولاد والمال )
لست هنا لأردد،  ما قاله وزير داخلية لبنان البلد العنيد ( انت عارف حالك مع مين عم تحكي ) ولكن انا اقل الناس شأنا وأكثرهم تواضعا ً، قلت لنفسي تفووو على هذه الورطة التي انا فيها .!!

بعد ان ودّعت  هذه الامرأة بالتبجيل المصطنع ، وبالتكربم المغلف بالنفاق ، ولوحّت لها بيدي مع  ابتسامة قليلة العرض ، طلبت ابني رشيد وقلت له ، تعالى فورا ً، أجابني انه مشغول جدا ً.

أجبته ، ان كنت تنّقب  عن النفط قبالة شواطئ لبنان
ارجع فورا ً !!

وإن كنت تدِّور زوايا الألماس في بروكسل ، عُد حالا ً

وإن كنت تبحث عن الذهب في كاليفورنيا ، هرّول عائدا ً.

لما وصل رشيد ، وكأنه ركب بساط الريح ، بان عليه القلق والخوف والدهشة بادرني القول ، ماذا تريد ؟
قلت له اريد اليوم حالا ً، وسريعا ًوفورا ًتليفون يحمله رجال فضاء الناسا ، وتحمله اكثر النساء ثرثرة في في شوارع وازقة وزواريب بيروت ،

ذهبنا فورا الى محلات apple ، واشتريت جهازا ً.
تعلّمت  عليه فورا ً،

وانتظرت قدوم المراة  الأميركية ، بفارغ الصبر ، ولما قدمت ، كان يعلو وجهها نشوة الانتصار الذي سبق ، وكانت تتمخطر وتتباهى كالطاووس الذكر إلنافش ريشه ، وتعلو محيّاها ضحكة صفراء ، وتتكلم كالمهرّج ، الواثق من نفسه انه خفيف الظل .

تقدمت اليها ، وقلت لها ، هل تريدين ان تعرفي ما يحصل في لبنان بلدي الان وعلى الهواء مباشرة ؟ أجابت بتعالٍ ، نعم ،

فتحت تليفوني على MTV ، وبدأت أُقّلب الأزرار الى الجزيرة والعربية  LBC, NTV وCNN , FOX , ABC  CBS وغيرها من المحطات  !!.
هنا اترك لقارئي الكريم ان يعكس كل كلامي الذي أشرت اليه سابقا ً، وقالت :
Oh my god , you have a better telephone , than mine !!
وصل لي حقي  !!!
تحيات

فيصل المصري

اورلاندو / فلوريدا


مذاهب ومشارب محطات التلفزة في لبنان

بالرغم من تعدد مذاهب ومشارب محطات التلفزة في لبنان ، إلا أنها تتفق على مبدآ واحد ، وهو أن مندوبي هذه المحطات عندما يُعطى الهواء لهم لتغطية ما يحصل في طرابلس او صيدا او عرسال او حتى في إعزاز ، يبدأون بعلك الخبر ، ثم يجترونه ، ثم يعيدون العلك والاجترار حتى تفقد صبرك ، وتنتقل الى محطة أخرى ، لتشاهد مراسل او مراسلة أخرى معها الهواء ، تجيد علك الخبر على ذات السليقة المقرفة والمملة ، فتلعن الساعة التي شاهدت أخبار لبنان ، لأنك تحس نفسك انك لم تفهم ما يجري او يحصل ، لان العلكة ضاعت ما بين حنك هذا المراسل ، او تشديق تلك المراسلة !!
في الغرب لا يتعدى الهواء الممنوح للمراسل الثواني ، وإن تعدّى الى الدقيقة عليك ان تدرك ان كارثة وطنية قد حلّلت !
عند العرب ، استنبطوا علاجاً للمراسل او المراسلة الراغبين في العلك وإلاجترار ، وهو قطع الإرسال ، لان المشاهد لديهم لا يحبذ العلك .
لم اقصد ان الشعوب الغربية لا تحب العلكة ، بالعكس ، إنتاجهم من العلك ، وعلى نكهات متعددة يفوق الخيال والوصف ، ولسخرية القدر ان معمل للعلكة في لبنان قد توقف ، لان المضاربة وسحق الأسعار والمزاحمة بكل أشكالها مؤمنة لله الحمد من هذا الكم الهائل من مندوبي محطات التلفزة بلبنان .
لله درّك يا لبنان كم انت جميل ، بالرغم من قرف إعلامك !!
لله درّك يا لبنان ، كم انت متقدم على الكون لان دور الأزياء العالمية لا تضاهي غنج ودلال مذيعة أحوال الطقس ، عندما تتمايل أمام الكاميرا وتدعوك لان تسبح غداً ، وفي الصباح ترى الجو ملبداً بالغيوم والعواصف ، وإن قالت غير ذلك ، ترى العكس غير الصحيح !!
لله درك يا لبنان ، ما أجمل عجقات السير ، فالعالم تمكن من تزويج الذكر للذكر ، وانت يا لبنان لم تحّل أزمة السير !!
ومع ذلك ، وبالرغم من كل هذا ، ما زلت أحبك يا لبنان ، بغير الطريقة التي أحبتك فيها فيروز !!

الى الزهرة المستحيه !!!

الى الزهرة المستحيه !!!

هناك زهره في جبال لبنان الحبيب ، يطلق عليها الأهالي الزهره المستحية ،
تستحي ، بان تقفل على نفسها كلما وددت ان أشم رائحتها ، فاعود ادراجي ، والاحظها ، تفتح من جديد !!

والى كل بنت تستحي أقول :
لماذا تستحي ؟؟
فالقمر يستحي ، خلف الغيوم ، ولكنه يعود !!
والشمس تختبأ وراء قمة الجبل ، ولكنها تعود !!
والأمل ، قد يختفي يوما ً ، ولكنه .. بالصبر يعود !!

انزعي خمار الخجل !!
ولا تترددي !!
فإستيحائك ، اجعليه قمر الليل ! وشمس النهار !!

الأربعاء، 28 مايو 2014

في نسب وتاريخ عائلة علم الدين

مقدمة :

لن أتطرق الى ما أوردته وكالات الصحافة العالمية واللبنانية عن عائلة علم الدين بعد الضجة الإعلامية غير المسبوقة التي كانت نتيجة اعلان مكتب المحاماة العائد للمحامية أمال علم الدين عن زواجها من الممثل جورج كلوني .

كذلك لن أتطرق الى أمال علم الدين المحامية التي دوّخت أروقة محاكم إنكلترا ومقاطعة وايلز، وأرخت بصولجان مقدرتها القانونية
في محاكم نيويورك.
 
بل الذي يهمني ان أُلقي ضوء ً على هذه العائلة الدرزية الإقطاعية،  التي تنتمي اليها المستشارة أمال علم الدين، نظراً لان الصحافة أدلت بدلوها في بحث تاريخي غير مستند الى مراجع تاريخية موثوقة عن هذه العائلة الكريمة .

في نسب وتاريخ عائلة علم الدين :

سبق وذكرت في دراستي التاريخية عن صليما - المتن والأمارة اللمعية  والمنشورة في صفحة 
Face book  والبلوغ العائدين،  لي ان تدوين تاريخ العائلات الدرزية اقتصر فقط على الإقطاعية منها ( تراجع الدراسة )

وبما ان عائلة علم الدين،  هي عائلة درزية إقطاعية، من المفترض ان لها تاريخ مدوّن  أسوة  بغيرها من العائلات الإقطاعية  ولكن بعد البحث والتدقيق  تبين انه يوجد خلاف في تحديد أصول ونسب هذه العائلة  أيضاً.

في كتاب ( اخبارٍ الأعيان في جبل لبنان ) 

اعتبر مؤلف هذا الكتاب القّيم ( الشدياق ) ان عائلة علم الدين هي من ألاسر التنوخية، وتعود الى الامير علم الدين سليمان بن غلاب الرمطوني .

اما في كتاب
The secret of the house of Ma'n
للدكتور كمال الصليبي،   فانه اعتبر ان نسب عائلة علم الدين يعود الى الامير علم الدين سليمان بن معن الذي كان أميرا على منطقة الشوف ايام الامبراطورية العثمانية.

يتضح من أعلاه ان المؤرخين اختلفوا في تحديد نسب هذه العائلة والفرق واضح ما بين أسرة تنوخ وأسرة معن ! وهذا الامر خارج عن نطاق البحث.

اما في مادة التاريخ الصحيح لا يمكننا القبول بهذه النتيجة،  لتحديد اصل هذه العائلة كما جاء في أقلام كتبة الصحافة،  وقد سبق في دراستي،  المذكورة أعلاه أني، قد بينت انه حتى في تاريخ العائلات الدرزية الإقطاعية لا يمكن الوثوق في بعضها لان الشيخ او الامير كان يملي على كتبته ما يشاء من اخبارٍ وحوادث ، وهذا ايضاً خارج بحثنا .

اما في المجلد التاريخي الغني والموثوق للأمير حيدر احمد الشهابي ( نزهة الزمان في تاريخ جبل لبنان ) فانه لم يأتِ على تحديد اصل ونسب عائلة علم الدين،  ولكنه توسع في ذكرهم في ولاية الامير حيدر الشهابي في سنة ١٧٠٨ م وما يليها إذ حدًد هويتهم السياسية في انهم من الأمراء اليمنية الذين كانوا في الغرب والجرد .

في العام ١٧٠٩ تعاظمت غرضية ( تعني حزبية ) اليمنية وقويت شوكة الأمراء من بني علم الدين،  ومال اليهم الشيخ محمود ابو هرموش من الحزب القيسي فهرب الامير حيدرالشهابي وأرسل أهل بيته الى كسروان عند مشايخ بني الخازن واختفى الامير حيدر في جبل الهرمل، وتولى الحكم الامير يوسف علم الدين وأخوه الامير منصور وخلعت لهم الولاية واصبح الشيخ محمود ابو هرموش مدبرهم وكان زمام الحكم بيده فجاروا على ألقيسية وظلموهم ولم يبقوا لهم منزلة ولا حرمة .

هذا الظلم لم يدم،  وقد اثبت التاريخ  ان الأمراء من بني علم الدين وساعدهم في ذلك الشيخ محمود ابو هرموش كانوا غلاة الغرضية اليمنية الامر الذي جعل الدروز من العامية يشدوًّن ازر المشايخ  والأمراء والمقدمين من الحزبية ألقيسية وخاصة الامير حيدر الشهابي الذي التجأ الى المقدم حسين ابي اللمع في المتن،  وطرح الصوت على قيسية الشوف من آل القاضي وال نكد من المناصف وال تلحوق من الغرب وغيرهم من مناصري ألقيسية كل ذلك بالعام ١٧١٠ تمهيدا لمعركة عين دارة الشهيرة !

في هذه المعركة ( يراجع بحثي عن صليما والأمارة اللمعية ) غاب شمس الحزب اليمني وأشرقت الأيام للحزب القيسي .
من نتائج معركة عين داره
مصرع خمسة أمراء من بني علم الدين على يد الفارس المغوار المقدم مراد ابي اللمع ( يراجع البحث أعلاه كيف خلع لقب الامير على مقدمي بيت ابي اللمع من قبل الامير حيدر الشهابي بعد هده المعركة )
إلقاء القبض على الشيخ محمود ابو هرموش مدبر امراء آل علم الدين أسيرا، اذ أراد الامير حيدر قتله فلم يوافق المشايخ على القتل خوفا ان تجري بذلك عادة القتل عليهم  واكتفى الامير حيدر بقطع لسانه وأباهم يديه ( يلاحظ كيف كان الإقطاع يتصرف )

بعد موقعة عين داره ، أُسدلت الستاره من الناحية السياسية على دور أمراء آل علم الدين  ولم يمنع ذلك ان برز من هذه العائلة رجالات كبار استفاضت الصحافة بتعداد مآثرهم وهذا خارج نطاق البحث ، 

أما ان تُفتح الستارة مجددا من قبل المحامية أمل علم الدين،  فأني ايضاً اترك ذلك للأقلام المروسة وهذا ليس من شأني

مصادر البحث جرى تعدادها في سياق الدراسة.

الأعداد
فيصل محمد المصري
اورلاندو فلوريدا
٣٠/ نيسان / ٢٠١٤

في انتخاب رئيس لجمهورية لبنان

في انتخاب رئيس لجمهورية لبنان

عندما كتب احد شعراء العرب في القرن الماضي ، عن ان أمته العربية لا تقرأ ، ظننت لأول وهلة انه استثنى الشعب اللبناني ، لانه من فرط اطلاع اللبناني ، ومن كثرة اهتماماته ، أعطاه رب الكون القدرة في ان يتحدث معك او مع غيرك ، بعدة لغات ، فتراه إن حدثك باللغة العربية ، يعجز أو يكربج ، لسانه عن إكمال الجملة بالعربية ، فيستسهل التقاط كلمه فرنسية او إنكليزية لإكمال ما يقول ، وحسبه ان العون والإغاثة ، هما ، غب الطلب لان شاكسبير حاضر ناضر لتلقيمه كلمه إنكليزية في حنكه ، او فولتير الأديب الفرنسي ، أقام قرب قبره كشكا ًلذات الغرض !!

والعجب العجاب ، إن تكلم هذا اللبناني بالإنكليزية ، ضربت كفا ً على كف ، ولطمت خدك ، لان اللكنه التي يحدثك بها ، تشبه الى حد ما لكنة Red neck ، يمشي في أزقة مانهاتن ، حيث ناطحات السحاب تغطي الشمس .

لماذا هذا الصنف من الأميركيين ، رغبت ان أشبهه باللبناني ؟ لان هذا النوع من الأميركيين لسعته أشعة الشمس في رقبته وأصبحت حمراء ، بفعل عمله في الحقول ، ولغة هذا النوع من البشر ، اختلطت مع أقرانه من السود ، إذ يطلق على الرجل او المرأه عندما يحدثهم بكلمة Man .

وهذا ما اسمعه واشاهده عندما يحدثك اللبناني المقيم في لبنان .

أما إن حدثك اللبناني بالفرنسيه ، هناك الطامة الكبرى ، فإذا حاولت تنبيهه الى انك تجهل هذه اللغة ، نظر اليك بإزدراء ، لان سهام عينيه وصلت الى الارض ، لانه بالرغم من طول قامتك ، لم يستحسن النظر إلا لحذائك ، فيشعرك هذا المتحدث اليك بأنك غبي لا تحسن الكلام بالفرنسية .

لماذا كل هذه المقدمة الساخرة ، والمضحكة في آن .

لان الشعب اللبناني ، يعتريه الخوف ، ويشل كيانه مسألة عدم انتخاب رئيس لجمهورية لبنان العنيد ، فبنظره ان الزعماء . الذين هم أرباب على الارض ، لم يتفقوا بعد على اختيار شخص درويش لا دخل له بالربوبية حتى يعمل على تسيير دفة الحكم وفق اتجاه الريح !!!

هذا اللبناني لو كان قارئا ً، او مطلعا ً على مجريات الأمور الدولية ، ولو قرأ تاريخ وسجلات القناصل ، ومن بعدهم السفراء ، لكان أيقن ان أربابه مهما علو في السماء او غاروا في البحار ، هم أعجز من ان يختاروا او ينتخبوا ، لان الحل والربط ليس في يد هؤلاء الأرباب ، بل في يد غيرهم .

هذا ما وددت قوله !!
رحم الله من قال
ان أمتي لا تقرأ

Memorial Day

في هذا اليوم ، يحتفل الشعب الأميركي ب
Memorial Day
وهو يوم يخصص لان ، يتذكر كل مواطن أمرا ً او حدثا ً او شخصا ً مهما ً.

وفي هذا اليوم بالذات ، سيتذكر كل لبناني بالمستقبل ، كيف ترك رئيس الجمهوريه العماد ميشال سليمان ، قصر الرئاسة ، بعد انتهاء ولايته .

عندما وضع الدستور الأميركي بالعام ١٧٨٧ م ، لم يلحظ ، عدد السنوات التي يحق للرئيس ان يبقى في سدة الرئاسة ، بل فتح له مجال التمديد ، مثله متل حاكم الولاية او الشيخ او النائب !!

بانتخاب جورج واشنطن الابُ الروحي للولايات المتحدة ، رئيساً ، كان همه بعد انتهاء ولايته الاولى ان يعود الئ بيته ومزرعته ، ولكن ، وبناء ً لإلحاح الكنغرس في اعادة انتخابه ، لولاية جديدة ، إشترط ان يبقى في سدة الرئاسة ولاية ثانية فقط !!

كانت نظرة جورج واشنطن ، لها بُعدين ،
الاولى ، لا يجوز ان ينتقل المواطن الأميركي ، من نظام ملكي ، توريثي ، بعد الثوره المجيدة ، على بريطانيا العظمى الى نظام جمهوري مماثل !!

الثانية ، ان الديموقراطية لا تستوي مع التجديد او التمديد .

وقد سجّل واشنطن عرفا ً، احترمه الرؤساء من بعده،
وتشاء الظروف ان هذا العرف ، لم يؤخذ به خلال الحرب العالمية الثانية لماّ أعيد انتخاب فرانكلين روزفلت لولاية ثالثة بحكم الظروف الاستثنائية التي تمر بها البلاد .

ولكن ، ما لبث الكنغرس الأميركي عشية انتهاء الحرب ، أن أجرى ، تعديلا دستوريا منع فيه انتخاب الرئيس لولاية ثالثة !

أما في انتهاء ولاية رئيس الجمهورية ، ومغادرته قصر الرئاسة في بعبدا ، بعد إجراء إحتفال تكريمي مهيب له ، اعتقد جازما ً ان الرئيس دخل التاريخ من الباب العريض ، خاصة انه نمي للإعلام انه رفض التمديد ، حتى لسنه واحدة !!

لست هنا لأقوم بتعداد مآثر الرئيس سليمان ، بل التاريخ وحده سيسجل له هذه المآثر ، ويكفي ان أشير الى مرض التوريث والتمديد ، الذي يصطلي بناره الشعب اللبناني ، في شتى المجالات ، بدء ً من النيابة الى الوزارة والى حتى الوظائف العامة !!

اشكر الأهل والأصحاب على معايادتهم .

اشكر الأهل والأصحاب على معايادتهم .


يعرف الأهل والمقربين مني ، ان يوم الميلاد هو بالنسبة لي يوم عادي جدا ً، وكنت أردد فيه قول المتنبي ( عيد بأية حال عدت يا عيد ....) ، وكنت أغني فيه مع الموسيقار فريد الاطرش أغنية ،
( عدت يا يوم مولدي .....)

هذه السنه ، أضفت لهذا اليوم ، قولا ً ، لابنة ابي بكر الصديق أمير المؤمنين ، والخليفة الراشدي الاول ، عندما وقفت تخاطب ابنها المقتول والمعلق على أسوار مكة ،
آما آن ألأوان لهذا الفارس أن يترجل ؟؟؟

اذا جمعت في سنوات عمري ، هذه الصرخات ، التي ملئت كؤوس ، الدنيا ، أحزانا ً ، وكآبة . أولدت شعورا ً، نبيلا ً هو الحزن ، الذي لا يضاهيه رفعة ً ومقاماً إلا الشعور بالفرح ، وهما ميزاتان خصهما الله للبشر !!

يلومني ، البعض ، أن الحزن يغطي اكثر ألوان حياتك !!
وإن الكآبة تلف أسوارك !! وألخيبة تقضي على مضجعك !!

قد يكون هذا صحيحا ، لأول وهلة ، ولكن قد يكون مرد ذلك عدم الاستقرار في حياتنا نحن اللبنانيون ،
لاني أقبلت على هذه الدنيا في جزيرة في أقصى وأبعد المحيطات ، وهي أروبا حيث قصدها أبي وأمي طلبا للرزق . وتنقلت في حياتي ايضاً طلبا للرزق من لبنان الى السعودية وأخيرا ًفي الارض الموعودة اميركا .
دورة حياة ، لم تهدأ ولمم تمل ، ما إن تجلس للتتحدث مع الوالد ، يرحل عنك ، ما إن تسامر أخاً
او أختا ً، حتى يودعونك الى زوايا العالم ،
ويأتيك الجيل الجديد من ذرية الأخوة والأخوات ، لا تعرف إلا الأسماء !!

أما الجانب ألاخر ، وهو الفرح ، فهو مخزون لساعات الضيق ، ورصيده كبير ، في الزوجة الوفية وفي الأولاد الأبرار ، وفي الحفيدة الغالية !!

في الزوجة ، دائماً كتفها يلامس كتفي في اي مكان حللت فيه .
في الأولاد ، ارى ذاتي في داخلهم .
اما حفيدتي ، فهي صفحة الرجوع الى ما لم أحققه مع أولادي !

اما الأصحاب والأهل الذين غمروني بمحبتهم ، أقول دون مواربة ، انهم فسحة من الأمل ، وقد أيقنت ان العمر ليس في تراكم السنين ، بل في ازدياد عدد الأصحاب ، وكم من سيدة راقية قالت ذلك ، وأوضحت نظرتها في عيد الميلاد .

اخيرا ً ، ولاني اعشق قلب التاريخ ، قال فلاسفة شعب ألمايا ، انه بأواخر العام ٢٠١٢ م سيتغير المناخ ، وستتغير العقول ، وها انا اليوم أعدكم وأقول ، هذا اجمل يوم في حياتي !!

ما بين النفاق العربي، والوقاحة المتعمدة في المقابلة التي أجريت مع بطريرك أنطاكية وسائر المشرق:

بالامسِ تكلمت عن النفاق العربي .

اليوم ساتكلم عن الوقاحة ، والتطاول ، وإنعدام الأخلاق الذي يسلكه سبيلا ً ويعتمده دربا ً ، معظم او بعض المذيعين العرب .

الذي شاهد ، المقابلة ، ورأى المذيع ، وهو يسرح ويمرح وكأنه ثورٌ هائج في حلبة مصارعة للثيران ، إذ كان يشحذ قرونه استعدادا ً للنطح ، ويدق حوافره على الطاولة ، ويعيد ويكرر ذات السؤال على نيافته ، ويتعمد بسفالة منقطعة النظير ، بانه لا يسمع ، حتى يعيد غبطته القول ثلاث مرات ، انه إستأذن رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة بالسفر الى القدس .

لن أدخل في تواضع بطريرك أنطاكية وسائر المشرق ، لاني أفردت في هذه المكرمة ، كلاما ما قل ّ ودلّ .

ولن أدخل في مستنقعات ووحول الحريات الاعلاميه في البلاد العربية وخاصة لبنان ، لانها وأنتم امام جهاز التلفزيون ، تتطاير أمامكم ، نفايات الآراء ، إن جرى درسها لان صيحات الندب على هذه الحريات ، تصم الأذان ، وتشعر بان الكون قد قٓرُبٓ أجله ، إن سلبت هذه الحريات !!

بل الذي اود ان أشير اليه ، الى ان بعض المذيعين على المحطات التليفزيونية وخاصة اللبنانية ، تراهم في سباق محموم ، لتسلق قمم الوقاحة ، والجهالة والسخافة ، في تعاطيهم مع من يستضيفوه !!

وإن تنسى ، لا تنسى ، المذيع ، وهو يجعلك تسلك درب الجلجلة ، لانه لا يحاور ضيفه ، بل يحاور نفسه
ولا يترك له مجالا ً حتى للمداخلة ، فترى الضيف كابي الهول صامتا ً من قهره ، اما المذيع فتنتابه صرعات التبجح بانه عليم فهيم ، وتقوده نشوات الانتصار لان ينهي المقابلة ، ويحشرك انت وضيفه في حالة انعدام الوزن ، لانكَ لم تفهم على هذا من هذا او من ذاك .

اما رفع الكلفة ، مع الضيف ، بمناداته باسمه دون لقبه ، فإنها تشير الى مرض عضال في عقل المذيع لانه لو كان بضيافته فنان او فنانة او راقصة ، فانه لا يغفل او ينسى ، في كر سبحة الألقاب المخلوعة على الفنان او الفنانه ، ويبقى طيلة مدة المقابله ، يسبح بحمد الألقاب ، ولا يترك نجما ً او كوكبا ً يسير في مداره ، إلا ونتشه وسحبه ، ورماه لصقاً قبل ان ينطق باسمه او اسمها .

اخيرا ً، لا ارى دواء ً لهذا الداء المتفشي ، لان التوظيف والتعيين في محطات التلفزيون ، يعتمد على درجة علمية فريدة ، هي قل لي من وراءك ، او من أرسلك او رشحك ، لان في ذلك دخولا الى السلطة الرابعة !!

أليوم خمرٌ وغدا ًا أمرُ

قال صاحبي إمرؤ ألقيس :
أليوم خمرٌ وغدا ًا أمرُ

اليوم زواج أمال علم الدين
واليوم معلقة منى أبو حمزه

فليسمح لي قرائي ألاعزاء أن استحضر روح الخنساء صديقتي الشاعره في الجاهليه ، لان عرش الرثاء على أخيها صخر ، قد زلزلت كيانه معلقة سيدة المجتمع المخملي الراقي منى ابو حمزه في رثائها على الظلم في لبنان ، والحيف المتمادي !!!

إن أنسى ، لن أنسى كيف أستوى ميزان العدالة على صفحتها ، وكيف ذاقت كأس المّر والعذاب وهي تفتش عن هذا الميزان ، وكيف مسحت غبار النسيان عنه ، وكان ينقص هذا الميزان ، سيف ( ذي يزن ) .

الخنساء أمامي ، وفي حضرتي ، ترجوني أن أعيدها الى الجاهلية ، لانها أجهشت بالبكاء وهي تستمع الى معلقة منى ابو حمزه ، وقالت يكفيني بكاء ً على صخر ، ويكفيني لطم وجهي ، ولماذا تعذبني ، وتقّطع أوصالي .... وقالت كفى كفى يا صاحبي !!!

لنرجع الى المعلقة ، التي ازدانت حيطان الشوف بها ، وقد تعلق باذيالها من كان في السوق !!

أقول :
لله درّك يا شعب لبنان ما أروعك !!!
إن تفيأ احدنا ، بعباءة متنفذ !!! وقد وقته من حر الصيف ، وبرد الشتاء !! لا يدري ان فوق سطوح الشعب صيف وشتاء ٌ في آن !!

إن أسكره طيب المقام ، لا يدري ان من هم خارج العباءة ، لا ماء عندهم ولا شراب !!

إن طاف الكون ، مبتهجا ، لا يعلم ان من هم خارج العباءة بالسير قابعون ، وخلف دارهم لا يزورن !!!

وإذا أخرجه صاحب العباءة لضيق في المكان ، تذكر ان الظلم عدو فتاك ، وان العراء مذلة ، والسؤال إهانه !!

لله درك يا شعب لبنان العظيم !!!

الثلاثاء، 27 مايو 2014

تسمية طرابلس

لقد طغت الأحداث الاخيرة المؤلمة على مدينة طرابلس، وأصبحت الحياة  فيها صعبة بعد ان كانت على مر التاريخ من اهم المدن التي ازدهر فيها العلم والثقافة والدين، وقد سعيت في بحثي هذا الى إظهار بعض الجوانب التاريخية لهذه المدينة، وحسبي ان تستعيد عافيتها لتحتل المركز الذي كان يرافقها منذ القدم.
طرابلس في التاريخ، وتسميتها:

تطالعنا بعض الأقلام ان التسمية، لطرابلس هي طرابلس الشام، وقد رغبت في ان اصل الى حقيقة الاسم من المراجع الموثوقة والكتب التاريخية الموجودة في المكتبات العالمية. 


من المعروف عن طرابلس انها كانت تنتج اجود وافخر انواع الورق، في أوائل الخلافة الأموية ومن بعدها الخلافة العباسية، وقد ذكر ذلك الطبري والفهرست ومقدمة ابن خلدون والمقريزي كل هذه المراجع كانت تبين طرابلس انها مدينة من مدن سوريا باعتبار ان كلمة سوريا في ذاك الوقت تشمل جغرافيا ًسوريا الحالية ولبنان والأردن وجزء من العراق وشمال الجزيرة العربية.

بعد الفتح الاسلامي جرى تقسيم سوريا الى ٤ أجناد :
قنسرين
حمص
دمشق
والأردن 

وقد ضمت طرابلس الى جند دمشق.

يتضح ان تسمية طرابلس باسم طرابلس الشام هي تسمية غير صحيحة كأن يقال مثلاً، عمان الشام، باعتبار ان الفتح العربي الاسلامي لم يدخل تعبير الشام على اي تقسيم اداري بل خصّ  دمشق  بأنها جند مستقل حتى عن حمص واتبع طرابلس الى دمشق اداريا وسياسيا.

اما الامير حيدر أحمد الشهابي في مجلداته :
    الغرر الحسان في تواريخ حوادث الأزمان 
   الروض النضير
   نزهة الزمان في تاريخ جبل لبنان 

فانه أتى على الكثير من اخبارٍ طرابلس، وقد حدد موقعها عندما أتى على ذكر موت أمير تولوز بالعام 
١١٠٥ انه دفن في جبل الغرباء بقرب طرابلس.
ولم يقع نظري في هذه المجلدات على الإشارة بان طرابلس كان يطلق عليها طرابلس الشام.

قبل الانتداب على سوريا ولبنان ومن بعده، كان موثقوا  القناصل الفرنسيين في المنطقة والمؤلفين منهم 
Charles Schefer
في كتابه المطبوع في باريس بالعام ١٨٨١ يكتبون عن طرابلس انها مدينة من مدن سوريا، لتفريقها عن طرابلس الغرب ( ليبيا )

بعد استقلال لبنان جرى سلخ بعض المدن من سوريا من ضمنها طرابلس، ولم تذكر وثائق الاستقلال  تسمية طرابلس الشام.

في مطلق الأحوال لا يمكن ان نغفل كلمة الشام لانها اليوم هي بالذات العاصمة دمشق.

في بداية القرن العشرين، بدأت الأحزاب ذات الصبغة القومية العروبية بإطلاق اسماء مثل ( سوريا الكبرى ) على منطقة كبيرة جداً من ضمنها العراق وهي بالتأصيل التاريخي تُعرف ببلاد ما بين النهرين فيها زهت حضارة بابل وما قبلها.

أهمية طرابلس الثقافية، العلمية والأدبية 

يقول الدكتور فيليب حتي في كتابه تاريخ العرب ان، الشاعر والفيلسوف ابو العلاء المعري  المولود بالعام ١٠٥٧م  تردد على الأوساط العلمية في طرابلس، وقد توفي في معرة النعمان بسوريا، مما يدّل على ان طرابلس كانت فيما مضى ملتقى الأدباء وأهل العلم .


في عهد السلاجقة في الأعوام ١٠٥٥م وما يليها كانت المدن السورية كلها ما عدا طرابلس عليها أمير سلجوقي  وكان أميرها من بني عمار، مما يبيًن انها كانت تواقة للاستقلال، ويضيف الدكتور حتي ان طرابلس كانت من اعظم المرافئ السورية، الذي جعلها هدفا ًللكونت ريموند الذي تجنبها في زحفه الى بيت المقدس.

بالعام ١١٠١ م عاد وحاصرها ولكي يعزل المدينة عما حولها ويقطع الإمداد عنها بنى قلعة علي تل مجاور يطل على نهر ابو علي اي تل الحجاج 
Mon Pellgrims
ولم يطل الامر حتى اصبح هذا التل مركزاً نما حوله حي لاتيني كبير.

طال الحصار ولم تستسلم المدينة، وقيل ان وفداً من طرابلس ذهب الى بغداد على رأسهم زعيم المدينة ولكنهم لن يظفروا بالاستغاثة.

مات ريموند في قلعته دون ان يحقق حلمه باحتلال طرابلس ولم تسقط الا بالعام ١١٠٩ م وهكذا تأسست كونتية طرابلس ( نفس المرجع د. حتي )

بالنصف الاول من القرن ١٧ ظهرت القرصنة في البحر الأبيض  المتوسط، نشروا الرعب والخوف والهلع وكانت الدول الضعيفة عسكريا ما خلا بريطانيا العظمى  تدفع جزية للقراصنة حتى يسلم رعاياها من الخطف والقتل، ومن هذه الدول هولندا والدنمارك واسوج،  وحتى الولايات المتحدة الأميركية التي التمست السلامة لرعاياها بدفع الجزية للقراصنة ، ويذكر الكاتب الأميركي 
Stanly Lane Poole 
The story of the Barbary corsairs 
Printed in New York year 1891

في كتابه ان الولايات المتحدة الأميركية اضطرت بالعام ١٧٩٦ م ان تدفع مبلغ ٨٣ الف درهماً  سنوياً الى ( داي طرابلس ) ونتج عن إصرار الداي بالدفع ان دامت حربا طيلة ٤ سنوات.
ولكن بالعام ١٨١٥ م هاجم الأسطول الأميركي مركز القراصنة في الجزائر وقضى عليهم، ولم تعد طرابلس بعد ذلك منطلقاً للقراصنة .
 
ابن طرابلس الشيخ محمد رشيد رضا، من اتباع الشيخ محمد عبده ذهب الى  مصر بالعام ١٨٩٧م، المتوفي بالعام ١٩٣٥، وحرر تآليف الشيخ محمد عبده، ( تاريخ الاستاذ الامام الشيخ محمد عبده ) ٣ مجلدات، وكتب ترجمة حياته ونشر تعاليمه في مجلة المنار 
كذلك، له تفسير القرآن الكريم ب ٨ مجلدات ( القاهرة ١٣٤٦ ه )    

يتضح من أعلاه ان طرابلس، كانت وما زالت مركزاً مهماً دينياً وفكرياً وللقومية العربية، كانت موئلا ً ومن أهلها كان الدعاة، لهذه الحركة ومن الظواهر إقبال أهلها على الأدب العربي القديم والبحث في التاريخ الاسلامي. وكانوا من دعاة تنظيم المجتمع العربي على  أساس سياسي ديموقراطي، والتوفيق بين الاسلام وروح العصر الحديث !!

هذه هي طرابلس بالتاريخ، 
وهذا ما أرجوه لطرابلس بالحاضر والمستقبل !!



الدستور


بادئ ذي بدء هذا البحث ليس بحثا ًقانونياً او دراسة فقهية، إنما هو من واقع الحياة اليومية لكل إنسان يعيش في بلد يحترم فيه الدستور ويطبق في آن .

من المتعارف عليه، ان الدستور هو اعلى وأسمى قانون في البلاد، وان تضارب الدستور مع اي نص قانوني ، وُجب لزاما تطبيق الدستور.

سأعتمد في هذا البحث مقاربة بسيطة جداً بين لبنان والولايات المتحدة الأميركية، حيث ان كلا البلدين لديهما دستور، مكتوب، وقد كتب الدستور الامريكي في العام ١٧٨٧، والدستور اللبناني اعتمد في أواسط القرن العشرين عند نيله الاستقلال .

وقد انعم الله على لبنان بمجلس نيابي معظم أعضاؤه ( ١٢٠ ) جهابذة في القانون وفقهاء في القانون الدستوري ، بالمقابل لا يتعدى أعضاء الكنغرس الأميركي بمجلسيه الشيوخ والنواب ( ١٠٠ شيخ + ٤٣٥ نائب ) وليسوا بالضرورة جهابذة او عباقرة في علم القانون الدستوري كما زملائهم في لبنان، لان لديهم محكمة عليا تفسر وتطبق الدستور.

وبما ان الدستور بصورة عامة،  ينظم عمل الدولة اي الحكومة ويحدد وظائف السلطات فيه، انه ايضاً يحمي حقوق الأفراد اي المواطنين 
.
لذلك ، سأعطي مثلا عن دور الدستور في تنظيم وتحديد السلطات . أما ان نعطي مثلا عن كيف يحمي الدستور حقوق الأفراد ( سنفرد بحثا ً اخر 
له )

في انتخاب رئيس الجمهورية  في كلا البلدين
.

سيلاحظ القارئ الكريم باني املأ صفحات عدة في انتخاب رئيس لجمهورية لبنان ، بينما مسألة انتخاب رئيس لأقوى وأعظم دولة في هذا القرن لا تأخذ اكثر من سطرين او ثلاثة على ابعد تقدير ومرد ذلك انه بالرغم من ان الدستور اللبناني حديث العهد مقارنة بالاميركي ، إلا انه كلما بتم انتخاب لرئيس في لبنان اي كل ٦ سنوات ، يتم استحضار أرواح من كتبوه إذا ماتوا او يتم استصراح من عاشوا أثناء وضع الدستور ، ليفسروا مواد انتخاب الرئيس ، فيدخلوا في روح الدستور وفي روح واضعه او ارواح واضعيه وينبشون القبور علهم يعرفون ما كان يقصده واضع الدستور ، ولا يغيب عن بالهم ان يستنبشوا ويفتشوا في كتب عملاق فرنسي مشرٌع مثل جوسران ، او عبقري في فقه الدستور كالنابغة عبد الرزاق السنهوري ،

 ومع ذلك لا يصلون الى نتيجة واحدة

. وان تنسى لا تنسى الجهابذة النواب الذين سيدلون بدلوهم الواحد بعد الاخر ، ومع ذلك ومع ذلك ايضاً لا يصلون الى رأي واحد .

وبذلك لا يتم انتخاب رئيس للجمهورية ! وان هذه المعاناة تحصل كل ٦ سنوات !
!
اعتقد ان هذه الفقرة اصبحتِ واضحة حتى ننزع عن النواب الكرام اي ملامة او عتب او تقصير في مسالة عدم الانتخاب ، لان ادوار العذاب وقهر النفس وتحمل المسؤلية تجعلنا نشفق  على نواب الامة 
.
ما حددته بالفقرة السابقة يمكن للقارئ الكريم ان يفهم ما يجري ، اليوم ، من تأجيل تلو التأجيل بالاضافة ًاني لست مع القائلين ان نواب الامة او رؤساء الكتل النيابية ينتظرون كلمة السر ، معاذ الله ان أُفكر في هذه المقولة لاني ما زلت مقتنعا ان الله انعم على لبنان بنواب قلّ نظيرهم  وسبق واسلفت انهم بزوا زملائهم الأميركيين

، لذلك استبعد هذا القول جملة وتفصيلا لان الضمير المهني لا يسمح بهكذا نعوت !!!

اما كيف يتم انتخاب أقوى رئيس بالعالم اجمع ، فقد وعدت القراء بقليل من الأسطر .
حدد الدستور الأميركي انه يتم انتخاب رئيس للبلاد كل ٤ سنوات  اي نهار الثلاثاء بعد اول اثنين من شهر تشرين الثاني .

يلاحظ كيف حددوا اليوم ( الثلثاء ) 
الذي يلي اول يوم اثنين 
من شهر تشرين الثاني 

والفارق بين لبنان وأمريكا ، انهم في لبنان يستحضرون روح الدستور وواضعه ، اما في اميركا لا يزعجون روح او أرواح واضعيه، فلا داعي الى جهابذة لان الدستور واضح مع انه قديم العهد بالعمر، ولا داعي لذكر إجراءات الانتخابات الإدارية لانها تعود الى موظفي كل ولاية .. الخ

ومعلوم ان الدستور الأميركي مستوحى من وثيقة الاستقلال آلتي وضعها توماس جفرسون وأُقرت بالعام ١٧٧٦ اي قبل وضع الدستور بعدة سنوات ، 

وبالرغم من ذلك لا يستحضرون روح توماس جفرسون ورفاقه أمثال بنجامين فرانكلين او جون أدامس !!!

 كذلك ولسخرية القدر لم يكن واضعي الدستور عباقرة بالقانون وجهابذة كما في لبنان بل كان بعضهم صحافيون بصحف ذي انتشار.

المقاربة المخزية هي في المهل التي حددها كل دستور لانتخاب الرئيس ، واعتقد بالرغم من أني لست جهبذا ً في القانون ان المهل بكلا الدستورين واضحة. جداً وضوح الشمس !!

اخيرا ً ، ان كان القصد من عدم انتخاب. رئيس الجمهوريه هو عدم وضوح النص الدستوري
او كان بسبب عدم إعطاء كلمة السر 
او كان بسبب  عدم  وضوح الرؤية. في الحرب الدائرة في سوريا 
او كان بسبب عدم كفاءة نواب الامة 
او كان بسبب في العجلة الندامة وفي التأني السلامة 
او كان السبب كما انتم يولىّ عليكم 
او كان   او كان  او كان 
فان مجموع أعلاه يفضي الى نتيجة واحدة
ألا وهي ان لبنان لم يستحق استقلاله عن جدارة !!!  بعد 

موسى ابن نصير وطارق بن زياد


موسى ابن نصير وطارق بن زياد 
صنعا المجد معا ً
والتقيا في جهنم سويا ً

المقدمه :

أن تصنع المجد وتكافأ هذا هو المعروف والتقدير
ولكن ان تصنع المجد وتلقى جهنم فهذا هو بئس المصير.

في هذا البحث لن أتناول أمجاد موسى ابن نصير وطارق ابن زباد لان كتب التاريخ قد صمت آذاننا عن هذين العظيمين الذين انارا ظلمات أوروبا في قرونها الوسطى ، ولكن سأوجز قدر المستطاع انتصاراتهما في احتلال اسبانيا.

توطئة تاريخية ؛

قال المؤرخ ابن عذارى وأيده البلاذري ان الأمويين عينوا ولاتهم على شمال افريقيا بدء ً من عقبه بن نافع بالعام ٦٧٠ م  ثم حسان ابن النعمان الغساني ثم موسى ابن نصير بالعام ٦٩٩ م ، وقيل ان والد موسى كان نصرانيا ًمثله مثل والد ابن اسحق صاحب السيرة وقد أسرهم خالد بن الوليد في في بيعة عين التمر إذ رآهم يقرأون الإنجيل، ويزعم البعض انه من بني لخم ويذهب اخرون انه يماني .

وتعود لموسى ابن نصير انه اخضع ساحل افريقيا الشمالية حتى المحيط الأطلسي . وكان لموسى مولى بربري اسمه طارق ابن زياد حيث لمع نجمه فجأة بالعام ٧١١ م لانه اقدم على فعل جريئ وجاز البحر الى اسبانيا، ودوّخ واحتل نصفها .

يقول الإدريسي في ذكر الأندلس منتخبات من نزهة المشتاق ان طارقاً في نهاية صيف ٧١١م بات وأمسى سيد اسبانيا المطاع .

فتح باب جهنم على مصراعيه لاستقبال موسى أبن نصير وطارق ابن زياد

بعد هذا الانتصار الكاسح، دبت الغيرة في نفس موسى ابن نصير ، وغلت مراجله من الحسد ، فقام بالعام ٧١٢ م على تجهيز جيش قوامه ١٠٠٠٠ جندي وأبحر الى اسبانيا ، حيث تعّمد اركاع القلاع والحصون التي عجز عنها طارق ، والتقيا في طليطلة !

ماذا يقول المؤرخ ابن عذارى والمؤرخ ابن الحكم عن هذا اللقاء الذي حصل بينهما :
قام ابن نصير بتوبيخ طارق وضربه بالسوط وسار به مشدود الوثاق لتقدمه في اسبانيا دون رأيه وهو مولاه !!!

وفي خريف السنة نفسها ٧١٢ م ورد الى موسى ابن نصير كتاب من الخليفة الوليد بن عبد الملك بن مروان يأمره فيه بالعودة الى دمشق متهما إياه بمثل ما اتهم هو عامله طارق ابن زياد .

خرج موسى من الأندلس وسار بالغنائم سالكا ًطريق البر الى دمشق، وكان برفقته ٤٠٠ أمير قوطي تعلو رؤؤسهم التيجان الذهبية وعدد لا يحصى من الغلمان ، ولما بلغت اخبارٍ الموكب دمشق ، تلقى موسى ابن نصير الأوامر من ولي العهد سليمان بن عبد الملك ان يؤخر في وصول الموكب لان غرضه في ذلك ان يصل الموكب غداة ارتقائه العرش لان أخيه الوليد كان مريضا ً.
( لمزيد من تفاصيل الموكب ومرض الخليفة الوليد يراجع ابن عذارى وابن عبد الحكم وابن القوطية وغيرهم ...)

لم يمت الخليفة ، ودخل موسى ابن نصير دمشق في شباط ٧١٥ م واستقبله الوليد بن عبد الملك في الجامع الأموي أحسن استقبال وقدم للخليفة الهدايا والغنائم .

لما تولى الخلافة سليمان بن عبد الملك اثر وفاة أخيه  الوليد ، اول ما قام به ان فتح باب جهنم  ( بعد ان أُقفل على طارق ابن زياد ) ، وأُدخل موسى ابن نصير أيضاً فيه وأَحكم إقفاله ، بحيث ان ذوّقه ألوان العذاب وأنزله الى أحط  دركات المذلة فاقامه بالشمس يوما ً كاملا ً الى ان خرّ مغشيا ً عليه ومن ثم جرده من سلطته وصادر أمواله.
وقد  شوهد فاتح افريقيا وقاهر اسبانيا في شيخوخته يستعطي في قرية نائية في وادي القرى من اعمال الحجاز .
( يراجع في نهاية موسى ابن نصير ابن خلكان ، ابن الأثير والمقري وابن القوطية )

فقرة استطرادية 
يقول ابن خلكان انه من جملة الغنائم التي قدمت للخليفة الأموي والتي حملها موسى ابن نصير المائدة العجيبة التي نسبت الخرافات ان الجان صنعها لسليمان ابن داوود وان الرومان نقلوها الى روما من بيت المقدس ومن روما نقلها القوط وصار ملوكهم يتنافسون على ترصيعها بالحجارة الكريمة وحفظت هذه المائدة في كاتدرائية طليطلة ، ويقول ابن خلكان الى ان طارق ابن زياد كان قد أخفى رِجلا من ارجل المائدة عندما طلبها موسى ابن نصير ، لانه اذا صار في حضرة الخليفة اخرج الرجل للدلالة على انه هو الذي أصابها فيصدقه الوليد.

ولسؤ الحظ ، لم ينل موسى او طارقاً ، حظوة او تكريما ، بل التكريم الذي ناله طارق ابن زياد وصله من الغرب بتسمية المضيق الذي عبره لاحتلال اسبانيا باسمه .

أعداد : فيصل محمد المصري
اورلاندو فلوريدا









الاثنين، 26 مايو 2014

ملوك الطوائف


هذا الدراسة لا تتناول المآثر الفكرية للعرب في الأندلس، ولا تتناول الأدب  والشعر بأقسامه كالموشحات  ولا العلوم الجغرافية، ولا تشير الى أثر الحضارة العربية في الغرب، حيث كانت أوروبا تعيش في  عهد الظلمات العلمية والفكرية والدينية، وكان البلاط الملكي الإنكليزي،  يرسل اميراته الى الأندلس ليتلقينٌ  أصول الأرستقراطية من الأميرات العربيات وكانت باريس في ليلة ممطرة،  يعجز السكان من السير بسبب الوحول بينما، غرناطة وطليطلة وغير مدينة أندلسية، مرصوفة طرقاتها ومضاءة  شوارعها .

لن أتناول في هذه الدراسة عن ملوك الطوائف علوم الفلك والرياضيات، ولا الطب، او الفلسفة ولكن،  اريد ان أشير الى اني أخذت معظم المعلومات من ابن خلدون ( ١٣٣٢ - ١٤٠٦ ) الذي دخل وسكن غرناطة  وغيره من المؤرخين الذين استفاضوا بالكتابة عن الأندلس وأخبار ملوكها ......
( الإدريسي ، ابن عذارى ، المقري ، ابن خلكان ، وغيرهم من المذكورين في مجلد تاريخ العرب )

يتضح مما تقدم،  ان للعرب مآثر جمّة وعظيمة في الأندلس، ولهذا السبب كان ضياعها بسبب ملوك الطوائف الذي نحن بصدده  حدثٌ تاريخي لا يصدق ، إذ قال بعض المؤرخين  ومنهم :

Lane - Poole , Moors in Spain
إن سقوط الأندلس  هو شذوذ عن القاعدة  التي تذهب الى ان المدنية العربية  ترسخ وتعمّر  حينما تحل أقدام العرب  ما عدا اسبانيا.

وشذودا عن القاعدة،  سأبدأ بحثي  من اخر يوم كان به العرب في غرناطة  وذلك في كانون الاول من العام ١٤٩١،  عندما اشتّد الحصار عليها  حيث سقطت في ٢ كانون الثاني من العام ١٤٩٢.

وقد ذكر هذا اليوم بالتفصيل ( المؤرخ المقري ) إذ قال وبينما السلطان محمد الحادي عشر ابو عبدالله منصرفٌ عن عاصمته غرناطة، حانت منه التفاته أخيرة الى عاصمة ملكه  فتأوه  وجرت عبراته  ودمعت عيناه  فنهرته أمه التي كانت مستشارته وقالت :

( يحق لك ان تبكي كالنساء ملكا ً لم تستطع ان تدافع عنه كالرجال ... )
ولا يزال الصخر الشاهق الذي أطلّ عليه السلطان من قمته للمرة الاخيرة يسمى :
( التموسسبرو دل مورو .. ) اي زفرة العربي الاخيرة !!!!
واستوطن  هذا السلطان  بعد رحيله عن الأندلس، كما قال ( المقري ) فاس وفيها توفي  سنة ١٥٣٣ مخلفاً  أولاداً، كانوا  عرضة  للعوز والفقر ويعدّون من  جملة الشحاذين، يراجع  في ذلك كتاب النفح للمقري  جزء ٢ ص ٨١٤ و ٨١٥
اذكر ذلك  لان نهاية هذا السلطان، محزنه وبذات الوقت عبرٌة  لمن يعتبر ...... الخ

فقرة استطرادية :

هناك  قصة عن  والدة  السلطان  محمد الحادي عشر ابو عبدالله، وكان  اسمها  فاطمة  حيث  كانت  معه وترافقه كالظل  لان  والده  اي  زوجها  السلطان  الابُ أبي الحسن  آثر جارية   نصرانية  عليها ( يقول المقري ان اسمها رومية )  فحرّضت ابنها على زوجها ، لان خلاقين الحسد ومراجل الغيرة  بدأت  تغلي  في قلب فاطمة   وقد استطاع  الابن ان  يخلع  أباه واصبح سيداً  لغرناطة !!!

هذه الفقرة الاستطرادية مهمة  لمعرفة كيف كانت تدار دويلات أمراء الطوائف .....

بعد سقوط الخلافة الأموية المدّوي في الأندلس ، نشأ على أنقاضها  دول  ودويلات  كان الهم اليومي لهذه الدويلات  التنازع  والتخاصم  فيما بينها، وقد شهد النصف الاول من القرن الحادي عشر اكثر من ٢٠ دويلة او مدينة او مقاطعة،  تزّعمها أمراء وسادة عرفوا في التاريخ عند العرب
ب ملوك الطوائف
ومنهم :
بنو جهور ....... في قرطبة
بنو عباد ........في إشبيلية
ابن زيري ..... في غرناطة
بني حمود ....في مالاقه
بني ذي النون ..... في طليطله
بني هود .. المنذرية في سرقسطة
بني صمادح ...في المرية
بنو الافطس ... في بطليوس
بنو برزال ..... في فرمونه

هذا غيض من فيض الملوك والأمراء

الان ، سأتناول بعض قصص وأخبار هؤلاء الملوك ، وكيف كانوا يديرون ممالكهم :
بنو عباد :
يرجع نسبهم الى ملوك الحيرة اللخميين، وبرزت هذه الدويلة  بمساع ٍ من احد أفرادها  وكان  قاضيا في إشبيلية،  وقد استعان  برجل يشبه الخليفة الأموي المخلوع  هشام الثاني،  ويقول  ابن خلدون ان  هذا الخليفة قد اختفى،  كذلك أكد ابن الأثير، وابن الخطيب هذه المعلومة التاريخية، ولكن  هذا القاضي أبقى هذا الخليفة المزعوم واستمر بالحكم  الى ان مات القاضي  وخلفه  ابنه  بوظيفة حاجب للخليفة المزعوم ثم  ما لبث  ان أعلن نفسه الحاكم المطلق وسمى نفسه المعتضد،  وقد قال  المؤرخون الذين ذكرتهم ( ان هذه الدويلة مهزلة المهازل )

إليكم قصة ثانية عن هذا ( الملك المعتضد )
كان شاعراً وكان  يطلب من  الشعراء ان يأتوه ليبارزهم في الشعر ، وكان كريما ً وله شعر فيه من الرقة والجمال،  وفوق ذلك كان يحب النساء كثيراً
وقد توسّع في حريمه    اذ كان له ٨٠٠ امرأة  فارهة  الجمال ( تصوروا كيف  كان بإمكانه إدارة دّفة الحكم  مع هذا العدد الهائل من الحريم )

إليكم قصة اخرى،  
للمعتضد، ابنا ً خلف  أباه بالحكم  اسمه  المعتمد، قال عنه  ابن خلكان  انه كان اكرم ملوك الطوائف ، وارحبهم ساحة   وقد  بزَّ  أباه  في  مضمار الأدب والشعر،  بحيث  لم يجتمع  بباب احد الملوك  أعيان وجمهرة من الشعراء مثل ما كان يجتمع ببابه، وقيل انه أندى وأكرم الملوك قاطبة،  وأديبا من الطراز الرفيع ، وسريع الخاطر  وقوي  البديهة  وكان لا يستوزر وزيراً  إلّا  اذا كان أديبا ً او شاعرا ً وكان مهووسا ًبحفلات الإنس  يحضرها  وهو متنكرٌ،  وقال عنه ( المقري ) ان احّب زوجاته اليه جارية فاتنة الجمال اسمها اعتماد   وهناك  قصة  طريفة  كيف  تعرّف اليها !! 
واشتهرت باسم اعتماد الرميكية وأصبحت ملكة وولدت له أمراء أذكياء، وكانت  رغباتها  تطاع   وأهوائها تكلف الخزينة مالا وفيرا ً مثلا  قالت  له  بعد تساقط الثلج على قرطبه  انها تحب  هذا المنظر  على مدار السنه او أقله  فأمر المعتمد ان تزرع أشجار اللوز على هضاب قرطبة  لانها  تزهر  في اخر الشتاء  فتظهر بيضاء كالثلج !!!
وهناك قصة اخرى عن الملكة اعتماد  وزوجها الملك المعتمد :

رأت ذات يوم ٍ بعض النسوة يمشينّ ، في الطين ( الوحل ) فاشتهت ان تمشي مثلهن  فأمر المعتمد ان تسحق الطيوب. وتذّر  في باحة القصر  ونصبت الغرابيل ( جمع غربال ) وصبوا ماء الورد على الطيوب ، وعجنت بالأيدي   وأصبحت  كالطين  وسارت الملكة مع جواريها عليه . ..... ( اترك لخيالكم الخصب كيف كانت هذه الحفلة الرائعة )

وهناك قصص اخرى .. تظهر سطوة النسوة ومكائد الوزراء وضعف الأمراء ....... وشراء المناصب ، والرشوة   وغير ذلك من فساد الادارة  حتى أينعت هذه الدويلات وحان قطافها  بعد ان توّحد الأمراء المسيحيون  وقضوا على  هذه الدويلات الواحدة تلو الاخرى !!

اخيراً ً، انهي بحثي، كما بدأته  بإعادة  القول الذي ورد في
Moors in Soain
....اجل أُقصي العرب عن البلاد  وظهر محيّا اسبانيا النصرانية ردحا من الزمن مشرقا كالبدر ولكن بنور مستعار  ثم  حلّ به الخسوف  وعم ّ الظلام  وما زالت البلاد تتسكع في تلك الظلمة منذ ذاك الحين .......الخ

إعداد
فيصل محمد المصري
اورلاندوا - فلوريدا
Faissal.masri@hotmail.com





الوثنية والجاهلية


الوثنية والجاهلية ،
التي ما زالت تطبق حتى يومنا هذا

توطئة تاريخية ، والنطاق الجغرافي لهذه الدراسة

درَجَ رجال الدين ، المسيحي ، ومن بعده الإسلامي، نعت وإطلاق تسمية الوثنية أو الجاهلية على  شعوب زهت وعاشت منذ حوالي ٤٠٠٠ سنة قبل التقويم الميلادي في المنطقة الجغرافية التي تعرف ببلاد ما بين النهرين (العراق وجنوبه) وشبه الجزيرة العربية، . حيث قطن في هذه الأرض الشعوب السومرية  ، الأكادية ، البابلية ، الآشورية والكلدان.


هذه الشعوب كانت ترث حضارة السلف، ولا تلغيه، بدليل أن البابليين أبقوا اللغة السومرية (المسمارية) في تدوين علومهم حتى فترات لاحقة، واستبدلوها بلسانهم، بعد فترة من الزمن.

الملفت هنا، أن إطلاق تسمية “الوثنية”، على شعوب علت في السماء لدراسة الفلك، وغارت في البحار، حيث كانت تقيم آلهتها  حسب معتقداتهم- وأمعنت في الأرض حرثا وغرسا ً، وبنت السدود، وأقامت الأقنية للري، لعمري هو بعيد كل البعد عن المقام السامي ، الذي أقاموا فيه وسكنوا ، وعمّروا بنيانه التليد والباقي فينا الى اخر الزمن !!

وإذا المقصود ، بالوثنية ، هو ان هذه الشعوب لم تؤمن بإله واحد فرد صمد، وكثرت عندها الآلهة ، حتى باتت أصعب من أن تعد أو تحصى ، فاني هنا أقول ، ما لم يتجرأ على قوله بعض رجال الدين ، بأنه ما زال تثليث الإله موجودا ً، وعلى الأقل هناك تثنية للآلهة في بعض الأديان السماوية.

أما لفظة الجاهلية المقيتة ، التي أطلقت على العرب الذين عاشوا قبل الاسلام ، تجعلني ، أشك في مصداقية هذا القول ، لأن تسمية الجهل والجهالة والجاهلية لا تطلق على من قال شعراً، عُدّ ذهباً  بثقله، وعُلقّ على أسوار الكعبة رفعةً وشأناً، حتى وصل الى سدرة المنتهى عظمة، ومقاماً.

وإذا ، اعتبرنا الجاهلية ، هي جهل في الدين ، والابتعاد عن توحيد الله والتكبير للأصنام ، بدلا من رب المعبود، فانه، لا بد من الإشارة  انه حتى في الجاهليه كان هناك الأحناف الذين هم من ملة أب الأنبياء ابراهيم عليه السلام الذين وحدٌوا  الله وعبدوه الى جانب عبدة الأصنام !!

( يراجع  بحثي في هذا الخصوص بعنوان 
في الجاهلية ايهما اسبق الوثنية ام الأحناف )

فيه إضاءة على ان العرب في الجاهلية لم يكونوا كلهم وثنيون  !! بل كان بعضهم من الأحناف !! 

 
اما الحاخاميون ( رجال الدين اليهود)، ولدى مروري على تاريخهم، لم يقع نظري في توراتهم او في قصص أنبيائهم انهم وصفوا الشعوب أعلاه بالوثنية ، لانها تعبد الأصنام وتآكلها حين تجوع ، لان فحول   المؤرخين ، قالوا ان السبب يعود الى ان القائد العسكري الفذ نبوخذنصر الكلداني ( يشتهر اليهود بكرههم له) عندما أحتل أورشليم القدس ، سبى جمهرة كبيرة من اليهود وأخذهم أسرى الى بلاده ، وكان اختياره لهم يتم على أساس كفاءة الأسير و علمه وثقافته ، العلمية والدينية ، وقد احاطهم حوله وفي قصره ، وسمح لهم بنيل ما لذ وطاب من حضارة بابل ، وفي  التوراة ذكر،  ان النبي دانيال ، راجع القائد العسكري الفارسي سيروس ، ( بعد سنوات من غروب عصر بابل ) لإعادتهم الى أورشليم ، وقد أمر هذا الفارسي بعودتهم ( يراجع التوراة سفر النبي دانيال )

وفي حين أني لست هنا لاعدد أوجه الشبه بين الحضارة البابلية وما جرى تدوينه من اخبار ، أنبيائهم في التوراة. وهذا الموضوع يحتاج الى مقاربة ومقارنة في بحث اخر !!!
٠
ولكن لا بد من الإشارة الى،  ذكر حدثين تاريخيين مهمين يتعلقان :


باليهود والفرس ، 
واليهود والعثمانيون الأتراك:

١/ ان اليهود لم ينسوا فضل فارس بإعادتهم الى أورشليم القدس ، لغاية اليوم ، والتاريخ المعاصر  يشهد على ذلك.

٢/ ان اليهود لم ينسوا فضل الامبراطورية العثمانية لاستقبالهم غداة  سقوط الأندلس على يد أمراء ورجال الكنيسة الإسبانيين ، حيث وفدوا الى اسطمبول،  وقد وقع نظري على مخطوطة همايونية فيها اسم كل يهودي وعدد أفراد عائلته وأين سيسكن ، وعنوان المنزل وعدد غرفه ….. الخ من تفصيلات دقيقة.
 
السحر: في بابل ، وفي الجزيرة العربية

السحر،  هو الاعتماد على الأرواح الطيبة والخبيثة وقد عرفته شعوب العالم بأكمله ويشابه بعضه بعضاً ويقول ابن شهيد الأندلسي في كتابه “الزوابع والتوابع”، ان  عرب الجاهلية كانوا يسمون الذكور من الشياطين “زوبعة” والإناث “توبعة”.

يلاحظ القارئ  أني اذكر السحر الذي كان بالماضي على ايام الوثنية والجاهلية ، ولا اذكر ما هو غير معلوم او مطبّق اليوم ، وقس على ذلك في بقية البحث ، دون حاجة للتذكير..

البخور،  يحرق رمزاً لإبعاد السيئات ، نزع شعرة او قطعة من الثياب ، لإيقاع الأذى ( والملاحظ ان حمورابي منع هذه الأفعال ) 
وهذه الأيام غير ممنوعة!

كانوا يضعون على أبواب بيوتهم نعل حافر الخيل لان الشياطين اذا رأتها تعبر الدار ولا تدخله .
ما زال هذا الطقس متبع حتى يومنا هذا !!

كانوا يعتبرون ذبح حيوان على عتبة بيت جديد قبل سكنه يمنع الكوارث والشرور ويرد الآلام والاحزان عن أهل البيت .
لم  يزل هذا الطقس الوثني سائدا لليوم !!

كانوا يعتقدون ان عيون الجان زرقاء ،
 ولم يزل هذا الطقس معمولا به كتعليق قلادة من الخرز الأزرق لتضليل الجان ، فلا تلمس الأولاد ولا تمسهم بسوء ،وتسمى ( حرز )

في التوراة ، هناك الكثير من هذه المعتقدات الوثنية ، 

يراجع بذلك سفر الخروج ( مسو العتبة العليا بالدم .. فان الرب يجتاز ليضرب المصريين فحين يرى الرب على العتبة العليا يعبر الرب عن الباب . ( سفر الخروج ( 12-22 )

كانوا يؤمنون بالعرافة والتنبؤ وما يخبؤه المستقبل ويفسرون الأحلام ، ويعتبرون الرؤية هي رغبة الآلهة وأبلاغهم أوامرها ، وقد وجد تفسير الأحلام صناعة رابحة في بابل .

كانوا يعتقدون رؤية طير مصدرا للتشاؤم  كالغراب لانه ينذر بالفراق ، والبوم شؤما ً، وساكن الخراب، ويخافون كسوف الشمس وخسوف القمر ويهرعون للمعابد ،
   لمزيد من الاطلاع على المعتقدات البابلية والجاهلية وغيرها من الطقوس التي ما زالت. تطبق في يومنا هذا بحرفيتها : يمكنكم الدخول الى حسابي في
Twitter ) @FaissalMasri  ) فيه الكثير من الطقوس الوثنية المتبعة حتى يومنا هذا !!

الوثنية في العالم الجديد

أثناء الحرب الأهلية الأميركية في العام ١٨٦١ وما يليها سرت بين الجنود عبارات مشهورة ما زالت تدق الأذن لغاية اليوم ، كلها تندرج تحت مصطلح تعدد الآلهة كالقول :
Gods and generals
هذا يعني انه في وطيس الحرب، الجنرال هو الاله الذي يطاع ، وقد قويت شوكة الضباط الأميركيين على مر الزمن ، وبات يطاع كالالهة .

لم أدخل في بحثي عن كوارث الوثنية في اميركا الجنوبية ، ولا تكابرت ، على إجتياز غابر الأزمان والأكوان في اسيا ، لان الوثنية هناك ضاربة اطنابها !!
ولم اتجرّأ ولن اتجرأ على سبر بحور الأديان السماوية لاشير الى وثنية بابل هنا ، او الى وثنية الجاهلي هناك ، بل الذي يهمني ان أقول كلمتي وامشي .

اخيراً كم أحب ان اسبر غور بابل وأهلها ، فتاريخهم مَجِيدٌ ومكتوب على ألواح حمورابي ، او أوراق بردى هنا وهناك ، او أسطورة نقلها أحبار اليهود ونسبوها لهم ، ويعود الفضل في كشف الألواح الى منقبي الاثار الغربيين ، الذين كشفوا الخط المسماري ، ولا أنسى الأساتذة العراقيين الأفاضل الذين ترجموا حمورابي وألواحه ، وأساطير بابل كلها للعربية .

اخيراً يؤلمني كثيرا ً ان عرب الجاهلية لم يصلنا من تفوقهم الا الشعر والمعلقة والاطلال ، وبعض اخبار الأحناف ، اما علوم الفضاء والطب والزراعة لم يصلنا شئ ، الا كفرهم ووئد بناتهن ، وفي هذا قيل الكثير ، 
wasan1
المراجع :

إنجيل بابل … خزعل الماجدي … ومراجعه
قصة الخليقة البابلية .. وائل حنون .. ومراجعه
تاريخ الأديان .. الدملوجي ومراجعه
التوراة
تاريخ العرب .. فيليب حتي
المكتبة الهمايونية بإستامبول
مكتبة الكنغرس الأميركي

إعداد : فيصل محمد المصري

اورلاندو فلوريدا
Faissal .Masri@hotmail.com

دراسة صليما المتن والامارة اللمعية




صليما المتن والأمارة اللمعية
اثناء الحكمين العثماني والمصري
في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر م.

اولا : تاريخ صليما أثناء الحكمين العثماني والمصري  

كان وما زال يسكن صليما عائلتين درزيتين هما المصري وسعيد، ولم أتمكن من الاطلاع على أي صك مكتوب أو مخطوط مؤرخ وموقّع من أي فرد من هاتين العائلتين الكريمتين، أيضا، لم أعثر على أي قصاصة ورقية تحكي عن السفر برلك أو أعمال السخرة والتجنيد الإجباري السافر بالجيش الانكشاري.
 ومرد ذلك يعود الى ان معظم العائلات الدرزية العامية ( بخلاف العائلات الدرزية الإقطاعية ) لم تدون تاريخها، وقد نرى هنا أو هناك بعض ( المؤرخين ). يرجعون نسب عائلاتهم الى قبيلة كذا او كذا من دون سند تاريخي او مرجع يعتد به..

..بعض  العائلات الدرزية الإقطاعية، كان الشيخ أو الامير فيها يستكري كتبة من الدروز او النصارى المتعلمين لكتابة تاريخ او أحداث هو يمليها عليهم وفق مزاجه، الامر الذي يجعل بعض او معظم هذه المخطوطات قابلة للطعن .

اما فيما يتعلق بتاريخ صليما والأمارة اللمعية في الفترة المنوه بها أعلاه، فان المصادر التي اعتمدت عليها، تعود الى تاريخ الأمراء اللمعيين (عائلة درزية إقطاعية في ذاك الزمن كانت تدون أحداثها) بالاضافة ، الى ان النقص في تاريخ تلك الأحداث من قبل العائلتين لا يمنعنا من استقصاء الحوادث من أمهات الكتب وبطون المراجع لمؤرخين اصحاب مصداقية كتبوا عن السخرة والسفربرلك وألانكشارية وعن طريق الاستدلال …

تاريخ صليما أثناء الحكمين البغيضين العثماني والمصري.

ما وصل إلينا من أجداد  كلتا العائلتين الكريمتين، هي القصص المروية مِن أن فلان إبن فلان أخذه ألاتراك من بيته ليلتحق بالجيش إلانكشاري أو السخرة ( كانت لمد سكة حديد الحجاز، أو لاستخراج الفحم الحجري لتسيير ألقاطرات ) والمؤلم أن هذا ألفلان إن ذهب  لم يعد، وإن عاد كان الراوي من عاش من أهله.

بناء عليه،
 وحيث أنه ذكر في بعض المجلات ، عن ثورة في صليما عام ١٨٤٠ م، وان الأهالي اعتقلوا قائد الجيش وعناصر من الجيش المصري، ورفضوا تسليمهم إلا بعد تدخل الأمير بشير الشهابي، وابراهيم باشا المصري، وأمرا بإلغاء السخرة لأبناء صليما ….الخ.

هذه الواقعة (الثورة) إن حصلت، فإنها تكون في ذاك الزمن حدثاً جللا، يسترعي انتباه المؤرخين المستقلين، ويستدعي إصدار أمرٍ من ديوان الأمير، ويتطلب فرماناً مسجلا في سجلات الجيش المصري، وبمطلق الأحوال الإشارة اليه في مخطوطات المكتبة الهمايونية بإسطمبول.

كل هذا، لم نجده بعد البحث والتقصي!!!
لأن المؤرخين شددوا على أن حملات محمد علي باشا وإبنه إبراهيم باشا،  على لبنان، كان الهدف منها:
تأديب الثوار  وخمد الفتن، وفرض الجزية واستيفائها بالقوة، وزرع الفوضى، وأعمال النهب والسرقة، وزرع الفساد والفتنة بين الاهالي..  لا بل في إحدى حملات إبراهيم باشا قبل هزيمته المشينة في بحرصاف ( قرية قرب بعبدات ) عاث جيشه بإحدى القرى المجاورة حرقا و دمارا لا بل اغتصبوا بعض النسوة.

لم يقع نظري، على مخطوطة تفيد بأن صليما قد تعرضت، لأي هجوم، من الجيش المصري الذي اشتهر بالهمجية، آنذاك، في مواجهة أي ثورة قامت أو تمرد حصل. كل ما في الامر، قد يكون تململ من أهالي صليما  أو امتعاض لم يبلغ درجة الثورة  فضلا عن أن الأمير بشير الشهابي في سنوات حكمه لم يكن عادلا ً أو منصفا، أو رؤوفا ً لرعيته، حتى يقف هذا الموقف المشرف  وهذا ما استبعده على إلاطلاق، ولا داعي للشرح في خصال إبراهيم باشا التي تستدعي العفو والسماح لأهالي صليما، إن ثاروا لانها ليست من شيمه.

من خلال اطلاعي، لم أجد صلة تربط ما بين إبراهيم باشا وصليما، إلا عند انهزامه في بحرصاف، إنهزم جيشه إلى قرنايل  ووقف هو في صليما مع ثلة من حرسه طلبا ً للماء.

العائلة اللمعية من رتبة المقدمين، إلى مقام سمو الامراء.
٢-١ في السنة ١٦١٧م  بعد رجوع الأمير علي بن معن إلى صيدا:
أعطى حكم بلاد المتن إلى مقدمي كفرسلوان من بيت ابي اللمع.
٢-٢ في السنة ١٦٣٠م  في زمن السلطان محمود الاول ابن السلطان الثاني العثماني، بنى المقدم حسين ابي اللمع داراً عظيمة في صليما، وقطن فيها. ( السراي )
٢-٣ في السنة ١٧١٠ بعد معركة عين داره ما بين القيسية واليمنية، وقف اللمعيين إلى جانب الأمير حيدر الشهابي، حيث لمع في هذه المعركة الفاصلة المقدم مراد ابي اللمع كفارس شجاع، إذ أبلى بلاء منقطع النظير، هو وإخوانه المقدمين، فكانت الجائزة الكبرى، إذ خلع الأمير حيدر على اللمعيين لقب ومقام وسمو الامارة، وبات كل المقدمين أمراء ، ينال كل منهم التعظيم والتشريف وزيادة في التكريم والتبجيل تزوج الامير حيدر منهم، وزوّج إخته للأمير عبدالله وأعطاه قطاع بيت شباب، ومنح الأمير مراد نصف حكم المتن.

وهناك رواية أُخرى موثّقة في أحداثها، تفيد أنه بعد معركة عين داره، تقدم أحد تابعي الأمير مراد ابي اللمع، وناداه باسم المقدم، فغضب غضبا ً شديدا ً  وهجم عليه وزجره وقال له قد قتلت بهذا السيف خمسة أُمراء في عين دارة، وما زلت تناديني ( بالمقدم ) فضربه وقتله. ومن ذاك الوقت لم يعد أحد يتجرأ بقول مقدم لأي أمير لمعي.

تنصّر العائلة اللمعية وأثرها على عائلتي المصري وسعيد.

من الثابت والمؤكد تاريخيا ً أن تنّصر بعض العائلات الدرزية الاقطاعية والعامية، قد شكّل نكسة في الخاصرة الدرزية.. (ليس مجال بحثنا) ولكن يجب التوقف للتنويه بهذه العائلة اللمعية الكريمة التي تنصّرت ولم تأتِ بأي ضرر او تقوم بإيذاء العائلات الدرزية التي كانت في كنفها او تجاورها او تحكمها ، كالعائلة الشهابية التي اجلت وهجّرت آل نكد من دير القمر الى الشحار الغربي (عبيه).

الأمراء اللمعيون، بالرغم من تنصرهم، لم يمنعوا شقيقتهم الاميرة اللمعية الست زهر أم سليمان قدّس الله سرّها الابقاء على دين التوحيد الذي وصل اليها من الاباء والاجداد، حيث بقيت على دينها الى حين وفاتها، وأوصت وأوقفت أملاكها المنقولة وغير المنقولة مناصفة بين عائلتي المصري وسعيد، حتى أن قصرها الرابض على تلة مشرفة على صليما، ما زال شاهدا ً وشامخا ً يرفرف من على سطحه علم التوحيد المخمس الحدود، يستظل من فيئه خلوة  ومجلسا ً للمؤمنين.
أما مدفنها الشريف، أصبح مزارا ً ومقاماً ً في بقعة مشرّفة  يطلق عليها ( القبة)

المراجع:
- ألغرر ألحسان في تواريخ حوادث ألازمان
- نزهة الزمان في تاريخ جبل لبنان
- ألروض ألنضير
( للأمير حيدر أحمد ألشهابي )
- تاريخ ألعرب
للدكتور فيليب حتي
- المكتبة الهمايونية في إستامبول
- من سجلات حملات محمد علي باشا

 اعداد
فيصل محمد المصري ( من صليما )
مقيم في : أُورلاندو ، فلوريدا
الولايات المتحدة الأميركية
الثامن من نيسان ٢٠١٤ م